ملامح من أوضاع المسلمين في الدنمارك .. بقلم: خضر عطا المنان

 


 

 



•      المركز الاسلامي بكوبنهاجن بقعة ضوء في تاريخ المسلمين

•      المكرمة القطرية شكلت نقطة انطلاق لتوحيد صفوف المسلمين هناك على اختلاف ولاءاتهم وجنسياتهم

•      بين أعضاء البرلمان خمسة من أصول اسلامية بينهم احدى المتحجبات المنتخبات

•  أكثر من 230 ألفا من المسلمين يعيشون في وئام مع المجمتع الدنماركي المتسامح رغم عجز البعض منهم عن الاندماج في هذا المجتمع

•  عقب أزمة الرسوم المسيئة للرسول الكريم زاد اهتمام الدنماركيين بالاسلام ودخل بعضهم حظيرته وترجمت بعض الكتب التي تتحدث عن الاسلام الى اللغة الدنماركية

بقلم : خضر عطا المنان

الأمين العام السابق لرابطة الاعلاميين العرب بالدنمارك


هناك أكثر من 230 ألفا  من المسلمين يعيشون في الدنمارك التي تعد من أعرق الملكيات في أوروبا .. ينحدرون من بلدان مختلفة وأعراق وثقافات متباينة وينتمون الى مذاهب دينية شتى يعترف بها المجتمع الدنماركي ويتعايش معها كواقع اجتماعي .. وبين هذا العدد من المسلمين هناك نحو خمسة آلاف مسلم من أصل دنماركي معظمهم من الشباب .. ويشكل المسلمون السنة نحو 85% بينما يمثل الشيعة حوالى 13%  وهؤلاء يعتبر وجودهم هناك حديثا حيث أن أغلبهم جاء من ايران والعراق ولبنان وباكستان .
ويقوم المسلمون في الدنمارك بآداء طقوسهم الدينية في حرية ودون اية عوائق أو مشكلات .. ورغم افتقارهم لكيان سياسي يجمعهم ويوحد صفوفهم في بلد ديمقراطي منفتح على الآخر الا أن البعض منهم استطاع تحقيق ذاته في شكل نجاحات شخصية وفردية بمختلف المجالات الحياتية لا سيما الأكاديمية منها والاقتصادية بل ان هناك من تمكن منهم من الحصول على عمل بمختلف المرافق الحكومية الا انهم لم يستطيعوا حتى الآن النهوض بهذه النجاحات الى فضاء جماعي أوسع .
ويعود تاريخ  وصول المسلمين للدنمارك الى خمسينيات وستينيات القرن الماضي حيث استقبلت هذه الدولة الاسكندنافية الصغيرة العديد من الأيدي العاملة من منطقة البلقان وشمال أفريقيا وجنوب شرق آسيا وتركيا .. وفي السبعينيات من القرن ذاته بدأ هؤلاء العمال في جلب عائلاتهم الى الدنمارك .. وفي حقبة الثمانينيات بدات قوافل اللاجئين من الشرق الأوسط في الوصول الى مخيمات اللجوء حيث كانت البداية مع الايرانيين والفلسطينيين واللبنانيين ليلحق بهم     بعد ذلك الألبان ثم العراقيون فالصوماليون اضافة الى بضع مئات من سوريا وليبيا وتونس والجزائر ومصر والمغرب والسودان واليمن وقلة من دول الخليج العربي مثل البحرين وغيرها .
ومما يؤخذ على هؤلاء المسلمين عجزهم عن الاندماج بسهولة في المجتمع االدنماركي كما انهم ا ختاروا – منذ البداية – الانقسام حسب العرقيات واللغات الأم .. فاتجه المسلمون الأتراك لإنشاء جمعيات تعنى بشؤونهم وكذلك كان الحال مع الباكستانيين والألبان والعرب فضلا عن جمعيات تشكلت على أساس التيارات السياسية والدينية التي يتبع لها الأفراد ، وبعض هذه الجمعيات أصبحت تمثل الجماعة التي تنتمي إليها في الدنمارك كجمعية ( مولي قروش)  التركية و( منهاج القرآن)  الباكستانية وتيار ( الأخوان المسلمين ) وأيضاً الحركات الإسلامية القادمة من  شمال أفريقيا وبلاد الشام وأخيراً انضمت إليهم بعض الجماعات والأحزاب الدينية من العراق . وبلا شك فإن هذا انعكس على نشاط وفعاليات هذه الجمعيات وبالتالي أعاق تكوين هوية إسلامية دنماركية واضحة المعالم  مما دفع مجموعات متفرقة من أبناء الجيل الثاني إلى تأسيس جمعيات تنطلق من مفهوم الإسلام ولكن باللغة الدنماركية وكانت بداياتهم في أواسط التسعينيات حيث حاولوا تشكيل جمعيات تعتمد اللغة الدنماركية كلغة أولى في الإدارة والتواصل إلا أن هذه الجمعيات لم تتمكن حتى الآن من منافسة الجمعيات المقسمة حسب اللغة  الأم والخلفية العرقية . وفي العقد الأخير شهدت الساحة نشاطا قويا وملحوظا لـ (حزب التحرير الإسلامي) في صفوف أبناء الجيل الثاني والثالث، إلا أن شعبية هذا الحزب بدأت في التراجع بشكل ملحوظ خلال  العامين الأخيرين .

