اسرائيل فى السودان اللعب على المكشوف

 


 

 

تاريخيا تعد العلاقات السودانية الاسرائيلية فى السودان من المسائل الغامضة والمسكوت عنها فى تاريخ السياسة السودانية على الرقم من ان الدولة السودانية ليست من دول المواجهة مع الكيان الاسرائيلى ولكن نجد ان الكيان الاسرائيلى يسعى منذ خمسينيات القرن السابق لايجاد موطى قدم له فى الدولة السودانية لاعتبارات عديدة فاسرائيل لاتنسى موتمر القمة العربية الرابع والذى عقد بالعاصمة الخرطوم فى العام 1967م فى اعقاب ماعرف انذاك بالنكسة والتى خرجت باللاءات الثلاث لااعتراف ولاصلح ولاتفاوض فسعى الكيان الاسرائيلى لاعتبارات سياسية واقتصادية للتقرب الى الدولة السودانية لفصلها عن محيطها العربى والاقليمى ووضعها فى موقف الحياد عبر ضغوطات اقتصادية وسياسية من خلال الموسسات الدولية وعبر المحاور الاقليمية والدولية كما يحدث الان فى اتفاقية ابراهام ومساعى التطبيع عبر الولايات المتحدة الامريكية عبر اتباع سياسة الجذرة والعصا.
موخرا تناولت وسائل الاعلام المقروءة والمسموعة والمرئية ووسائل التواصل الاجتماعى الزيارة المفاجئة التى قام وزير ووفد الخارجية الاسرائيلى إيلي كوهين الى السودان ولقاءه مع رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان بالقصر الجمهورى وخروج بيان من الخارجية السودانية موكدا فيه بان المباحثات تطرقت إلى تطوير علاقات البلدين في المجالات المختلفة خاصة الزراعة والطاقة والصحة والمياه والتعليم وهو اللقاء الذى اثار جدلا واسعا على المستوى المحلى والاقليمى والدولى بين منظمات المجتمع المدنى والاحزاب السياسية مابين موئد للخطوة ومعارض لها كل حسب دفوعاته واسبابه عليه فان الخطوة التى قام بها وزير الخارجية الاسرائيلى يمكن قراءتها وفقا لعدد من المتغيرات المحلية والاقليمية والدولية وهى:
1. التكالب الدولى وصراع المحاور الدولية والاقليمية باعتبار السودان معبر لدول حوض النيل ومنطقة البحر الاحمر والدول الافريقية ومايمثله السودان من اراضى زراعية مع توفر المياه والمعادن فى ظل الازمة الاقتصادية نتيجة للحرب الروسية الاكرانية وهى ازمة مرشحة للتاثير على كثير من دول العالم المدى الطويل .
2. عدم الاستقرار الداخلى والتشظى فى مكونات الدولة السودانية المدنية والعسكرية تمثل فى عدم وجود الموسسات التشريعية والتنفيذية التى تتخذ مثل هذه القرارات المصيرية واستقلال الفراغ الدستورى والقانونى على الرقم ماذكره البيان من ان التوقيع على التطبيع سيتم فى ظل الحكومة المدينة القادمة .
3. سعى الدولة السودانية للخروج من العزلة الدولية والتى تم فرضها ابان العهد السابق وماتمثله دولة اسرائيل من تاثير قوى من جماعات الضغط الصهيونية فى الولايات المتحدة الامريكية فى قراراتها الاقليمية والدولية خاصة فى منطقة الشرق الاوسط .
4. الحصول على قروض ومكاسب سياسية و اقتصادية وتنموية حال رفع اسم السودان من الدول الراعية للارهاب فى ظل ماتعانيه الدولة السودانية من ازمات اقتصادية وتنموية وهو ماتامل فيه الدولة السودانية بعد رفع السودان من قائمة الدول الراعية للارهاب عبر اقامة علاقات سياسية واقتصادية مع دول ذات تاثير فى السياسة الدولية كالدولة الاسرائيلية تحديدا.
5. الازمة الاقتصادية العالمية والتى تضرب العالم وسعى الدول على الانفتاح الاقتصادى والاستفادة من الفرص المتاحة للتعاون بينها دون التقيد بايدلوجيات وسياسات معينة لصالح شعوبها. .
6. اطمئنان الدولة الاسرائيلية بخمود حركات المقاومة الفلسطينية واستكانة الدول العربية فى معاداتها للوجود الاسرائيلى فى منطقة الشرق الاوسط نتيجة للخلافات بين الدول العربية فى نظرتها للقضية الفلسطينية .
7. تاثير المحاور الدولية و الاقليمية التى تكونت فى منطقة الشرق الاوسط على سياسات الدول دون وجود حواجز لسيادة تلك الدول واعتباراتها وخصوصياتها فى سياساتهاالداخلية والخارجية .

 

آراء