صحوة ضمير الانسانية على أنقاض الطفل السوري الرضيع ايلان تركي. بقلم: اسماعيل عبدالحميد ىشمس الدين

 


 

 

 

1- أصبح ايلان تركي الشهيد الرمز لأطفال الشعوب المغلوب على أمرها من الحروب والتشريد.

2- كشفت أزمة اللاجئين السوريين عن خفايا الوجوه  الحاقدة على بني البشر وأبانت الوجوه الخيرة على مستوى العالم.

3- السودان دولة مبادرة في مساعدة السوريين الفاريين من صراعات الجماعات الاسلامية والسلطة الحاكمة والتدخلات الأجنبية

هذا المشهد المروع الذي ارتعدت له القلوب حزناً بدموع غزيرة وأسى على  ما وصلنا اليوم باغتيال طفل رضيع ليلحق بشقيقه ابن الخامسة وبقية  أرحامه  في اليم  ولا نقولوا  له قولة الشاعر ( لا تتبلل)  بل غوص في بحر لجي لتتلففك  الأمواج العاتية وتلقى مصيراً محتوماً من طييش وعبس حكاماً  ظالمين وجماعات ضالة ومضللة تتطاول على خلق الله  باسم الاسلام ورسالته الخالدة وتعيش في الأرض فساداً ،، وهل لنا أن  نبحث عن البينة عن القاتل الحقيقي لهذا الطفل البريئ (ايلان تركي) الذي أصبح رمزاً لقتلة الأطفال الأبرياء في كل بقعة من بقاع الأرض لجماعات وقوى تتصارع فيما بينها وتسمي نفسها اسلامية وحكاماً جائرين تسلطوا على شعوبهم بقوة السلاح والألة العسكرية والأنظمة الفاسدة فتلاقت أهدافهم جميعهم في هدر دماء المسلمين ومشروعيتهم في قتل المسلم  للمسلم ، بالأمس عرضنا على هذه الصحيفة الغراء (سودانيل) دراسة في شكل مقال  عن المنظمات الاسلامية المتطرفة التي تموج في بحور الانزلاق  نحو الهاوية على أمل حماية شبابنا من جرثموتها وضلالها وعرضنا حالتها خلال العقود الماضية  وصراعاتها فيما بينها التي جعلت من قتل وذبح المسلمين عنوانا لها ولأعمالها ،  علها تكون  نصيحة  لشبابنا في السودان وغيره من بلاد العرب  وأفريقيا والمسلمين ليبتعدوا عنها عن قناعة تامة بعد ما تتبين لهم أهدافها .

نعود ونقول من قتل الطفل الرمز ؟ أهو الحاكم الذي أحال سوريا الى خراب ودمار  أم المعارضة المزعومة وهي تعيش في رغد وهناء في عواصم الدول الأوربية وشعبها يئن من الجوع والفقر  كغيرها من من المعارضين على مستوى عالمنا العربي ، أم القاتل الحقيقي هو الألة العسكرية المنطلقة من تركيا لمحاربة الأكراد في شمال سوريا بدعوى محاربة الارهاب فشردت السكان الآمنيين من ديارهم  ، أم المنظمات التي تسمي نفسها اسلامية  وتتصارع فيما بينها ويكون أول ضحاياها السكان الآمنين أم هذه المنظمات التي ابتدعت   فاحشة  ذبح البشر  المسلمين على مرأى  من الناس ، أم أولئك الذين   نصبوا نفسهم  طابوراً لكشف خبايا جماعة ضد جماعة فيلاقي الجميع نفس المصير.

 نعم هو الصراع في سوريا حاكم يتمسك بسلطانه ولن يتنازل عنه طالما وجد السند والمدد من أجل القضاء على أهل السنة في سوريا  ،ومعارضة تتصارع على كراسي خاوية تحركها  حكومات  أجنبية كلعب الأطفال وتدور بها من جنيف الى موسكو الى الشرق الأوسط  لتعود لبر الأمان  في منتجعات أوربا ، والصراع بين النصرة وداعش والدولة الاسلامية وحزب الله في معارك  قتالية الخاسر الأكبر فيها أبناء الشعب السوري ، انها بطولات زائفة كلفت سوريا الكثير من الضحايا  والنازحين والمشردين ومن لاقوا مصيرهم في مراكب  بالية قذفت بهم في المياه التي لا  ترحم أمواجها وقد وصل عددهم حسب تقدير الأمم المتحدة (2000) غريق. بحثاً وراء مأوى أو غطاء يحميهم ويستر عوراتهم وعلى الله اطعامهم من جوع وأمنهم من خوف ،  ان ما يدور من صراعات في سوريا اليوم اعلان زائف بمحاربة نظام الأسد ولكنه أرضاً خصبة للصراعات بين الجماعات المتطرفة في ساحات يقطنها خلق الله  ،  ويزداد الأمر سوءاً بقانابل وراجمات وطائرات النظام وهي تدك المواقع دون مراعاة للسكان الآمنين، وحتى آلات الدمار القادمة من تركيا تحمل في داخلها حقداً دفينا على الأبرياء من الأكراد فينكشف الأمر باستشهاد الطفل ايلان تركي.  ولا يستطيع أحد حتى لو كان خالص النيات أن يطرح حلولا للأزمة السورية لأن الحل والربط أصبح بيد الغير قوى  أوربية عظمى تتصارع لتجد لها موقعاً لحماية ربيبتها اسرائيل  وضمان ضياع الجولان وأخرى شرقية لتسوطن في مواقع نفوذ  في الشرق الأوسط  الغائب عن أهله واللاعب الجديد في تصديرالشيعة للبلاد العربية والخلافات العربية حول الأزمة التي ينطبق عليها القول المشهور ( بأن العرب اتفقوا على ألا يتفقوا ) ، هذه هي محنة الشعب السوري الصامد البطل الذي لاتزال أرضه الطاهرة تجلل ببطولات صلاح الدين الأيوبي قاهر الفرنجة ومحرر القدس وقد توارى جسده الطاهر في سوريا ليذكرهم دوما بأنهم خير شعب بأصالته وعروبته واسلامه الطاهر من كل دنس..

