( 1 )
نغمة جديدة بدات تسود الاوساط الرسمية مفادها ان هجرة السودانيين للعمل بالخارج عمل في منتهى الايجابية وعلى الدولة وضع السياسيات التي تشجعها لابل وضع استراتيجية تجعل السودان المصدر الاول للكفاء ت البشرية في الاقليم .بينما الاصوب في تقديرنا النظر للهجرة كحل فردي تتجرعه البلاد كما تتجرع العلقم بحثا عن التعافي فهو كما نقول بالعامية خيار ام خير لاهو خير ولاالموت اخير فالبلاد تفقد بالهجرة اهم مصادرقواها ليس للتنمية والتطور انما لاخراجها من تخلفها . لقد اجتمع ضرران على البلاد تخلف وضيق في الطاقة الاستيعابية في كل شئ فضاقت باهلها وكفاءتها فاخذت بالضرر الاخف وهو التضحية بخيرة بنيها فاصبحت كمن يبيع جزء من جسمه لمصلحة بقية الاجزاء مع انها في اشدة الحاجة له . فالذين ينظرون لتحويلات المغتربين فقط دون النظر للاضرار الاخرى الواقعة على البلاد والعباد بمافيهم المهاجرين انفسهم لايقيمون الظاهرة تقييما موضوعيا
(2 )
اعلى معدل هجرة شهدته بلادنا كان في السنتين الاخريتين لابل في الستة اشهر الاخيرة وقوام هذة هم الاطباء واساتذة الجامعات مع ملاحظة ان الدول التي استقطبت هؤلاء وغيرهم متقدمة على السودان وبكثير في مجال الخدمات الطبية وجامعتها متقدمة على الجامعات السودانية في التصنيف العالمي للجامعات ومع ذلك تريد ان تصل الي مؤشرات التنمية البشرية العالمية التي تحدد نسب معينة للاطباء في مقابل السكان ونسب معينة للاساتذة في مقابل الطلاب فاذن هذة الدول تسير نحو الكمال النسبي بينما نحن نتراجع عنه وبفعل ذات الهجرة لدرجة ان السودان اصبح يصنف من الدول التي تعاني نقصا مريعا في الكوادر الطبية مع دول ليس فيها ولاكلية طب واحدة بينما السودان فيه قرابة الثلاثين كلية طب !!!
(3 )
طالما ان الهجرة اصحبت قدرا مقدورا وليس خيارا للسودان فلابد من تظيمها ووضع ضوابط لها لتقليل اضرارها بقدر الامكان فمثلا لابد من توزيع المهاجرين على اكبر قدر من الدول المستقطبة حتى اذا استغنت اي واحدة منها عن العمالة السودانية فجاة ولاي سبب من الاسباب لاتسبب ازمة للبلاد والمهاجر . التعاقد مع الدول مباشرة بعيدا عن الوكالات الابتزازية , العمل على ان تكون الهجرة عن طريق الاعارة بدلا من العقودات الفردية . تقديم خدمات للمهاجرين تخفف من المضار الاجتماعية للهجرة وهكذا
(4 )
اساتذة الجامعات يبنغي ان يكون اغترابهم خط احمر وعلى الدولة تحسين اوضاعهم او تنظيم هجرتهم عن طريق الاعارة لانهم هم الذين يخرجون الكوادر لسوق العمل الداخلي والخارجي فاذا انهارت الجامعات لن نجد حتى الكوادر التي تتطلبها الهجرة نفسها ان اساتذة الجامعات مدخل من مدخلات الانتاج وبهذة المناسبة يلاحظ ان بلادنا تصدر البرسيم بدلا من التركيز على تصدير اللحوم المذبوحة او حتى الحية ان تصدير البرسيم عبارة عن تصدير للارض بمائها وملحها وحديدها فهل يبيع الانسان ارضه لبهائم قادمة من امريكا الجنوبية ثم يستورد اللبن البودرة . ما ابعد الشقة بين الدولة الفالحة التي تبيع منتجاتها والدول الخائبة التي تبيع نفسها اي عناصر انتاجها
(5 )
يشكر مركز السودان لدراسات الهجرة والتنمية والسكان التابع لجهاز تنظيم شئون السودانيين العاملين بالخارج لجعل موضوع الهجرة قضية راى عام كما حدث في ورشة يوم الثلاثاء الاول من امس الطوييييييييييييييلة
