مواكب هادرة في ذكرى (١٧) يناير.. السُلطات تُغلق الطرق الرئيسة، والمقاومة تُرهق الأجهزة الأمنية بتكتيكات وأساليب جديدة
رئيس التحرير: طارق الجزولي
18 January, 2023
18 January, 2023
” الجريدة “ هذا الصباح… مواكب هادرة في ذكرى (١٧) يناير..
* السُلطات تُغلق الطرق الرئيسة، واختناق مروري يكتم أنفاس العاصمة
* أساليب نوعية جديدة، ودعم للمواطن في الضائقة المعيشية
* المقاومة تُرهق الأجهزة الأمنية بتكتيكات وأساليب جديدة
* صمود وثبات في الشوارع وسُحب الغاز المسيّل للدموع تتسبب في إصابات وسط المواطنين
رصد الجريدة ـ حنين / إمتثال
في ذكرى موكب (١٧) يناير ٢٠٢٢، حددّت لجان مقاومة أحياء ولاية الخرطوم في ذات التاريخ من هذا العام موعد متجدد لمليونية ومواكب مركزية تحت عنوان (ضاقت خلاص)، في إشارة للحالة الاقتصادية والظروف المعيشية المتردية التي يعانيها المواطن بسبب سياسات الإنقلاب الطاحنة ورفع الدعم عن السلع الضرورية وفرض الجبايات الباهظة التي أثقلت كاهل المواطنين على حسب وصف منصات اللجان وصفحاتها الرسمية، حيث شهدت مليونية (١٧) يناير من العام الماضي أحداث مؤسفة فقدت فيها البلاد (٧) أرواح طاهرة، دون جناية أو ذنب سوى أنهم خرجوا للتعبير عن مطالبهم وحلمهم بدولة الحرية والسلام والعدالة، كما تتزامن المواكب مع الذكرى السنوية لاستشهاد دكتور بابكر عبدالحميد أبان المواكب قبل سقوط النظام المباد في روزنامة ثورة ديسمبر المجيدة، وأصدرت لجان المقاومة بمدن الخرطوم جميعها بيان دعت فيه الكيانات النقابية والطلابية والعمالية وجميع مكونات الشعب السوداني للتعاضد والوقوف جنباً لجنب وكتفاً بكتف لتحقيق مطالب الشعب السوداني.
تكتيكات بديلة
دخلت لجان المقاومة مرحلة جديدة من التكتيكات والوسائل والأدوات من أجل إسقاط النظام، حيث عادت لجان المقاومة لذات التكتيكات التي أسهمت في إسقاط نظام المخلوع بترك إسلوب تجمع أكبر حشد من الجماهير باطراف الأحياء ثم التحرك في موكب نحو القصر، هذه السياسية التي اتبعتها لجان المقاومة الثورية رأى الكثيرون أنها أكثر تكلفة عطفاً عن كونها تصيب الثوار بالرهق والمشقة والتعب كا يرى مراقبون أن الأجهزة النظامية ظلت تتعامل معها باسلوب قطع الطريق المؤدي الى القصر بانشاء عدد من الإرتكازات على إمتداد طريق القصر مما صعَب من تحقيق أهداف المواكب التي ظلت تستهدف القصر الجمهوري (ميساً) لها خلال كل تلك الجولات المتكررة، وتزامناً مع تلك المتغيرات التي انتجتها لجان المقاومة، شرعت الأجهزة الأمنية ومنذ وقت مبكر بإغلاق الشوارع الرئيسة والجانبية المؤدية الى قلب وسط الخرطوم، حيث أغلقت شارع السيد عبد الرحمن وشارع الحوداث المؤديان الى موقف جاكسون، هذا بجانب إغلاق الشوارع الطولية من الناحية الجنوبية والتي شملت شارع (بيوكوان ) حديقة القرشي وعدد من الشوارع الفرعية الأخرى المؤدية الى موقف شروني .
إغلاق الشوارع
وكخطوة إحترازية سارعت السلطات الأمنية بإغلاق جسر المك نمر في وقت متأخر من ليلة البارحة إستباقاً للموكب، وهي الخطوة التي كانت الأجهزة الأمنية تخلت عنها في آخر موكبين، لكنها عادت مرة أخرى خلال موكب الأمس، كما تم إغلاق معظم الشوارع الرئيسة في المنطقة المركزية بالخرطوم مثل المسارات المؤدية للقصر وكبري الحرية والمسلمية بجانب وسط الخرطوم وشارع الحرية والشارع المؤدي إلى معمل إستاك من جاكسون بالسوق العربي، ووجهت السلطات السيارات القادمة من أمدرمان بكبري الفتيحاب للإتجاه بشارع الغابة، ما أربك حركة السير، فيما يرى مراقبون أن السلطات استشعرت أهمية الموكب، كما شهدت الشوارع انتشارا أمنيا كثيفا بالزي الغير الرسمي وسط السوق العربي.
