تمر علينا ذكرى ثورة أكتوبر المجيدة في هذا الشهر الذي يكمل فيه الإنقلاب المشؤوم عامه الأول الذي أورث البلاد الخراب والدمار كنتيجة حتمية لقطعه طريق التحول الديقراطي، الذي كان كفيلاً بنقل البلد من واقع نظام الإستبداد والقهر والفساد وإنتهاك حقوق، إلى نظام ديمقراطي يحترم كرامة الإنسان ويحقق أهداف الثورة في الحرية والعدالة والسلام.
في هذا العصر في هذا الكون المهجن المدجن المكبل بقيود العولمة والمصالح التي أغتالت آحلام الشعوب من غيرك إخترق جدار الصمت ومزق خيوط المؤامرة التي كبلت الفقراء من غيرك عبر الجسر وتخطى خطوط النار ورفع راية النصر من غيرك أشعل قنديل الثورة في وجه الظلم وبعث في الامة معاني العزة والكرامة والشرف من غيرك رسم لوحة لإرادة الشعب مطرزة بالبطولة والعنفوان والشموخ من غيرك ركع الطغاة ورفع يده للسماء وكتب في الأرض حروفاً من نور زرعت وهجا في القلب والنفس
يا ملهم الأحرار جيلاً بعد جيل معنى التحدي والصمود في وجه الباطل ستبقى يا إكتوبر الأخضر ريشة فنان وقلم شاعر وصوت ثائر ستبقى منارة وأملاً للفقراء والكادحين ستبقى نبراساً وألقاً وعنفواناً حتى يكتسي الأفق شفقاً وخضرة وفرحاً وتمني جئتنا بنشوة الذكرى وجيناك على جناح الشوق المتوج بالحنين كي نشعل زيت المصابيح العتيقة في حنايا القطاطي والرواكيب وفضاء الوطن المدثر بالظلام حتى يعود للخرطوم جمالها وألقها وفرحها فاهلاً يا أكتوبر الأخضر الذي إيقظ في أرودة الروح معاني الكرامة والعزة والشرف صباح
تجليات المشهد السياسي السوداني أكدت أن قطار الثورة العظيمة قد تعرض إلى اختطاف، من قبل جهات خارجية إقليمية ودولية معادية لمفردة أسمها الثورة.
عودة أيلا دليل واضح على فشل البرهان وداعميه من هردبيس كيزاني، وقطيع إنتهازي، مما جعله يلجأ إلى البحث في الدفاتر القديمة.
البلد لسع ما شدت حيلا سمعنا في الأخبار بعودة الأرزقي الفاسد أيلا لجنة إزالة التمكين شمعة الثورة يا حليلا شالت الشيلة وشهرت سيف الحق في وجه الباطل فتوارت عناكب الفساد بعضها خلف الأنظار وبعضها خلف النوى بس في هجعة الليل وقع الإنقلاب وإتسع الظلام عمى الخرطوم ومدن كثيرة فعاد الأرزقي أيلا.
خنتم الثورة وبعتم القضية ولبستم ثوب الخزي والعار ونحن في بداية المشوار الثورة ليست مناصب ولا مكاسب ولا كراسي ولا بكاسي الثورة قيمة ورؤية وهدف نبيل عشان نبني وطن جميل وطن معافى من الجهوية والعنصرية وطن خالي من الدماء والدموع وطن مزدهر بالحب والخير والشموع وطن ثورة ووعي وقيم مشينا عشانا سنوات طويلة في دورب النضال ما كان همنا سلطة زايفة ولا ثروة زائلة ولا كراسي فارغة مشينا عشان نبني دولة عادلة تجمعنا في فضاء الحرية الخالي من الظلم ووحشة
البرهان قاتل الشباب الثوار في بلاده أتى كي يعزي في وفاة الملكة اليزابيث، التي حظيت بحب شعبها لأنها إحترمت نفسها أولاً، وإحترمت إرادة شعبها ثانياً وإكتفت بأن تكون ملكة رمزية لبلادها وشعبها وتاريخه، ونأت بنفسها التدخل في خياراته السياسية.
تصريحات أبوجاهة الأخيرة تؤكد ما جاء في مقال الأمس تحت عنوان: “الأغلبية المهمشة” الذي طالبت فيه بضرورة حل الجيش السوداني، لأنه تخلى عن واجباته الأساسية وأصبح حصان طروادة يمتطيه كل مغامر لتحقيق آحلامه المريضة.
إذا أردنا بحق وحقيقة بناء دولة سودانية حديثة تحقق أهداف ثورة ديسمبر المجيدة ، إذن لابد من التخلص من المؤسسات القديمة وعلى رأس هذه المؤسسات، مؤسسة الجيش السوداني، التي لا يذكر لها إنجاز واحد لصالح الشعب.