بيان الأمين العام المكلف للحركة الشعبية ياسر عرمان عن خارطة الطريق قمة الأحزان والتناقضات

 


 

 


bresh2@msn.com

بسم الله الرحمن الرحيم

******************

وعد الأمين العام المكلف للحركة الشعبية شمال ياسر سعيد عرمان بالرد على ما تم مناقشته في العاصمة الفرنسية "باريس" بعد اختتام قوى نداء السودان لإجتماعاتها في الأسبوع الماضي-قائلاً : إنعقد في باريس إجتماع قوى نداء السودان وكانت الكلمة الأولى للبيان المشترك، هذا لا يعفي قيادة الحركة الشعبية من شرح موقفها للراي العام بوضوح وصراحة، ستحاسب عليها وستلتزم بما ستعلنه، وهذا هو المقصود من هذا البيان.

وبالفعل رد الأمين العام على ما وعد به ببيان تحت عنوان (ماذا دار في باريس وأي سلام وحوار سنوافق عليه)، إلآ أن بيانه جاء حزينا انشائيا محشواً ، ومليئا بالتناقضات المخجلة في المسائل التي أراد توضيحها خاصة موقف حركته من خارطة الطريق الأفريقية "يعني ببيانه هذا زاد الطين بلة ووضع كثيرا من علامات الإستفهام". وعليه رأينا تبيان وجه التناقضات الواردة في البيان:

ما يهمنا في هذا البيان الإنشائي الطويل الممل المشتت ، هي تلك النقاط التي تمس المنطقتين (جبال النوبة/النيل الأزرق) ، وسنرد انشاءالله على هذه النقاط بالتفصيل حتى يعرف القاريء الكريم مدى استهبال الساسة وتمييعهم للمواضيع المهمة لتتماشى مع أهواءهم.

أولاً//الموقف من خارطة الطريق:

يقول ياسر عرمان في بيانه...

رفضنا خارطة الطريق لأنها ستؤدي الي إلحاقنا بحوار الوثبة وخضنا معركة طويلة لأداء واجبنا في دعم مطالب شعبنا وحقه في التغيير، كان من إيجابيات ما قامت به قوى نداء السودان هو حدوث متغيرات ومستجدات عديدة:

1/تحول التوقيع على خارطة الطريق من حدث لإلحاق أربعة تنظيمات من تنظيمات نداء السودان بحوار الوثبة الي عملية سياسية تمر بإجراءات تهيئة المناخ من وقف الحرب وتوفير الحريات وغيرها.

2/تم الحفاظ على وجود نداء السودان بدلاً من عزل الأربعة تنظيمات عن بقية القوى السياسية المكونة لنداء السودان.

3/أصبحت مطالبنا في حوار متكافئ هي الأساس بدلاً عن إلحاقنا بحوار الوثبة.

4/مطالب قوى نداء السودان حول خارطة الطريق ستتحول الي أجندة للوصول لحوار متكافئ، وعملياً قد سقط خيار إلحاق المعارضة بحوار الوثبة وهو أهم الإنجازات.

5/تم القبول بأن تحدد قوى نداء السودان وفدها على أساس جماعي وليس فردي، وقد كان النظام يحاول إستبعاد أقسام مهمة من نداء السودان.

6/المؤتمر التحضيري سيأخذ شكل جديد نعمل على الحفاظ على جوهره ووضع مطالبنا في الطاولة.

7/الحوار المتكافئ والتسوية السياسية المفضية الي التحول الديمقراطية مطلب من مطالب حركتنا ونحن سنواصل نضالنا ونعمل على إسقاط النظام ليل ونهار ولانزايد في ذلك على أحد ولا نقبل المزايدة، والتغيير قادم بالنقاط أو بالضربة القاضية، ونحن أكبر من أن نلحق بنظام مهترئ.

النقاط التي ذكرها ياسر عرمان عن خارطة الطريق الأفريقية ويسميها مستجدات ومتغيرات ، هي في واقع الأمر مجرد تمنيات وأوهام ، ذلك أن الحكومة السودانية كانت قد رفضت ادخال أي تعديل على الخارطة وأبلغت المبعوث الأمريكي للسودان والوسيط الأفريقي بذلك.. كما أن الملحق الذي اقترحته المعارضة لإعتماده حتى توقع على الخارطة قد رفضه السيد ثامبو امبيكي قائلاً انه لا يناقش أي مسودة أو نقطة تخص بالخارطة ، ليقفل بذلك الباب تماما أمام أي محاولة لإدخال تعديلات أو اضافات عليها ، فمن أين لعرمان بالمستجدات والمتغيرات التي يتحدث عنها في بيانه؟..

