عودة غوردون .. شارلس ترنش .. ترجمة: بدر الدين حامد الهاشمي

 


 

 


تقديم: السطور التالية هي محاولة تلخيص وترجمة بضع صفحات من كتاب ألفه شارلس ترنش عن سيرة حياة الجنرال شارلس غوردون بعنوان: "الطريق إلى الخرطوم"؛ وقد صدر عن دار نورتون في الولايات المتحدة في عام 1979م. ويصف المؤلف في هذا الجزء من الكتاب تفاصيل وصول غوردون للخرطوم، وعن ما قام به لتنفيذ ما جاء لأجله للسودان (أي إجلاء القوات المصرية ومن يرغب من المدنيين). اعتمد المؤلف  في هذا الجانب على وثائق الحكومتيين البريطانية والمصرية، وعلى كتابات من شهدوا تلك الوقائع. ونحاول هنا ترجمة بعض ما سبق ذكره عملا بأن "لا حياء في التاريخ" وأن "التاريخ حمال أوجه".

استقبل غوردون عند وصوله للخرطوم صبيحة يوم 18/ 2/ 1884م استقبال الابطال المنقذين من قبل الموظفين الرسميين بأزياهم الرسمية المذهبة، وشارك في الاستقبال أيضاً الكثيرون من مواطني الخرطوم العاديين.
مهما اختلف الناس حول سمعة غوردون، فيجب الإقرار بأن الرجل قد أفلح، يشخصيته الجذابة وطاقته المتوقدة، في إثارة اهتمام وإعجاب سكان الخرطوم، والذين تقاطروا لاستقباله من كل حدب وصوب. ظل تجار المدينة يرتعدون رعبا مما سيحيق بهم إن كتبت الغلبة للمهدي وجيشه من البقارة المولعين بالتكسب.كان غاية أملهم أن يقوم غوردون بإنقاذهم مما ينتظرهم على يد جيش المهدية.
أقيم حفل استقبال رسمي في قصر الحاكم العام، استقبل فيه غوردون العلماء والمستشارين وكبار الموظفين. بعد الفراغ من تناول المرطبات والقهوة تمت قراءة الفرمان (المرسوم) الذي بموجبه تم تعيين غوردون حاكما عاما للسودان. ألقى غوردون بعد ذلك خطابا جاء فيه ما يلي: "ما من شك عندي أن الله سيعيننا وسيأخذ بيدنا لتجاوز أوضاعنا الحرجة الراهنة". لقد كان بمقدوري أم أجلب معي جيشا جرارا، بيد أني لم أفعل لثقتي التي لا تحدها حدود في جنودكم هنا". قام غوردون بعد ذلك بتقديم استيوارت للحضور على أنه "أخ" و"وكيل" له (بمثابة رئيس وزراء) تتوجب طاعته وتنفيذ أوامره وكأنها صادرة منه شخصيا. أضاف أيضا أن استيوارت قد أتى معه "على عجل"؛ وهذا يفسر عدم إحضاره لزيه الرسمي! ثم توالت من بعد ذلك الكلمات التي كان الجميع في انمتظار سماعها: "لقد قررنا إلغاء كل متأخرات الضرائب المفروضة على جميع المواطنين حتى نهاية 1883م، وسنقوم بإحراق جميع ملفات الضرائب القديمة، كما سنقوم بتخفيض الضرائب لعام 1884م إلى النصف. وأعلن لكم أيضا أنني أبيح تجارة الرقيق، وأسمح بها تماما كما كان الأمر في الأيام السالفة". وبما أن غوردون كان يتمتع بمواهب استعراضية هائلة، فلقد أعقب خطبته بالقيام بحرق بعض ملفات الضرائب القديمة، وأحرق معها بعض "الكرابيج"، وكانت تلك من أدوات التعذيب الرسمية التي كانت تستعين