(ب )
وعن العلاج نحكي
يبدو ان الاطباء عامة والجراحين خاصة بقيادة المستر محمد عبد الرازق كانوا على حق عندما اعترضوا على ايلولة مستشفى الخرطوم التعليمي وكبريات مستشفيات العاصمة المثلثة الاخرى الي وزارة الصحة الولائية بعد ان كانت تابعة لوزارة الصحة الاتحادية فكما يقال البيان بالعمل فحالة تلك المستشفيات بعد الايلولة اصبحت متردية بعد ان كانت في تطور لابل وانتعاش ومن خلال تجارب خاصة يمكنني ان اجزم بان طوارئ مستشفى الخرطوم قد تراجعت بصورة مريعة بعد ان كادت تصل الي معدلات قياسية في حسن الاداء حيث كانت تقسم الحالات الي حارة وباردة وكانت الدولة تتكفل بعلاج كل الحالات الحارة مجانا اما اليوم فلاحارة ولاباردة ولاحتى دافئة فحتى الشاش الطبي احيانا على المريض شراؤه
لن نستبعد اطلاقا ان الايلولة القصد منها التصفية لمصلحة القطاع الطبي الخاص فما حدث لمستشفى جعفر ابنعوف ثم الاعلان لبقية المستشفيات المكونة لشارع الحوادث بان تبل راسها ينم على على ذلك اما القول ان المراد هو ان تطوير هذة المستشفيات ونقل وظائفها للاطراف لكي تكون بالقرب من المواطن فانه يمكن ان يندرج في قولة الحق الذي اريد به باطل لانه لايمكن ان تفكك العامرة قبل ان تقوم بانشاء البديل ثم ان زحمة منطقة الحوادث لن تنتهي على الطلاق لان العيادات والمستشفيات الخاصة قد تحلقت حولها وزحمة العربات المشار اليها سببها الذين يرتادون العيادات الخاصة والمستشفيات الخاصة وليس الذين يترددون على المستشفيات العامة
ماتقدم كله كوم ثم ارتفاع اسعار الدواء كوم اخر فارتباط الدواء بسعر الدولار فيه استخاف بحياة المواطن فاذا لم توفر الدولة الدولار للدواء فلاي شئ اخر يمكن ان توفره ؟ من غير المعقول ان يذهب المواطن لشراء حبوب الضغط اوالسكري ليجد ان سعرها قد تضاعف ثم ترمى اللائمة على اصحاب الصيدليات وتجار الدواء والذين بدورهم يقولون ان الحكومة لم تدعم دولار الدواء ولايمكن ان يعملوا بالخسارة . لقد سمعت الدكتور ياسر ميرغني رئيس جمعية حماية المستهلك وهو بالمناسبة صيدلي يعرف كل شئ عن الدواء يقول ان اسعار الدواء اصبجت فوق طاقة المستهلك طبعا المقصود هنا المريض . هل هذا يفسر لنا لجؤ المواطنين للطب البديل من اعشاب وبخرات والذي منه ؟
التامين الصحي مع انه من حيث الفكرة لاخلاف عليه ولكن مع التضخم وعدم دعمه اصبحت مظلته متدنية جدا وبهذة الطريقة الجنونية التي ترتفع بها اسعار الدواء سوف تخرج كل الادوية من مظلة التامين الصحي بما في ذلك البندول والاسبرين ولكم الله يامرضى بلادي وكان الفيكم ما مكفيكم . حكومة ولاية الخرطوم ممثلة في وزارة الصحة يبدو انها امتصت الهجمة الاعلامية التي قوبل بها السيد الوزير ساعة التعيين وبدات هجمة مضادة قوية ومركزة سوف تنتج عنها اهداف تمزق شباك كل مستشفيات الدولة الخدمية و التعليمية العريقة ولن نجد لها اثرا بعد ذلك الا في اغنية الكاشف (حبيبي اه , قلبي تاه , في يوم الزيارة )
(ج )
ويسالونك عن السدود
الي روح الراحل /ابو هندسة الرى في السودان /صغيرون الزين صغيرون
(1 )
