12 February, 2022
رؤيتان تشكلان سجالا داخل القوى المدنية
أن الخلاف الجاري بين الحزب الشيوعي السوداني و قوى الحرية و التغيير ( المجلس المركزي) يشكل عقبة أمام توحيد القوى التي كانت منضوية في تحالف ( ق ح ت) الذي كان قد تشكل في يناير عام 2019م.
أن الخلاف الجاري بين الحزب الشيوعي السوداني و قوى الحرية و التغيير ( المجلس المركزي) يشكل عقبة أمام توحيد القوى التي كانت منضوية في تحالف ( ق ح ت) الذي كان قد تشكل في يناير عام 2019م.
أن القوى السياسية السودانية جميعها ليس لها مركزا للدراسات و البحوث، يقوم بدور الرصد و المتابعة لحركة التغيير التي تحدث داخل المجتمع، و أيضا هي تهمل عملية التقييم لتجاربها و لعملية التغيير التي تحدث في كل مرحلة جيلية.
قرأت مقال الصديق المفكر صديق الزيلعي ” يا قائد بلا معركة .
أن كان لانقلاب 25 أكتوبر إيجابية واحدة، تكون إزالة الغطاء عن الصراع الدائر بين القوى المدنية، و التي كانت موجودة في حلف واحد تأسس في يناير 2019م، بعد التوقيع على ( أعلان الحرية و التغيير)و الصراع الذي كان مستترا قد أصبح واضحا، و يعد سببا في عدم قيام تحالف عريض يقدم رؤية واحدة تلتف حولها القوى الداعمة لقيام ( الدولة المدنية الديمقراطية) و رغم أن الانقلاب قد كشف عن الصراع داخل القوى المدنية، إلا أن الصراع يعد تنافسا بين تحالفين
أن الأزمات السودانية التي بدأت تتوالد منذ سقوط رأس نظام الإنقاذ حتى اليوم، احد أسبابها الرئيس؛ لم يكن هناك مشروعا سياسيا متفق عليه من قبل كل القوى، و على ضوء هذا المشروع تتم محاسبة السلطة التنفيذية أول بأول من قبل الحاضنة و المراقبين و لكنه لم يحصل.
كانت الخرطوم تبحث عن عقل الاستنارة منذ أسست مجلتي النهضة و الفجر عام 1931م حيث أسس محمد عباس ابو الريش مجلة ( النهضة) ثم اسس عرفات محمد عبد الله مجلة ( الفجر) عام 1932م و المجلتان كانتا مدعومتان من قبل جماعة أبوروف و الهاشماب و الموردة الادبية حيث استطاعت المجلتان أن تقدما مادة فكرية فيه العديد من الأسئلة المحرجة لفئة المثقفين في ذلك الوقت حول قضايا تتتعلق بالوطنية و الهوية و الاستقلال و غيرها، و ذات الأعوام قد ستقبلت أراء
أن التضحيات التي يقدمها شباب الثورة في ساحات النضال من أجل (الدولة المدنية) يبين مدي اتضاح الرؤية عند شباب الثورة، و أيضا يتضح ذلك في الشعارات التي يقدمونها بعيدا عن الشعارات الحزبية المدسوسة، أن شباب الثورة ينطلقون من منصة قومية بعيدا عن التحزب و المناطقية و العشائرية، فكانت شعاراتهم قليلة تجسد رؤيتهم في ا(لدولة المدنية الديمقراطية) التي لا يمكن أن تؤسس إلا على التوافق الوطني، يصطحب معه كل المكونات الاجتماعية التي تشكل التنوع الثقافي في البلاد، تنطلق من مباديء و
كان عندما يقرر الشخص أن يتحاور مع السكرتير العام للحزب الشيوعي تاريخيا ” عبد الخالق محجوب” لابد أن يتأكد أن الرجل “مفكر سياسي” فكل مقولة ينطق بها لها مدولاتها المعرفية في الفكر الماركسي، و أن محجوب كان على قناعة كاملة أن الفكر هو المحرك القوى لعملية التغيير في المجتمع، لذلك كان على المحاور أن يستوعب المرجعية الفكرية للرجل، و ينطلق في أسئلته من منصتها.
أن خروج حمدوك من الساحة السياسية بعد تقديم استقالته للشعب السوداني، قد عقد المشهد السياسي تماما، باعتبار أن حمدوك كان يمثل القوى المعادلة للعسكر في الوثيقة الدستورية، و تستطيع ممارسة الضغط من خلال استنفار الشارع لإرجاع عجلة الديمقراطية لمسارها الطبيعي، إضافة إلي أنه يجد الدعم من المجتمع الدولي باعتباره يمثل رمزا للمدنية.
أن انقلاب البرهان إذا كان فيه إيجابية واحدة، هو فتح طريق للمواكب الجماهيرية التي انتظمت البلاد، و رغم آلة القمع المستمرة من قبل العسكريين، و الضريبة الكبيرة التي دفع الشباب من أجل مشروعهم الوطني، لكنهم استطاعوا أن يفرضوا تصورهم على الساحة السياسية ” الدولة المدنية الديمقراطية” و ” حرية – سلام و عدالة” و وضعوا الأحزاب أمام السؤال: كيف يتم إنزال الشعارين للواقع؟ هل القوى السياسية التي فشلت منذ ديسمبر 2018م حتى انقلاب البرهان 25 أكتوبر 2021م أن تقدم برنامج