احتفالا بالذكرى الثامنة والثلاثين حول تقديم الحزب د. النعيم كمحتفل

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم

(مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ)

مدخل:

سيكون، بعون الله، ضمن احتفالي بالذكرى، العمل على المزيد من الكشف، لعداوة د. النعيم المبالغ فيها للفكرة.. ومع هذا العداوة، والتشويه المبالغ فيه، هاهو د. النعيم يقدم كأحد المحتفلين بذكرى الاستاذ!! وهو امر له ما بعده.. فلماذا يحتفل د. النعيم بذكرى الاستاذ، ولماذا يقوم المركز بتقديمه رغم كل ما قام به، ويقوم به، من عمل عدائي لشخص الاستاذ، وتشويه لدعوته، لابد ان يكون في الأمر سر..

وأنا سأدخل على الحديث، من خلال مدخل موجز، عن: لماذا نحتفل بالذكرى؟ وكيف نحتفل؟
للجمهوريين، مبدأ اساسي في السلوك، هو: ادخال الفكر في العمل.. فأي عمل لا يدخل فيه الفكر، يصبح جسدا بلا روح، لا قيمة له.. وأرجو أن لا يكون عملنا في الاحتفال بذكرى الأستاذ هو مجرد اتباع للعادة، في احتفال الناس بذكرى عظمائهم، بالصورة التي تجري الآن.. فالاحتفالات بالذكرى اصبح مجرد عمل روتيني، تذكر فيه مناقب المحتفل به، والاعمال الجليلة التي قدمها للناس.. ثم ينصرف المحتفلون دون حدوث اي جديد في حياتهم.. فحتى الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف، اصبح عملا تحكمه العادة، ولا يخرج من القوالب التقليدية التي وضعت له قبل مئات السنين.

احتفالنا نحن الجمهوريين، ليس احتفالا بالماضي فحسب، وانما هو قبل ذلك وفوق ذلك احتفال بالمستقبل.. ليس احتفالا بما كان، وانما هو احتفال بما سيكون؟! واعداد لنفوسنا لتلقي ما سيكون من امر البشارة العظيمة!! وهذا الاعداد لنفوسنا هو جوهر الاحتفال، والغاية الاساسية منه.. والاحتفال، يكون احتفالا، بقدر تحقيقه لهذه الغاية، والا فلا!!
الاحتفال عندنا ، ينبغي أن يكون تجديدا للعهد، بتجويد عملنا الأساسي، الذي قامت عليه علاقتنا منذ البداية بالأستاذ محمود.. فقد دعانا الأستاذ محمود الى (طريق محمد) صلى الله عليه وسلم فاستجبنا، كل بقدر توفيق الله له، وبقدر عزمه..

وهذه الاستجابة للعمل في الطريق، ينبغي ان تكون استجابة متجددة، نامية، ومتطورة، والا فلا وقوف في العمل في السلوك الديني.. احتفالنا هو اساسا تجديد للعزم والتزام الطريق، والوفاء بالعهد الذي قطعناه على انفسنا، والنمو والتسامي في مجاله.. الاحتفال عمل فردي في المكان الاول.. وحتى عندما يتم بصورة جماعية، فالفردية هي الأساس.. والافراد في ذلك يتفاوتون تفاوتا هائلا.. واساس التفاوت هو التفاوت في المقدرة على ادخال الفكر في العمل.. وهذا الادخال بدايته واساسه النية الصالحة، في أن يكون العمل خالصا لوجه الله.. وهذا هو المحك الاساسي.. ومن الناس من تكون نيته صالحة، ويعمل على تمحيصها، وتعديد وجوهها.. ومن الناس من تكون نيته طالحة، والعياذ بالله، فلا يجد من ثمرات العمل الا ما يناسب نيته..

