يعيش مدير عام قناة (مداد) النيل الازرق سابقا حسن فضل المولي اسواء فترة في تاريخه بالعمل الاداري الاعلامي ، فقد ظهر المدير الشهير في الاوساط الاعلامية بالجنرال في فترة (التمكين) الذي قدم عددا من الكوادر المنتمية سياسيا في مناصب مختلفة ، المهم ان الرجل تقلد عدد من المناصب منها ادارة البرامج في التلفزيون القومي ووجد الاشادة والاستحسان مثلما وجدالانتقادات ومع ترسيخ السياسة الحزبية اكثر واكثر داخل المؤسسات الاعلامية حدث نوع من الاعتقال الذهني جعل الكثيرين يعتقدون ان سقف التميز فيهذه الكوادر، وتم اختزاله في المشهد الموجود امامنا بمعني ان حسن فضل المولي هو رقم واحد في ادارة الفضائيات السودانية ، لذا كان من الطبيعي ان ينتقل بعد تجربة التلفزيون القومي الي قناة النيل الازرق ، وللعلم فقط سنجد ان محاولة الاعتقال الذهني لم تتوقف عند بوابة (الفضائيات)، بل هو واقع نعيشه حتي علي مستوي الصحافة السودانية ، وسبق ان كتبت تقريرا ايام طيبة الذكر صحيفة( الاحداث) عن هذا النوع من السيطرة في الصحف السياسية، فكانت النتيجة ان كل الصحف ماعدا صحيفة او اثنين يقودها صحفيون اسلاميون بخلافاتهم واتفاقاتهم والبقية مجموعة من الانتهازيينتسلقوا اسوار الحزب الحاكم وجلسوا علي كراسي القيادة في الصحف.
الجنرال حسن فضل المولي اصبح رقما يشار اليه بالبنان ، وارتبط وجوده في الفضائيات السودانية بالنجاح عززه التميز الذي ظهرت به قناة النيل الازرقالتي وجدها ناجحة ولها مشاهدة عالية ، ويحفظ له مع الطاقم المساعد له بقيادة الشفيع عبدالعزيز دعم هذا التميز وتقديم اضافات محترمة حولتها الي القناة الاولي والاعلي مشاهدة ، وحسب المعلومات المعروفة عن الرجل في ادارته للقناة انه صاحب شخصية قوية وقابضة مع مرونة تدعم الخط الابداعي في القناة ، ليرتبط ارتباطا وثيقا (بالجنرال) ، الي ان غادر الشيخ صالح الكامل وتحولت بعدها النيل الازرق القناة التي احتلت مكانا كبيرا بداخلي علي المستوي الشخصي الي قناة (مداد) ، وكان اول علامات هذا التحول تجريد حسن فضل المولي من (جنرال) وانزاله الي (وكيل) ، اختفي الشفيع عبدالعزيز باقالة ، واختفي حسن فضل المولي بتجريد من كثير من الصلاحيات التي كانت جزء من اختصاصه في زمن الشيخ صالح الكامل وهو وضع يراه اغلب القريبين من المشهد غريبا ولايشبه الشخصية (الجنرال)، بل ان بعض الاسئلة صارت تطرح بالصوت العالي ، ماذا حدث؟ هل هذا هو الجنرال؟ اين حسن فضل المولي؟ ماهو الدور الذي يلعبه الآن في القناة؟ هل هو المدير العام ام ان هناك مدير آخر هو المدير الفعلي؟ كيف يصمت والقناة تطمس هويتها بتدمير ممنهج لطبيعتها التي جعلتها الاولي والافضل والاعلي مشاهدة ؟ هل اصبح المنصب الذي يحتله الآن مجرد اسم يحمله ويعرف به نفسه؟ هل هو شريك وداعم في كل التغييرات التي تشهدها القناة علي كل المستويات؟ ام انه آخر من يعلم ؟ الاجابة انه حتي لحظة كتابة هذه السطور جزء اصيل من حالة الانهيار التي تعيشها النيل الازرق سابقا (مداد) حاليا.