بداية إنطلاقة الموكب
مع بداية التجمعات توافد عدد كبير من ثوار لجان المقاومة من مناطق متفرقة من بينها الديم منطقة باشدار ثم اتجهوا نحو مستشفى الجودة للإلتقاء بالثوار رافعين لافتات وأعلام سودانية، وردد المشاركون في التظاهرات هتافات مناوئة لقادة الجيش ومطالبة بعودة العسكر إلى ثكناتهم بالإضافة إلى شعارات ثورية منها، "حرية سلام وعدالة، مدنية خيار الشعب"، "يسقط حكم العسكر"، (١٣٠) المشنقة بس"، كما أحرقوا إطارات السيارات القديمة وأغلقوا بعض الطرقات.
تفريق المواكب
عند منطقة السكة حديد موقف شروني استخدمت الأجهزة الأمنية كافة الوسائل القمعية لتفريق المتظاهرين، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بجانب استخدام القنابل الصوتية وخراطيم المياه، ورغم كل القمع صمد الثوار أمام أهدافهم، وعلى خلفية تلك الوسائل والأدوات القمعية التي استخدمتها الأجهزة الأمنية تعرض عدد من المتظاهرين لإصابات وحالات إغماء بسبب الغاز المسيل للدموع.
الرهان على الوعي
الناشط الريح أحمد قال لـ(الجريدة) : يأتي (١٧) يناير العام الحالي ومعطيات كثيرة تغيرت وتوازنات جديدة قد حدثت في الساحة السياسية بجانب وعي كبير قد تراكم لدي الشباب والثوار والسياسين على إختلاف أدواتهم ووسائلهم وطريقة عملهم، وأضاف: هناك تباينات كثيرة في المواقف، لكن يبقى إيماننا بأن التغيير لابد أن يكتمل وسنعمل جميعاً باختلاف وجهات النظر والرؤى من أجل الوصول إلى أهدافنا وتحقيق حلمنا بالتغيير والانتقال الديمقراطي والقطيعة الكاملة مع الماضي الذي ثرنا ضده وتابع : شخصياً لا أفكر في الثورة وقوى التغيير على طريقة أن هناك سياسيين وهناك شارع واعتقد أن هذا ما يسعى له من هم ضد الثورة وهو ما يضعف فرصنا وقوتنا لتحقيق أهدافنا والوصول إليها، وهو ما نجحوا فيه إلى الآن عبر خلق تشتت وتباعد كبير وإنقسامات بين رفقاء الحلم والنضال، وخلق ثنائية زائفة تتحدث عن سياسيين وعن جذريين، وفي تقديري الجميع في جانب واحد ضد عدو واحد مهما اختلفت تصوراتهم وتحليلاتهم للأوضاع، ويجب أن يكونوا دائما سندا لبعضهم البعض، فلا يوجد نجاح لحل سياسي بلا شارع واعي وثائر ومنظم وأيضاً لا فعالية لشارع ليس لديه رؤية سياسية وتقدير وقناعة بضرورة العمل السياسي.
إسقاط الإنقلاب
من جانبه قال الناشط وليد عيسى: أعتقد أن لجان المقاومة السودانية صمام أمان ثورة ديسمبر لأنها ساهمت في أنجازها وإسقاط النظام البائد، وكانت لها أهدافها الواضحة المتمثلة في بناء دولة المواطنة والقانون، وحتى الآن متمسكة بهذه الأهداف بالإضافة إلى شعارات الثورة. وأضاف: لجان المقاومة صاحبة المصلحة في التغيير، لكن التنظيمات السياسية هدفها الوصول إلى السلطة فقط، لذلك لا تبالي كثيراً، التنظيمات برغماتية في الأساس ولذلك تجاوز الكثير منها قطار الثورة بعد أن أدركت أن المشوار طويل جداً، وأشار إلى أن هناك بعض أحزاب الحرية والتغيير المجلس المركزي اقتربت من توقيع إتفاق مع العسكر رغم رفض قطاع واسع من الشعب السوداني لهذه الخطوة بالإضافة إلى لجان المقاومة والحرية والتغيير التوافق الوطني، فإن تم توقيع هذا الإتفاق ستعود المناكفات والضغائن والصراع بين الحرية والتغيير المجلس المركزي والتغيير التوافق الوطني بذات الحِدة الأمر الذي سيقود إلى أزمة جديدة وربما يضطر العسكر للقيام بانقلاب آخر ومن ثم حل جميع الأحزاب.