وتصديقا لكلامي هذا ، جدَّدت الحكومة رفضها القاطع لأي إضافات جديدة في وثيقة خارطة الطريق التي طرحتها الوساطة الأفريقية، ووقعت عليها الحكومة بأديس أبابا مارس الماضي.

وقال وزير الإعلام أحمد بلال يوم الإثنين 25 يوليو 2016 إن الحكومة لن تقبل بأي مزايدات على خارطة الطريق التي يجب التوقيع عليها كما هي دون أي إضافات، مشيراً إلى أن الحكومة وقعت على الخارطة رغم تحفظاتها على عدد من البنود، داعياً المعارضة التوقيع على الخارطة.

وأبان بلال، وفقاً لموقع المركز السوداني للخدمات الصحفية الأخباري، أنه حال توقيع المعارضين على الخارطة سيكون هناك لقاء تحضيري بينهم وآلية (7+7) لمناقشة كيفية الحاقهم بالحوار، بجانب الوصول إلى مسارات التفاوض مع المسلحين، والبدء من حيث وقف المتفاوضون، خاصة وأن 90% من النقاط تم الاتفاق عليها من قبل الجانبين.

أما قول الامين العام المكلف للحركة الشعبية بأن المؤتمر التحضيري سيأخذ شكل جديد نعمل على الحفاظ على جوهره ووضع مطالبنا في الطاولة ، فهو قول تضليلي عاري عن الحقيقة تماما لأن المؤتمر الوطني قد أعلن رفضه القاطع لعقد مؤتمر تحضيري، عقب إبداء قوى (نداء السودان) استعدادها للتوقيع على خارطة الطريق.

وقال أمين أمانة الإعلام بالمؤتمر الوطني ووزير الإعلام ياسر يوسف في تصريحات صحفية عقب اجتماع القطاع السياسي يوم الاثنين 25 يوليو، إن الخارطة حددت لهم فقط اجتماعاً مع آلية (7+7)، لبحث كيفية إلحاقهم بالحوار.

ودعا يوسف المعارضة للإسراع في توقيع الخارطة، لإكمال المفاوضات مع الحركات المسلحة من جهة، وإلحاقهم بالحوار من جهه أخري، من أجل الوصول للؤتمر العام للحوار، الذي سوف يحدد موعده في اجتماع الجمعية العمومية للحوار، مطلع الشهر المقبل.

وقال يوسف إن هناك إلتباساً من قوى المعارضة بعد اجتماع باريس، المنفض الخميس، وأعرب عن خيبة أمله من ذلك، وقطع بأن خارطة الطريق في بندها الثالث ذكرت ضرورة إلحاق قوى المعارضة بالحوار الجاري في قاعة الصداقة لمناقشة القضايا القومية.

إذن يتضح من الموقف الثابت للنظام السوداني الرافض لأي إضافات جديدة في وثيقة خارطة الطريق التي طرحتها الوساطة الأفريقية، أن التنظيمات المنضوية تحت لواء (نداء السودان) تكذب ثم تكذب وتعرف أنها تكذب ، لكنها استمرت في الكذب زاعمة أن هناك مستجدات ومتغيرات طرأت على خارطة الطريق ، لكن هذه المستجدات ما هي إلآ أوهام تسوقها المعارضة لعباد الله المساكين في أرض السودان.

ياسر عرمان ببيانه المرتبك المتناقض ، إنما يبطن أشياء خطيرة ومؤامرات كارثية تحاك ضد فكر السودان الجديد وتمرر بواسطة مطايا السياسية السودانية أولهم الصادق المهدي ومن تبعه من بني السودان القديم..فبعد تبرير الآثام في بيانه المشؤوم... قال (الحوار المتكافئ والتسوية السياسية المفضية الي التحول الديمقراطية كمطلب من مطالب حركته وقد نسى أو تناسى أن مطالب الحركة لم تكن يوما ما حوار نظام الإبادة الجماعية ، بل كانت مطالبها وما زالت تتمثل في اسقاط النظام وهيكلة الدولة السودانية ليتساوى الجميع في الحقوق والواجبات).