أزمة الرسوم المسيئة للنبي الكريم :
وعقب اندلاع أزمة الرسومات المسيئة للرسول الكريم صلوات الله وسلامه عليه ربيع العام 2005 زاد اهتمام الكثيرين من أفراد المجتمع الدنماركي بمعرفة المزيد عن الاسلام والوقوف على حقيقة من هو النبي محمد حيث دخل عدد  منهم في حظيرة المسلمين طواعية وترجمت بعض الكتب التي تتحدث عن الاسلام الى اللغة الدنماركية كما تم الإعلان عن تجمعين لمسلمي الدنمارك الأول كان تحت اسم (المجلس المشترك لمسلمي الدنمارك)  ويعرف نفسه بأنه يمثل أكثر من 40 ألف مسلم هناك  والثاني باسم (اتحاد مسلمي الدنمارك ) ولكنهما وبعد مرور أكثر من أربعة أعوام على التأسيس لم ينجحا في الخروج من الخلافات الداخلية التي كثيرا ما عصفت بمجهوداتهم الرامية لخلق وحدة متجانسة بين أعضائها وذلك لعدة أسباب لعل من أبرزها الضعف الإداري والانقسامات والصراعات الفردية وصعوبة اتخاذ القرارات وانعدام روح المبادرة في نشاطاتها فهي تكتفي بردات الفعل في أحسن الأحوال.
والشاهد أن الساحة الإسلامية في الدنمارك تعج  بالجمعيات والمؤسسات التي تقوم بين الفينة والأخرى بتمثيل المسلمين في النقاش العام أو في المؤتمرات الخارجية وفي أجهزة الإعلام الدولية  .. كما أن هناك شخصيات اسلامية  عديدة تقوم بنشاطات ملحوظة ولكنها لا تخرج عن الاطار الفردي اضافة الى قلة عدد الندوات التي تهتم بواقع المسلمين الاجتماعي والسياسي والتربوي حيث تنحصر الفعاليات  فقط في النشاطات المتعلقة  بالمناسبات الدينية والاجتماعية الضيقة.