وأكد "وليد": غالبية الشعب السوداني رازح تحت وطأة الضغوطات الاقتصادية والمعيشية، وهذه الشريحة لا تهمها كثيراً دولة وسياسة ومن يحكم، بل يهمها أمنها الغذائي ورفاهيتها لذلك مليونية السابع عشر من يناير جاءت تحت شعار (ضاقت خلاص( وتابع: أجزم أن كل الشعب السوداني الآن حانق على هذا النظام، وحال استطاعت لجان المقاومة أن تأتي بفكرة عبقرية لتجاوز حاويات الإنقلابيين إلى وسط الخرطوم ومن ثم وجدت مكاناً مناسباً للاعتصام، سيتدفق بلا شك جموع الشعب السوداني لمساندتهم ومن ثم ستسقط هذا النظام لا محالة، ومضى كل الفكرة في أنه على من يريد إنجاز شيء ما،عليه أن يعمل عليه ولا يستسلم.
ذكرى الرفاق
من جهته قال الناطق الرسمي باسم لجان مقاومة ولاية الخرطوم أحمد عصمت لـ(الجريدة): موكب (17) يناير يأتي في ذكرى الرفاق والشهداء في مجزرة العام الماضي بجانب مجزرة برى في العام 2019. وأضاف : كنت من المحظوظين لأنني تعرضت لإصابات وتشوهات دائمة فقط، مقارنة بالقمع وتعامل الأجهزة الأمنية. كان من المفترض وبحكم تواجدنا في منطقة شروني أن نلحق بالرفاق لولا لطف الله. وفي تقديري القمع والذل سيستمر وسيصل كل الناس ما لم نسقط النظام الانقلابي القائم حالياً. وأشار إلى أن النظام الحالي يقتل الشباب في الشارع، وهو ذاته الذي يعيش على جيب المواطن سواء من زيادة في نفقات التعليم أو العلاج أو السلع.
إغلاق عدد من المتاجر
الخطوات الواسعة التي إتخذتها السلطات الأمنية بإغلاق عدد من الشوارع تسببت في عودة أعداد غفيرة من العاملين والتجار بجانب أن الإغلاق تسبب ايضاً في غياب أعداد غفيرة من موظفي الدولة والدواوين الحكومية، واعتبر عدد من التجار بالسوق العربي أن خطوة إغلاق الشوارع المؤدية الى السوق العربي أجبرتهم على إغلاق محالهم التجارية والعودة الى منازلهم منذ العاشرة، وأوضح التجار أن العمل أثناء الموكب كلفهم خسائرعديدة في الممتلكات من خلال عمليات النهب التي طالت عدد كبير منهم نتيجة لاستغلال عدد من المجموعات الإجرامية المواكب بتنفيذ عمليات نهب وسلب واسعة، ورأى عدد من التجار أن أسلوب لجان المقاومة بالعودة الى إتخاذ السوق العربي نقطة إنطلاق وتجمعاً للمواكب من شأنه أن يصيب قلب الخرطوم بالشلل لجهة أن الاشتباكات بين الثوار والأجهزة الأمنية ستنتقل الى محيط شارع القصر وبالتالي يصبح كل المحال التجارية مهددة بالإغلاق متى ما أعلنت لجان المقاومة عن إعلان أو تسيير موكباً نحو القصر .
اختناق مروري
أسفرت الإجراءات التي إتخذتها ولاية الخرطوم بإغلاق الطرق الرئيسة المؤدية الى قلب الخرطوم الى إزدحام مروري خانق مما دفع عدد من أصحاب المركبات الى العودة، وإتخذت سيارات أخرى مسارات بعيدة داخل الأحياء بمنطقتي الخرطوم شرق والخرطوم 3 وذلك تجنباً لمنطقة وسط الخرطوم التي شهدت اصطفاف عدد كبير من السيارات على الطرقات لفترات طويلة، كما أجبر الإختناق المروري عدد كبير من أصحاب السيارات الخاصة الى ركن سياراتهم على جنبات الطريق ومن ثم مواصلة سيرهم راجلين الى مكاتبهم ومحالهم التجارية بوسط الخرطوم.
