“علمية” بروفيسور محمد عثمان صالح على المحك/ابراهيم سليمان

 


 

 

 


صوت من الهامش
معرفتي بالبروفيسور محمد عثمان صالح، يعود إلي بداية التسعينات، حينها كنا Semi-Final بقسم الصحافة والأعلام بكلية الآداب/ جامعة امدرمان الاسلامية، وعيّن البروف عميداً لكلية الدعوة والإعلام الوليدة، مجمع إبراهيم مالك الحالي، يبدو عليه كان في عجلة من أمره، التقى بنا في اجتماع عاصف، عارضاً علينا الانتقال إلي الكلية المنشطرة، ليبدأ بنا بدلاً من انتظاره دفعة "البرالمة" الجدد، رفضنا عرضه، واعتصمنا، بإكمال مشوارنا، والتخرج من كلية الآداب. ومن حيثيات سيرته الذاتية، يتضح أنه لم يطق بها صبراً، ففي العام التالي 1992م انتقل إلي جامعة القرآن الكريم، نائباً لمدير الجامعة.
وإن لم تخنِ الذاكرة، ان أسمه كان مدرجاً ضمن قائمة التشهير الأدبي، المنشورة بكافة الكليات، للجاحدين الذين ابتعثوا للدراسات العليا خارج البلاد، ولم يعودوا إدراجهم إلى رحاب الجامعة، وكان لزاماً عليهم سداد التكاليف الدراسية التي أنفقت عليهم خلال بعثتهم التعليمية، حيث انه أكمل الدكتوراه بجامعة ادنبره باسكوتلاند عام 1976م وقيل اكملها عام 1982م وفي ذات العام (زاغ) والتحق بجامعة الإمام محمد بن سعود بالمنورة / المملكة العربية السعودية 1982- 1990م. وفيما بعد علمنا، أنه عاد مبعداً لا بطلا ايام التمكين، من المملكة العربية السعودية، بسبب نشاطه السياسي ضمن جماعة الإخوان المسلمين، بعد استيلاء تنظيمهم الإخواني على السطلة في البلاد عام 1989م
شاهدت البروف، واستمعت إلي مداخلاته خلال برنامج شباب توك، مثار الجدل هذه الأيام، عبر اليوتيوب، وفوجئت بضعف حججه، وفقر حصافته، وتجهمه في وجه الميديا والحضور، وتكلفه في محاولة التسّربل بعباءة الحداثة، حيث اورد كلمات مثل ال Boy friend وال System "البنطال الناصل"، وأظنه فقع مرارة كل من استمع إليه، وهو يستجوب احدى المشاركات الفضليات في البرنامج، والتي ذكرت انها جاءتها علامات البلوغ، وهي في سن العاشرة، حيث وجه لها سؤال استدراجي، فج بغرض قهرها واسكاتها فيما يبدو قائلا: هل شعرتِ أن لديكِ شهوة في الرجال؟ هذا سؤال غبي، ويفتقر سائله إلى الحصافة المهنية Job discretion ، كرئيس لهيئة علماء السودان، ورغم انه خادش للحياء، ظلت المشاركة متماسكة، رابطة الجأش، ممسكة بزمام المبادرة، ومن غير اللائق أن يشّخصن البروف الحوار، بالإشارة المباشرة لضيفة محترمة قدمت افادات شجاعة غاية في الأهمية، لهم كفقهاء، حتى إن كانوا فقهاء سلطان غاشم، وحتى إذا قلنا لا حياء في الدين، وبناءاً على سؤال رئيس هينة علماء السودان، نستنتج أن بلوغ الفتاة وجاهزيتها للزواج، يتوقف على شهوتها من عدمها في معاشرة الرجال، وعليه اية بنت تظهر عليها علامات البلوغ المبكر، قبل السن القانونية للزواج، عليها ان تجيب على مثل هذا السؤال الغبي والمحرج، إن اراد وليّ امرها تزويجها، هذا المنهج الذي ينتهجه هيئة علماء السلطان في السودان، لو سئل عنه أي تاجر في سوق ام دفسو، لأقرّ بخطله، وإن كان هذا مستوى فهم رئيس الهيئة، والذي من البديهي أن يكون الأوفر علماً من بقية جوقته، فما حظ الآخرين من زمرته في البؤس الفقهي؟
بروفسير محمد عثمان صالح بحكم تخصصه، في مقارنة الأديان، وهو علم رأس ماله الحجة والمنطق، كان المأمول منه أن يكون واسع الصدر، قوي البراهين، بشوش المحيا، لكنه سقط بامتياز في إبراز أي من هذه المهارات الدعوية، والأقبح من ذلك، طفق يطلق الاتهامات جزافا، يمنة ويسرة، يقول مرة انه غُرر به، ثم يزعم أن د. الجميعابي استدرجه، وليته صمت.
لم يكن طرح رئيس هيئة علماء السودان مقنعاً، حتى لعضوية تنظيمه الظلامي، ففي تعليقٍ على ما دار في البرنامج المشار إليه، شدّد الأمين العام للحركة الإسلامية في الخرطوم عبد القادر محمد زين على عدم السماح لأي كادر إسلامي غير مؤهل من الظهور والحديث في البرامج والقنوات الفضائية. حسبما اوردتها صحيفة الإنتباهة. سياق هذا التصريح لا يحتمل المقصود به إلا رئيس هيئة علماء السودان البروفسير محمد عثمان صالح.
ebraheemsu@gmail.com
للإطلاع على المقالات السابقة:
http://suitminelhamish.blogspot.co.uk

 

آراء