أمراء المهدي .. ترجمة وتلخيص : بدر الدين حامد الهاشمي
أمراء المهدي
The Mahdi’s Emirs
جي. أ. ريد
J. A. Reid
ترجمة وتلخيص : بدر الدين حامد الهاشمي
تقديم: هذا هو عرض مختصر لمقال عن أمراء المهدية نشر في مجلة "السودان في رسائل ومدونات"، الصادرة عام 1937م في العدد رقم 20. والهدف من هذه الترجمة والتلخيص للمقال هو التعريف برجال كان لهم كبير الأثر في حقبة من أهم حقب التاريخ السوداني، ألا وهي فترة المهدية. ولعله صار الآن من مكرور القول أن الجهل بالتاريخ (وبغيره) قد غدا هو السمة الغالبة والملازمة عند شبابنا (وأضيف من عندي عند الكبار منهم أيضا)، وعملا بالمقولة القديمة من أنه "من الخير أن توقد شمعة بدلا عن أن تلعن الظلام"، فهذه محاولة متواضعة لتسليط الضوء (بصورة مختصرة جدا، قد تلامس السطحية) على أمراء من ذلك الزمان، ولا يعيبها إن أتت من أجنبي مستعمر، فالعلم والحكمة هما الضالة المنشودة، من أي مصدر أتت. ولكن لا بد من الحذر مما رواه الكاتب من روايات شفهية، وعدم أخذها كمسلمات، فالحقيقة تبقى في بلادنا دوما عزيزة المنال، ودونك تاريخنا القريب (مثل ما حدث في "بيت الضيافة عام 1971م) التي لا يزال الناس حول جناتها يختصمون، فما بالك بما حدث قبلها بعشرات السنين!
وعلى ذكر جهل الشباب لتاريخ بلادهم، فقد شاهدت قبل أيام قليلة في إحدى القنوات التلفزيونية السودانية أستاذة جامعية تعيب على طلابها جهلهم بالتاريخ المعاصر والقريب جدا لبلادهم، فذكرت أنها سألت ذات مرة طلابها في الفصل (لسبب ما!) عن تاريخ قيام "ثورة الإنقاذ"، فلم يحر أحد جوابا، وبعد عدد من المحاولات الفاشلة قال أحدهم أن السنة المقصودة ربما كانت هي 1989م دون أن يتذكر اليوم أو الشهر، فتأمل! المترجم.
------------------------------------
بموت يونس (ود) الدكيم قبل أكثر من عامين في أمدرمان (أي في عام 1935م أو نحوها. المترجم)، انطوت صفحة آخر أمير من أمراء ذلك العهد. كان أمراء المهدية، والذين عينهم المهدي شخصيا، قادة للجيش، ويتمتعون فوق ذلك بسلطات تنفيذية مطلقة عندما عينوا كحكام للولايات أيضا. كان أمراء المهدية، ولأسباب عسكرية محضة، تحت إمرة ثلاثة من الخلفاء هم عبد الله محمد، وعلي الحلو، ومحمد شريف، وكان لهؤلاء الخلفاء ثلاثة جيوش منفصلة، لكل منها علم (راية) بلون مميز. ما سيأتي من معلومات تم أخذها مباشرة من أفواه شهود أحياء قبل أن تضمحل ذاكرتهم. لم آت للأمير عثمان دقنة على ذكر في هذا المقال إذ أن جاكسون قد أرخ لذلك الأمير في كتاب كامل (المقصود هو كتابOsman Digna by H. C. Jackson, المترجم).