الجريدة
* السُلطات تُغلق الطرق الرئيسة، واختناق مروري يكتم أنفاس العاصمة
* أساليب نوعية جديدة، ودعم للمواطن في الضائقة المعيشية
* المقاومة تُرهق الأجهزة الأمنية بتكتيكات وأساليب جديدة
* صمود وثبات في الشوارع وسُحب الغاز المسيّل للدموع تتسبب في إصابات وسط المواطنين
رصد الجريدة ـ حنين / إمتثال
في ذكرى موكب (١٧) يناير ٢٠٢٢، حددّت لجان مقاومة أحياء ولاية الخرطوم في ذات التاريخ من هذا العام موعد متجدد لمليونية ومواكب مركزية تحت عنوان (ضاقت خلاص)، في إشارة للحالة الاقتصادية والظروف المعيشية المتردية التي يعانيها المواطن بسبب سياسات الإنقلاب الطاحنة ورفع الدعم عن السلع الضرورية وفرض الجبايات الباهظة التي أثقلت كاهل المواطنين على حسب وصف منصات اللجان وصفحاتها الرسمية، حيث شهدت مليونية (١٧) يناير من العام الماضي أحداث مؤسفة فقدت فيها البلاد (٧) أرواح طاهرة، دون جناية أو ذنب سوى أنهم خرجوا للتعبير عن مطالبهم وحلمهم بدولة الحرية والسلام والعدالة، كما تتزامن المواكب مع الذكرى السنوية لاستشهاد دكتور بابكر عبدالحميد أبان المواكب قبل سقوط النظام المباد في روزنامة ثورة ديسمبر المجيدة، وأصدرت لجان المقاومة بمدن الخرطوم جميعها بيان دعت فيه الكيانات النقابية والطلابية والعمالية وجميع مكونات الشعب السوداني للتعاضد والوقوف جنباً لجنب وكتفاً بكتف لتحقيق مطالب الشعب السوداني.
تكتيكات بديلة
دخلت لجان المقاومة مرحلة جديدة من التكتيكات والوسائل والأدوات من أجل إسقاط النظام، حيث عادت لجان المقاومة لذات التكتيكات التي أسهمت في إسقاط نظام المخلوع بترك إسلوب تجمع أكبر حشد من الجماهير باطراف الأحياء ثم التحرك في موكب نحو القصر، هذه السياسية التي اتبعتها لجان المقاومة الثورية رأى الكثيرون أنها أكثر تكلفة عطفاً عن كونها تصيب الثوار بالرهق والمشقة والتعب كا يرى مراقبون أن الأجهزة النظامية ظلت تتعامل معها باسلوب قطع الطريق المؤدي الى القصر بانشاء عدد من الإرتكازات على إمتداد طريق القصر مما صعَب من تحقيق أهداف المواكب التي ظلت تستهدف القصر الجمهوري (ميساً) لها خلال كل تلك الجولات المتكررة، وتزامناً مع تلك المتغيرات التي انتجتها لجان المقاومة، شرعت الأجهزة الأمنية ومنذ وقت مبكر بإغلاق الشوارع الرئيسة والجانبية المؤدية الى قلب وسط الخرطوم، حيث أغلقت شارع السيد عبد الرحمن وشارع الحوداث المؤديان الى موقف جاكسون، هذا بجانب إغلاق الشوارع الطولية من الناحية الجنوبية والتي شملت شارع (بيوكوان ) حديقة القرشي وعدد من الشوارع الفرعية الأخرى المؤدية الى موقف شروني .
إغلاق الشوارع
وكخطوة إحترازية سارعت السلطات الأمنية بإغلاق جسر المك نمر في وقت متأخر من ليلة البارحة إستباقاً للموكب، وهي الخطوة التي كانت الأجهزة الأمنية تخلت عنها في آخر موكبين، لكنها عادت مرة أخرى خلال موكب الأمس، كما تم إغلاق معظم الشوارع الرئيسة في المنطقة المركزية بالخرطوم مثل المسارات المؤدية للقصر وكبري الحرية والمسلمية بجانب وسط الخرطوم وشارع الحرية والشارع المؤدي إلى معمل إستاك من جاكسون بالسوق العربي، ووجهت السلطات السيارات القادمة من أمدرمان بكبري الفتيحاب للإتجاه بشارع الغابة، ما أربك حركة السير، فيما يرى مراقبون أن السلطات استشعرت أهمية الموكب، كما شهدت الشوارع انتشارا أمنيا كثيفا بالزي الغير الرسمي وسط السوق العربي.