بها السلطات على استخلاص الضرائب من المواطنين. بدأ غوردون على الفور وبصحبة ثلة من الكتبة في النظر في العديد من الطلبات والاسترحامات المتراكمة، بينما اتجه استيوارت نحو السجن حيث كان يقبع فيه المئات من السجناء محشورين كالسردين، وقد قيد كل اثنان منهما بالسلاسل، وشرع استيوارت في التحقيق في أحوال السجناء وشكاويهم. ما أن حل عصر ذلك اليوم حتى كان 20 من أولئك السجناء يتنسمون عبير الحرية خارج أسوار السجن العتيق، ذلك أن ستيوارت قد اكتشف أن أولئك الرجال كانوا إما قد اعتقلوا دون محاكمة، أو ظلوا في الحبس من بعد انقضاء محكوميتهم، أو لعدم كفاية الأدلة ضدهم.
عبر غوردون عن بالغ أسفه لفقدانه ليده اليمنى "برزاتي بيه"، والذي كان قد لقي مصرعه مع هكس باشا، وأصر على زيارة عائلته المكلومة، وتعهد بتبني أطفاله اليتامى، ونفح أرملته المكلومة 100 جنيه استيرليني. لم يتسع وقت غوردون لتناول وجبة فاخرة من الديك الرومي (الحبشي)  والبيرة من النوع الفاخر والتي قام السيد "بوار"  بتحضيرها بنفسه خصيصا للمناسبة.
وفي اليوم التالي واصل استيوارت حملته لتخفيف السجون من أحمالها، بينما قام غوردون بزيارة المدارس حيث احتشد التلاميذ وأساتذتهم بملابسهم الرسمية، والجميع يؤدون الأناشيد التي تشيد بالزائر الكريم. قال غوردون فيما بعد ساخرا: "أعجبني جذل الصبية السود وهم يتصايحون طربا إلغاء الضرائب، بينما لم يكن أحد من أهاليهم في الواقع قد دفعها فعلا"! لم ير غوردون من داع ليقرب الكافور من أنفه كترياق لعفونة الخرطوم كما كان يفعل سلفه "دي كتولنج"، بيد أن رائحة الفساد السياسي كانت تملأ الآفاق. أقدم غوردون ، وهو في أشد حالات الغضب، على فصل العديد من المسئولين، ووجه كلمات قاسية محذرا عددا آخر.
قام غوردون بالإعلان الرسمي عن "تعيين" المهدي كسلطان على كردفان، وأعلن عن تكوين مجلس من الأعيان قام بإختيارهم بنفسه. قام كذلك بتفتيش الحاميات المختلفة في أماكن متفرقة، ولاحظ تحسنا ملحوظا منذ أن قام استيوارت بزيارتهم في المرة الأخيرة، ولم تفته ملاحظة أن عدد الجنود السود في ازدياد، وكذلك الضباط من ذوي الخبرة، ومنهم أولئك الضباط السودانيين الذين سبق لهم أن قاتلوا ببسالة مع الجيش الفرنسي في المكسيك. تم إرسال الجنود المصريين (البيض) والباشبزوق عبر النيل الأبيض للسيطرة على أمدرمان. كتب استيوارت في يوم 17/2 الآتي: " إن مشكلة إخلاء السودان لا تزال نصب أعيننا، بيد أنه كلما أمعنا النظر في الأمر ازداد الأمر صعوبة وتعقيدا. ولكننا في نهاية المطاف لا بد لنا من أن نواجه المشكلة بصورة أو أخرى".
