إلا الشعر يا مولاي!

 


 

 

 

سطر جديد

 

        إن كنوز الكون كله وثرواته بما فيها من ذهب وفضة ومليارات الأموال لا تستطيع أن تبدع بيتاً واحداً من الشعر المجيد، فالموهبة والإبداع هما هبات ربانية يمكن أن تباع ولكنها حتماً لا تُشترى. ذاك هو موضوع قصيدة (إلا الشعر يا مولاي) التي كتبها الشاعر المصري الراحل فتحي سعيد وأطلق إسمها على ديوانه الشعري و إلتزم فيها الشكل القصصي الحواري ما بين الشاعر والملك النعمان.

        إستوقفتني هذه القصيدة الرائعة مطلع الثمانينات، ربما على صفحات مجلة الدوحة القطرية ومن يومها وأنا أبحث عن ديوان فتحي سعيد:

        خاطب الملك النعمان ندماءه ومن بينهم الشاعر قائلاً:

علمني يا رب الأشعار

علمني الحكمة والصمت

وفن اللعب على هاتيك الأوتار

علمني الفطنة واللغو

وتأريخ الفلك وفن الإبحار

علمني فن العوم مع التيار

وضد التيار

علمني المنطق والجبر

وأصل العائلة وفلسفة التيجان

علمني الموسيقى..

علمني الرسم ومزج الألوان

        ويأتي جواب الشاعر على الأوامر السلطانية:

ذلك ميسور يا مولاي

أغرف من نبع المعرفةِ كما شئت

فلا حرج على الملك النعمان

        ولازم شاعر العصر سلطانه النعمان إلى أن أتقن كل هذه الفنون، وذات يوم طلب السلطان من الشاعر ما لم يكن في الحسبان:

علمني الشعر

فإن الشعرَ خلود الأزمان

علمنيه

فإنك أدرى بالقافية

وبالخافية من الاوزان

علمني كيف أصوغ من الكلمات

عقود اللؤلؤ والمرجان

        ويأتي جواب الشاعر صريحاً قوياً وحاسماً:

علمتك كل فنون الإنسان

أما الشعر فعذراً يا مولاي!!

fadil awadala [fadilview@yahoo.com]

 

آراء