قائد الراية السوداء: الخليفة عبد الله محمد
الأمير يعقوب محمد: هو الأخ غير الشقيق للخليفة عبد الله، وينتمي للجبارات، وهي فرع من فروع البقارة التعايشة. كان رجلا حسن الهيئة، ممتلئ الجسم، يميل لونه للسمرة الفاتحة، وذو عينين لامعتين. تميز الرجل بطيب المعشر والرقة، فقد تلقى تعليما معقولا مقارنة بغيره. التحق بالمهدية إبان (هجرة) المهدي إلى جبال النوبة، ولعب دورا هاما في حصار الأبيض، وفي هزيمة (هكس باشا) في معركة شيكان. لم يشارك بفعالية في حصار الخرطوم، إذ أن المهدي كان قد كلف الجيش الذي كان يقوده الخليفة شريف بتلك المهمة. عقب وفاة المهدي صار الأمير يعقوب القائد العام لقوات المهدية، فصار ترتيبه الثاني بعد الخليفة عبد الله مباشرة. فيما أقبل من سنوات قلت أهمية (الأمير يعقوب) بفعل ابن أخيه (شيخ الدين)، ابن الخليفة عبد الله الأكبر، والذي صار قائدا للجهادية، ومتحكما في كل الأسلحة النارية عند الجيش. لقي (الأمير يعقوب) حتفه في معركة كرري، وكان عمره حينها 43 عاما.
الأمير حمدان أبو عنجة: كان ذلك الأمير رجلا قصير القامة، كبير الرأس. يعد من ناحية القبيلة "نصف تعايشي"، إذ كان من جماعة محررة تسمى المُنضله كانت قد خدمت مع "الزبير باشا" في غزواته في جنوب السودان لجلب الرقيق، واكتسبت بذلك خبرة عسكرية أفادت المهدي في حروبه كثيرا. كان الأمير حمدان هو أكثر أمراء المهدية مشاركة في حروبها. فبعد سقوط مدينة الأبيض تم تعيينه كقائد للجهدية (جيش السود)، بيد أن المهدي لم يشركه في الهجوم على الخرطوم مخافة أن يعيث السود فيها فسادا (هكذا. المترجم). بعد تهديم الخرطوم، بعث به المهدي إلى جبال النوبة لكبح جماح (المتمردين) فيها، ولكن سرعان ما طلب منه الذهاب شمالا للأبيض لاعتقال الأمير (محمد خالد زقل)، والذي كان يريد أن يسير بقواته لينضم لمقاتلين مع الخليفة شريف ضد الخليفة عبد الله. نجح الأمير (محمد خالد زقل) في اجتياز مدينة الأبيض قبل أن يصل إليها حمدان أبو عنجة، وذكر بعض الشهود أنه قال متعجبا: "أين هذا العبد حمدان، جرو الخليفة الصغير؟" كان حمدان في الواقع يتعقبه، ولحق به في (بارا) وحاصره، فاستسلم . كانت أولى كلمات (حمدان أبو عنجة) لأسيره هي : "الجرو الصغير وصل". في عام 1888م بعث به للقلابات لنجدة الأمير يونس ود الدكيم، ولإخماد تمرد صغير قام به مدعي للنبوة في تلك الأنحاء. بعد ذلك قاد معارك عديدة ضد الأحباش. مات فجأة لمرض ألم به، قيل هو الكوليرا أو التيفود. كان الأمير حمدان أبو عنجة من أفضل محاربي المهدية، وكان موته ضربة مؤلمة وفقدا عظيما للخليفة.
