اغانى اما (Ama)

 


 

 

لا شك ان الاغنية الموسيقى والإيقاع والقصص تعبر عن تفاعل المجتمع مع والوجدان و ذاته فى بيئته تبرز شخصيته فى التعامل مع الثقافات الاخرى . الغناء فى كل المجتمعات شعبية لانها تألف شعبيا اى ليس لها شاعر ويفول احد الباحثين  Mahmoud al-Garsha (1948 – 1999).محمود جرشة عازف كمان مصرى) يقزل ان الفن الشعبى مرتبط بمناسبات . ما من اغنية الا لها مناسبة تتناولها . هنالك اغانى شعبية لها تاريخها القديم فى المنشأة وسببها الظرفى ولذلك نجد ان جميع اغانى أما (Ama ) الشعبية القديمة متداولة حتى الان و بعض منها اندثر او بدأ في الاندثار نسبة لعدم تناولها او قد انتهت بعدم ممارسة السبب سواء ان كان طقسا او مناسبة احتفالية و هنالك عدة اسباب لذلك اهمها المكان و الجغرافية والزمان والحروب او الاستهداف الممنهج او الهروب والتخلى عنها الى ثقافة اخرى و التخلى عن هويته فيموت الشعب ثقافيا .يقول الباحث باترسون (2022) ان : The origins of the oldest Folk Tunes can be obscure and they are frequently communicated by imitation, handed down from generation to generation often without the aid of music notation, or passed on by cultural interaction of folk musicians with other communities and perhaps adapted and changed over time. ) ان الاغانى الشعبية القديمة تتوارث عبر الاجيال بواسطة من غير نوتة موسيقية او بدونها ويمكن ان تكتسب عبر الزمن ويمكن ان تتطبع و تشتهر و تأدى عبر الاجيال.
لا شك ان الاغانى القلكلورية كثيرا ما تعبر عن تأريخ لاحداث مهمة و اماكنها فى مسيرة الشعوب و المجتمعات خاصة الشعوب الاقريقية ذات الحضارات القديمة . فى اغانى AMA هنالك كثير من تأريخه الموثق يوضح تفاعله مع الأحداث الى يومنا هذا و الذى يؤديه شباب ِAma اليوم مع اختلاف الظروف المكانية والزمانية.
سوف اتناول انواع و دور الاغنية فى مجتمع أما ( Ama) منها ما اندثر و اسباب الاندثار و ماهو باق و ما زال يردد و منشأه و الاحداث التى تسببت فى ان تبقى .
شعب اما (Ama) اغانيه تكمن فى ان اغلبها تستهدف شخصية الفرد و الجماعة سلبا و أيجابا فى التصرفات مما يأدى الى ضبط المجتمع بل بمثابة الرقابة عليها عبر هذه الاغانى بل وحفظ تإريخ الاحداث . فهناك اغانى الالطفال كما ذكرت فى مقال سابق مثل اغانى الكمريرة او ما يعرف ب( ĸa mɛr) عند قبيلة اما ( Ama) وهى كلمة اصيلة فى مفردات لغة اما ( Ama) وسوف اعود بالتفصيل عن هذه الكلمة وعلاقتها باللغة النوبية القديمة ( Meroetic) فكما للكمريرة اغلب الاغانى للاطفال من اجل تهدئة وتسكيت وتنويم الرضيغ فى غياب الام . للاطفال الغير رضع اغانى حسب الموسم الزمنى فمثلا عند بدء مموسم الامطار و الفرحة بهطولها يتغنون باغنية (Arŋɛ ƌā Ƭĕŵ āḃāńǔŋ Telfau ḟɔɽȕ ŵůĺɛ)
( ارنقىى – دا تيوو- ابانونق- تلفا -فللو -وولى) Arŋɛ) – da تعنى السماء Ƭĕŵ تعنى الهطول اى هطول المطر. Abonong وتعنى( ابى ) من كلمة Aba, Telfau من اصل كلمة Telfu , وهى الثويبة او مخزن الغلة fɔɽů هو الرقم عشرة و كلمة ŵůĺɛ تعنى دخل بالعامية السودانية او صار عندنا فى (مخزننا) وهى محليا تعرف بالسويبة فى هذه الاغنية و تصريفها يختلف فى مواقع اخرى.
نسبة لبلاغة اللغة فإن المعنى المراد موارى وبعيد , يختلف تماما عن الترجمة الحرفية لهذه الاغنية الطفولية بل يصعب على كثير منا , لان المعنى المقصود هو ان السماء امطرت وحصاد ابى سيكون عشرة Wara سوف تدخل فى ثويبة ابى عشرة Wara ( وارا) وهو اكبر قياس للكيل يكال به الحصاد من الغلال عند قبيلة اما Ama . وسوف اتناول وحدات القياس و المكاييل فى مقال مفصل . ولا بد ان اشير هنا ان اغلب لغة اما Ama طابعه اللغوى بعيد المعنى كما يلاحظ ان البلاغة القوية يصعب فهمها فى اغلب الاحيان وخاصة فى اغانى الكبار و التى يصعب فهمها للجيل الحالى . لذلك عندما نستمع فى بعض الاحبين الى البعض نجدهم كثيرا ما يحرفون الاغانى ويخرجونها من دلالتها وبذلك يساهمون فى موتها .
هنالك اغنية اخرى و الاغانى كثيرة الا اننى اتذكر ما يسعفنى به الذاكره وتذكر حوادثها الطفولية.
Kwiya nyilɛɛ
nya Jaɽag
AndƐ
Kwiya ŋàl ɳɔ ʃėɛ
Shiminya menya ara menya.
هذه الاغنية القصيرة عند ترجمتها الحرفية تفقد المعنى لانها تشبيهيي يربط بين عدة افعال و لتقريبها ( ان منا يقطف من ثمرة و نحن البقية بافواهنا ننتظر ان ننال نصيبنا منها و عندما تنضج (الدخن ) ناكل منها الفريك الذى قارب على النضج . اذا اتينا بالترجمة فهى كالاتى( ان القرد قطف ثمار الجوغانة nyilɛɛ ونحن القرود Kwiya فتحنا افواهنا ) و المقطع الثانى ( ان نبات الشمنا و الدخن قد اينعت ) , وهنا يقصد ان الفريك منه الصيح جاهز لالاكل اعانى الاطفال مثلها كأغانى الكبار باختلاف الاغانى اليومية فهنالك الموسمية كما ذكرنا فى اغانى الخريف و الفرحة بقدوم الامطارزوهنالك ايضا ألات مصاحبة يصنعها الاطفال مثل المزمار الذى يصنع من صفق الذرة تسمى ب Dɽarang
. من الاشياء العجيبة و التى تتفرد بها لغة ( Ama) وبالاخص الذين يتقنونها التحدث امام الجميع دون ان يفهم الاخرون المعنى المقضود ان لم يكن من المبتدرين للحوار اى البلاغة التى يكثر فيه التورية , لذلك هذا الجيل كثيرا ما يفوت عليهم معانى اغانى الكبار ونسبة انها لا تغنى الا فى مناسبات لان الاغانى ترتبط بالاحداث و المناسبات مع اختلاف اغانى الشباب و التى تتجدد كل عام. لذلك من السهولة تتبع التاريخ واماكن الاحداث فى كل اغانى Ama اما .
اغانى الشباب