كان غوردون يرى إخراج الجنود البيض وفاتحي اللون من السمر والباشبوزق من المعركة تماما، والاعتماد التام على الجنود السودانيين السود ليقوموا بتولي زمام أمورهم. وحين اقترح فرج بيه والعلماء استمرار الجنود المصريين لفترة أطول، غضب غوردون عليهم وشتمهم، بل وطردهم من حضرته، ولكن ليس قبل أن يصف فرج بيه بالمرأة العجوز، وبعد أن لقن العلماء درسا في ضرورة الثقة في الله. ظل إحلال الجنود المصريين من أولويات غوردون، وقد عقد عددا من الإجتماعات مع استيوارت "لتقييم الموقف".
دعنا نقوم بفحص الجوانب المختلفة للمشكلة حسب ما تراءت لغوردون في العشرين من فبراير عام 1884م. كان هدف غوردون - كما تقدم- هو إجلاء الجنود من غير السودانيين، ثم موظفي الحكومة المدنيين، وقناصل الدول الأجنبية، ثم يأتي بعد ذلك كل من يرغب من الرجال في الرحيل بعائلته إلى كورسكو، والتي تبعد مسافة 600 ميل بأقصر الطرق (بالنهر إلى أبي حمد، ومن ثم عبر الصحراء النوبية). استقر الرأي على إجلاء حاميتي بحر الغزال والإستوائية عن طريق يوغندا، وإجلاء الجنود القابعين على الحدود الحبشية باتفاق مع الملك يوهانس، والذي لم يك يكن أي ود للمهدي، وإجلاء الجنود الموجودين في شرق السودان عن طريق ميناء سواكن. وخلال ذلك كله يتوجب الحفاظ على بربر لأطول وقت ممكن. كان هم غوردون الأكبر ينحصر في تأمين الخرطوم وسنار والواقعة حوالي 200 ميل جنوب الخرطوم، والتي كان لا يزال بالإمكان الوصول إليها بالباخرة. كانت حامية الخرطوم تتكون من 2000 من "البيض" و1900 من "الباشبوزق"، وكان في حامية سنار حوالي 700 من الجنود "البيض" مع عدد قليل من الضباط وعائلاتهم، وكان بينهم بعض العائلات السودانية  التي آثرت البقاء في السودان مما حد قليلا من عدد الذين يرغبون في الرحيل. كان عدد الموظفين الحكوميين في الخرطوم نحو 200، نصفهم من المصريين مع عائلاتهم، وكان من بين الدبلوماسيين قناصل عدد من الدول مثل فرنسا واليونان وغيرها. كان من بين أشهر الأجانب حائك (ترزي) نمساوي، وزراع قطن من اليونان، والعديد من التجار السوريين والمصريين واليونانيين مع عائلاتهم؛ وكانوا كلهم بلا استثناء يرغبون في الرحيل. كان ايفيلن بارينج (سياسيى ورجل دولة ودبلوماسي وإداري في المستعمرات عاش بين 1841 – 1917م. عرف بإسم كرومر. المترجم) يقدر عدد سكان الخرطوم في يوم 21 يناير بإربعة وعشرين الفا منهم نحو 10- 15 ألف أجنبي. كان ذات الرجل قد قدر عدد الأجانب قبل ذلك بعشرة أيام بستة الآف (من الصعب تفسير ذلك التناقض في التعداد. المترجم). لم تلتزم الحكومة المصرية بإجلاء أي فرد في السودان عدا جنودها، بيد أن غوردون كان يرى أن من واجبه إجلاء جميع من يرغب في الرحيل من السودان. كانت تقديرات غوردون للأجانب في السودان كما يلي:
الجنود                  4600
موظفي الحكومة        100
أفراد العائلات             800
آخرين                    10000 – 15000
المجموع                  15500 – 20500

