20 December, 2021
في اختبار الشرعية، لم ينجح أحد (2): الحواضن خانت الشارع، وتنازعوا الفراخ قبل أن يفقس البيض
“هل تمتلك الحواضن السياسية الشاخصة في واجهة المشهد هذه الشرعية التي تجعلها تفتي في شأن مستقبل ما بعد الثورة منفردة وعلى كيفها؟”.
“هل تمتلك الحواضن السياسية الشاخصة في واجهة المشهد هذه الشرعية التي تجعلها تفتي في شأن مستقبل ما بعد الثورة منفردة وعلى كيفها؟”.
أكتب هذا وأنا أفترض حسن نية وتجرد كل الأطراف اللاعبة سياسياً واجتماعياً – عسكرية، مدنية، ومسلحة – في هذا الظرف الحرج والدقيق من تاريخ الدولة السودانية.
رغم انقلاباته المتعددة وبأشكلها المختلفة، ورغم نجاح انقلابه الأخير في 25 أكتوبر، لم يستطع البرهان أن يجيد دوره كديكتاتور “ملء هدومه”.
إذا كان من نصيحة لوجه الله والوطن يقدمها الواحد لقوى الممانعة السياسية، فإنها أقرب للرجاء والتوسل: رجاء لا تتركوا هؤلاء الشباب في مواجهة العسكر والشرطة وقوى الأمن والمليشيات المسلحة لوحدهم.
من يقنع ديك لجنة البشير الأمنية بجدوى التشارك في السلطة، ومن يقنعهم بأن هذه السلطة “انتقالية” ولا سبيل إلى استدامتها بغير تحولها إلى مدنية ديمقراطية؟.
وجهة نظر: قد تبدو هذه الدعوة غريبة – إن لم نقل مريبة – حين تُطرح الآن، وفي هذا الليل المدلهم، الذي تكاد تنعدم فيه الرؤية الواضحة لكل النخب السياسية والاجتماعية، التي تتصدر المشهد السياسي، عسكرية سواء كانت أم مدنية.
قبل الانقلاب بيومين أزمعت كتابة مقال بعنوان لا تصدقوه فهو يكذب كما يتنفس الكيزان كذباً، وذلك حينما رشحت تصريحاته بأنهم (العسكر) مصرون على العبور بالمرحلة الانتقالية إلى غاياتها بالشراكة مع المكون المدني.
ما كان في الخاطر أبدأ وفي عزّ المواجع والمحنْ نسيبك للمخاطر أبداً يا وطنْ بين الحرايق والليل الراعد وماطر قلنا نسيبك .
يلفت النظر بشكل يدعو للتأمل والتفكير أن حاكم عموم دارفور مني أركو مناوي دخل مخيم اتباعه المعتصمين بالقصر محاطاً بعدد مضاعف من حرسه الخاص المعتاد.