بين فتحي خليل وصلاح قوش ورئيس الجمهورية!! … بقلم: الطيب مصطفى

 


 

 

 

زفرات حرى

 

 

eltayebmstf@yahoo.com

من يقارن بين الحملة الإعلامية الضخمة التي نظمها مؤيدو الأخ صلاح قوش والصوت الخفيض الذي لا يكاد يسمعه أحد المصاحب للأخ فتحي خليل ولا أقول حملة فتحي خليل التي لا أرى لها أثراً يظن أن مرشح المؤتمر الوطني لمنصب والي الشمالية هو الأخ صلاح قوش وليس فتحي خليل الذي يبدو أنه لا بواكي له!!

قد لا يكون الأخ صلاح قوش مسؤولاً عن هذه الضجة المصاحبة لترشيحه والتي قد يكون معجبوه أو الممتنون له من الذين يعملون على رد الجميل له لقاء الخدمات الجليلة التي قدمها لمنطقته لكن رغم ذلك فإني أظن أن المسألة قد تجاوزت الحدود المعقولة إذ إنني لا أفهم البتة أن يختفي صوت المرشح لرئاسة الجمهورية وصوت مرشح الولاية في إطار الحملة (القومية) التي أقامها منظمو حملة صلاح قوش وكأنه مرشح الرئاسة وليس مجرد دائرة برلمانية لا تختلف عن مئات الدوائر على امتداد السودان التي لم نسمع باسم معظم مرشحيها!!

لا أظن أن أمر صلاح قوش الذي أكنّ له احتراماً كثيراً يحتاج إلى إهدار مزيد من المال بعد أن نال تأييد أكبر الأحزاب المنافسة لحزبه في الولاية الشمالية.

هذا يقودني لموضوع آخر وهو حملة رئيس الجمهورية خارج الخرطوم فقد عدت من القضارف قبل ثلاثة أيام ووجدت أنه لا أثر لحملة الرئيس الانتخابية ولا بقية المرشحين لرئاسة الجمهورية من الأحزاب الأخرى.

لعل القراء الكرام يعلمون أننا في منبر السلام العادل تبنّينا دعم المشير البشير لأسباب فصلناها في بيان ولعل أهمها هو الخوف من بديل المغول الجدد الذين بلغت بهم الجرأة درجة أن يحاصروا برلمان السودان من الخرطوم بعد أن كانوا عاجزين قبل كارثة نيفاشا عن دخول مدن الجنوب البعيدة وهو ما يذكِّر بمقولة باقان أموم نذير الإثنين الأسود الذي صرح قبل توقيع نيفاشا بستة أشهر بأن نيفاشا ستقضي على الجلابة بما يعني أنهم باتوا قاب قوسين أو أدنى من إقامة مشروعهم القميء (السودان الجديد) لحكم السودان الشمالي بعد أن حكموا الجنوب!

أقول منطلقاً من موقف المنبر المبدئي إن حملة الرئيس في الولايات تحتاج إلى إعادة نظر، ذلك أن معظم الولاة المرشحين بل معظم مرشحي المؤتمر الوطني مشغولون بأنفسهم بأكثر مما هم مشغولون بالرئيس خاصة وأن المرحلة المقبلة سيزيد فيها التشاكس بين المركز ممثلاً في رئيس الجمهورية والولايات التي سيُنتخب الولاة فيها كفاحاً من الجماهير وليس بالتعيين الأمر الذي يمنحهم سلطة أقرب ما تكون إلى المطلقة.

بخبرتي الإعلامية المتواضعة أشعر بأن حملة الرئيس خارج الخرطوم تحتاج إلى مراجعة إذ إنني لم أجد لافتة واحدة للرئيس في القضارف وما أدراك ما القضارف!!

وأرى أن حملة الرئيس تحتاج إلى غرف عمليات في كل ولاية على حدة بدلاً من الآلية الحالية أو يمكن للآلية الحالية «هيئة سوار الدهب» أن تكوِّن لجاناً على مستوى كل ولاية يُختار لها الأقوياء الأمناء من الثكالى أصحاب الوجعة وليس النائحين المستأجَرين.

ماذا يحدث في جبل مرة؟!

علمت من مصدر موثوق أن أسلحة ثقيلة تُنقل ليلاً بالطائرات إلى جبل مرة حيث قوات عبدالواحد محمد نور بما يعني ــ إن صحّ الخبر ــ أن هناك اتجاهاً لإعادة استنساخ قصة خليل إبراهيم الذي كان مهيض الجناح إلى أن وُقِّعت اتفاقية أبوجا مع فصيل مناوي الذي كان حينها الأقوى في الساحة وما إن تم التوقيع حتى تحرك أعداء السودان لتقوية خليل إبراهيم وتزويده بالسلاح حتى يصبح قوة ضاربة وقد أغرى ذلك لوردات الحرب ممن لا يعرفون غير البندقية والموت والخراب وسيلة للعيش أغراهم بالخروج على مناوي والانخراط في صفوف خليل إبراهيم كما خرج بعض زعماء فنادق الخمس نجوم وكون فصائل جديدة يتفاوض بعضها اليوم في الدوحة ويطالبون!!

وهكذا أصبح فصيل خليل إبراهيم هو الأقوى وذهبت كل وعود أمريكا ومبعوثها روبرت زوليك الذي وعد بإجبار الفصائل غير الموقعة على التوقيع إذا وافقت الحكومة على الصيغة المعدلة التي أشرف عليها... ذهبت أدراج الرياح بل إن أمريكا صبّت بعد ذلك المزيد من الزيت على نار دارفور تماماً كما فعلت عقب توقيع نيفاشا التي أراقت بعدها بنزيناً شديد الاشتعال على نار دارفور رغم أنها وعدت بإطفائها تماماً!!

إن صحت هذه المعلومة، وحق لها أن تصح بالنظر إلى تعقيدات المشهد الدارفوري الذي لم تكتمل فصول أصحاب الأجندة الخارجية الضالعة فيه، أقول إن صحت المعلومة فإننا موعودون بفصل جديد من فصول أزمة دارفور بطلته هذه المرة إسرائيل وربيبها عبدالواحد نور وحاضنته باريس اليهودي ساركوزي ولا نقول أكثر من (الله يكضب الشينة) ولا نذكِّر بأكثر من إعداد القوة العسكرية والمعنوية والجهادية خاصة وأن أمثال العلماني عبدالواحد محمد نور الذين أتوا إلينا بإسرائيل لا يستحقون غير الجهاد في سبيل الله وإعداد كتائب حركة حماس وانطلاقها من الخرطوم ودارفور.. عندها سنُعلي من صوت علي عبدالفتاح من جديد «ألا يا خيل الله اركبي».

 

 

آراء