السدود والخزانات او بالاحرى الخزانات التي تقام لها السدود فالتلازم بينهما جعلهما ليس تواما سياميا بل شيئا واحدا وعلاوة عليهما الكبري فهذة الباقة من المنشات من اهم واخطر ادوات التنمية فكيف لا وتحويل مجرى مياه النهر لاستزراع ملايين الافدنة ثم انتاج الكهرباء وكبري طويل وعريض انها اكبر عملية ترويض للطبيعة لخدمة الانسان وبالطبع لابد لمعاكسة الطبيعة من اثار جانبية وان شئت الدقة قل اعراض لابل امراض جانبية فهناك اضرارا انسانية وبيئة من تلك الحزمة التنموية وليس في ذلك تناقضا لانه لايوجد في الدنيا شئ كامل حتى الدواء الذي يتعالج به الانسان من المرض يتسبب في مضاعافات جانبية فالعبقرية الانسانية تتجلى في تعظيم الايجابيات الي اقصى درجة وتقليل السلبيات الي ادنى درجة
(2 )
نحن في السودان لسنا في حاجة لمن يجادلنا في اهمية الخزانات فخزان سنار 1925 وحده يقطع لسان كل من يتكلم عن اهمية الخزانات ولكننا في نفس الوقت تضررنا كسودانيين من السد العالي 1959 الذي نقل مصر من العصور الوسطى الي القرن العشرين ثم انجزنا خزان الرصيرص وخزان خشم القربة في ستينات القرن الماضي ثم صمنا عن الخزانات الي سد مروي قبل عامين . ياربي لماذا سد مروي وليس خزان مروي ؟ ثم جاءت التعلية للرصيرص وفي الطريق خزان ستيت واعالي عطبرة لانقاذ خشم القربة الذي قتله الطمئ وهناك خزانات او سدود اجهضت ومازلت حبرا على ورقة مثل كجبار والشريك فلماذا حدث لهما ما حدث ؟
(3 )
الوزير اسامة عبد الله الممسك بملف السدود والخزانات والكهرباء من وزاء الانقاذ السيوبر هذا الوزير ترك الصمت والقطيعة مع اجهزة الاعلام انفكت عقدة لسانه وتحدث كثيرا بعد انجاز تعلية الرصيرص وكشف عن معلومات وافكار في غاية الاهمية بينما ذات الوزير استعصم بالصمت مع افتتاح سد مروي رغم ان تكلفة مروي كانت الاعلى ورغم ان مروي كانت تاسيسا من نقطة الصفر بينما التعلية اكمال لموجود اصلا في تقديري ان هذا لايرجع الي ان التعلية اكثر اهمية واكثر فائدة وكان يجب ان تكون لها الاولوية فمروي هي الاخرى لايمكن التقليل من شانها فهي مشروع مطروح قبل عشرات السنين ولكن الفرق ان مروي صاحبتها اخطاء ادارية في التعامل مع المتضررين تولدت عنهااشكالات جعلت مناسبة افتتاحها موجعة للبعض ويبدو ان الوزير استفاد من درس مروي فجاءت التعلية غامرة لكل قلب بالفرحة
(4 )
مستفيدين من درسي مروي والتعلية يمكن فتح ملف كجبار والشريك فالتنمية يمكن ان تاتي من اسفل اي من الاهالي ويمكن ان تاتي من اعلى اي من الدولة ففي حالة كجبار والشريك يمكن ان تاتي من اسفل فاليجمع الاهالي امرهم فاذا راوا ان في السد فائدة تنموية لهم (حتما موجودة) يمكنهم ان يضعوا تصورا لكيفية عودة الفائدة لهم وكيفية جبر الضرر و يتفاهموا مع الحكومة فالتكن الحكومة الشريك الاصغر رغم انها الممول الاكبر فالنتيجة في النهاية واحدة
(5 )
سد الالفية الاثيوبي تغيرت اللهجة السودانية حوله فبعد ان كانت معادية اصبحت مهادنة لابل ودية وتشكر اثيوبيا في انها انتهجت مع السودان نهجا تفاوضيا عقلانيا فالسدود في اثيوبيا ليست شرا مطلقا ويمكن ان تكون في مصلحتنا بدليل سد تكزي الذي خفف الاطماء عن القربة عليه لابد للسودان من اعادة فهم عنتبي الاطارية فنهرالنيل سليل الفراديس لايمكن ان يكون مؤذيا للسودان
عبد اللطيف البوني [aalbony@gmail.com]