واقعهم السياسي :
وعن الواقع السياسي للمسلمين في الدنمارك فان هناك خمسة نواب فقط  في البرلمان من أصول اسلامية ولكن المسلمين في الدنمارك لا يعتبرونهم ممثلين لهم في الساحة السياسية كما يوجد العشرات من المسلمين في المجالس البلدية  إلا أن القليل منهم يتمتع باحترام واهتمام في صفوف المسلمين مما يدل  على عدم وجود أي هوية سياسية واضحة لمسلمي الدنمارك، أما بالنسبة لعلاقة الأحزاب السياسية بالمؤسسات الإسلامية هناك فانها تكاد تكون معدومة حيث أنه لا يوجد أي حزب سياسي دنماركي يجاهر صراحة بعلاقاته مع المسلمين بل العكس حيث نجد أن أغلب  الأحزاب تنأى بنفسها عن أية علاقة مع الشخصيات الإسلامية المعروفة أو الكيانات التي تمثلها .

مسملو الدنمارك في الاعلام :
أما على الصعيد الاعلامي فليس هناك لمسلمي الدنمارك دور واضح ولعل من أبرز البرامج التلفزيونية والاذاعية التي كانت تهتم بشؤون المسلمين وتناول قضاياهم هو ذلك البرنامج الذي كنت أقوم باعداده وتقديمه في كل من ( راديو الأجانب) وأيضا ( قناة كوبنهاجن ) التلفزيونية خلال عطلة نهاية كل اسبوع ( السبت والأحد) وذلك خلال الفترة من العام 1997 وحتى العام 2005 حيث غادرت متجها الى كندا. وفي هذ ا المجال لابد من أن أشير الى الدور  الجبار الذي كانت تقوم به  (رابطة الاعلاميين العرب بالدنمارك ) والتي كانت تضم في عضويتها اعلاميين دنماركيين من أصول عربية من عدة بلدان ( العراق ومصر والمغرب وتونس والبحرين والسودان والجزائر ) وقد كانت تتصد لكثير من التناولات التي ترى فيها مساسا بالمسلمين وعقيدتهم عبر مختلف وسائل الاعلام الدنماركية لاسيما الصحافة المكتوبة منها .
ولا يفوتني هنا أن أذكر بعض الشخصيات الاسلامية التي لعبت دورا محوريا في التصدي لمثل تلك الحملات  التي يتعرض لها المسلمون في الدنمارك من حين لآخر وعلى رأسهم  طيب الذكر المرحوم (الشيخ أحمد أبولبن) الفلسطيني الأصل  ومسؤول ( الوقف الاسكندنافي الاسلامي ) بكوبنهاجن ورفيق دربه الشيخ الدكتور ( محمد البرازي ) رئيس الرابطة الاسلامية فرع الدنمارك والسوري الأصل .. ولعل من أشهر الشخصيات الإعلامية التي تعبر عن توجهات مؤسساتها وجمعياتها  السيد ( زبير بوت حسين) المتحدث الرسمي باسم (المجلس المشترك لمسلمي الدنمارك ) إضافة إلى الداعية الاسلامية ( الإمام عبد الواحد بيدرسن)  الدنماركي الأصل وهناك أيضاً السيد ( عمر شاه ) المتحدث الحالي باسم ( الوقف الاسكندنافي) بالعاصمة كوبنهاجن  إلا أن الدور الإعلامي شهد تراجعاً كبيراً عما كان عليه في عامي 2005 و2006 إبان أزمة الرسومات الشهيرة .
أما على الإنترنت فتوجد عدة مواقع ومنتديات توفر معلومات أساسية عن الإسلام باللغة الدنماركية ويستخدمها الشباب للتواصل  ومناقشة مختلف القضايا التي تهم أبناء الجالية المسلمة .. ولعل أشهر هذه المواقع هو موقع إسلام.دك (Islam.dk) و( منتدى الإسلام)  ويعتبر موقع الوقف الاسكندنافي من أكبر مواقع الاسلامية في الدنمارك حيث يوفر خدماته باللغتين العربية والدنماركية وأيضاً على (الفيس بوك) اضافة الى بعض المواقع التفاعلية التي يستخدمها الكثيرون من أبناء الجيل الثاني.
وهناك جريدة وموقع متخصصان أيضا في رصد أخبار ونشاطات الجالية الاسلامية وهما يلقيان متابعة واهتماما كبيرين من جانب المسلمين العرب هناك حيث تعدان من أبرز المواقع الاليكترونية الدنماركية باللغة العربية بجانب  احتوائها للعديد من الخدمات الاجتماعية وتلك المتعلقة بالاستشارات القانونية ونظام الاندماج في المجتمع الدنماركي وقوانينه .