بداية إنطلاقة الموكب
مع بداية التجمعات توافد عدد كبير من ثوار لجان المقاومة من مناطق متفرقة من بينها الديم منطقة باشدار ثم اتجهوا نحو مستشفى الجودة للإلتقاء بالثوار رافعين لافتات وأعلام سودانية، وردد المشاركون في التظاهرات هتافات مناوئة لقادة الجيش ومطالبة بعودة العسكر إلى ثكناتهم بالإضافة إلى شعارات ثورية منها، "حرية سلام وعدالة، مدنية خيار الشعب"، "يسقط حكم العسكر"، (١٣٠) المشنقة بس"، كما أحرقوا إطارات السيارات القديمة وأغلقوا بعض الطرقات.
تفريق المواكب
عند منطقة السكة حديد موقف شروني استخدمت الأجهزة الأمنية كافة الوسائل القمعية لتفريق المتظاهرين، أطلقت الشرطة الغاز المسيل للدموع بجانب استخدام القنابل الصوتية وخراطيم المياه، ورغم كل القمع صمد الثوار أمام أهدافهم، وعلى خلفية تلك الوسائل والأدوات القمعية التي استخدمتها الأجهزة الأمنية تعرض عدد من المتظاهرين لإصابات وحالات إغماء بسبب الغاز المسيل للدموع.
الرهان على الوعي
الناشط الريح أحمد قال لـ(الجريدة) : يأتي (١٧) يناير العام الحالي ومعطيات كثيرة تغيرت وتوازنات جديدة قد حدثت في الساحة السياسية بجانب وعي كبير قد تراكم لدي الشباب والثوار والسياسين على إختلاف أدواتهم ووسائلهم وطريقة عملهم، وأضاف: هناك تباينات كثيرة في المواقف، لكن يبقى إيماننا بأن التغيير لابد أن يكتمل وسنعمل جميعاً باختلاف وجهات النظر والرؤى من أجل الوصول إلى أهدافنا وتحقيق حلمنا بالتغيير والانتقال الديمقراطي والقطيعة الكاملة مع الماضي الذي ثرنا ضده وتابع : شخصياً لا أفكر في الثورة وقوى التغيير على طريقة أن هناك سياسيين وهناك شارع واعتقد أن هذا ما يسعى له من هم ضد الثورة وهو ما يضعف فرصنا وقوتنا لتحقيق أهدافنا والوصول إليها، وهو ما نجحوا فيه إلى الآن عبر خلق تشتت وتباعد كبير وإنقسامات بين رفقاء الحلم والنضال، وخلق ثنائية زائفة تتحدث عن سياسيين وعن جذريين، وفي تقديري الجميع في جانب واحد ضد عدو واحد مهما اختلفت تصوراتهم وتحليلاتهم للأوضاع، ويجب أن يكونوا دائما سندا لبعضهم البعض، فلا يوجد نجاح لحل سياسي بلا شارع واعي وثائر ومنظم وأيضاً لا فعالية لشارع ليس لديه رؤية سياسية وتقدير وقناعة بضرورة العمل السياسي.
إسقاط الإنقلاب
من جانبه قال الناشط وليد عيسى: أعتقد أن لجان المقاومة السودانية صمام أمان ثورة ديسمبر لأنها ساهمت في أنجازها وإسقاط النظام البائد، وكانت لها أهدافها الواضحة المتمثلة في بناء دولة المواطنة والقانون، وحتى الآن متمسكة بهذه الأهداف بالإضافة إلى شعارات الثورة. وأضاف: لجان المقاومة صاحبة المصلحة في التغيير، لكن التنظيمات السياسية هدفها الوصول إلى السلطة فقط، لذلك لا تبالي كثيراً، التنظيمات برغماتية في الأساس ولذلك تجاوز الكثير منها قطار الثورة بعد أن أدركت أن المشوار طويل جداً، وأشار إلى أن هناك بعض أحزاب الحرية والتغيير المجلس المركزي اقتربت من توقيع إتفاق مع العسكر رغم رفض قطاع واسع من الشعب السوداني لهذه الخطوة بالإضافة إلى لجان المقاومة والحرية والتغيير التوافق الوطني، فإن تم توقيع هذا الإتفاق ستعود المناكفات والضغائن والصراع بين الحرية والتغيير المجلس المركزي والتغيير التوافق الوطني بذات الحِدة الأمر الذي سيقود إلى أزمة جديدة وربما يضطر العسكر للقيام بانقلاب آخر ومن ثم حل جميع الأحزاب.
