يبدأ عرض الفيلم بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ! … بقلم: ثروت قاسم

 


 

ثروت قاسم
7 February, 2011

 


Tharwat20042004@yahoo.com
 
جيل الانترنيت !
نرفع العمم والطواقي ,  تقديرا واحتراما واجلالا ,  لجيل الانترنيت من  الشباب السوداني , المجاهدين  البواسل  ,  الذين تقدموا الصفوف ,  ورفعوا رايات الغضب النبيل ،  ودشنوا انتفاضة النيم , يوم الاحد 30 يناير 2011 ! فاعادوا الينا الثقة في انفسنا , وفي هذا الشعب العظيم  ! واصبحنا نري قبس من نور في نهاية نفق الانقاذ المظلم !
أنهم يمثلون ضمير بلاد السودان  الحقيقي !
ولكن لكي يضمن لها النجاح , يجب ان تكون أنتفاضة النيم مستدامة ! وأن تتواصل وتستمر المسيرات الاحتجاجية السلمية ,بأن يتمدد يوم الاحد 30 يناير 2011 لاسابيع , علي التوالي ,  حتي يسقط الطاغوت ! كما في تونس ومصر !
نقطة قوة جيل الانترنيت  الوحيدة , وورقة تفاوضهم الرئيسية , هي استمرارية تظاهراتهم .. وفي اللحظة التي سيغادرون فيها ميدان  المعركة الي منازلهم  , سوف تتوقف وسوف تنتهي انتفاضتهم !
كلمة السر هي (  الاستمرار  )  في التظاهر السلمي والاعتصام !
دعني اشرح أكثر اهمية الاستدامة  والاستمرارية في التظاهر السلمي !
الجمهورية الثانية للانقاذ ؟
 يوم الاحد 30 يناير 2011 , اسقط الاستاذ علي عثمان محمد طه , اخر قناع من الاقنعة , التي تغطي وجهه  نظام الانقاذ القبيح  ! فقد صرح الاستاذ علي عثمان بانه لا مجال لتفكيك مؤسسات دولة الانقاذ ، باعتبار أن مؤسسات الحكم الحالية دستورية وليست انتقالية ؟  وقال ان البلاد بعد الانفصال ستشهد قيام جمهورية  الانقاذ الثانية التي ستشمل  تغيير في القيادات والأشخاص   , من خلال حكومة ذات قاعدة عريضة ! ولكن سياسات نظام الانقاذ , وهياكله الدستورية ,  التي تم استيلادها عبر انتخابات ابريل 2010 المخجوجة ! هذه الهياكل والسياسات  الانقاذية سوف تظل ثابتة , دون تغيير , في جمهورية الانقاذ الثانية  , التي سوف تري النور بعد انفصال جنوب السودان !
مجرد تغيير الاشخاص , وتغيير أسم الحكومة  ,   (  عملية جرتق  )  , تعني ان نية إجراء التغييرات الجذرية  , المضمنة في الاجندة الوطنية , لم تتوافر بعد .
ترجمة تصريحات الاستاذ علي عثمان بعربي الشوايقة تقول :
أنه قال ( لا ) كبيرة وعريضة للاجندة الوطنية التي قدمها السيد الامام للرئيس البشير يوم السبت  22يناير 2011 ! الاجندة الوطنية , التي اتفقت عليها قوي الاجماع الوطني الشمالية  ( بأستثناء مولانا وحزبه ) !
كما قال الاستاذ علي ( لا ) كبيرة لاقتراح  السيدالامام بتكوين  حكومة قومية انتقالية لتطبيق هذه الأجندة الوطنية  , في فترة انتقالية لا تتجاوز عامين .
أكد نظام الانقاذ , من خلال تصريحات قادته , واخرها تصريح الاستاذ علي عثمان المذكور اعلاه , بانه  لن يبادر من جانبه بإجراء التغييرات الجذرية , في استراتيجياته وسياساته  , التي يتطلع إليها الشعب السوداني ، حسب الاجندة الوطنية  وعهد الخلاص الوطني ! وعليه فإن  رفض ومعاندة نظام الانقاذ ,  لتوسلات قوي الاجماع الوطني , ستوفر حجة قوية للذين ( الجبهة الوطنية العريضة ) لا يرون فيه أملا , ويسعون إلى إحداث التغيير المطلوب  من خارج  نظام الانقاذ !
 
وصلنا اذن الي طريق مسدود !
ولا خيار امام قوي الاجماع الوطني سوي مباركة مبادرة جيل الانترنيت من الشبان والشابات ! واستمرار التظاهر السلمي والاعتصام , الذي بدأ يوم الاحد 30 يناير 2011, وبدون توقف ,  حتي الاطاحة بنظام الانقاذ !
 
سلم تسلم !
 