الوضع الاقتصادي :
أما على صعيد الوضع الاقتصادي للمسلمين في الدنمارك بشكل عام ومعرفة حقيقته  فانه يلاحظ  أن هناك عدد من أبناء الجالية من استطاع افتتاح عدة شركات استثمارية حققت نجاحات ملحوظة ، ويعمل أغلب رجال الأعمال المسلمين في قطاع التغذية والتجارة ( سوبرماركت ) والمأكولات ( الشاورما والفلافل ) وأيضاً مجالات النظافة والخدمات العامة والاتصالات، ومازالت هذه الشركات في بدايتها، أما أغلبية المسلمين فيمكن تصنيفهم كعمال حكوميين وفي البلديات المحلية إضافة إلى عدد غير قليل منهم يعيش على صندوق المساعدات الاجتماعية التي توفرها الحكومة الدنماركية بحسب عدد أفراد كل أسرة .

الواقع الثقافي  والتربوي :
واذا ما  نظرنا الى الواقع الثقافي فأن لا يوجد أي مركز ثقافي إسلامي في الدنمارك يهتم بالثقافة العربية والإسلامية ونادراً ما يتم إبراز الثقافة الإسلامية على الساحة الدنماركية، وبالرغم من وجود العديد من الموارد المادية والكفاءات البشرية إلا أن النشاط الثقافي في صفوف المسلمين والعرب في الدنمارك لم يتعد الجهود الفردية المتفرقة بين حين وآخر.
وعن الواقع التربوي للمسلمين في الدنمارك فهناك عدد من المدارس الأهلية الإسلامية يتركز أغلبها في العاصمة كوبنهاجن، وتستفيد هذه المدارس من النظام التعليمي في الدنمارك الذي يقدم لها دعما ماديا يتجاوز 80% من جملة اجتياجاتها ورواتب معلميها .. وتهتم هذه المدارس بتعليم التلاميذ اللغة العربية والتربية الدينية إضافة إلى اللغة الدنماركية بالطبع وفقا لمقررات وزارة التعليم الدنماركية وتحاول بعض هذه المدارس القيام بنشاط تربوي وتوعوي بجانب نشاطها التعليمي إلا أنه لا توجد حتى الآن أية إستراتيجية تربوية معلنة من قبل القائمين على هذه المدارس.
وعند الحديث عن المسلمين في الدنمارك لابد من الاشارة الى أن هناك أكثر من مائة مصلى ودار للصلاة ولكنه لا يوجد حتى الآن مبنى لمسجد واحد بشكله التقليدي المعروف  بمئذنة ومنارات وقبب  ويعود هذا الأمر لعدة أسباب أهمها هو أن المسلمين في الدنمارك لم يستطيعوا حتى الآن تجميع تكاليف بناء هذا المسجد وأيضاً إلى الخلافات الداخلية والتنافس القائم بين جمعياتهم ومؤسساتهم ، كما أن مسألة الحصول على تصريح للبناء في الدنمارك تعتبر عملية معقدة وقد  تستغرق عدة شهور وفي بعض الأحيان سنوات. 
ويوجد مسجد لـ (طائفة الأحمدية ) في أحدى ضواحي ( كوبنهاجن) شيد في ستينيات القرن الماضي وتعمل   (جمعية أهل البيت )  الشيعية على تشيد مسجد في الحي الشمالي الغربي في العاصمة كوبنهاجن حيث كان من المقرر أن تبدأ أعمال البناء فيه ربيع  هذا العام 2011 وسيطلق عليه ( مسجد الإمام علي)  وفي نفس الوقت يعمل ( المجلس المشترك لمسلمي الدنمارك ) على بناء مسجد في ضاحية (أما ) في العاصمة  سيحمل اسم ( مسجد النبي محمد ) ومن المتوقع الشروع في بنائه خلال الأعوام القليلة القادمة كما يقول القائمون على أمره .. وتعمل عدة مؤسسات وجمعيات إسلامية على مشاريع مماثلة في مدن دنماركية مختلفة، إلا أن هذه المشاريع لم تحصل على موافقة نهائية من السلطات المختصة حتى الآن .

