مهرجان الشفاء الثقافي: فكر قليلا فالسينما السودانية تتحدث
بدرالدين حسن علي
2 March, 2013
2 March, 2013
أتابع باهتمام شديد أفلام وأنشطة المخرجة السينمائية تغريد السنهوري ، وخاصة مشروعها الرائد " الشفاء الثقافي " والذي أعتبره مساهمة إيجابية في أزمة السينما السودانية ، وتابعت أيضا مهرجان الشفاء الثقافي الأول الذي أنهى فعالياته قبل أيام في السودان ، حيث قدمت للجمهور ثلاثة عروض لـ "أفلام تسجيلية"، أخرجها شباب تدربوا على صناعة "الفيلم" في حلقات أقامها المهرجان ، ويجيء إهتمامي بالمهرجان نظرا لموضوعه وهو السينما وخاصة السينما السودانية ، وسعدت أيضا بالحوار الذي جرى مع المخرج السينمائي الرائع ابراهيم شداد والذي تحدث فيه بصراحة شديدة عن ضعف السينما السودانية .
مهرجان الشفاء الثقافي أستطيع أن أسميه مهرجان التفكير والتعمق فيما حدث للسودان بعد الإنفصال ، فجميع الأفلام تدق على هذا الوتر الوطني المفجع المؤلم ، لدرجة أن البعض لا يكاد يصدق ما حدث !!!
هدف المهرجان إلى معالجة قضايا "إنسانية واجتماعية" من خلال الفيلم والصورة المتحركة، بما أطلق عليه منظمومة "الشفاء الثقافي"، وتدريب سينمائيين شباب على مهارات صناعة السينما، للقيام بمهمات الشفاء الثقافي.
ورعت المشروع منظمات "مركز نسق، منظمة كونكوردس العالمية" فضلاً عن الاتحاد الأوروبي، والسفارة البريطانية، ووزارة الثقافة.
تقول مديرة المشروع السينمائية السودانية البريطانية تغريد السنهوري: "الأفلام جسدت فكرة الشفاء الثقافي، التي أخذتها من بريطانيا أثناء محاولاتها معالجة موضوع العنصرية في ثمانينيات القرن الفائت، الفترة التي هاجرت فيها إلى بريطانيا".
وتضيف إنها عايشت مظاهرات السود وعمال المناجم، واحتواء بريطانيا لها ومعالجتها عبر الفن، ما عزز ثقتها كصانعة أفلام وثائقية، بقدرة الفن على تغيير المجتمع نحو الأفضل.
وتعتبر تغريد الفن عنصراً ذا فعالية وأثر أكبر من أثر الاقتصاد والسياسة في صناعة التحولات، موضحة أن الأفلام لا تتعاطى مع القضايا عن طريق الخيال، وإنما عبر النظر بشجاعة وبصدق إلى واقع معين، وطَرْح سؤال "هل يمكننا أن نأتي بالشفاء إلى هنا"..؟ وكيف يمكننا توسيع مفاهيمنا، وتحويلها لنتفهّم هذه القضية أو هذه أو تلك الحالة".
فيلم " موسى "
يقول مخرج "موسى" محمد مرزوق: "هذه أول تجاربي في إخراج فيلم وثائقي، رأيت أناسا وأماكن وقفت عندها، وحين سنحت الفرصة حولتها إلى مادة فيلمية، لم يكن عملاً سهلاً لذا شعرت براحة كبيرة بعد أن أكملت تصوير" موسى".
" موسى " جندي أعيق في حرب الجنوب ، وحين إنفصل الجنوب عن الشمال أعيق " عقليا " كأنه يرفض ضياع رجله اليمنى سدى
تشرد موسى وطلى وجهه بالسخام الأسود، وكأنه في حالة لا وعي يريد إعلان انتمائه لذاك الجزء من الوطن المنفصل، وكأنه يقول للناس "حاربنا سدى".
فيلم " طبول الليل "
ويوضح مخرج "طبول الليل " محمد عبدالعظيم "فوكس"، إنه حاول نقل "الانفصال" من حيزه إلى مكمن الداء في قلب المجتمع السوداني السياسي إلى موقعة الإنساني، من خلال شخصية "جمعة" الذي كان يحلم بفرقة طبول، لكنها -غصباً عنه- انقسمت إلى فرقتين، فتأرجح بين مكان نشأته وحبه، وبين الدولة الجديدة والهوية الجديدة التي اكتسبها، مجسداً حالة الفصام التي وجد سودانيون أنفسهم فيها بسبب الانفصال.
فيلم " الذين سرقوا الشمس "
من جهته يقول المخرج الحائز على برونزية مهرجان الإذاعة والتلفزيونات العربية بتونس "الطيب صديق"، عن فيلم "الذين سرقوا الشمس"، إن الورشة تعد إضافة واسهام في صناعة سينما سودانية.
أما حكاية "مجرد طفل"، ببعدها الإنساني تجسد المعنى العميم لطفل كبر قبل الأوان، ترك طفولته ليعيل أسرة.
السعودية أنتجت فيلمها الأول " وجده " ودخلت هيفاء المنصور عالم السينما العالمية ، وأرغو يفوز بجائزة الأوسكار في غفلة قاتلة ، والسينما السودانية لا تزال تحبو على أربع !!!!
badreldin ali [badreldinali@hotmail.com]