(أي منطق إقتصادي يُبرر تبديد ثلاثمائة مليون دولار شهرياً لدعم إستهلاك أثرياء المُدن من البنزين والخُبز، خصماً على دعم خدمات التعليم و الصحة والتعليم والإنتاج بالريف؟!
ترددت كثيراً وفكرت ملياً في الإعتذار عن كتابة الجُزء الثالث والأخير من هذا المقال، لا خوفاً من الصدع بالرأي والفكرة، ولكن بسبب تواتر الاحباط وطُغيان الإحساس بعدم جدوى الكتابة، حيث أن حال فُرقاء النزاع أضحى كحال آل البوربون لم ينسوا شيئاً ولم يتعلموا شيئاً.
استعرضنا في الجُزء الأول من هذا المقال الثلاثي، الأرضية الفكرية لمشروع السودان الجديد، وجادلنا بأن رؤية السودان الجديد إنما استندت على منهج التحليل الاقتصادي/الاجتماعي (Socio-Economic Analysis)، وأن منهج التحليل الثقافي ليس هو الأداة الملائمة لتحليل
يسُرني استهلال هذا المقال بإزجاء التهنئة لُإدارة وقُراء وكتاب صحيفة الراكوبة بمناسبة عيد الفطر المبارك، والتهنئة موصولة أيضاً للدكتور حيدر إبراهيم، الذي أكد لنا بمقاله -الشاحذ للفكر والتفاكر -بلوغه تمام التعافي وطمأننا بأن العارض الصحي الذي ألم به وآلمه وآلمنا جميعاً،
دعا كبير مفاوضي الحركة الشعبية، السيد/ ياسر عرمان، إلى تبني خارطة الطريق والدفاع عنها، وأعرب عن حرص وسعي قوى نداء السودان على إشراك كافة قطاعات المُجتمع المدني "الداخلية والخارجية"، واستدل على ذلك بمُشاركة بعض المبدعين والناشطين في مفاوضات
يؤثر عن المرحوم/ إسماعيل الأزهري، (مؤسس وزعيم الحزب الوطني الإتحادي- الذي يُعد حزب الصفوة المُستنيرة في خمسينيات وستينيات القرن الماضي)، إنه كان يبتدر خطاباته إلى زملائه من قادة الحزب المغضوب عليهم، بالعبارة التالية
في الوقت الذي يتابع فيه الشعب السوداني قاطبة مُسلسل العبث المُستمر منذ عقدين، بوجوده ووحدته ومصيره في مسرح اللامعقول السياسي، فاغراً فاهه في حالة شلل ويأس يكاد يصل أحياناً إلى حد التبلد وعدم الإحساس