خرج الميسورن من السوريين شرقا وغربا وشمالاً وجنوباً من ويلات الحرب وأقول الميسورون لأن تكلفة الترحيل على ظهر قوارب بالية تكلف مئات الدولارات ،  ويبقى المعدمون يلاقون مصيرهم وسط طيش المتصارعين ويشاء القدر بأن الجميع هالك في البر والبحر.ويالها من مأساة والناجين منهم عبر البحار والمحيطات  يستقبلهم ذئاب البشر باغلاق الحدود  أو حصرهم في خنادق الموت ،، هؤلاء الزبانية لا بد أن يجدوا العقاب  يوما من الشعوب العربية والاسلامية ولو بالدعاء عليهم. وتنبرى من هذا الظلام الأوربي الكالح  سيدة هي في قوة الأبطال والكرماء  السيدة  ميركل بوجهها الصبوح لتستقبل أفواج اللاجئين السوريين في بلادها العامرة  ألمانيا بترحاب ليقول الناس الدنيا بخير.

أما شعب السودان فقد كان كريماً بأصالته وفي خلده أبناء شعبنا  الذين أجبرتهم الحروب الأهلية في دارفور للنزوح  لبلاد تعاني هي نفسها من الحرمان ويعرف معنى ايواء الضيف والترحيب به فدخول السورييين للسودان لا تحده قوانيين بالية  وقد الغيت التأشيرة من عقود فهم  أهل دار وفتحت العديد من الأسر الكريمة ديارها ليحلوا بينها ضيوفاً كراماً ، وعلى الرغم من ضيق الحال فقد فاق الكرم توقعات الناس  مما كان له آثاره وسط جموع الأمة العربية وقد تزينت خطب المساجد في البلاد العربية بالاشادة بدور شعب السودان في  المعاملة الحسنة للاجئين السوريين ، وقد  لايعلم  بعض أبناء هذا الجيل أن السودان كان دوما في خط المواجهة مع الشعب السوري ،،، فعندما ضربت فرنسا في مايو 1945 دمشق بالقنابل ودمرت المجلس النيابي وقتلت الالاف أثار ذلك غضب الأمة العربية ، وعمت الأحزان بين السودانيينن  ليترجمها الشاعر السوداني أحمد محمد صالح ( المعلم والموجه  وعضو مجلس السيادة بعد الاستقلال) في أبيات من الشعر خارجة من القلب وموجهة في رسالة مواساة لشعب سوريا في قصيدته دمشق مهر الحرية:

صبرا دمشق فكل طرف باك

لما استبيح مع الظلام حماك

جرح العروبة فيك جرح سائل

بكت العروبة كلها لبكاك

جزعت عمان وروعت بغداد

وبكت ربا صنعاء يو أساك

وقرأت في الخرطوم آيات الأسى

وسمعت في بيروت أنة شاكي

وما أشبة  الليلة بالبارحة  فقد كانت الضربة من فرنسا أنذاك عام 1945 وقالها شاعرنا  لفرنسا متوعداً

مهلاً فرنسا فالحوادث جمة

والدهر دوار مع الأفلاك

وغداً تدور الدوائر فشمري

سأكون أول شامت ينعاك

ودارت الأيام والسنوات وعايشنا  العقاب من شعب الجزائر البطل الذي كتب الحرية بأحرف  من نور سطرت  هزيمة الاستعمار في كل مكان.

وشاعرنا برؤيته الثاقبة كأنما يستقرأ الأحداث وكأنه مقيم بيننا والحرب دائرة اليوم في دمشق وفي كل بقعة سورية وتتضافر قوى الشر وهي تحصد الملايين من البشر قتلى وجرحى ومشردين ونازحين وتحكم ضرباتها دون هوادة بهدر دم المسلم وقتل الطفل الرضيع والمرأة المسالمة والشيخ الوقور فيقول شاعرنا أحمد محمد صالح :

ضربوك  لا  متعففين سفاهةً

لم تأتي يا دمشق يداك

ورماك جبار يتيه بحوله

شلت يمين العلج حين رماك

رحم الله شاعرنا الراحل المقيم أحمد صالح فقد تحدث في الماضي ولا تزال كلماته  نبعاً فياضاً لعطاء شعب السودان في الكرم ومرحباً بأهل سوريا في سودان العزة والكرامة.

Ismail.shamseldin@gmail.com

 

آراء