اصرار الجيش على السيطرة على الانتقال وتشكيل نتائج الانتخابات لصالح الاسلاميين هو مدعاة لتحريم الشراكة مع العسكر
د. عبد المنعم مختار
17 March, 2024
17 March, 2024
اصرار الجيش على السيطرة على الانتقال وتشكيل نتائج الانتخابات لصالح الاسلاميين هو مدعاة لتحريم الشراكة مع العسكر وبناء جيش بعقيدة جديدة واجتثاث الاسلام السياسي من ارض السودان
د. عبد المنعم مختار
استاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية
خلفية تاريخية: حلف سوار الدهب – الترابي
سيطر الجيش السوداني، المدمن على الحكم ، على الفترة الانتقالية اللاحقة لانتفاضة مارس-ابريل ١٩٨٥. وكان الهدف الرئيسي لتلك السيطرة هو الحفاظ على المكتسبات وحماية المصالح التي راكمها الجيش أثناء ١٦ عام من حكم الجيش بقيادة الجنرال النميري عبر التحكم في الانتقال وسياقات الانتخابات ونتائجها. كذلك سيطرت من خلف الجيش الجبهة الإسلامية القومية على تلك الفترة الانتقالية بوصف الجبهة هي الحزب الحاكم منذ ١٩٧٦ وتملك اكبر واقوى شبكة مصالح بل وعضوية قيادية داخل الجيش والشرطة والأمن والخدمة المدنية. وقد نتج عن حكم الجيش والجبهة الاسلامية القومية لذلك الانتقال استمرار قوانين سبتمبر في الشمال والحرب الأهلية في للجنوب واستغلال سدنة نظام مايو المباد ، اي الكيزان، نفوذهم في المجلس العسكري الانتقالي ووجودهم في مفاصل الدولة أثناء الانتقال لتشكيل نتائج الانتخابات. وكانت نتيجة انتخابات ١٩٨٦ حصول الجبهة الإسلامية القومية على ٥٥ مقعدا في البرلمان واعتبارها ثالث اقوى كتلة برلمانية بعد حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي.
الدرس المستفاد إذن هو أن قيادة الجيش للانتقال تجري غالبا بتحالف مستتر مع الحزب الحاكم للنظام البائد وتهدف للحفاظ على مصالح الجيش وهذا الحزب أثناء الانتقال وبعد الانتخابات.
الحاضر: حلف البرهان – كرتي
مؤخرا اقسم الفريق ياسر العطا ، مساعد القائد العام للجيش السوداني، ثلاثا بأن الجيش لن يسلم السلطة للمدنيين الا عقب انتخابات وان القائد العام ، الفريق أول عبد الفتاح البرهان, هو من سيحكم الفترة الانتقالية بمساندة الجيش وجهاز الأمن والشرطة. وأوصى العطا برعاية قوية للمستنفرين، مما يوحي بأنهم سيكونوا الغطاء المدني للانتقال وعملاء الجيش الذين ستشكل الانتخابات لصالحهم. ومن المعلوم أن أغلب المستنفرين كيزان من كتائب البراء وبقيادة علي كرتي، زعيم الحركة الإسلامية.
نحن نفتقد صرخة المرشح لرئاسة مجلس السيادة الانتقالي محمد سليمان الفكي، ان هبوا لحماية ثورتكم من انقلاب اكتوبر ٢٠٢١، أكثر اي من وقت مضى. اذا أن ما صرح به العطا هو محاولة قتل معلن للانتقال وللانتخابات. وان لم يتم الرد بحسم وعزم على ياسر العطا وكل الجيش والكيزان من خلفه، فلن ننتقل الا لشمولية انتقالية ثم لشمولية مدنية بغطاء انتخابي. وسيعاد انتاج حلف الجيش-الحزب الحاكم أثناء الانتقال وسيتم تشكيل الانتخابات لصالحهما.
