إلى امرأة بدلتني ثياب وجد بالية جلباب نور

 


 

 


عكس الريح


moizbakhiet@yahoo.com



كم هو رائع هذا الوطن العظيم حين يمنحك في أقصى حالات الضيق زهوراً وأشياءً للتذكار، وحين يبقى رائعاً بالرائعين فيه وبحوائه التي تولد كل يوم مثل صباح جديد بعد ليل مضرج ببعض التعساء الذين تحطهم الأقدار في طريقك وأنت تحسبهم مبدعين قبل أن تكتشف كذبهم، فما بين أن يكذب المرء وبين الإبداع برزخ لا يحد، ولحسن الحظ وقبل أن يذهبوا في سبيلهم غير مأسوف عليهم كان للشعر نبض جديد يملأ النفس عبقاً بنكهة الوطن وطعم الإلفة ورونق العذوبة. 

في بهو سحرك يا جميلة
قال الرواة وكذبوا
في وصف سحرك يا جميلةْ..
كل القصائد والحدائق والمعاني قاصرات
واللغات جميعها في نظم شعرك مستحيلةْ
كذب الرواة وقصروا فيما رووا
فالحسن فيك مقدس
والنور يجري سلسبيلهْ
من كل آفاق الفضاء تساقطت
فيك النجوم ولم تعد للشمس حيلة
أن تلتقيك على رحاب الفجر تيهاً
أن تنام على حرير الكف حيناً
ثم تغفو في اتكاء بين أحلام طويلة
ظل النهار بوجنتيك مقيد
والضوء يفتقد الوسيلة
والنيل يجري في دمائك مترعاً
بالبوح يبحث في الشواطيء عن نخيلهْ
قال الرواة ولم يكن في قولهم
إلا حبيبات الأماني ثم أبعاد قليلة
لم تستطع أن تعتلي بهو المحاسن
في رحابك والهوى في بحرك الفياض
لم يُطفأ غليله
كيف الهروب إليك من شبق القوافي
كيف أحزم دمعتي في مقلة الاحساس وجداً
كيف لي أن استظل على رحيله
يا أنضر الأغصان في حقل العبير
يحفه وهج الضحى والزهو والآيات
والنهر المبارك والمدارك
لم تزل تهوى مقيلهْ
بك من جلال الفتح أبهى مقصد
بك من خصال النور لمحات جليلة
حتى الصحارى في دروبك
زاهيات بالشذى
برذاذ عطرك والرؤى
والطيب والسحب البليلة
يا طفلة الأقمار كيف تكونت
فيك الأماسي والسهى
والبرق والآفاق والدرر الأصيلة
يا لوحة عليا يمجد حسنها قلبي
ويسكن حبها في كل أفئدة القبيلة
قالت أنا من خيرتك بأن تجيء مكبلاً
بالعشق أو تمضي وحيداً متعباً
بالصمت والصبر الذي لم يرتكب
إثم الهوى والصبر لا يدرك وبيلهْ
قلت احمليني في هوائك ذرة
واستنشقيني في دواخلك النبيلة
قالت سألتك بالذي سواك
لا تطرق ببابي ثم تهرع راحلاً
فالشوق لا يرحم قتيله
أواه يا من فجرت فينا الحياة
وألهمت طوق الأماني
ظللت بوابة الإيمان بالمقل الكحيلة
يبقى التُقى في مشرقيك معزة
يا أصدق الكلمات في نبض الخواطر
حين يسكبها النوى
والتوق أوثر أن أطيله
للقاك في كنف المواسم
والثريات العلية والمواقيت الأصيلة
كل الورود مخضبات بالندى
في ساعديك وكل سنبلة يراود حلمها
همس اشتياقك وهلة
فلعلها تبقى خليلة
لك في انسياب النهر
يا زهو المشارق يا حنينا ضمني
في لحظة سكرى وهاجر في دمي
وبداخلى لا زال يبحث عن سبيله. .

مدخل للخروج:
يا مرحى بامرأة بدلتني ثياب وجد بالية جلباب نور.. ووداعاً يا امرأة كاذبة..

 

آراء