العادات والتقاليد السودانية

 


 

 

 

نعم اعتدنا على ان نعيش على نسق منظم ومرتب بدون اي عوائق او متاريس وان لا نحيد عنها وإذا حدنا عنها نعتبره من قبيل(الحرام) ونجد اكثر ما يكون ملتزما بتلك الامور هو المغترب او المهاجر الذي يعكس تفاصيل بلده واهله ، واما من اكثر الفئات التي ظلت ولا زالت متمسكة بتلك القوانين داخل الوطن الفسيح هي فئة كبار السن ولكن الشباب غيروا جلودهم في ظل عوامل العولمة والتغيير ولم يعودا متمسكين بطلاسم العادات والتقاليد بل يعدونها من الخرافات البالية’مع انها هي تبرز لك شخصة الفرد منا ،من حيث الانتماء للمكان او الزمان المحددين،والاستعانة بتاريخك وعاداتك وتقاليد تجعلك اكثر سعادة لانك تعتبر نفسك فخورا كونك تحكي لابنائك واحفادك تاريخك وتاريخ ابائك واجدادك،هناك فرق كبير مابين العادات والتقاليد ، فالاول هو ما اعتاد الفرد على فعله في حياته من كل جميل وحسن وهو مستمد من اهله وبيئته الجميلة،

اما التقاليد هو الموروث الثقافي الماخوذ من الاباء والاجداد واصبح لنا كالكتب القديمة او المراجع ، من اهم العادات في حياتنا هو التعامل بود في الصباح الباكر وتناول وجبة الفطور مع الاهل ممنا لا يتذكر لا يتذكر شاي البرطمانية والعيش البايت واللقيمات كاصناف كانت في الماضي موجوده لا يمكن الانفكاك عنها، وايضا الاستماع الى اغاني المرحوم وردي الوطن عبر المذياع والجلوس على عتبات الباب ورد التحية على المارة عند الصباح والمساء، والبرلمان اليومي للاسرة عند اجتماعهم في الصبح لشاي الصباح ووجبة الفطور في الساعة التاسعة صباحا عند عودة رب الاسرة من العمل إذا كان العمل قريب من المنزل او الاجتماع عند وجبه الغداء مع جميع افرداد الاسرة ( طبعا ديه انتهت نهاية بطل في ظل زحمة الحياة القاسية) الفطور عند الساعة الثانية مابعد الظهر، اما وجبة العشاء فكانت شبة معدومة.
اما التقاليد تتلخص في قدرتنا على مجاره القدماء في المناسبات الاجتماعية من مناسبات الافراج(الزواج) او ختان الانجال او مناسبات الاتراح سواء اكانت الميت في نفس المنطقة او خبر ، والزيارات العائلية المختلفة ، كما ان الزي القومي للرجل و الثوب السوداني للمراة يعتبر من اهم وابرز التقاليد بجانب الماكولات الشعبية السودانية ولكن مع تداخل الحياة والعولمة اصبحت تلك الاشياء آيله للزوال وطمس الهوية السودانية.
هناك فرق مابين العادات والتقاليد السودانية فقد ضاع الكثير في خضم الحياة الصعبة والشاقة التي يعيشها الفرد منا وفي خضم مايمسى بالاغتراب او الهجرة ، فنحن لسنا ننظر للاشياء كما كان في الماضي واحاديث الجد والحبوبة اصبحت من قبيل خوالي الايام مما يجعلنا نندم لاننا لم نعيش معهم شريطات اللحظات القديمة التي ضاعت كما ضاع معها ذكريات وعقود من الماضي القديم والتوارث الاخلاقي والاجتماعي ان اهتمامك بمثل هذه الاشياء كاهتمامك بالميراث الذي توارثته عن اهلك ، وان كانت العادات والتقاليد اكثر قيمة من المال ، والله الموفق ...

writerahmed1963@hotmail.com

 

آراء