الأمير يونس الدكيم: كان (يونس ود الدكيم) من أعمام/ أخوال الخليفة عبد الله التعايشي، وعمل في شبابه صائدا للأفيال. كان رجلا وسيما، دقيق الجسم له عينا صقر، مثل كثير من البقارة. كان حاذقا لفنون الفروسية، وقائدا لسلاح فرسان الخليفة. قبل سقوط مدينة الأبيض بعث به المهدي للتعامل مع قبيلة الرزيقات في دارفور، ودعوتهم للانضمام للمهدية. نجح في ذلك بعد أن أسر زعيمهم شيخ عقيل الجنقاوي، وبعث به للأبيض حيث تم إعدامه. بعد وفاة المهدي، بعث به الخليفة إلى كردفان لإخماد عدد من حالات التمرد والثورات بين القبائل العربية، والتي منها قبيلة الجِمِع بقيادة الشيخ عساكر أبو الكلام (وهؤلاء جعليون يسكنون غرب النيل الأزرق وشرق كردفان وقصبة بلادهم هي مدينة تندلتي. المترجم نقلا عن خبير).كان أبو الكلام حبيسا في سجن الخليفة في أمدرمان، لكن الأمير ود الدكيم قتل أخاه الفكي عرقوب في حربه التي هاجم فيها قبيلة الجِمِع ونهب ممتلكاتها. عبر ود الدكيم النيل الأبيض، وأذاق العرب من أفراد قبائل (دار محارب) من ذات الكأس.بعد فراغه منهم سار بجيشه نحو كسلا، ولكن الخليفة استدعاه من القلابات، وعيره بعد أن فشل في إخماد التمرد هناك. بقي بجوار الخليفة في أمدرمان حينا من الدهر، إلى أن تم تعيينه أميرا على دنقلا. كثرت شكاوى الدناقلة منه بسبب ابتزازه لهم. قيل – ربما على سبيل الطرفة- أن الأمير ود الدكيم هددهم بشرب ماء النيل كله (وتركهم عطشى) إن لم يدفعوا له كي لا يفعل ذلك! (سمعت صغيرا أحد الأعمام يحكي عن يونس ود الدكيم، وعن استدعاء الخليفة له من دنقلا بما يشبه السجع من شاكلة: "يونس ود الدكيم... قل شاكرك... وكثر شاكوك... احضر أمام الخليفة الخ الخ". المترجم). شهد الأمير ود الدكيم معركتي "كرري" و"أم دبيكرات"، ولم يصب فيهما بخدش. بقي في أم درمان حتى أدركته المنية في صيف عام 1935م عن عمر ناهز 130 سنة (لعل يعني ذلك أنه شارك في كرري وعمره 93 سنة؟!المترجم)
الأمير الزاكي طمل: كان الزاكي – مثله مثل حمدان أبو عنجة- من "المُنضله"، وشارك في غزوات جلب الرقيق في دارفور، وخدم في فترة المهدية تحت إمرته، ثم خلفه بعد وفاته. كان الزاكي رجلا داهية، واسع الحيلة. اهتم ذات مرة بمحاولته تسليم كسلا للطليان، فأمر الخليفة به فزج في السجن – كإجراء وقائي- انتظارا لمزيد من التقصي والتثبت. أصدر الخليفة أمرا مشددا بأن يرسل للزاكي في محبسه طعامه اليومي من بيت الأمير يعقوب، ولكن القاضي أحمد، والذي كان بينه وبين الزاكي ما صنع الحداد، أمر حراس الأمير الزاكي بمنع الطعام عنه، فمات جوعا (تقول روايات منشورة أخرى أن الماء قد منع عن الزاكي في محبسه حتى مات عطشا، وكان الحراس يسمعون صوته الخافت وهو يقول: موية ..موية ...موية. المترجم). قيل أن سبب الكراهية بين القاضي أحمد وحمدان، هو أن حمدان مر بمجموعة من الجياد، فسأل عن صاحبها، وأخبر بأنها للقاضي أحمد. صاح الزاكي بأن القاضي لا ينبغي له أن يملك خيلا، بل له فقط أن يركب حمارا. لم يكن الخليفة على علم بما جرى لحمدان، ولكنه عندما علم بحقيقة ما جرى له غضب غضبا شديدا، وتقول إحدى الروايات أنه أمر بالقاضي أحمد فأشرب ذات الكأس التي تجرعها حمدان (أي الموت جوعا/ عطشا). في رواية أخرى يقال إن القاضي أحمد حبس لفترة قصيرة، ثم أطلق سراحه، بيد أنه مات من فرط الأكل والشراب بعد إطلاق سراحه مباشرة!