لخص غوردون العوامل التي قد تؤثر على عملية الإجلاء في الآتي:
1.    النقل والترحيل: شكل الحصول على إبل تكفي لنقل كل هذه الأعداد من الناس معضلة هائلة، إذ لم يكن غوردون يثق في إخلاص مالكي هذه الإبل، بل وكان يخشى أن يقوم هؤلاء "الأبالة" بنهب الراحلين عوضا عن عن مساعدتهم في الهرب. كان بعض المصريين قد غالى جدا في عدد الأبل المطلوبة لرحليهم ونقل متاعهم. فلقد طالب حسين باشا سري مثلا بخمسين جملا لحمل متاعه الشخصي، وقنع أخيرا بخمسة عشر من الإبل! شكلت الشلالات (خاصة الشلال الرابع) وحالة النهر عقبة عقدت من عمليات الإجلاء.
2.    سلوك واتجاهات القبائل القاطنة حول مسار الإجلاء: كانت أكبر قبيلة تقطن على الضفة الشرقية للنيل بين الخرطوم وملتقي نهر عطبرة هي قبيلة الشايقية القوية (هل هذا صحيح؟... المترجم) والتي كانت تتبع للزعامة الروحية لعائلة الميرغني طائفة الختمية والذين كانوا يعادون المهدي. كان الاحتلال المصري يثق في ولاء الشايقية والذين كانوا يمثلون مصدرا (غير منتظم أحيانا) لقوة الجيش المصري. كان هنالك أيضا بدو الكبابيش وهم في حالة عداء مع المهدي (والذي كان يحرم التبغ والمريسة وهم لهما مدمنين). وكانت لهم مع مصر مصالح تجارية مشتركة. كان ولاء الشايقية والكبابيش لمصر متوقعا، رغم أنه لم يكن مضمونا تماما. كان غوردون يعتبر الجعليين والدناقلة من أعدائه المحتملين، إذ أنه كان قد ضيق عليهما الخناق عند محاربته لتجارة الرقيق وعادى "الجلابة".
استقر رأي غوردون على أن اسلم الطرق للإجلاء وأشدها عملية، هو عبور النهر إلى "أبي حمد" ومنها عبر الصحراء إلى كورسكو. كان عليه إتمام عملية الإجلاء قبل هبوط مستوى النهر في أكتوبر، وكان من المقرر أن تأخذ الرحلة من الخرطوم إلى إبي حمد جيئة وذهابا نحوا من اسبوعين.
بدأت عمليات الترحيل بنقل المرضى والنساء، ولكن بدا جليا أن العملية محاطة بالعقبات من كل نوع. رغما عن كل ذلك، وصل بسلام إلى كورسكو 1798 مدني و340 جندي. حمل غوردون للسيد دي كتلونج رسالة للنشر العام قال فيها إن الخرطوم غدت آمنة مثل حديقة كنجيستون!
كان غوردون يؤمن بضرورة أن تظل القبائل القاطنة على النيل بين الخرطوم والحدود السودانية المصرية هادئة ومسالمة. وضح لغوردون أن فكرته الأولي لتقسيم السودان إلى سلطنات صغيرة لم تكن فكرة صائبة، إذ أنه لم يجد فعليا من يستحق من شيوخ القبائل أن ينصب سلطانا على منطقته. كان هنالك شخص واحد يمكنه الحفاظ على الهدوء والنظام والأمن في وسط السودان...كان ذلك الشخص هو الزبير باشا رحمة  ...فبالإضافة لكونه شخصا ملهما، فقد كان أيضا أحد أفراد قبيلة الجعليين العريقة، وصديقا لمدير مديرية بربر، مما يوفر مركز قوة في ذات المكان الذي يحتاج إليه فيه، وستكون كلمته مسموعة ومطاعة في أواسط القبائل التي تتعامل في تجارة الرقيق أكثر من غوردون. لم يتمكن غوردون أبدا من التأكد من قبول الزبير لعرض ملك السودان. في يومه الأول بالبلاد أرسل غوردون تلغرافا "مثيرا" إلى السير بارنج  مقترحا عليه أن يعلن تبعية السودان لبريطانيا بدلا عن عن تبعيته للخديوي في مصر، وأن تختار بريطانيا حاكما محليا للسودان (هو الزبير دون ريب)، وأن تقدم له العون المعنوي وليس