2 May, 2023
هل أصابت ثورة ديسمبر، لعنة التفريط في تحقيق العدالة؟
من القواعد الكونية، والنواميس الربانية، أنّ العدل أساس الملك، يقول الله تعالي: “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) البقرة.
من القواعد الكونية، والنواميس الربانية، أنّ العدل أساس الملك، يقول الله تعالي: “وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَا أُولِي الْأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (179) البقرة.
ينسب إلى الرئيس البرازيلي لويس لولا دا سيلفا قوله “يمكن الفوز في الحرب منفردا، لكن السلام، السلام الدائم، لا يمكن الفوز به أو ضمانه بدون توافق الجميع.
لم يتوقع أكثر السودانيين تشاؤما أن تصل الأوضاع العسكرية والأمنية في البلاد، ما حدث صبيحة يوم السبت الخامس عشر من شهر أبريل الجاري، ظانين ظنا حسنا أن قائدا المكون العسكري الفريق عبدالفتاح البرهان ونائبه الفريق محمد حمدان دقلو، أعقلا من أن يشعلا حربا بين القوات المسلحة السودانية وقوات الدعم السريع، يقضي على الأخضر واليابس في البلاد، لكن وقع الفأس في الرأس، كقدر محتوم، لارتهان مصير البلاد لحكم العسكر لعقودٍ عددا.
لسنا مبالغين إن قولنا أنّ ما توصلت إليها مركزيةــ قحت مع المكون العسكري الانقلابي، جهد بشري ليس بالهين، إبداءً من إجازة مشروع وثيقة المحاميين السودانيين للدستور الانتقالي، ثم التوقيع على الاتفاق الاطاري، ليتوقف هذا الجهد السياسي على أعتاب التوقيع على مشروع التسوية النهائية، لإنهاء انقلاب الـــ 25 من اكتوبر، وتدشين المرحلة الثانية من الفترة الانتقالية، والتي تمّثل الخطوة الأولى في استعادة مسار الدولة المدنيةــ الديمقراطية، وفق أسس واضحة، بصورة غير مسبوقة.
يقول المثل الشعبي، مرمي الله ما بترفِع، ينطبق هذا المثل على السيد مني أركو مناوي حاكم إقليم دارفور، سنحت له فرص مواتية للرقي السياسي والتطور الفكري، إلا أنه فيما يبدو أستمرأ وضعية “مساعد الحلة” الذي أطلقه بنفسه على نفسه، وزهد في الترقي إلى كابينة القيادة.
يقول علماء النفس، أنّ الإنسان مهما اجتهد، فليس بإمكانه التجّرد التام عن أهوائه، لذا يرون أن الموضوعية، أمر نسبيّ، يستحيل تحقيقه بصورة كاملة.
من عجائب المشهد السياسي السوداني، إن يتجرأ القتلة واللصوص، وسارقي أموال الشعب على التهديد بالوعيد، لمن يعتزمون ملاحقتهم، للقصاص منهم، وتجريدهم من الثروات والممتلكات التي نهبوها خلال الثلاثين عاماً.
بات في حكم المؤكد، أنّ حكومة الإطاري ستتشكّل آجلا أم عاجلا، لأن الخيارات الأخرى أصبحت صفرية، ذلك أن البرهان وحميدتي، أعقلا من أن يشعلا حربا أهلية، لا تبقِ ولا تذر.
من المسّلم به، أنّ ما بين الشعبين السوداني والمصري، مصير مشترك، وأن أواصر وادي النيل، والحضارة المشتركة، لا يمكن تمزيقها بنزوات الساسة في شطريّ الوادي، هذه الصلاة الممتدة عبر القرون والحقب التاريخية، تحّتم قدرية التواصل والتعاون من أجل بقاء الشعبين.
رغم الوعود المتكررة، وإقرارهم بفشل انقلابهم، ورغم توقيع الاتفاق الإطاري من قبل العسكر، بات واضحا، أن الانقلابين لا يرغبون في تسليم الحكم للمدنيين، وأنّ العسكر غير جادين في العودة إلى الثكنات، أحياناً يبدو للمتابع أنهم متوجسون من مآل رؤوس الانقلاب، وأحياناً يتراءى للمراقب، أن اللجنة الأمنية، الحاكمة “انقلابيا” بأمر الحركة الإسلامية، لا تملك شيئا من أمرها، ناهيك عن طرب رأس الانقلاب الفريق البرهان، لنصائح المخابرات المصرية المنغمسة في الشأن السوداني بصورة غير مسبوقة، بضو أخر من البرهان.