احتفاء بذكري الوفاه والميلاد: معاوية نور اهم رمز أو شخصية ثقافية في تاريخ السودان المعاصر؟

 


 

 

من الاراء الشائعة حول معاويه قلة اهتمامه بالشئون السودانية. د. عبد الله حمدنا لله يشرح الامر علي النحو التالي : "علي سعة إطلاعه النقدي علي الثقافة الانجليزية، معاويه محدود الاطلاع علي الثقافة العربية الادبية والحياة السودانيه ، بينما اندمج كلية في الحياة الثقافية والادبية المصرية " .صحة الاعتقاد حول الشئون السودانية الذي تشهد عليه مجمل كتابات معاويه لايقلل منها مايرد في بعضها من إدانة للسياسات الاستعمارية واهتمام ببعض نواحي الحياه السودانيه لانها بالفعل محدودة للغاية بالمقارنة لانتاجه الادبي والفكري الثر كما وكيفا .
مع التسليم بصحة التفسير حول ضآلة اهتمام معاوية بالشان السوداني، فأن هناك مدخلا لتحفظ مؤداه إن المجالين المصري والسوداني كانا متقاربين الى درجة التطابق تقريبا في ما يتعلق بالثقافه العالمه،حسب المصطلح المغاربي الذي يميزها عن الشعبيه او التقليديه، خلال العقدين الثاني و الثالث حتي منتصف الرابع تقريبا. بالنسبة لبواكير المتعلمين السودانيين وقتها نافذة السودان الرئيسية الى عالم الثقافة والفكر كانت المصرية بحكم عاملي وحدة اللغة والتكوين الثقافي ،المفقودان في النافذة البريطانية، مختلطا بتطلعهم الى جوانب كثيرة من نمط الحياة المدينية في مصر عموما. بهذا المعني السودان كان متلقيا أكثر منه فاعلا باستثناء معاويه فهو،الى ذلك، استثناء محدود إذ تبلغ فيه خصوصية الظروف التي تحفظ للقاعدة العامة صحتها درجتها القصوي نظرا لقصر فترة حياة معاويه المنتجة التي لاتتجاوز بضع سنوات.
استطرادا يجدر الانتباه الى أن اندماج معاويه شبه الكلي في المجال المصري لم يكن خيارا ذاتيا وإنما مفروضا بحكم أن الفضاء الثقافي والفكري السوداني كان أضيق كثيراً من ان يتسع لمحصوله المهول في هذا المجال وحاجته الملحة للاستزادة منه علي الدوام وتعميقه بالتفاعل، توافقا واختلافا، مع أجواء وشخصيات من نفس مستواه، سواء مباشرة في حلقات نقاش أوفي مجلات وصحف .
هذا مع ملاحظة أن عدم اهتمام معاويه بالعمل السياسي يكشف عن وجه إيجابي إعتمادا علي أن اهتماماته الثقافية شكلت نموذجا لكيفية إصلاح السياسة ،مفاهيما وممارسة، بالنظر للظروف التاريخية التي جعلت السياسة عندنا منزوعة الدسم ثقافيا، تُعتبران تعزيزا لحجة جدل ممكن مؤداه اعتباره أهم رمز او شخصية ثقافية في تاريخ السودان المعاصر ، علي الاقل، بالامكان. هناك المستوي الاستثنائي لاستيعابه للحصيلة الادبية والفكرية والفلسفيه الحديثة المتوفرة حينذاك باللغتين العربية ( كما يدل نقد اعمال شوقي والاخرين) والانجليزية ( ومن خلالهما الفرنسية والروسية وغيرهما ) وهضمها بمستوي أّهله لاتخاذ موقف نقدي منها الذي يعتبر في حد ذاته انتاجا خاصا بالاضافة الى انتاجه الخاص بالمعني المباشر