مقبرة مسملي الدنمارك :
ولا يمكن الحديث عن المسلمين في الدنمارك وأوضاعهم دون الاشارة الى مقبرة خاصة بهم .. حيث اعتادوا على دفن موتاهم في أقسام مخصصة لهم في بعض المقابر العامة .. كما يفضل بعضهم إرسال موتاهم إلى بلدانهم الأم، وفي عام 2006 تم افتتاح أول مقبرة إسلامية في الدنمارك، ويدير هذه المقبرة التي تقع في مدينة (بوغنبي ) مابات يعرف بـ ( وقف المقبرة الإسلامية في الدنمارك) . وقد ظل الجدل محتدما حول تخصيص قطعة أرض لهذه المقبرة لأكثر من عشر سنوات حتى أصبحت واقعا .
وأذكر أنني وفي يناير من العام 2002 كنت قد أجريت حوارا تلفزيونيا لصالح (قناة كوبنهاجن ) بشأن مقبرة للمسلمين مع السيدة ( توفي فيغو ) وزيرة الكنيسة في الحكومة الدنماركية آنذاك أكدت فيه أن كل ما يمكن أن تساعد به – كوزيرة مسؤولة – هو التصريح أو التصديق للمسلمين بقيام مقبرة لهم ولكن دون أية مساعدات مالية أو ماشابه وذلك أسوة بالمسيحيين – كما قالت – الذين يجمعون عبر جمعياتهم وكنائسهم ثمن قطعة الأرض ويتكفلون باقامتها ومستلزماتها . وعندما أوضحت لها أن المسلمين تعوزهم مثل تلك الامكانيات وعلى حكومتها مد يد العون لهم أكدت أن ذلك ليس أمرا واردا في حسابات حكومتها . وقد دار نقاش ساخن في ذلك اللقاء بيني والوزيرة ( فيغو ) حتى أنها – وفي لحظة انفعالية منها – تساءلت : لماذا لا يتجه هؤلاء الملسمون الذين يبحثون عن مقبرة خاصة بهم الى بلدان مسلمة مثل ( المملكة العربية السعودية ) أو (باكستان) مثلا ؟ .. ولكن المهم أن المقبرة قامت لاحقا وكانت المساهمة الأكبر فيها من تبرعات المسلمين أنفسهم وجمعياتهم مع مساعدة مقدرة من المملكة العربية السعودية .
وفي فبراير من العام 2002 أجريت حوارا مماثلا مع السيدة ( أنيتا مولر ) مسؤولة الشرطة باكبر ضاحية العاصمة ( كوبنهاجن ) حول معدلات الجريمة في أوساط المسلمين حيث أشارت الى أن اختلاف الخلفيات لكل فرد منهم جعل معدلات الجريمة في أوساطهم في ارتفاع أحيانا بسبب التعصب الديني وانخفاض أحيانا بسبب وعي البعض  وتأثير حملات التوعية التي تنظمها الشرطة الدنماركية من حين لآخر .. ولكنها كررت التأكيد على أن معدلات الجريمة  عموما في أوساط المسلمين تعتبر منخفضة نسبيا مقارنة ببعض المنتمين للتيارات المتطرفة من الدنماركيين .