قائد الراية الصفراء: الخليفة محمد شريف
الأمير عبد الرحمن النجومي: هو رجل من قبيلة الجعليين، كان يشتغل قبل المهدية بالتجارة في المسلمية، الواقعة على النيل الأزرق. قيل أنه يعد من (أبكار المهدية)، إذ أنه أنضم للمهدية يوم أن قتل المهدي قائد الجيش التركي (أبو سعود) في الجزيرة أبا. كان الخليفة محمد شريف ولدا صغيرا عندما حدد المهدي خلفاءه الثلاثة في السودان (كان رابعهم هو سنوسي ليبيا، والذي رفض العرض)، ولذا عين النجومي وليا ووكيلا عنه. لعب دورا هاما في حصار الخرطوم، وقاد الهجوم الحاسم على (بوابة المسلمية) في الخامس والعشرين من يناير 1885م. بعد وفاة المهدي قيل أن الخليفة – خوفا منه- بعثه لغزو مصر ليقود معركة كان يعلم إنها خاسرة سلفا. في الحقيقة أن المهدي نفسه كان قد خطط لغزو مصر والحجاز، وحدد النجومي (عميد سلك الأمراء) كقائد لتلك الحملة، بل ورافقه شخصيا لخارج أم درمان مع ثلة من نواة جيشه. كان المأمول أن تزداد قوات الجيش المهدوي بقيادة النجومي بمدد من الرجال والمال مع تقدمها شمالا في بربر ودنقلا، وكان قد تم تعيين النجومي أميرا مؤقتا على تلك المدينتين لذلك الغرض. واجه النجومي الكثير من المضايقات والمعاكسات والدسائس من سكان المناطق التي مر بها، ومن قواد جيشه أيضا، والذي كان سيء التدريب والإعداد. قتل في معركة "توشكي"، وبقي ذكره كأمهر وأشجع شجعان أمراء المهدية وقوادها.
الأمير الحاج محمد أبو قرجة: هو دنقلاوي من (القطينة)، ولكنه كان يقطن في قرية اسمها (أم غنيم)، والتي تبعد نحو عشرة أميال شمال الفشاشويا الواقعة على الضفة الغربية للنيل الأبيض. عمل تحت إمرة الزبير باشا وآخرين في تجارة الرقيق، وكان يبدو كعربي وكقاطع طرق. عد محمد أبو قرجة – مثله مثل النجومي- من (أبكار المهدية)، وأظهر شجاعة فائقة وقدرة عظيمة على القتال ضد متمردي جبال النوبة. بعد سقوط الأبيض، عهد لأبي قرجة بملاحقة جيش هكس باشا من الدويم إلى الغرب، وعندما تم سحق ذلك الجيش في شيكان، نسب إلى أبي قرجة معظم الفضل في النصر.
كان دور أبي قرجة في حصار الخرطوم دورا مهما، يأتي في المرتبة الثانية فقط بعد دور النجومي. وبعد سقوط الخرطوم، عين أميرا لما بين النهرين، وشمل ذلك بالطبع الجزيرة. شك الخليفة عبد الله في ولائه، وخشي أن ينضم للخليفة شريف فبعث به لسواكن، حيث دخل مباشرة في صراع مع عثمان دقنة. استدعاه الخليفة لأمدرمان حينا من الزمان، ثم بعثه بعد ذلك إلى كسلا، حيث تشاجر فور وصوله مع أميرها الهباني مساعد قيدوم. زادت شكوك الخليفة عبد الله تجاهه، واتهمه بالتضامن مع الخليفة شريف الذي أراد الانقلاب عليه ، فنفى أبا قرجة لجبل الرجاف، حيث بقي هنالك كسجين، حتى أطلق سراحه البلجيك بعد (استعادة) السودان. توجه أبو قرجة من بعد ذلك شرقا (لعل الصحيح هو غرباً. المترجم) لدارفور، حيث بقي مع الأمير خالد زقل، ولكن بعد أن أعدم السلطان علي دينار الأمير زقل، شد أبو قرجة الرحال للفاشر وبقي فيها لشهور قليلة. لم يطب له المقام فيها، فآثر الرحيل إلى موطنه (أم غنيم)، ولكنه أصيب بالسل هنالك، فذهب به إلى أم درمان حيث توفي في عام 1913م.