رفع مولانا  الميرغني في زمن غابر , شعار سلم تسلم ! وكان يدعو الي خروج نظام الانقاذ الامن والسلمي  من السلطة ! وفشل هذا الشعار ! وغير مولانا استراتيجيته من سلم تسلم الي كشكش تسلم ! وكشكش نظام الانقاذ لمولانا وبالتقيل ,  كما اكد قادة الانقاذ ! فانقلب مولانا 180 درجة , وارسل ابنه لكي يدعم الرئيس البشير في حملته الانتخابية الرئاسية في شرق السودان , معقل طائفة الختمية !
 
 ذهب المعز اخرج مولانا من المشاركة في قوي الاجماع الوطني , وجعله يلحق بحواره فتحي شيلا !
 
وعليه وبعد فشل الدعوة  الموجهة   لنظام  الانقاذ  للخروج الامن والسلمي من السلطة  ( سلم تسلم ) , فان جيل الانترنيت من الشبان والشابات , وكذلك قوي الاجماع الوطني تدعو نظام الانقاذ   الي التبادل الامن والسلمي للسلطة , من خلال برنامج الاجندة الوطنية !  

السيارة في سوق ليبيا يشرحون لك بأنه لا سبيل إلى دفع نظام الانقاذ الي قبول الاجندة الوطنية , والتبادل  الامن والسلمي للسلطة  ,  إلا من خلال ممارسة مزيد من الضغوط الموجعة علي قادته  !
الضغوط التي سوف ترغم نظام  الانقاذ الي الوصول الي  قناعة بان الثمن الذي سوف يدفعه للقبول بتفعيل الاجندة الوطنية , اقل من الثمن الذي سوف يضطر لدفعه برفضه للاجندة الوطنية ! في هذه الحالة , سوف يبدأ التغيير المطلوب  , ويقبل نظام الانقاذ بالاجندة الوطنية , والتبادل  الامن والسلمي للسلطة  !
 بكلمات اخري ,  ان انتفاضة النيم التي بدات يوم الاحد 30 يناير 2011 ,  لا يزال أمامها طريق  طويل لكي تحقق أهدافها  ... تفعيل الاجندة الوطنية , والاطاحة بالنظام !   وأن بلوغ تلك الأهداف يقتضي الاستمرار , بدون توقف أو انقطاع , في التظاهر السلمي والاعتصام  ...   24 علي 7 ( 24 ساعة   كل يوم من ايام الاسبوع السبعة ) .
ليس هناك من خيار غير هذا الخيار ! لانه في اليوم الذي سيتوقف فيه التظاهر والاعتصام ، سوف ترجع حليمة لقديمها ( مش  المتالقة  حليمة عبدالرحمن )  !  وسوف تضيع هباء مجاهدات نازك الملائكة كبلو  وفاطمة غزالي واخواتهما في جيل الانترنيت !  ونرجع الي المربع الاول ! وكأننا لا رحنا في  مظاهرة يوم الاحد 30 يناير 2011 , ولا جينا !
أسئلة ؟
ولكن هل الوقت مناسب  للاستمرار , بدون توقف أو انقطاع , في التظاهر السلمي والاعتصام  ...   24 علي 7 ؟
هل توفرت حاليأ كل الشروط لتفجير ثورة النيم ؟
هل القنبلة الموقوتة جاهزة , وتحتاج فقط  الي  صاعق ؟
للاجابة علي هذه الاسئلة المفتاحية , دعنا نستعرض بعض الاحداث والمواقف المتصلة بالاجابة علي هذه الاسئلة :
أولا :
هل لاحظت ان الرئيس اوباما , ونائبه بايدن , ووزيرة خارجيته كلينتون , قد أتصلوا أكثر من مرة بالرئيس مبارك , والرئيس اليمني علي عبدالله صالح , وملك الاردن ! وطلبوا من هؤلاء القادة العرب الاستماع الي صوت شعوبهم , والعمل علي  تفعيل الاصلاحات السياسية المطلوبة من شعوبهم ! كما طلبوا منهم الامتناع عن قمع المظاهرات والاعتصامات السلمية , خصوصأ من شباب بلادهم ! ونتيجة لهذه الضغوط الامريكية ,  لين  الرئيس مبارك من مواقفه الاستبدادية التي ترفض ال خد وهات , وسمح بعدم التعدي علي المظاهرات السلمية بواسطة بلطجية قوات الامن المصري !  واكد الرئيس اليمني بأنه لن يرشح , لا نفسه , ولا ابنه , في الانتخابات الرئاسية القادمة , وسمح بالمظاهرات السلمية ! وكون ملك الاردن حكومة وفاق وطني جديدة , وسمح بالمظاهرات السلمية !
لم تتصل ادارة اوباما  , ولم تضغط علي الرئيس البشير ولا  علي قادة المؤتمر الوطني , كما فعلت مع القادة المذكورين اعلاه ! علي الرغم من أن الوضع متأزم في السودان , اكثر منه في اليمن والاردن ! خصوصا بعد اعلان انفصال جنوب السودان !
 تأكد  المؤتمر الوطني بان  ادارة اوباما قد التزمت ببنود الصفقة الشيطانية , التي تم عقدها بين الجانبين ... استيلاد سلس لدولة جنوب السودان مقابل تجميد لامر قبض الرئيس البشير , وعدم مراجعة ادارة اوباما لتجاوزات المؤتمر الوطني في قمع جيل الانترنيت وقوي الاجماع الوطني !
