ﺣﺪﻳﺚ ﺍﻟﻤﺪﻳﻨﺔ
ﺧﻼﻝ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ ﺩﺍﺭ ﺳﺠﺎﻝ ﺳﺎﺧﻦ ﻓﻲ ﺃﺛﻴﺮ ﺍﻟﻮﺳﺎﺋﻂ ﺍﻟﺤﺪﻳﺜﺔ ﺑﻴﻦ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺿﺔ.. ﻟﻔﺖ ﻧﻈﺮﻱ ﺗﺮﻛﻴﺰ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻠﻌﺐ ﺍﻟﺨﺸﻦ ﺧﺎﺭﺝ ﺍﻟﻤﻠﻌﺐ .. ﻛﺎﻥ ﺃﻧﺼﺎﺭ ﺍﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻳﺜﻴﺮﻭﻥ ﺍﻟﺴﺆﺍﻝ ﻋﻦ (ﺩﻳﻦ) ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ.. ﻭﻳﺮﻓﻌﻮﻥ ﺍﻟﻔﺘﺎﻭﻯ ﻋﻦ ﺣﺮﻣﺔ ﺍﻹﻧﺼﺎﺕ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ..ﻭﻃﺒﻌﺎً ﺍﻟﻤﻘﺼﻮﺩ ﺍﻟﺘﺄﺛﻴﺮ ﻋﻠﻰ ﺩﻋﻮﺓ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻟﻤﺴﻴﺮﺓ ﺟﻤﺎﻫﻴﺮﻳﺔ (ﺍﻟﺜﻼﺛﺎﺀ) ﺍﻟﻤﺎﺿﻲ ﻟﺘﺴﻠﻴﻢ ﻣﺬﻛﺮﺓ ﻟﺤﻜﻮﻣﺔ ﻭﻻﻳﺔ ﺍﻟﺨﺮﻃﻮﻡ.
ﺑﻌﻴﺪﺍً ﻋﻦ ﺗﻔﺎﺻﻴﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ، ﺃﺣﺴﺴﺖُ ﺑﺄﻥَّ ﺍﻟﺒﻌﺾ ﻣﺜﻞ "ﻧﻴﺮﻭﻥ" ﺭﺍﻏﺐ ﻭﻗﺎﺩﺭ ﻋﻠﻰ ﺇﺣﺮﺍﻕ ﺍﻟﺒﻼﺩ ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺳﺒﻴﻞ ﻏﺎﻳﺎﺗﻪ ﺍﻟﺤﺰﺑﻴﺔ ﺃﻭ ﺍﻟﺸﺨﺼﻴﺔ.. ﻓﺈﺛﺎﺭﺓ ﻗﻀﻴﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻭﺇﻗﺤﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺼﺮﺍﻉ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﻟﻌﺐ ﺑﺎﻟﻨﺎﺭ، ﻭﻣﻤﺎﺭﺳﺔ ﻓﻲ ﻏﺎﻳﺔ ﺍﻟﺨﻄﻮﺭﺓ ﻋﻠﻰ ﺍﻟﻤﺪﻯ ﺍﻟﻘﺮﻳﺐ ﻭﺍﻟﺒﻌﻴﺪ ﻣﻌﺎً..
ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻣﺴﺠﻞ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﻞ ﺍﻷﺣﺰﺍﺏ ﻭﻳﺤﻮﺯ ﺭﺧﺼﺔ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﻭﻟﻪ ﻣﻘﺮ ﺭﺋﻴﺴﻲ، ﻭﻣﻘﺮﺍﺕ ﻓﺮﻋﻴﺔ ﻣﻌﻠﻮﻣﺔ ﻭﻋﻠﻰ ﺭﺅﻭﺱ ﺍﻷﺷﻬﺎﺩ ﻳﻤﺎﺭﺱ ﺍﺟﺘﻤﺎﻋﺎﺗﻪ ﻭﻧﺸﺎﻃﻪ .. ﻓﻤﺎ ﺍﻟﺬﻱ ﺃﺩﺧﻞ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻨﺎ؟؟ ﺑﻞ ﻭﻣﺎ ﻫﻮ ﺃﺻﻼً ﺗﻌﺮﻳﻒ (ﺍﻟﺪﻳﻦ) ﺍﻟﻤﺮﻓﻮﻉ ﻋﻠﻰ ﺭﺍﻳﺎﺕ ﺍﻟﻤﺴﺎﺟﻠﺔ ﻫﻨﺎ.. ﻫﻞ ﻣﻄﻠﻮﺏ ﺇﺑﺮﺍﺯ ﺷﻬﺎﺩﺍﺕ ﺃﺩﺍﺀ ﺍﻟﺼﻠﻮﺍﺕ ﻣﻦ ﻣﺴﺎﺟﺪ ﺭﺳﻤﻴﺔ ﺃﻭ ﻣﻦ ﻭﺯﺍﺭﺓ ﺍﻹﺭﺷﺎﺩ ﺃﻭ ﺃﻳﺔ ﺟﻬﺔ ﺣﻜﻮﻣﻴﺔ ﺃﺧﺮﻯ.. ﻣﺎ ﻣﻌﻨﻰ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻨﺎ؟ ﻭﻫﻞ ﻛﻞ ﻋﻀﻮﻳﺔ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﺣﺎﻣﻠﻮﻥ ﻟﺒﻄﺎﻗﺔ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺎﻟﻤﻌﻨﻰ ﺍﻟﺬﻱ ﻳﺜﻴﺮﻩ ﺍﻟﻤﺘﺴﺎﺟﻠﻮﻥ ﻓﻲ ﺍﻷﺛﻴﺮ.. ﺃﻟﻴﺲ ﻓﻲ ﺣﺰﺏ ﺍﻟﻤﺆﺗﻤﺮ ﺍﻟﻮﻃﻨﻲ ﻣﻦ ﻳﻨﺘﻤﻮﻥ ﺇﻟﻰ ﺩﻳﺎﻧﺎﺕ ﺃﺧﺮﻯ..