مكرمة قطر الأميرية :
والحال كذلك جاءت المكرمة السامية من أمير دولة قطر ( الشيخ حمد بن خليفة آ ل ثاني ) لانشاْء ( المركز الاسلامي ) بوسط العاصمة الدنماركية ( كوبنهاجن ) والذي يعد الأول من نوعه هناك وقد كان المبنى في الأصل مجمعا تجاريا يحوي خدمات متكاملة .. وبفضل هذه المكرمة سيتحول الى مركز اسلامي يضم مسجدا ومدرسة وقاعات للمناسبات وخلافها من مرافق تقدم خدماتها لكافة مسلمي الدنمارك من تعليم وترفيه ورياضة وسكن وصالة للعروض السينمائية .. لذا  فان الكثير من المراقبين لشؤون المسلمين في كافة أنحاء أوروبا يعتبرون أن هذه المكرمة الأميرية قد شكلت نقطة انطلاق كبرى لمساعي توحيد صفوف المسلمين في الدنمارك على اختلاف ولاءاتهم وخلفياتهم العرقية . ومن أبرز المهام التي سيضطلع بها هذا المركز الذي يعد قيامه بقعة ضوء مفصلية في تاريخ المسلمين في هذا البلد الاسكندنافي الصغير – التعريف بالاسلام وثقافته ومنهجه المعتدل وحقيقته وقيمه النبيلة وسمو الرسالة التي جاء بها خاتم النبيين سيدنا محمد صلوات الله وسلامه عليه ومدى تعلق المسلمين في كافة بقاع الأرض بهذه الرسالة واستعدادهم للاستشهاد في سبيل علو شأنها وجعلها حية وباقية وخالدة الى يوم يبعثون .

الزواج الاسلامي :
كذلك لابد من الاشارة هنا الى مايعرف بـ ( الزواج الاسلامي ) أو ( الزواج على الطريقة الاسلامية ) حيث يسمح القانون الدنماركي للمراكز الإسلامية المعترف بها إصدار عقود قران شرعية إسلامية تتماشى مع القانون الدنماركي، ويتطلب أيضا إصدار شهادة زواج  معتمدة من البلدية حتى يضمن الزوجين حقوقهم المدنية في البلاد . وتقوم عدة جمعيات إسلامية وكذلك بعض الشخصيات الاسلامية المعروفة هناك بالمساعدة في ايجاد شريك الحياة من الطرفين والجمع بينهما.

الجنسية الدنماركية :
ومن شروط الحصول على الجنسية الدنماركية بالنسبة للوافدين او اللاجئين ضرورة الجلوس – بعد سنوات من الدراسة المنتظمة - لامتحان عملي وشفاهي في اللغة الدنماركية والنجاح فيه .. ويتركز هذا الامتحان في معظم مواده – بجانب قواعد اللغة الدنماركية - على معلومات عامة عن المجتمع الدنماركي واهم ملامحه وما يميزه والحياة السياسية وتاريخ الدولة . 
ختاما – وحتى تكتمل الصورة لدى القارئ الكريم – لابد من ملمح سريع عن الحياة البرلمانية في الدنمارك ويسمى ( الفولكتنق ) وهو السلطة التشريعية الوحيدة في البلاد ويتألف من 179 عضوا منهم خمسة من أصول اسلامية بينهم احدى المحجبات .. وحسب الدستور الدنماركي والذي يعد هو الآخر من أقدم الدساتير في أوروبا فان الانتخابات البرلمانية تقام على الأقل مرة كل أربع سنوات ومن صلاحيات رئيس الحكومة الطلب من الملكة ( مارجريتا الثانية ) الدعوة لانتخابات مبكرة اذا كان هناك ما يستدعي ذلك .. وفي حال التصويت بحجب الثقة يحق للبرلمان اجبار أي وزير أو حتى الحكومة بأكملها على الاستقالة .
\\\\\\\\\\\\

khidir manan [khidir2008@hotmail.com]

 

آراء