أزمة قيادة وقيادة الأزمة..!!
manasathuraa@gmail.com
منصات حرة
. عندما نتناول أزمة القيادة، سيتبادر الى ذهن الجميع، بأننا أمام شح في الكوادر القيادية داخل أحزابنا السياسية، وفي تقديرنا هذا الكلام غير صحيح، فالقيادات الشابة موجودة ومؤهلة لقيادة هذه الاحزاب، ولكن المشكلة تكمن في إصرار القائد في البقاء حتى يتوفاه الله، وفي أغلب الأحيان يتم توريث المنصب للأبناء كما يحدث في الأحزاب التاريخية (العائلية) كالأمة والاتحادي، أما ثالثهم اليسار (الشيوعي) ظلت الكاريزما هي المسيطرة، ولم يسبق بأن كان هناك قائد لحزب وتنازل عنها لقيادة جديدة... وظلت هذه المشكلة قائمة الى يومنا هذا في الاحزاب (العائلية) واحيانا كثيرة تحدث بعض الإنقسامات بذات الأسم القديم للحزب وعادة يكون القائد المنقسم من ذات العائلة، يعني مجرد خلافات عائلية، أما الحزب الشيوعي ظل يقود صراع القيادة في داخله حتى استبدل صيغة (السكرتير العام للحزب) بصيغة (القيادة الجماعية) والتي تمثلت في اللجنة المركزية المنتخبة والتي بدورها تنتخب (سكرتارية) وليس قائداً واحداً، ولكن مازالت الاضواء مركزة على منصب السكرتير السياسي لسكرتارية اللجنة المركزية على الرغم من وجود سكرتارية تنظيمة واجتماعية ومالية..الخ..ولا أدري ما سر هذا المنصب ولماذا؟.. !!
. معظم الصراعات الموجودة داخل قيادة الاحزاب، في ظاهرها قد يكون صراع فكري واختلاف في وجهات النظر، وفي تقديرنا هذا بعيد جداً عن الواقع، لأن الصراع الفكري صراع طبيعي، ويحسم بالإقناع والإقتناع، ولكن جوهر الصراع دائماً هو صراع مناصب، ولا يتفجر هذا الصراع الا عند ظهور (طامع في القيادة) هذا الطامع يبدأ في إثارة قضايا كما اسلفنا في ظاهرها فكري، ورويداً رويداً يبدأ في كسب بعض المؤيدين، ويخلق مجموعة حوله، وبعدها يدشن الصراع علناً ليستولى على القيادة، وعادة يبدأ التدشين في توقيت قريب للمؤتمرات العامة، وعندما تفشل القيادة القديمة في كبح جماح (الطامع الجديد) الذي لا ينتظر عادة الآليات الديمقراطية، وينتشي بذاته وقدراته الشخصية، لينقض على القيادة... في حين انه لو صبر قليلاً وتريث لأصبح هو القائد دون إفتعال اية صراع، ولكن الشفقة وعدم الثقة بالذات تقوده الى التكتل والعمل خارج إطار المؤسسة، وعادة يكون كل محور الصراع شخص واحد..!!
. وعندما تتفجر صراعات القيادة داخل الاحزاب، تتعطل اللوائح جبراً، ويصبح اي تطبيق لعقوبات في مواجهة المتجاوزين، مؤامرة ضدهم، ويفسر وكأن الأمر تصفية، واستغلال للدستور لحسم الصراع لصالح جهة معينة، وهكذا يتطور الصراع الى ان يتفجر بحدوث إنقسام في جسد الحزب، وكل التجارب في الساحة السياسية أثبتت بأن الجزء المنقسم يصبح مصيره التلاشي، وعادة كل تحركات الحزب المنقسم الجديد تكون مجرد ردود افعال، ومحاولات إثبات الذات أمام الحزب (الأصل) وتنجح كثيراً هذه المحاولات في إضعاف الحزب(الاصل).. وهكذا تظل ساقية (صراع القيادة) تعمل وتدور، وتتكرر ذات الأحداث بذات المواقف، بين كل جيل وجيل... والى ان تصل احزابنا الى صيغة فعلية لقيادة جماعية تحسم كل أشكال (الطمع) القيادي، وتعمل فعليا من أجل وطن ديمقراطي يسع (الجميع)، سيصبح هؤلاء (الجميع) في خبر (الجهل، الفقر، التخلف، المرض، الصراعات القبلية، الانقلابات العسكرية... الخ) ونتمنى حقيقة أن لا تصل أحزابنا يوما الى مرحلة التصفيات الجسدية كما هو حاصل في كثير من الدول الأفريقية وإن كنت لا استبعد هذه المرحلة..!!
دمتم بود
الجريدة
/////////////