وأكد "وليد": غالبية الشعب السوداني رازح تحت وطأة الضغوطات الاقتصادية والمعيشية، وهذه الشريحة لا تهمها كثيراً دولة وسياسة ومن يحكم، بل يهمها أمنها الغذائي ورفاهيتها لذلك مليونية السابع عشر من يناير جاءت تحت شعار (ضاقت خلاص( وتابع: أجزم أن كل الشعب السوداني الآن حانق على هذا النظام، وحال استطاعت لجان المقاومة أن تأتي بفكرة عبقرية لتجاوز حاويات الإنقلابيين إلى وسط الخرطوم ومن ثم وجدت مكاناً مناسباً للاعتصام، سيتدفق بلا شك جموع الشعب السوداني لمساندتهم ومن ثم ستسقط هذا النظام لا محالة، ومضى كل الفكرة في أنه على من يريد إنجاز شيء ما،عليه أن يعمل عليه ولا يستسلم.
ذكرى الرفاق
من جهته قال الناطق الرسمي باسم لجان مقاومة ولاية الخرطوم أحمد عصمت لـ(الجريدة): موكب (17) يناير يأتي في ذكرى الرفاق والشهداء في مجزرة العام الماضي بجانب مجزرة برى في العام 2019. وأضاف : كنت من المحظوظين لأنني تعرضت لإصابات وتشوهات دائمة فقط، مقارنة بالقمع وتعامل الأجهزة الأمنية. كان من المفترض وبحكم تواجدنا في منطقة شروني أن نلحق بالرفاق لولا لطف الله. وفي تقديري القمع والذل سيستمر وسيصل كل الناس ما لم نسقط النظام الانقلابي القائم حالياً. وأشار إلى أن النظام الحالي يقتل الشباب في الشارع، وهو ذاته الذي يعيش على جيب المواطن سواء من زيادة في نفقات التعليم أو العلاج أو السلع.
إغلاق عدد من المتاجر
الخطوات الواسعة التي إتخذتها السلطات الأمنية بإغلاق عدد من الشوارع تسببت في عودة أعداد غفيرة من العاملين والتجار بجانب أن الإغلاق تسبب ايضاً في غياب أعداد غفيرة من موظفي الدولة والدواوين الحكومية، واعتبر عدد من التجار بالسوق العربي أن خطوة إغلاق الشوارع المؤدية الى السوق العربي أجبرتهم على إغلاق محالهم التجارية والعودة الى منازلهم منذ العاشرة، وأوضح التجار أن العمل أثناء الموكب كلفهم خسائرعديدة في الممتلكات من خلال عمليات النهب التي طالت عدد كبير منهم نتيجة لاستغلال عدد من المجموعات الإجرامية المواكب بتنفيذ عمليات نهب وسلب واسعة، ورأى عدد من التجار أن أسلوب لجان المقاومة بالعودة الى إتخاذ السوق العربي نقطة إنطلاق وتجمعاً للمواكب من شأنه أن يصيب قلب الخرطوم بالشلل لجهة أن الاشتباكات بين الثوار والأجهزة الأمنية ستنتقل الى محيط شارع القصر وبالتالي يصبح كل المحال التجارية مهددة بالإغلاق متى ما أعلنت لجان المقاومة عن إعلان أو تسيير موكباً نحو القصر .
اختناق مروري
أسفرت الإجراءات التي إتخذتها ولاية الخرطوم بإغلاق الطرق الرئيسة المؤدية الى قلب الخرطوم الى إزدحام مروري خانق مما دفع عدد من أصحاب المركبات الى العودة، وإتخذت سيارات أخرى مسارات بعيدة داخل الأحياء بمنطقتي الخرطوم شرق والخرطوم 3 وذلك تجنباً لمنطقة وسط الخرطوم التي شهدت اصطفاف عدد كبير من السيارات على الطرقات لفترات طويلة، كما أجبر الإختناق المروري عدد كبير من أصحاب السيارات الخاصة الى ركن سياراتهم على جنبات الطريق ومن ثم مواصلة سيرهم راجلين الى مكاتبهم ومحالهم التجارية بوسط الخرطوم.
الجريدة