يواصل رفيقنا المخضرم جدا في كلامه الفارغ جدا ، بالقول ((رفضنا للتوقيع على خارطة الطريق وضع قوى نداء السودان في مواجهة مع الوساطة والمجتمعين الإقليمي والدولي، كان ذلك أمر لأزم لوقف إلحاقنا بحوار الوثبة، والآن إنتهت هذه المرحلة لما توصلنا اليه من حوار وتفاهمات مع كل تلك القوى، والحركة على إستعداد للتوقيع على خارطة الطريق في إطار قوى نداء السودان لبدء عملية تفاوضية جديدة تحدد إجراءات تهيئة المناخ وشروط الإنتقال وبناء حوار متكافئ ووضع النظام في موقعه الطبيعي كنظام شمولي مطالب بالتغيير، والنظام الأن يدرك إن قضية الحوار أصبحت قضية إقليمية ودولية على عكس ما خطط له، ومحاولته إستخدام الوساطة والمجتمع الإقليمي والدولي ضد المعارضة أدخل المجتمعين الإقليمي والدولي على خط قضية الحوار، وسيدرك النظام إنه إرتكب خطأ سيدفع ثمنه حينما إستخدم الضغوط الإقليمية والدولية ضد المعارضة، فالنظام لايمكنه أن يتناول وجبة الغداء مجاناً دون أن يدفع الثمن، وعليه إحضار ثمن وجبة الغداء)).

وهنا في الفقرات اعلاها ، طرش الرفيق ياسر عرمان كل تناقضات نداء السودان بالقول (رفضنا التوقيع على خارطة الطريق.. ثم قبلناها !! ، لكن قبلناها بعد أن رفضناها لأن الرفض كان سيضع قوى نداء السودان في مواجهة مع الوساطة والمجتمعين الإقليمي والدولي...ويا سلام عليك يا رفيقنا انتو ما عاوزين تغضبو وتزعلو الوساطة والمجتمع الإقليمي والدولي ، لكن عادي تزعلو الشعوب السودانية المسكينة ، فلتذهب وغيرها في ستين ألف داهية!!؟)..

الرفيق..الأمين العام المكلف للحركة الشعبية...

لماذا تخافون من المجتمع الدولي والإقليمي.. وهل للمجتمعين أوراق ضغط لإستخدامها ضدكم في حال لم تستجيبوا لضغوطهما ..وما هي هذه الأوراق إذا كانت الإجابة بنعم؟.

ولماذا لم يهدد المجتمع الدولي بأوراق الضغط التي يمكلها ضد نظام الخرطوم عندما رفض تطبيق القرارات التي اصدرها ضده وهي كثيرة ومنها:

1/القرار رقم (2046) الخاص بالمنطقتين؟

بعد أن برر الرفيق ياسر عرمان ما لا يمكن تبريره ، وغرق في بحر من التناقضات والأوهام السياسية ، عاد ليقول ((نقبل بالتوقيع على خارطة الطريق على أساس رسالة نداء السودان الي الألية الرفيعة وسوف نتخذ المواقف التي تمليها المرحلة الجديدة، سوف تشرق الشمس وتغرب ولن نشارك في حوار الوثبة)). وبهذا القول يربط الأمين العام المكلف للحركة الشعبية مصير حركته التي لها تأريخ طويل من النضال والكفاح الثوري وتعتنق فكر السودان الجديد ، بمصير قوى نداء السودان التي تكونت قبل شهرين فقط ، واختلفت التنظيمات المنضوية تحتها حول هيكلتها القيادية ، وفشلت في اجتماعاتها الأخيرة بالعاصمة الفرنسية باريس في انتخاب رئيس لها!!.

ربط مصير الحركة الشعبية لتحرير السودان شمال بمصير قوى نداء السودان ، فيه استفزاز كبير لمقاتلي الجيش الشعبي في كل من جبال النوبة والنيل الأزرق ، وهذا الأمر لا يمكن ان تقبله حكومة ولايتي جبال النوبة والنيل الأزرق ، وكذلك سكان المناطق المحررة. وليأخذ الأمين العام المكلف عرمان بضاعته الكاسدة ويردها لأصدقاءه وأخوانه في نداء السودان.

بعد أن انتهى الأمين العام المكلف من تبرير تناقضاته ، انتقل الى تحديد خطوط حمراء كالأتي:

1/لن نسلم بندقية الجيش الشعبي لنظام الإنقاذ، ونطالب ببناء جيش سوداني وطني وجديد لايخضع لسيطرة المليشيات، ويعكس التركيبة السودانية، ومهني، ولا يخوض الحروب ضد مواطنيه.