Soɽigidu Medir / Meier
كيف تنشأ و متى
فى قبيلة Ama أما معروف نظام الاجيال فى التدرج الاجتاعى المرتبط بالثقافة وادب المجتمع و الذى يحدد مستقبل الجيل فعند بداية الطقوس و الترتيب لكى يورث الجيل من الجيل السابق له للجيل الحلى او مايعرف بال ( Koyi Kanyɛir)هى المرحلة التى ينعزل فيه الشباب فى الجبل و هى مرحلة ( Mdei) الانعزال و يمكثون فيه فترة الختان حيث كان الختان وقتها جماعيا للجيل فى كل منطقة حسب الترتيبات ففى اثناء الفترة يتعلم الجميع العزف على ألة الربابة (Kunyaŋ) والغناء وتكتسب الزمالة و الترابط الاجتماعى ويتشكل الجيل هذه الفترة تستمر تقريبا شهرو هنا نذكر ان لكل شاب وصفاء و وصيفات يعرف او تسمن (bedɛɾìŋ ) هم / هن من يباشروهم ويخدموهم هم فيما اثناء هذه الفترة و يعتبرون كالابناء لهم بل يحرصون على تلبية رغباتهم فى الحياة حتى الزواج لهم وهم ايضا يعتبرونهم مثل ابائهم او ما يعرف ب ( Aba koyi او Nyofa Koyi ) اى بمثابة ابى او مثابة ابيك وومثلا ان كنت وصيفا يمكن ان يرسلك ,ابوك اليه بأن يقول لك اذهب الى Nyufa Koyi,حيث تستمر هذه العلاقات الى مالا نهاية . اما بالنسبة للبنات يبدأ الجيل بثقب حلبة الاذن أيذانا باكتمال انوثتها وتصيح (كرا Kira ) فتاة وايضا يتم هذا فى مجموعة بعد ان يتخطين عمر Kirεŋ boldeŋ كرينق بولدينق او( فتية) .
عندما ينهى الشباب فترتهم هذه وهم Koyi kanyɛir ففى فترة انعزالهم يكن جميعهم لقبوا اوسموا بينهم بعدة القاب وتعرف ب Beru Aŋɛr وهنا كلمة بير تعنى القوة و الجسارة وهى لقب يطلق على الاقوياء و اصل الكلمة تعنى ( الثور القوى) . هولاء الشباب و هم جدد يتحركون فى جماعات ويحتفى بهم اينما التقوا باناس يحيهم الجميع بطرق او اساليب مختلفة حسب مقاماتهم و هنا تغنى اغانى مصاحبة للرقص و يطلق عى هذه الرقصة ب( بيرو ك( كسرة حرف الكاف) beru Ki لكن هذ الرقصة لاترقص مع الجميع فقط مع جيلهم من منطقة اجرى و الجيل السابق لهم و الامهات اللئى انجبن حديثا Kɛr Taŋɛ برقص تعريقى للمولود الجديد وهؤلاء الشباب الجدد و تأدى هذه الرقصة بكلتا الرجلين حيث كل يقابل الاخر و بعد الانتهاء من الرقص تعرف الام بأنها ام فلان اما الشاب عندما يسأل من هو البر؟ŋa-nɛ Ber وهنا يعرف الشاب بحيث يذكر اسماءه او ألقابه السبع التى سمى بها من زملاؤه تصحبها رقصة قصيرة بين كل اسم يذكرو بعدها يعقبه التحية بكلتا اليدين و هذا يعنى الثقة التامة وتخلص النوايا وهنا يبدا التأريج للجيل الجديد و المولودون الجدد و الغناء هنا يكون تشجيعا اى غناء لحظى معها حركات تعبر عن الفرحة بالمولود و بمناسبة الجيل الجديد.
لكن عندما يلتقى الجيل السابق مع الجدد فى نفس الاثناء وهم فى سيرهم , فالمسألة تختلف تماما و سوف اعوداليه تفصيلا لانها مرتبطة بطقوس التتويج للجيل الجديد و طريقة اوكيفية توريث الجيل السابق للجيل الجديد عمليا وطصفية حسابات لبداية جديدة. وكيف تزالة الضغائن و الوثوق الى ان يصبحوا مترابطين اسريا والاعتبارات المحرمة بيتهم والرباط المقدس بينهمم سوف نأتى لشرحها.
أغانى الفراسة
تختلف اغانى الشباب حيث تغنى اغانى جديدة كل عام مع تطورات الاحداث بحيث تكن هنالك مواكبة توثيقا فيشتهر المغنون و الغنايات اللائى يلهبن مشاعر الشباب فهنالك اغانى الحماس و النزال ( الصراع ) فمن اشهر المغنيات مثلا فى تندية المغنية الشهيرة صاحبة الصوت المميز Dumulu والتى سميت فيما بعد ب- عائشة موسى و هنالك ايضا اخرى Nema واخريات فى سلارا وحجر/ السلطان /الفوس /النتل/ كرمتى وككرا وكلارا /افونج وورنقى من الاشياء الجميلة التى اندثرت و التى كانت مصاحبة اغانى البنات آلة الفلوت التى كانت تصنع من النحاس الاصفرحيث تغتنى كل فتاة واحدة و تعرف ب- Suɽur (سولور) ولكنها اندثرت اخره فى منتصف السبعيناب .

