الوالي الديمقراطي
حسن فاروق
29 April, 2013
29 April, 2013
أصل الحكاية
إذا صدقت الأخبار التي وردت عن رفض رئيس مجلس إدارة نادي المريخ السابق جمال الوالي ( تعيينه) رئيسا للجنة التسيير المتوقع إعلانها خلال الساعات القادمة ، يكون الرجل قد إختار الخطوة الصحيحة ، لأنه لايعقل كما ذكرت أمس في هذه المساحة أن يستقيل من المنصب الديمقراطي ( رئيس منتخب) ويقبل بالتعيين ( رئيس معين) ، وإن كان الرجل جادا فعليه أن يتمسك بهذا الموقف ، رغم أنه قد يحسب عليه لأنه إلتزم ووافق في إجتماعه الأخير مع المجلس المستقيل بمنزله بحي الصفا علي رئاسة لجنة التسيير ، وزف عصام الحاج كما نعلم البشري لأهل الرياضة بصفة عامة وأهل المريخ علي وجه الخصوص نبأ موافقة جمال الوالي علي العودة رئيسا .
وإتفاقه مع المجلس المستقيل يذكرني ببرنامج الأمم المتحدة الشهير ( النفط مقابل الغذاء) في العام 1995 للشعب العراقي ، فأصبحت الإستقالة مقابل الرئاسة لإنقاذ مايمكن إنقاذه ، ومع ذلك فإن الرجل حسبها (صاح) إن صدقت الاخبار التي أوردت التصريحات علي لسانه بأنه لن يعود للمريخ إلا رئيسا منتخبا ، وعندما أكرر (إن صدقت) لأننا تعودنا في الوسط الرياضي علي القاعدة الشهيرة (كلام الليل يمحوه النهار) ، فقد تصدر مثل هذه التصريحات من جمال الوالي ونصدقها ، ونبني تحليلاتنا عليها ، ليأتي الغد بخبر مختلف عن الأول مائة وثمانون درجة ، لذا يجب ألا نبعد عن حساباتنا أن نسمع اليوم أوغدا عن قرار من الوزير الولائي بتعيين جمال الوالي رئيسا للجنة التسيير المريخية لمدة (60 يوما) ، وعلينا ألانستغرب وقتها إن خرج علينا جمال الوالي أن ظروف المريخ والمرحلة الحرجة التي يمر بها مع إصرار أهل المريخ ممثلين في جماهيره وإعلامه وأقطابه علي قبوله المنصب ، لم يجد أمامه من خيار سوي الرضوخ لرغبتهم .
عموما وحتي لا نسبق الأحداث كما يقولون سنصدق رفضه (التعيين) ، وتأكيده علي أنه لن يعود لرئاسة مجلس إدارة نادي المريخ إلا منتخبا ، وهي كما ذكرت خطوة في الإتجاه الصحيح في ظل المعطيات الموجودة ، وهو في تقديري إنتصار للديمقراطية ، ويعني من جانب آخر جمال الوالي بدأ يتعلم ، ويعي الفرق الكبير بين التعيين الحكومي الذي قدمه في البداية للوسط الرياضي وبين خيار صناديق الإقتراع رغم التحفظات الكثيرة علي الممارسة ، ولكنها تبقي الخيار الأول والافضل ، والإصلاح لايكون إلا بمزيد من الديمقراطية وليس بالتعيين الحكومي .
أتمني أن يتمسك الرجل بموقفه ولايلتفت للأصوات التي تطالب بتواجده في مقعد الرئاسة كيف ماإتفق ، علي الأقل نضمن أن للمريخ خيارات أخري في التعيين الحكومي ، فلايعقل ولايجوز أن يقدم الوالي نفسه علي أنه ( الشعب والحكومة) ، وأنه الخيار الأول والأخير والوحيد في كيان كبير مثل المريخ لأنه وهم يجب أن يصحو منه .
وإن كنت أري في الخطوة المذكورة إن صدقت ( صحيان) بعد فترة طويلة من النوم في عسل أنه ( رئيس طوالي ) ، فالرجل مطالب بالإنفتاح أكثر علي الآخر وأن يتعلم معني أن يكون ولو لمدة (60 أو 90 يوما) علي الرصيف ينتظر مثله مثل الآخرين دوره ، وأن يتعامل بأفق أوسع أن هذا الدور قد يأت بالإنتخابات وقد يسقط في هذه الإنتخابات ، سنضمن وقتها أننا كسبنا شخصية رياضية تعترف بالممارسة الديمقراطية وتتفاعل معها وتؤمن بها وتعمل من أجل ترسيخها ، ساعتها يمكن أن نؤكد علي أننا كسبنا ( الوالي الديمقراطي) خاسرا أو منتصرا .
hassan faroog [hassanfaroog@hotmail.com]