اللعب علي الجنون
حسن فاروق
9 August, 2014
9 August, 2014
اصل الحكاية
رغم التعقيدات التي تلازم مباريات فريق الهلال في التنافس الافريقي ، والخسائر المحبطة التي تأتي في الدقائق الاخيرة من المباريات إلا أن التفاؤل يظل هو العنوان العريض عند معظم أنصار الفريق بإمكانية تحقيق نتيجة ايجابية ، فقد إلتقيت عدد ليس بالقليل منهم من اماكن محتلفة ، إتفقوا جميعا علي ( احساس ) واحد هو أن الفريق سينتصر في مباراة اليوم علي فريق مازيمبي الكنغولي علي ارضه ووسط جمهوره ، وكلمة (احساس) هي القاسم المشترك في هذه الآراء ، وفي المقابل توجد آراء بعيدة كل البعد عن هؤلاء المتفائلين وتعتبر الهلال خارج التنافس منذ مباراة الزمالك ، والتي اعقبها التفريط في مباراتين كانتا في متناول اليد أمام (فيتا كلوب ) ، والتفاؤل عند انصار مدرسة الواقعية خداع للنفس لأن مازيمبي في تقديرهم ليس الفريق السهل المنال او المتواضع الامكانيات الذي يمكن هزيمته بالسهولة التي يتحدث عنها المتفائلون فهو فريق بطولات ، ويعتبر من افضل فرق القارة الافريقية ، كما أن لديه دوافع أكبر من دوافع الهلال ليؤدي مباراة قوية وجادة ، فلايوجد أمامه لضمان التأهل المباشر سوي الفوز ، الذي سيرفع رصيده الي عشرة نقاط ، وبالتالي سيقاتل من أجل ذلك لأن الخسارة أو التعادل سيدخله في حسابات مع بقية فرق المجموعة وهو ما سيعمل علي تفاديه.
إذا عدنا للغة التفاؤل العالية عند الفئة التي ذكرتها من انصار الفريق ، سنجد أن الامر لم يأت من فراغ بمعني العاطفة من اجل العاطفة دون الاستناد علي جوانب مادية تدعم هذه العاطفة، وهي التي جعلتهم في تقديري يراهنون علي قدرة الفريق في تحقيق الانتصار ووضع قدم في طريق التأهل ، فالفريق عندهم يتمتع بقوة فريق البطولات والدليل المستويات التي ظل يقدمها ووجدت احترام عند عدد كبير من المحللين والمراقبين ، بجانب أن الفريق تخلص والي حد كبير من ماكان متعارفا عليه بفشله في المباريات الخارجية أداء ونتيجة ، هذه الصورة تغيرت في المواسم الاخيرة ونجح الفريق في العودة بنقاط مهمة من مبارياته الخارجية ، ولولا الاخطاء الدفاعية القاتلة لحقق الفريق التأهل من مبارياته الخارجية التي فرط في نتائجها بطريقة أدهشت المتابعين والمراقبين والمحللين.
أتمني أن تصل ثقة قاعدة عريضة من انصار الهلال في قدرة الفريق علي قلب الطاولة علي مازيمبي في ارضه ووسط جمهوره اللاعبين ليعلموا ان هذه الجماهير لم ترم المنديل ، وأنها تراهن علي امكانياتهم وقدراتهم الفنية بكل قوة ، وليعلموا ايضا أن هذه الجماهير لاتري مايراه البعض خيال او من المستحيلات ، فقد تجاوز الزمن كثير من الاشياء التي كانت في كرة القدم من الثوابت ومنها الارض والجمهور ، والهلال عندهم فريق متمرس لديه لاعبون اكتسبوا خبرات عالية في التعامل مع هذه النوعية من المباريات ، ويمكن ان يعودوا من الكنغو بانجاز الفوز او التعادل كأضعف الايمان.
رؤيتي لمباراة الهلال اليوم امام مازيمبي أن الفريق سيلعب علي جنون كرة القدم لتحقيق النتيجة المرجوة.
hassanfaroog@gmail.com