2/نقبل بإنتقال ديمقراطي يحرر المركز من هيمنة الإنقاذ ويدشن عصر جديد في المواطنة بلا تمييز وإحترام كآفة الشعوب السودانية ويؤدي لإنتخابات حرة ونزيهة.

3/جبال النوبة /جنوب كردفان والنيل الأزرق لن يرجعا الي الأوضاع القديمة والخروج من الحرب يتم بالإستجابة لتضحيات أهل المنطقتين في حكم ذاتي في إطار السودان الموحد ، هذه قضايا لن تتنازل عنها الحركة الشعبية دونما ضجيج، فهي قضايا لأزمة للسلام ولوحدة السودان ولوجوده، والذي يظن إننا سنتنازل عنها عليه الرجوع الي مضابط (14) جولة من التفاوض في خمسة سنوات، حينها سيدرك إننا نعني ما نقول.

الخطوط الحمراء التي وضعها الأمين العام لنفسه ، تتسم بالتناقض والسطحية، وعدم الدقة والموضوعية ، ذلك أن خارطة الطريق الأفريقية التي وافقت نداء السودان عليها وهي صاغرة مرجفة خائفة، تدعو في فقرة من فقراتها إلى الإعتراف بحوار البشير ، وهدف هذا الحوار كما هو معلوم للجميع ، هو الحفاظ على نظام الإنقاذ ، لكن مع تجريد الجيش الشعبي تحت مسمى (جيش وطني موحد). وعرمان يعرف هذه الحقيقة لكنه بخطوطه الحمراء هذه ، يحاول دغدغة مشاعر (النوبة) ليقولوا والله عرمان دا نوباوي عديييييييييييييل كدا ، لكن مثل هذا التضليل واللف والدوران لا ينطليان على الممسكين بالسلاح ، المدافعين عن المواطنين الأبرياء من قنابل عمر البشير المتفجرة الحارقة.

كما أن مرجعية خارطة الطريق الأفريقية ، هي اتفاقية نيفاشا في برتوكولها الخاص (بالمشورة الشعبية) التي كانت سببا في حرب عام 2011 .يعني ما فيش مجال لأي خطوط حمراء مجرد التوقيع على هذه الخارطة ، وعليه ندعو الأمين العام المكلف الإبتعاد عن التضليل المتعمد والتشويش.

إن واجب كل مدعٍ لخطوط حمراء ، إن صدق في إدعائه- أن يعود للمناطق المحررة وللرفاق في الجيش الشعبي ، وأن يرى الأمور والقضايا والمواقف والثوابت من منظور (فكر السودان الجديد) وأن يترك السير في دهاليز الكذب والخداع والمراوغة التي لا يتقنها سوى الإنتهازيين والمفلسين نضاليا.

نقطة مهمة ذكرها ياسر عرمان في خطوطه الحمراء حيث قال(جبال النوبة /جنوب كردفان والنيل الأزرق لن يرجعا الي الأوضاع القديمة والخروج من الحرب يتم بالإستجابة لتضحيات أهل المنطقتين في حكم ذاتي في إطار السودان الموحد ، هذه قضايا لن تتنازل عنها الحركة الشعبية دونما ضجيج، فهي قضايا لأزمة للسلام ولوحدة السودان ولوجوده)...فالسؤال هو: هل ما قاله عرمان عن الحكم الذاتي هو زلة لسان أم كلام ناقشته الحركة الشعبية كإستراتيجية تفاوضية ، لأننا لا نريد اطلاق الكلام على عواهنه ، واصدار تصريحات لا تستند في الغالب الى حقائق ووقائع ، بل تمثل اصطيادا بالماء العكر تهدف في كثير من الأحيان الى الإستغفال وتغييب الوعي.

وفي الختام –نقول إن رسالة الأمين العام المكلف للرفاق في الميدان ولشعب "المنطقتين" بخطوطه الحمراء هي خطوة لذر الرماد في العين، وبمثابة إجراء مكشوف لامتصاص غضب الرأي العام في المنطقتين، ومحاولة غبية للالتفاف على المطالب الحقيقة للجيش الشعبي، وخارطة الطريق الأفريقية لا يمكن أن تكون بديلاً عن المطالب التي قدمها الرفاق في الميدان لقيادة الحركة مؤخراً.

وإلى الأمام والكفاح مستمر...

 

آراء