أولياء الدم !!

 


 

بشير اربجي
30 October, 2022

 

أصحي ياترس -
ربما أكون من ضمن آخرين قد دخلت في نقاشات وحوارات كثيرة مع بعض أسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، أمثال الأستاذ الصادق سمل والأستاذة إيمان إسماعيل والدة الشهيد قصي حمدتو والأستاذ ميرغني كرار عم الشهيد مآب، وكثيرون جدا من أسر الشهداء بخصوص العدالة للشهداء وحق الأسر في القصاص من قتلة أبنائهم الثوار السلميين الباحثين عن الحرية والسلام والعدالة، وكانت دائما أحاديثهم أنهم لا يمانعون فى العفو عن قاتلي أبنائهم فى ظل مصالحة وطنية شاملة تذهب بالبلاد لتحقيق أهداف الشهداء أنفسهم، لكنهم وأنا وأعتقد أن كل الشعب السوداني عدا قلة قليلة يتساءلون عمن الذي ستقوم أسر الشهداء بالعفو والصفح عنه، ومن الذي يمتلك شجاعة للإعتراف أولا بأنه قتل هؤلاء الشباب الأخيار ليطلب بعد ذلك العفو من أولياء الدم، لكن لا أحد من القتلة سوف يعترف على نفسه بذلك طالما أن نائب قائد الإنقلاب قال في خطاب على الهواء لن نسلم السلطة وهناك من (يسن لنا في السكاكين)،
وهو بالتأكيد إعتراف ضمني بإرتكاب الجريمة لكنهم دوما يسندونها لطرف ثالث كما ظل يصرح برهان وحميدتي وعسكرييهم وقوات شرطتهم التي يتم تحفيزها من قبلهم كلما أعملت قتلا بالثوار، ورغم أن قضية العدالة للضحايا أهم مما سواها فى أي تسوية قادمة أو خروج للعسكر عن السلطة نهائيا، لكن لا الثلاثية الدولية ولا الحرية والتغيير ولا العسكر أنفسهم يلقون لها بالا، بل إنهم يتجاوزون ذلك لوضع المتهمين في مجلس الأمن والدفاع المقترح والإبقاء على الدعم السريع كقوات منفصلة عن الجيش، وهو أمر لا يملك جميع المفاوضون الحق فى اقتراحه حتى فهذه الدماء التى لها أولياء معروفون تمثلهم منظمة أسر شهداء ثورة ديسمبر المجيدة، والتى أصدرت أمس الأول تصريحا صحفيا واضحا ولا لبس فيه قالت أنها لن تقبل أي تسوية يتم فيها العفو عن قتلة أبنائهم.
وليت من يفاوضون الآن ونيابة عن الشعب السوداني دون تفويض يعلموا ذلك الأمر جيدا، ويضعوا في إعتبارهم أنهم سيصطدمون بأسر الشهداء إن هم تجاوزوهم فى مثل هذا التفاوض، والبيان كذلك يوضح للبرهان ومجموعته الإنقلابية أن العفو عنهم لا يمتلكه المجتمع الدولي ولا القوى التي تفاوضهم، وإن أرادوه عليهم الذهاب إلى أسر الشهداء والتذلل لهم وطلب العفو منهم، فلا أحد سيسمح بأن يقوم آخر بالعفو عن دم إبنه ولن تكون هذه الدماء معروضة في مزاد التسويات الرخيص، فهي دماء غالية جدا ويقف عليها أوليائها بكل صبر وجلد ولن يسمحوا لكائن من كان بأن يدخلها فى تسوية من أجل كرسي السلطة.
الجريدة

 

آراء