للمصطلح باللغتين العربية والانجليزيه .. في هذا مايؤكد انه لو امتد به العمر واتسعت الساحة الثقافية السودانية بنسبة اكبر قليلا مما توفر له وقتها، لنهض قامة في الساحة السودانية تتجاوز مجايليها بمراحل . يعني هذا إن ماتمكن من انجازه فعلا في نطاق المحددات يبقي حيا بعد وفاته بمراحل أيضا، في الحد الادني كمادة لتطوير النقاشات بين مثقفي الامس الاقرب واليوم وغدا ،كما يصلح كأساس قوي للبناء عليه وتسليط الاضواء علي صاحبه بمستوي يضارع اهميته الخاصة ليغدو ملهما للاجيال اللاحقة ونموذجا للاقتداء .
هذه الفقرات جزء من كتاب بعنوان ( رواد التنوير/ العقلانية في السودان : بابكر بدري، حسين الخليفه شريف ومعاويه نور) يصدر قريبا. الى ان يحين يوم يصبح فيه ضمن أجندة النشاط الثقافي والفكري الاحتفاء سنويا بذكراهم جميعا، تجدر الافادة بأنه منذ صدور الدعوه للاحتفاء بالذكري الثمانين لوفاة معاويه نور هذا العام وصلتني مجموعة من التجاوبات مباشرة بينما رصدتُ بعضها الاخر من المواقع الاسفيرية . بالنظر للاحداث الهامة التي شغلت الرأي العام خلال مايو ويونيو إثر موكبي تجديد الزخم الثوري، تقديري إن مستوي التجاوب معقول خاصة وان قائمة التجاوبات ، كما سيلاحظ أدناه مع حفظ الالقاب، تضم عددا من الشخصيات البارزة في حياتنا الثقافية والسياسية ويؤمل لذلك أن تترتب عليه خطوات عملية في وقت قريب . تحفيز : يمكن تطويرالمقترح ليصبح الاحتفاء مزدوجا بالذكري ال80 للوفاه وال111 للميلاد أيضا، طالما إن تفاصيل تاريخ ميلاد معاويه، كما هو الحال بالنسبة للوفاه، غير معروف بالشهر واليوم .. وفي غياب مايرجح اختيار توقيت معين ربما يكون آخر ايام منتصف العام (30 يونيو2021) مناسبا.
( 1 ) حيدر ابرهيم.. مع عرض بتخصيص عدد من مجلة "مركز الدراسات السودانية"
( 2 ) عبد الله علي ابراهيم تنويه بالدعوه ومناقشة لبعض آراء معاويه في مقالين
( 3 ) كمال الجزولي تنويه بالدعوه ومقترح حول الجهة الملائمه للاحتفال : مركز الدراسات السودانية أو مركز الخاتم عدلان للاستناره والتنمية البشرية، بالنظر لظروف اتحاد الكتاب السودانيين حاليا.
( 4 ) ياسر عرمان تنويه بالدعوة واهمية معاويه
( 5 ) وكالة السودان للانباء توزيع الخبر في نشرة 28 ابريل 2021
( 6 ) نادر السماني ( سكرتيراتحاد الكتاب )
( 7 ) تاج السر عثمان تنويه بالدعوه ونشر بحثه حول كتابات معاويه الفلسفيه
( 8 ) محمد جمال الدين ( هولندا )
مقالات نشرت بعد صدور الدعوه
(1) 7 مايو 21 ( سودانايل ) : عبد المنعم عجب الفيا دراسة حول سبق معاويه الزمني فيما يتعلق بالمفهوم الادبي حول جماليات او شعرية المكان
(2 ) 18 مايو ( مجلة مداميك الالكترونية ) عادل حسن ابراهيم مقالان بتاريخ 3 و 16 مايو مع تنويه بأهمية الاحتفاء
( 3 ) 14 و 6 مايو21( الراكوبه ) الفاتح ابراهيم احمد مقالان مع إشاره للمناسبه

alsawi99@hotmail.com

 

آراء