هذا من الوجه الفردي، الوجه الاساسي، اما من الوجه الجماعي، فالعمل يقوم على توصيل الخير للآخرين، وحمل البشارة اليهم.. فنحن نجزم، ان الخير، كل الخير في أصول القرآن.. والسبيل الوحيد إلى هذه الأصول هو حياة المعصوم.. فينبغي علينا ان نوصل الى الآخرين هذا الفهم، وندعوهم اليه، ونبين لهم وجوهه المختلفة من حيث: التسامي في القيم الرفيعة لتحقيق مكارم الأخلاق، وتحقيق إنسانية الانسان، وهذا أمر السبيل الوحيد إليه هو منهاج الطريق.. ثم هنالك الأساس الديني للدعوة، وتفاصيل تنظيمها للمجتمع في جميع مجالاته: السياسية، والإقتصادية، والإجتماعية، مع كل ما يتعلق بذلك من تفاصيل.. بإختصار توصيل الفكرة إلى الناس بالوضوح الذي به تكون مقنعة.. هذا مع مراعاة كل إعتبارات الواقع: واقع الفرد الجمهوري، وواقع المجتمع السوداني، وواقع المجتمع العالمي، كل ذلك في إطار حكم الوقت، والمعرفة الدقيقة بحاجة الناس وتطلعاتهم، مع الإلمام الصالح بواقع الحضارة السائدة، وواقع مشكلاتها، وكمالاتها، وعجزها وقصورها عن الإستجابة لتحديات العصر، التي تتلخص في تحقيق السلام-السلام الفردي والسلام الجماعي.. مع المقدرة على المقارنة بين الفكرة، والحضارة السائدة بالصورة التي تظهر، ظهوراً واضحاً، تفوق الفكرة على الحضارة في حل مشكلات الإنسان المعاصر.. إلى جانب كل ذلك نحن دعاةُ للبشارة، التي أظلنا عهدها، وأكتملت جميع أشراطها الظاهرة ولم يبق إلا الإذن الإلهي بها، وهذا ما نبشر به.. إننا على يقين أن دولة الإسلام وشيكة.. وهي دولة تتحقق فيها خُلاصة القيم التي ظلت الحياة تعمل لها منذ فجر الحياة، وقبل ظهور البشر.. نحن أصحاب البشارة (باليوم الآخر) وتحقيق جنة الأرض في الأرض، وسيادة السلام في جميع البيئة، وعندنا هذا أمر حتمي وقد أظل تماماً.. نحن المبشرون بعهد الإنسان، يدال له من عهد الحيوان الذي ظلت البشرية تردح فيه إلى اليوم.. وهذا الإنسان هو فينا، نحققه بالتخلص من حيوانيتنا، وهذا التخلص ليس منه بد، أردنا أو لم نرد.. فمن أجل ذلك ينبغي أن يعمل العاملون، ويعدوا أوانيهم للتلقي، من أكبر نفحة يشهدها الوجود- نفحة المسيح المحمدي.. الإنسان قينا!! يظهره القرآن!! ولا سبيل إليه إلا سبيل القرآن.. من أجل ذلك جاء إهداء كتاب القرآن هكذا:
إلى الذي ظلت البشرية تنتظره
وتترقب ظهوره..
إلى الإنسان!!
ثم إلى الرجال والنسوان
هل تحلمون به؟؟
إنه فيكم!!
يظهره القرآن..

هذا هو الإحتفال.. وإلا فلا.. نحن لا نقدم شيئاً للأستاذ.. إنما هي أنفسنا.. "مَّنْ عَمِلَ صَالِحًا فَلِنَفْسِهِ ۖ وَمَنْ أَسَاءَ فَعَلَيْهَا ۗ وَمَا رَبُّكَ بِظَلَّامٍ لِّلْعَبِيدِ" ويا خيبة من أساء.. ودكتور النعيم ممن أساء!! وهذا ما سيتم بيانه بصورة وافية، خدمةً للحق، وتطهيراً له من الشوائب وخدمة لدكتور النعيم، ومن هم على شاكلته ومن هو متبعٌ له..
سبيل هؤلاء الذي لا سبيل غيره هو الرجوع إلى الله، وفق شروط الرجوع.. ومن أراد أن يخدع الله، فهو خادعه.

يتبع

* رفاعة
في 18 يناير 2023م

 

آراء