ﺣﺴﻨﺎً.. ﻭﻳﻦ ﻛﺎﻥ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻗﺒﻞ ﺍﻷﺣﺪﺍﺙ ﺍﻷﺧﻴﺮﺓ.. ﻫﻞ ﺍﻟﺤﺰﺏ ﺍﻟﺸﻴﻮﻋﻲ ﻣﻌﺎﻓﻰ ﻣﻦ ﺷﺒﻬﺔ ﻏﻴﺎﺏ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻫﻮ ﺑﻌﻴﺪ ﻋﻦ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.. ﻭﻟﻜﻨﻪ ﻣﻄﺎﻟﺐ ﺑﺈﺑﺮﺍﺯ ﺷﻬﺎﺩﺓ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﻳﺼﺒﺢ ﻓﻲ ﻣﻮﻗﻊ ﺍﻟﻔﻌﻞ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ ﺍﻟﻤﻌﺎﺭﺽ..
ﺃﻻ ﻳﻌﻨﻲ ﻫﺬﺍ ﺃﻥَّ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﻫﻨﺎ ﻣﺤﺾ ﺳﻼﺡ ﻳﺸﻬﺮ ﻓﻲ ﻭﺟﻪ ﺍﻵﺧﺮ ﻋﻨﺪ ﺍﻟﻄﻠﺐ.
ﻓﻲ ﺗﻘﺪﻳﺮﻱ ﺍﻟﺬﻳﻦ ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻮﻥ ﻣﺜﻞ ﻫﺬﺍ ﺍﻟﺴﻼﺡ ﻳُﻬﺪِّﺩﻭﻥ ﺍﻷﻣﻦ ﺍﻟﻘﻮﻣﻲ ﻟﻠﺒﻼﺩ.. ﻓﺎﻟﻘﻀﻴﺔ ﻟﻴﺴﺖ ﻣﺠﺮﺩ ﻣﺰﺣﺔ ﺃﻭ ﻟﻌﺒﺔ ﺃﻭ ﺷﻄﺎﺭﺓ ﺳﻴﺎﺳﻴﺔ، ﻓﻬﻨﺎﻙ ﻛﺜﻴﺮﻭﻥ ﻣﻤﻦ ﻫﻢ ﺟﺎﻫﺰﻭﻥ ﻟﻠﺘﻌﺎﻣﻞ ﻣﻊ ﺳﺆﺍﻝ ﺍﻟﺪﻳﻦ ﺑﺄﺳﻠﻮﺏ ﺑﺎﺕ ﺍﻵﻥ ﻳﺤﺮﻕ ﻧﺼﻒ ﺍﻟﻌﺎﻟﻢ ﺍﻟﻌﺮﺑﻲ ﺑﻨﻴﺮﺍﻥ ﺍﻟﺘﻄﺮّﻑ .. ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﻧﻴﺔ ﺃﻗﺪﻡ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺸﺒﺎﺏ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﻗﺘﻞ ﺍﻷﻣﺮﻳﻜﻲ "ﻗﺮﺍﻧﻔﻴﻞ"؟ ﻋﻠﻰ ﺃﻳﺔ ﻓﻜﺮﺓ ﺣﺼﺪ "ﺍﻟﺨﻠﻴﻔﻲ" ﺃﺭﻭﺍﺡ ﺍﻷﺑﺮﻳﺎﺀ ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ ﺍﻟﺤﺎﺭﺓ ﺍﻷﻭﻟﻰ؟ ﻭﻛﺮﺭﻫﺎ "ﻋﺒﺎﺱ" ﻓﻲ ﻣﺴﺠﺪ "ﺍﻟﺠﺮﺍﻓﺔ".
ﻣﻦ ﺍﻟﺤﻜﻤﺔ ﺃﻥْ ﻻ ﻧﻘﺪﻡ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻗﺮﺑﺎﻧﺎً ﻟﻠﺘﻨﺎﺣﺮ ﺍﻟﺴﻴﺎﺳﻲ.