الأمير محمد خالد زقل: هو ابن عم/ ابن خال المهدي. كان بديناً ذا بسطة في الجسم، مغرماً بقدور اللحم. عمل أثناء فترة الحكم التركي كمسئول إداري في دارفور. أرسله سلاطين باشا حاكم دارفور لمقابلة المهدي في الأبيض، وكان هو الوسيط الذي سهل عملية استسلام سلاطين للمهدي، الأمر الذي جعل كل غرب السودان يؤيد المهدية. بعد وفاة المهدي كتب مؤيدو الخليفة شريف إلى خالد كتاباً يطالبونه فيه بتسيير جيشه إلى أمدرمان للإطاحة بالخليفة عبد الله . وشاء حظه العاثر أن يقع رده على تلك الرسالة في أيدي أنصار الخليفة عبد الله، فتم اعتقاله في بارا وهو في طريقه لأمدرمان (انظر لما كتب أعلاه عن الأمير عبد الرحمن النجومي)، ونفي للرجاف حيث لبث في السجن سنينا حتى أطلق البلجيك سراحه (مع أبي قرجة)، فآب إلى دارفور حيث كان قد عمل في إدارتها في عهد المهدي. تزوج في الفاشر من الميرم عرفات بنت السلطان حسين. لسبب ما غضب عليه السلطان علي دينار فأمر بإعدامه.
الأمير محمد الطيب البشير: من قبيلة الحلاويين في شمال الجزيرة. قابل المهدي أول مرة عندما أتى محمد أحمد (المهدي لاحقا) لشيخ القرشي ود الزين في طيبة (قرب الحصاحيصا) طالبا للعلم الشرعي. تزوج المهدي من ابنة محمد الطيب البشير، وجعله وكيله الرئيس في الجزيرة، بل وكان يتلقى البيعة من الناس هناك نيابة عن المهدي. لعب دورا بارزا في حصار الخرطوم، وبعث به الخليفة إلى الحدود الحبشية قائدا من قواد جيش المهدية، وظل هناك حتى (استعادة) السودان. انضم لقوات (أحمد فضيل)، ولكن الإدارة البريطانية اعتقلته قرب الرنك، وأحضر لأمدرمان كأسير حرب. سمح له لاحقا بالعودة إلى موطنه في الحلاويين في شمال الجزيرة، حيث بقي هنالك حتى توفي بعيد انتفاضة ود حبوبة في عام 1908م.
قائد الراية الصفراء: الخليفة محمد شريف
الأمير موسى الحلو: كان الأمير موسى الحلو (أخ الخليفة علي ود حلو) رجلا قصيرا عريض المنكبين، صاحب ابتسامة عذبة، ينتمي إلى البقارة الشانخاب (فرع الدغيم) في النيل الأبيض. لا توجد صلة دم للشانخاب مع البقارة، ولكنهم عدوا منهم بسبب الجوار والعيش المشترك. كانت عائلة الحلو عائلة شديدة التدين والزهد، وليس في تاريخهم الطويل ما يشين، حتى في عهد المهدية (هكذا! المترجم). لم يلعب الأمير موسى دورا كبيرا في حروب المهدية قبل حصار الخرطوم، بيد أنه أرسل للشمال كقائد لحملة تعقب السفن المصرية التي بعثت لإنقاذ غردون في الخرطوم. توفي الأمير موسى في ساحة الحرب في "أبو كلي؟ Abu Klea
نقلا عن "الأحداث"
badreldin ali [alibadreldin@hotmail.com]
////////////////