في كلمتين كما في مية , سوف يستمر المؤتمر الوطني في قمع جيل الانترنيت من الشباب وقوي الاجماع الوطني , دون أن تحرك ادارة اوباما ( المجتمع الدولي )  ساكنا !
ودونك القمع  الوحشي لشباب الانترنيت يوم الاحد 30 يناير 2011 , والمنع  الاستباقي الذئبي لقيام مظاهرة سلمية في الخرطوم يوم الخميس 3 فبراير 2011! واعتقال بعض قادة شباب الانترنيت , وبعض قادة قوي الاجماع الوطني , ومراقبة مقار دور أحزاب قوي الاجماع الوطني !
يتم كل ذلك , وادارة اوباما ( المجتمع الدولي ) عاملة أضان الحامل طرشة ! مما يطلق ايادي المؤتمر الوطني لكي يفنجط ما شاء الله له الفنجطة في شمال السودان , وهومسلح بالته القمعية !
ويؤخر شيئأ تفجير انتفاضة النيم !
ثانيأ :
سوف يستمر الوضع المذكور اعلاه , حتي نهاية الفترة الانتقالية , يوم السبت 9 يوليو 2011 ! خلال هذه الفترة  الانتقالية , سوف تكون كلاب لوبيات واشنطون نائمة ! وسوف يلعب ابو ضنب الانقاذي في شمال السودان ! عليه يفعل شباب الانترنيت وقوي الاجماع الوطني خيرأ , بتأجيل المظاهرات والاعتصامات السلمية لما بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ! وخلال هذه الفترة , يمكن لشباب الانترنيت أن يكونوا لجان لهم في كل ولايات شمال السودان , استعدادا للعجاجة القادمة , بعد يوم السبت 9 يوليو 2011!
ثالثأ :
الوضع المعيشي في شمال السودان سوف يتعقد كثيرأ , بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ! بعد ان يفقد المؤتمر الوطني 80% من مداخيله بالعملة الصعبة ...  بعد زوال بترول الجنوب ! سوف يرتفع الدولار ارتفاعات فلكية !  وسوف لن يجد المؤتمر الوطني مليارين دولار لشراء جازولين السنة  , ومليار ونصف المليار دولار لشراء قمح السنة !
عندها سوف تكون القنبلة جاهزة , وتحتاج فقط الي صاعق !
شباب الانترنيت هو ذلك الصاعق , يا هذا !
عليه يفعل شباب الانترنيت خيرأ بالانتظار السكوتي حتي صياح الديك يوم السبت 9 يوليو 2011 !
وبعدها سوف تبدأ العجاجة في الهببان !
الملوص !
ابالسة الانقاذ يجيدون قول الشئ ونقيضه في نفس التصريح ! ابالسة الانقاذ يجيدون لعبة الثلاث ورقات ملوص ! ابالسة الانقاذ يجيدون التاشير شمالا , والسير  يمينأ ! ابالسة الانقاذ يجيدون فن الجرتق
الذي هو بمثابة احتيال انقاذي  معروف لاستمرار الوضع الراهن ...    وعدم تفعيل بنود الاجندة الوطنية ! مما يضطرنا للمشي خلف راية  البطل  علي محمود حسنين في عدم التفاوض مع نظام الانقاذ , خلال الفترة الانتقالية  المنتهية في يوم السبت 9 يوليو 2011 !
كما هو مذكور اعلاه , بعد يوم السبت 9 يوليو 2011 ,  (  وليس قبل ذلك التاريخ , بأي حال من الاحوال )   سوف  يصل  نظام الانقاذ   الي قناعة بان الثمن الذي سوف يدفعه للقبول بتفعيل الاجندة الوطنية , اقل من الثمن الذي سوف يضطر لدفعه برفضه للاجندة الوطنية ! في هذه الحالة , سوف يبدأ التغيير المطلوب !
ربما تغيير بالقطاعي , وليس دفعة واحدة ! وربما تغيير جذري يقذف بالمؤتمر الوطني في مزبلة التاريخ !   
في بلاد السودان يمكن ان يحدث الشئ , أو نقيضه تمامأ !
يمكنك ان تراهن , بأخر جنيه في جيبك , بأن   نظام الانقاذ  سوف يقبل , بعد يوم السبت  9 يوليو 2011  ,  بتفعيل الأجراءات المذكورة ادناه , كخطوة اولي ,  لاعادة ثقة الشعب السوداني فيه :
+  يبدأ بعقد مؤتمر دستوري لكتابة دستور جديد بدلا من الدستور الانتقالي ,الذي سوف ينتهي العمل به في  يوم السبت 9 يوليو 2011!
+  حل جميع الهياكل التشريعية والتنفيذية التي كانت من مواليد  انتخابات ابريل 2010 المخجوجة ,
+ وتكوين حكومة قومية انتقالية للتحضير لانتخابات جديدة نزيهة وحرة وشفافة وبرقابة دولية حقيقية !  
أنتظروا ... أنا لمنتظرون !
خاتمة !
نستعرض ادناه ثلاثة تعليقات من بعض القراء الكرام حول المقالة السابقة , التي تستعرض الفروق بين الموديل التونسي والموديل السوداني في مجالي الانترنيت والمرأة :
أولا:
الدولة التونسية , وكذلك التركية , تستهدي بالنهج الذي يقوم على معرفة الواجب , ومعرفة الواقع  !   والتزاوج  الصحي بينهما  !
 
