أوان الحرب أو القصاص

 


 

 

1- قال جلّ شأنه "ولكم في القصاص حياة يا اولي الالباب لعلكم تتقون" البقرة، آية 179
2- وقال تعالى: "انما ينهاكم الله عن الذين قاتلوكم في الدين واخرجوكم من دياركم وظاهروا على اخراجكم ان تولوهم ومن يتولهم فأولئك هم الظالمون" الممتحنة، أية 9
3- وقضى العلى الجليل "الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا ان الله مع المتقين" البقرة، آية 194
4- وقضى أيضاً "وكتبنا عليهم فيها ان النفس بالنفس والعين بالعين والانف بالأنف والاذن بالأذن والسن بالسن والجروح قصاص فمن تصدق به فهو كفارة له ومن لم يحكم بما انزل الله فأولئك هم الظالمون"
المائدة، آية 45
5- وقضى جل شأنه "وما كان لمؤمن ان يقتل مؤمنا الا خطئا ومن قتل مؤمنا خطئا فتحرير رقبة مؤمنة ودية مسلمة الى اهله الا ان يصدقوا فان كان من قوم عدو لكم وهو مؤمن فتحرير رقبة مؤمنة وان كان من قوم بينكم وبينهم ميثاق فدية مسلمة الى اهله وتحرير رقبة مؤمنة فمن لم يجد فصيام شهرين متتابعين توبة من الله وكان الله عليما حكيما" النساء، آية 92
صدق الله العظيم
وبعد هذه جولاتٍ من النصح والاستنصاح، والحجة والاحتجاج، فقد لزم خونة الميثاق ومدمني القتل والفساد، صفا الأمر إلى أعظم الذنوب، القتل والتشريد والتظاهر على التشريد، فإن أمر الدين فيه واضحٌ جلي، كما ورأي العلمانية والشياخة غير المزيفتين.
1- في الآية الأولى أعلاه: أمر الله تعالى أن الحرب توقف بالقصاص (لكم في القصاص حياة)
2- في الآية الثانية أعلاه: إن الله تعالى أمر بالجهاد (على من رفض القصاص عصياناً لله على قتالكم في الدين والنفس والمسكن، والتظاهر على ذلك القتال). أي أن الحرب ضد قوات الجنجويد ومن معهم من أفراد حركات مسلحة وافراد الجيش أو من يدعمهم، جهاد مباح، والحرب ضد الصوفيين والإدارة الأهلية والكيزان والأحزاب المشاركة و الذين يدعمون وينادون بشن حروب الجنجويد ومن معهم، والتي هي مظاهرة على الحرب ضد الأبرياء، فالحرب عليهم أيضاً جهادٌ ضدهم.
3- في الآية الثالثة أعلاه، قضى الله تعالى أن الحرمات قصاص، ونقض العهد من الحرمات ويوجب القصاص في أي أذى سببه
4- وفي الآية الرابعة أعلاه: قال جل شأنه إن الجروح قصاص، فالقصاص يشمل الآلاف من المصابين
5- وفي الآية الخامسة أعلاه: قال جل وعلا إن القتل الخاطئ ممن بينكم وبينهم ميثاق فعليهم الدية وعتق رقبة أو صيام شهري متتابعين عن كل قتلٍ خطئ
هذه هي عدالة السماء الواردة في القرآن الكريم والذي لا ينكره مسلم، وهو نفس النهج الذي يخاطب الضمير الإنساني السليم ويعتبر من مكارم الأخلاق التي اهتدى به البشر منذ الأزل.
لما كتبنا سابقاً في عدة مداخلات مقترحاتٍ لإطفاء الفتنة ومنح فرص للتصالح والعفو، كنت قد قدّمت فكرة استخدام العفو أو الدية في القصاص الذي أمر به الله تعالى بأنه حياة مثلما تمثّل في درء الحرب الذي اقترحناه، سمعه الوسطاء الأجانب وذكروه في الأساليب الممكنة لخمد الفتنة، إلا أن دعاة الحرب وأساطين البطش عندنا وزبانيتهم من معسكر الموز وقادة الجيوش والأحزاب، آثروا مواصلة الصلف ومزيداً من الدماء والجروح.
إن وقف ذلك، كما أذن الله تعالى في الآية الثانية بمقاتلة من لم يرعوِ من القتل والتشريد والتظاهر على ذلك، هو الحل الوحيد، يجب ألا نتردد فيه ولكن يجب التدبير له والانصياع له بنظام حتى لا يستخدمه هؤلاء الأبالسة لهوىً من عندهم كإثارة حرب أهلية أو فتنةٍ ما، فهذه هي تجارتهم.
يتطلب الأمر:
أ) الالتزام بالضبط والربط والطاعة
ب) التنظيم والتنسيق والتوثيق
ج) استراتيجية السلاح: إحتياطي السلاح وكيف حفظه، وكيف إدارة تعزيز محاربي التروس الذين يمثلون رأس الرمح في المواجهة
د) إدارة المخابرات وتحليل المعلومة (المنبرشات) وسبل الإتصال
ه) التنسيق مع المعارضة في الخارج وإدارة التمويل
و) تنسيق وإدارة التجنيد من الجيش السوداني وكل من يعتقد أن القتال في سبيل الله خيرٌ من القتال فيما نهى الله، وتوثيق السجلات لمرحلة الحكم المدني الديمقراطي، كما وتوثيق شهداء هذه الحرب بمنحهم رتباً عسكرية تساعد في حفظ حق من يعولون من ضياع ذلك الحق بسبب استشهادهم
ز) الإدارة العسكرية من تسليح وتدريب ومليشيا نواة لجيش سوى وسليم
يجب أن نتجاوز دق الطبول والتظاهر، وليس نتركه، ولكن التقدم نحو العصيان المدني والحرب المفتوحة على جيوش الشيطان التي تستعد بكل قوتها وجبروتها الذي أرضعته من دم الشهداء وثروة أجدادنا الذين عبّدوا الطريق لذريتهم ليحملوا رسالتهم السامية للإنسانية والعدل، الأمانة التي عرضها الله تعالى وحملها الإنسان ولا يريدون أن يكونوا جهلاء ظالمين.
إن الحرب الذي يشنها القتلة والمغتصبون وأساطين الفساد والدجل والضلال، يظنّون بها أنها حرب استنزاف ستبيد هذا الجيل السامي الصاعد من الأبناء والبنات، لكنهم خُسئوا فهم لا يدركون أن هؤلاء عبارة عن أربعين مليون جندي لا تكسره ولا تغريه فتنهم، وأربعون مليون عقلٍ حرٍ وضميرٍ نظيفٍ من الوهم والظلام، وهم طلائع الأجيال الجديدة للنظام العالمي الجديد الذي سيكون قد تجاوز الأطماع الحيوانية والأوهام الظلامية.
هذه المقالة مترجمة إلى الإنجليزية في الرابط أدناه في الغد أو بعده:
This essay is translated into English, to view in a day or so @
https://sudaneseonline.com/board/15-news%20article%20on%20sudan.htm

izcorpizcorp@yahoo.co.uk

 

آراء