أكثر من ذلك. كان كل ذلك مشروطا بأن يتعهد الزبير – بعد أن تقدم له مساعدات بسيطة لتضمن عدم خيانته لبريطانيا- بأن لا يقرب من دارفور أو بحر الغزال أو الإستوائية، وأن يداوم على دفع معاشات الحكومة لأصحابها، وأن لا يقوم بالانتقام من الذين سحقوا تمرد إبنه عثمان، وأن لا يفرض ضرائب أو عوائد تتجاوز  قيمتها 4%، وأن يخطر مصر بصورة منتظمة بارتفاع منسوب النيل. سأل غوردون استيوارت عن مقترحه هذا فأجاب الرجل إجابة حذرة تفيد بأنه لم يبق بالبلاد مدة كافية تتيح له الإدلاء برأي مناسب في هذا الموضوع. كرر غوردون طلبه الملح بتنصيب الزبير ملكا على السودان، وأضاف قائلا: "يجب أن نترك للزبير الجنود السود حتى نعطيه فرصة جيدة ليبدأ بداية عادلة". بر بارينج بوعده ووافق على إرسال الزبير للسودان، ولكن ليس قبل أن يغادره غوردون. وكان هذا خطأ فادحا، إذ أن الغرض الرئيس لإرسال الزبير للسودان كان هو تهدئة القبائل الشمالية وضمان إتمام الجلاء في أمن وهدوء، بل وأقر بارينج استمرار تجارة الرقيق في السودان، – مهما يكن من حكمه- منعا لنشوب تمرد أو فتنة وسط القبائل الشمالية، وقال إن إقامة الزبير في مصر لسنوات قد تكون بذرت في نفسه بذرة صغيرة من الإنسانية. أثار سماح غوردون وبارينج باستمرار تجارة الرقيق في السودان ثورة غاضبة في إنجلترا من قبل كثير من جمعيات محاربة تجارة الرقيق، وكانوا يرون أن تعيين الزبير تاجر الرقيق السابق أمرا غير مقبول البتة لدى الرأي العام البريطاني، واقترجوا أن يقوم غوردون بترشيح شخص آخر غيره، بيد أن غوردون لم يفعل، ولم يك بمقدوره ترشيح شخص آخر حتى إن أراد.
أرسل غوردون برقية عاجلة لمصر مساء 26 فبراير جاء فيها أنه يعتقد أن المهدي لو نجح في الدخول إلى الخرطوم فإنه لن يترك مصر تنعم بالسلام، لذا فهو يؤمن بضرورة القضاء المبرم على المهدي، إذ أنه يراه شخصية مكروهة في الخرطوم، وأن هزيمته ممكنة. وأضاف: "إن أردتم سحق المهدية فأبعثوا لي بمائة ألف جنيه إسترليني و200  من الجنود الهنود إلى وادي حلفا..." أثارت تلك البرقية إزعاج الوزارة البريطانية، فما لمثل ذلك عاد غوردون للخرطوم، وكان ما اقترحه مخالفة صريحة للأوامر الصادرة إليه.
وفي العاشر من مارس أتى نبأ من بربر يفيد بقطع الطريق إلى مصر بعد تمرد القبائل هناك وتجمع آلاف العرب  على مقربة من الخرطوم، وبدأ فعليا حصار الخرطوم. استمر الوضع في التدهور، ووصل المهدي شخصيا إلى أمدرمان في 21 اكتوبر مع تعزيزات ضخمة من الجهادية السود، وكذلك مع أسراه من الأوربيين.
أحصى غوردون عدد قواته في 19 اكتوبر، وكانت على النحو التالي:
الجنود النظاميون السود                 2316
الجنود النظاميون المصريون            1421
الباشبوزق                               1906
الشايقية                                 2330
المليشيا "المدنية"                         692
المجموع                                8665
وفي 28 اكتوبر فقد غوردون السيطرة على بربر، وتوالى سقوط حاميات غوردون الواحدة تلو الأخرى، وبدأت الحكومتان البريطانية والمصرية في التحضير لحملة إنقاذ لغردون المحاصر...                

badreldin ali [alibadreldin@hotmail.com]

 

آراء