قراءة لقرار رئيس الوزراء الذي دعى الأمم المتحدة للتدخل تحت البند السادس !!!

 


 

الطيب الزين
10 February, 2020

 

 

الظرف السياسي السوداني الراهن بتعقيداته الداخلية والتداخلات الخارجية، يفرض على السيد رئيس مجلس الوزراء، أن يفكر خارج الصندوق في تداعياتها ومآلاتها.

ولابد أن يقرأها القراءة الصحيحة، وبالتالي يتخذ القرار الحكيم.
أعتقد د. عبد الله حمدوك الخبير الدولي في مجال الإقتصاد والحوكمة ، كونه عمل في المنظمات الإقليمية والدولية، مكنته تجربته وخبرته من فهم دور المنظمات الاقليمية والدولية، والغرض من وجودها، وكيف يستفيد من جهودها وإمكاناتها للعبور الآمن بالبلاد إلى مرحلة إجراء إنتخابات حرة ونزيهة.
أعتقد أن د. عبدالله حمدوك، بحكم إنه حضر الدكتوراه في جامعة مانشستر، قد مكنته أيام دراسته هناك من الإطلاع على تاريخ بريطانيا الإمبراطورية العظمى التي كانت لا تغيب عنها الشمس، بخاصة فترة الحرب العالمية الثانية، وفهم أن الأزمات هي إختبار للقائد لاظهار مقدراته وحكمته بإتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب.
واحدة من أسباب سقوط رئيس وزراء بريطانيا ( تشمبرلين) إبان الحرب العالمية الثانية، هي عدم إدراكه أطماع هتلر التوسعية، ومن بينها نيته إحتلال، بريطانيا نفسها ، فبدلا من بذل الكلام وإطلاق التحذيرات بمخاطر الحرب، كان على تشمبرلين وقتها إتخاذ القرار التاريخي لردع هتلر ، لكنه فشل.
لذلك دفع ثمن عدم فهمه لأبعاد الأزمة في وقتها، مما أفسح المجال لخصمه ونستون تشرشل، ليحدد الخط السياسي لبلاده ويضع الإرادة الشعبية في خدمة السياسة.
وهنا ظهر الفرق بين تشمبرلين، ونستون تشرشل الذي إتخذ قرار الحرب وإنتصر على هتلر .
إنقلاب الكيزان على الديمقراطية في ١٩٨٩/٦/٣٠، السبب الرئيسي في نجاحه هو تردد الصادق المهدي، وفشله في إتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب .
د . عبد الله حمدوك إستفاد من هذه التجارب ووظف خبرته الطويلة في أروقة المنظمات الإقليمية والدولية، بعد أدرك حجم التعقيدات التي تواجه حكومة الثورة، داخليا وإقليميا ودوليا، وحتى لا يكون السودان رهينة لبعض الدول في محيطنا العربي الإفريقي، التي تصر على التدخل في شؤون السودان الداخلية مستغلة ضعاف النفوس من العسكريين والمدنيين الذين باعوا ضمائرهم مقابل الدولار، وهم معروفون للشعب السوداني.
إنطلاقا من هذا إتخذ السيد رئيس مجلس الوزراء د عبدالله حمدوك، قراره التاريخي الحكيم، بطلب الأمم المتحدة للتدخل لمساعدة حكومة الثورة لتحقيق السلام والأمن والإستقرار والتنمية. الأمم المتحدة منظمة دولية والسودان عضو فيها، ومن حقه الإستفادة منها، لقطع الطريق على التدخلات الخارجية والمؤامرت الداخلية .
السياسة الواضحة تعززها إرادة واضحة، تقطع على الحروب والإنقلابات العسكرية. لأن التردد نتائجه ستكون باهظة.
لذا أحي د. عبدالله حمدوك لهذا القرار التاريخي الذي وضع الأسرة الدولية أمام مسؤوليتها وهي المساعدة بدلا التدخل لحفظ الأمن، د. عبد الله حمدوك قلب المعادلة المختلة بدلا من التدخل لحفظ الأمن، دعى الأمم المتحدة للتدخل لتحقيق السلام .
الفرق كبير بين التدخل ضرورة لوقف الحرب ، والتدخل رغبة لتحقيق السلام.
قرار جريء وذكي.
نقول للخونة والمتآمرين خموا وصروا. خلاص إنتهى عهد المؤامرات والإنقلابات العسكرية.

eltayeb_hamdan@hotmail.com

 

آراء