بين الصوفية والأطماع السلطوية
كلام الناس
*أغنتنا التجارب العملية التي طبقها أنصار الإسلام السياسي تحت مظلة شعارات دينية عن الدخول في الجدل القديم المتجدد حول علاقة الدين بسلطة الحكم، لأنها قدمت نماذج فاشلة في الأداء السياسي والإقتصادي والأمني مكللة بسوء الإستغلال والفساد المالي والأخلاقي.
• *هذا لايعني أننا من أنصار إبعاد الدين عن الحياة العامة التي لا تستقيم إلا بتعزيز القيم والمعاملات الإنسانية والأخلاقية والعدلية التي جاءت بها الأديان السماوية، وعززتها القوانين والمواثيق والمبادئ التي ترعى حقوق المواطنين بما في ذلك حقهم في التدين والعبادة بلا إكراه أو قهر فكري أو سياسي.
• *نقول هذا بمناسبة قيام مجموعة من أبناء الطرق الصوفية بتأسيس حزب أطلقوا عليه إسم الحزب الصوفي الديمقراطي، - مع إحترامنا لرأيهم وحقهم الشخصي في الإنتماء السياسي الحزبي - على أن يكون ذلك بصفاتهم الشخصية بعيداً عن الصوفية الجامعة.
• *معروف للدارسين والمهتمين بتأريخ الدعوة في السودان أن الإسلام قد إنتشر بصورة أكثر عبر الطرق الصوفية التي إستوعبت تحت راياتها كل ألوان الطيف السوداني بكل مكوناتهم القبلية والجهوية والسياسية ومازالت .. لأنها ربطتهم برباط الحب الإلهي الخالص بعيداً عن الأطماع الدنيوية المادية.
• *لم يسلم الجسم الصوفي من محاولات الإستقطاب السياسي، نذكر منها على سبيل المثال المحاولة التي قادها النائب الأول السابق لرئيس الجمهورية علي عثمان محمد طه إبان توليه مسؤولية وزارة التخطيط الإجتماعي بتبنيه مؤتمر الذكر والذاكرين من أجل الحشد السياسي ودعم التمكين السلطوي، وللأسف وجد بعض رموز الصوفية أنفسهم يدورون في ساقية الحكم وانضموا إلى علماء وفقهاء السلطان، دون ان يؤثر ذلك على سلامة البناء الصوفي المتماسك بالمحبه الخالصة لله بلا شوب يشوبها.
• *نحن بالطبع مع حق أي مواطن بغض النظر عن إنتمائه الصوفي أن ينخرط في العمل السياسي مع الحزب الذي يعبر عن تطلعاته في مستقبل أفضل له وللمواطنين، لكن المرفوض من وجهة نظرنا الشخصية تأسيس حزب صوفي تحت أي مسمى لأنه يقحم الصوفية في لعبة السياسة ودهاليزها وخلافاتها ومكائدها التي تبعدهم عن النقاء الروحي الصوفي المرتكز على الحب الإلهي الخالص المجرد من كل الأطماع السلطوية المتغيرة والزائلة
noradin@msn.com
////////////////