ما العمل؟ تحريم الشراكة مع العسكر وبناء جيش بعقيدة جديدة واجتثاث الاسلام السياسي من ارض السودان
المطلوب في تقديري وعاجلا:
اولا: *إجازة تحالف تقدم لقرار من مؤسساتها برفض اي شكل من اشكال الشراكة مع جميع العسكريين*
ثانيا: *رفض تحالف تقدم لمشاركة جميع العسكريين في التفاوض حول أي أجندة غير عسكرية*
ثالثا: *شن حملة إعلامية شرسة ضد ما صرح به مساعد القائد العام ياسر العطا ومحاصرة البرهان وكل قيادات الجيش لتوضيح موقفهم من هذه التصريحات*
رابعا: *بناء جيش بعقيدة جديدة يستوعب افضل ما في الجيش القديم مع دمج افضل من في قوات الدعم السريع والحركات المسلحة فيه ومراعاة التوازن المجتمعي في تشكيل قيادته وقواعده*
خامسا:*وضع خطة معلنة لاجتثاث الاسلام السياسي من ارض السودان فما عادت إزالة التمكين كافية*
moniem.mukhtar@googlemail.com
د. عبد المنعم مختار
استاذ جامعي متخصص في السياسات الصحية القائمة على الأدلة العلمية
خلفية تاريخية: حلف سوار الدهب – الترابي
سيطر الجيش السوداني، المدمن على الحكم ، على الفترة الانتقالية اللاحقة لانتفاضة مارس-ابريل ١٩٨٥. وكان الهدف الرئيسي لتلك السيطرة هو الحفاظ على المكتسبات وحماية المصالح التي راكمها الجيش أثناء ١٦ عام من حكم الجيش بقيادة الجنرال النميري عبر التحكم في الانتقال وسياقات الانتخابات ونتائجها. كذلك سيطرت من خلف الجيش الجبهة الإسلامية القومية على تلك الفترة الانتقالية بوصف الجبهة هي الحزب الحاكم منذ ١٩٧٦ وتملك اكبر واقوى شبكة مصالح بل وعضوية قيادية داخل الجيش والشرطة والأمن والخدمة المدنية. وقد نتج عن حكم الجيش والجبهة الاسلامية القومية لذلك الانتقال استمرار قوانين سبتمبر في الشمال والحرب الأهلية في للجنوب واستغلال سدنة نظام مايو المباد ، اي الكيزان، نفوذهم في المجلس العسكري الانتقالي ووجودهم في مفاصل الدولة أثناء الانتقال لتشكيل نتائج الانتخابات. وكانت نتيجة انتخابات ١٩٨٦ حصول الجبهة الإسلامية القومية على ٥٥ مقعدا في البرلمان واعتبارها ثالث اقوى كتلة برلمانية بعد حزب الأمة والحزب الاتحادي الديمقراطي.
الدرس المستفاد إذن هو أن قيادة الجيش للانتقال تجري غالبا بتحالف مستتر مع الحزب الحاكم للنظام البائد وتهدف للحفاظ على مصالح الجيش وهذا الحزب أثناء الانتقال وبعد الانتخابات.
الحاضر: حلف البرهان – كرتي
مؤخرا اقسم الفريق ياسر العطا ، مساعد القائد العام للجيش السوداني، ثلاثا بأن الجيش لن يسلم السلطة للمدنيين الا عقب انتخابات وان القائد العام ، الفريق أول عبد الفتاح البرهان, هو من سيحكم الفترة الانتقالية بمساندة الجيش وجهاز الأمن والشرطة. وأوصى العطا برعاية قوية للمستنفرين، مما يوحي بأنهم سيكونوا الغطاء المدني للانتقال وعملاء الجيش الذين ستشكل الانتخابات لصالحهم. ومن المعلوم أن أغلب المستنفرين كيزان من كتائب البراء وبقيادة علي كرتي، زعيم الحركة الإسلامية.
نحن نفتقد صرخة المرشح لرئاسة مجلس السيادة الانتقالي محمد سليمان الفكي، ان هبوا لحماية ثورتكم من انقلاب اكتوبر ٢٠٢١، أكثر اي من وقت مضى. اذا أن ما صرح به العطا هو محاولة قتل معلن للانتقال وللانتخابات. وان لم يتم الرد بحسم وعزم على ياسر العطا وكل الجيش والكيزان من خلفه، فلن ننتقل الا لشمولية انتقالية ثم لشمولية مدنية بغطاء انتخابي. وسيعاد انتاج حلف الجيش-الحزب الحاكم أثناء الانتقال وسيتم تشكيل الانتخابات لصالحهما.
ما العمل؟ تحريم الشراكة مع العسكر وبناء جيش بعقيدة جديدة واجتثاث الاسلام السياسي من ارض السودان
المطلوب في تقديري وعاجلا:
اولا: *إجازة تحالف تقدم لقرار من مؤسساتها برفض اي شكل من اشكال الشراكة مع جميع العسكريين*
ثانيا: *رفض تحالف تقدم لمشاركة جميع العسكريين في التفاوض حول أي أجندة غير عسكرية*
ثالثا: *شن حملة إعلامية شرسة ضد ما صرح به مساعد القائد العام ياسر العطا ومحاصرة البرهان وكل قيادات الجيش لتوضيح موقفهم من هذه التصريحات*
رابعا: *بناء جيش بعقيدة جديدة يستوعب افضل ما في الجيش القديم مع دمج افضل من في قوات الدعم السريع والحركات المسلحة فيه ومراعاة التوازن المجتمعي في تشكيل قيادته وقواعده*
خامسا:*وضع خطة معلنة لاجتثاث الاسلام السياسي من ارض السودان فما عادت إزالة التمكين كافية*
moniem.mukhtar@googlemail.com