اشهر اغانى الفراسة تسمى اغتية Dádálaŋ
دادالانق تعنى المنازلة الفردية والتحدى الفردى فى حلبة المصارعة وهى دائما تقام فى اليالى المقمرة فى الصيف حيث ينشئن البنات دائرة كبيرة ويبداء بالغناء و التصفيق برزم واحد وليس كما التصفيق العادى كما فى الكرنق اوالتى تصاحب عزف الربابه . يحمسىن الشباب بأن يتصارعوا لاثبات جدارتهم وبطولاتهم و الاغنية هنا بلحنها :
Dádála dal hɛ
Sɔɽe kulo dala nɛ
Nyufur dɛ yoŋ kɛnde
Ɛ-kole nɛ yoŋ kɛnde
Ɛ-soɽe kulo kɛnde
ʃɛ monara dɛ ʈägɛ
Ɛɽɛŋ dɛ ʈägɛ soɽe đowa nɛ
ʃɛ monara dɛ ʈägɛ
Ɛɽɛŋ dɛ ʈägɛ koje nɛ yoŋ filen
ʃɛ tawol dɛ filen
Ɛ koje nɛ yoŋ filen
Ɛ Sɔɽe đowa nɛ
Dádála dal hɛ Sɔɽe kulo dala nɛ.
هذه الاغنية كتبتها بلحنها كما كانت تأدى وعليه ملاحظة الاتى : ʃɛ تنطق (شيى), Ɛ وهى Eمفتوحة , ɔ هى O مفتوحة , Ny تنط ق (ن) , ɽو هى ( ر) الطويلة . حاولت التوضيح حتى تعم الفائدة .
سوف اعود بالشرح المفصل لهذه الاغنية. نواصل فى المقال القادم …..
Pairson (2022) https://www.mfiles.co.uk/folk-music-and-songs.htm

bresh2@msn.com

 

آراء