 قال النبي ( صلعم )  :
 
 ( بَدَأَ الْإِسْلَامُ غَرِيبًا ، وَسَيَعُودُ كَمَا بَدَأَ غَرِيبًا ) !
 
ويفسر السيد الامام غريبأ  ...  بمدهشا  !
 
 سبب الدهشة أنه مع قدمه , يستطيع من داخل نصوصه ,  أن يستصحب منجزات الرقي الإنساني !
 
وكما قال الامام المهدي , عليه السلام :
 لكل وقت ومقام حال , ولكل زمان وأوان رجال.
استصحبت تونس منجزات الرقي الانساني طيلة ال 14 قرن الفائتة ,  وزاوجت الواقع الحالي  , مع الواجب  المنصوص عليه في قطعيات الوحي التي تشير الي مناصفة المرأة ( مقابل الرجل ) في الميراث والشهادة , والسماح للرجل بزواج اربعة نساء !
تدبرت  تونس في معاني القران واياته , وواقع المرأة في القرن السابع , عندما كانت البنت تدفن حية ! وواقعها الحالي حيث اصبحت رئيسة جمهورية ورئيسة حكومة وقائدة جيوش ! ورات ان الواقع يحتم عليها ان تعتمد شهادة امراة ( مثلأ  طبيبة  متخصصة في الطب الشرعي ) مساوية لشهادة  رجل عنقالي  جاهل من السيارة في جريمة قتل , مثلا ! وان امراة معوزة وارملة لها اطفال  وليس لها من معين , ربما تحتاج لميراث ابيها اكثر من اخيها موفور الثراء ! وهكذا !
كل ما في الامر مزاوجة صحية بين الواقع والواجب , دون تحدي , بل استصحاب لقطعيات الوحي !
ثانيأ :
صحيح ان ثورة اكتوبر  1964وانتفاضة ابريل  1985 تمتا بنجاح دون الانترنيت ! وبنفس المنطق , فتح الامام المهدي الخرطوم في 26 يناير 1885 , دون الدبابات , والطائرات , والدرونات !
ثم ان الرئيس عبود قبل التنازل عن السلطة في اكتوبر , بضمانة عدم ملاحقته قضائيأ ! ولكن من يضمن الان  للرئيس البشير عدم ملاحقته بواسطة محكمة الجنايات الدولية ؟
الجيش  الوطني السوداني انضم للشعب في ابريل , وعزل الرئيس نميري ! ولكن كل قادة الجيش السوداني وقادة القوي الامنية الان  كيزان علي السكين , يزايدون علي الرئيس البشير في كوزنته , وضرورة احتفاظ الكيزان بالسلطة ! وعدم رميها للشيوعيين , والا حاسبهم نكير , علي فعلتهم هذه !
ثالثا :
منعت السلطات التونسية ارتداء النساء للحجاب لسببين :
+ الحجاب رمز نمطي ديني , وغير مسموح به في دولة مدنية ,
+ الحجاب رمز نمطي لقهر المرأة , وغير مسموح به في دولة مبنية علي المواطنة , اي مساواة الجميع ( الرجال والنساء ) في الحقوق والواجبات !
ولهذين السببين ,  لم يعط الدستور التونسي المراة حق الاختيار بين لبس وعدم   لبس الحجاب !
ودمتم !

 

آراء