الأحلام الشفافة
د. طيفور البيلي
16 October, 2022
16 October, 2022
" شوية سيكولوجي 26 "
talbeely@gmail.com
The Lucid Dreams
كلنا يعلم عن محتوى الاحلام (والكوابيس كمان) .. وذلك لأننا جميعاً نحلم ، ويقول المختصين بمجال النوم والاحلام بأننا نحلم في أي نومة ننومها ( إلا أذا قفز على راسك " زلوط " ديك أم الحسن المزعوط ، ولم تكمل دقيقة منذ خلودك للنوم .. وهو ديك حقود ومشهور بمثل هذه الأفاعيل الخبيثة) .. ويحدد هؤلاء العلماء والمختصين مراحل لمسيرة رحلة النوم ، ويقولون أن الأحلام تحدث في مرحلة حركة العين السريعة Rapid Eye Movement (REM State) ، وبالتالي فانه يمكننا أن نعرف ما اذا كان الشخص النائم يحلم الآن أم لا ، فقط بالنظر إلى حركة جفون عينية .. والبعض منا يتذكر أحلامه بالتفاصيل الدقيقة (والمملة احياناً) وبعض منا لا يذكر من أحلامه الا القليل من تفاصيلها ، او ينساها جملة وتفصيلا ..
وكلنا يعلم كذلك أن البشرية عبر مسيرة تاريخها الطويل وحضاراتها المتعاقبة عبر الأزمنة والأماكن ؛ كالحضارة الاغريقية واليونانية وحضارة مصر القديمة ، وعبر الديانات المختلفة كالبوذية والهندوسية والمسيحية والإسلام وغيرها ، قد انشغلت إلى حد كبير بالأحلام ومحتواها وتفسيراتها .. وعبر هذه الحضارات والثقافات والديانات قد كان الانشغال بالأحلام من قبل فلاسفة ورجال دين وفقهاء وقساوسة وعامة الناس ، وفي العصور الحديثة حظيت الأحلام باهتمام العلماء والباحثين ، وطورت لدراستها المنهجيات العلمية والدراسات المعملية ، ونراها الآن قد أصبحت محل اهتمام للنيورولوجيين والمهتمين بتركيبات المخ ووظائف مكوناته .. ويجنح البعض في تفسير الاحلام إلى ربطها بواقع الناس المعاش باعتبار أنها انعكاس أو تعبير عن ما يواجهه الفرد في صحوه من أحداث ، أو أنها تعبر عن مشاعر أو رغبات أو مخاوف ، الخ ( لاحظ ان المثال لذلك في علم النفس سيجموند فرويد وكتابه بعنوان "تفسير الأحلام" والذي جنح فيه الى تفسير الاحلام ارتباطاً بنظريته في التحليل النفسي ، ووضع فيه رمزاً لكل ما يحلم به الانسان من احداث وأشياء مرتبطة بالدافعية الجنسية التي يفسر بها غالب السلوك الإنساني) .. ولاحظ أيضاً أن كثير من الذين يأتون للمعالجين النفسيين والمرشدين يضمنون شكواهم تعرضهم لأحلام وكوابيس مزعجة ، وبخاصة من يعانون من القلق Anxiety والمخاوف المرضية Phobias والوساوس القهرية OCD والصدمات Traumas. ويجنح بعض آخر من الناس إلى ربط الاحلام بغيبيات لا نملك علم أو حق اثباتها أو نفيها .. وكل ما نحن على ثقة منه هو أننا كمسلمين نفرق ما بين الاحلام وأضغاث الاحلام من جهة ، وما بين الرؤى التي اختص بها الله نفر من أنبيائه والصالحين من عباده ، فالرؤيا حق بما ورد عنها في محكم التنزيل.
ولسنا في هذا المقال بصدد أن ان نغوص في الاحلام من حيث تفسيراتها وارتباطاتها وما الى ذلك ، وانما نحن فقط بصدد الحديث عن فئة منها تسمى بالأحلام الشفافة Lucid Dreams .. وهي فئة من الاحلام قد حظيت باهتمام واسع من المهتمين من العلماء والباحثين في مجال النوم والاحلام وما يثيرها ويصاحبها من نشاط عصبي Neurological Activity ونشاط مخي Brain Activity ..
أوكي .. هل حصل ليك قبل كده (أو بحصل ليك دايماً ) انو تاخد ليك نومة .. وتبدأ تحلم .. ولسبب او لآخر تحس وتعلم بانك تحلم .. وبعدين يا سيدى تقول : ياخ الحلم ده ما ماشي مظبوط .. خليني أطلع فلانة وفلان ديل من الحلم لانهم ثقلاء وبايخين .. وندخل فلانة أو فلان داك لانو أصلي وظريف .. وكمان نغير البيئة الكئيبة دى وننقل الحلم ده لشارع النيل .. او حتى لجنيفا او باريس .. يعنى تبقى ذي مدير التصوير في فيلم انت مخرجه .. لو حصل ليك الكلام ده في احد احلامك فالف مبروك .. لقد حلمت حلماً شفافاً Lucid Dream ..
هذا النوع من الاحلام قد حظي بقدر كبير من الاهتمام من قبل علماء وباحثين من عهود قديمة امتداداً الى عصرنا الحالي .. وقد تركز الاهتمام في دراستها على فهمها وفهم واسبابها واغراضها .. ولكن اول من اتى بمصطلح Lucid Dreams او الاحلام الشفافة هو الطبيب النفسي الهولندي فردريك فان ايدن Frederik van Eden وذلك في مقاله الذي نشره عام 1913 بعنوان دراسة للأحلام A Study of Dreams (لاحظ ان العام 1913 شهد ايضاً نشر واطسون J. B. Watson لمقاله الذي اعتبر بداية لتأسيس المدرسة السلوكية في علم النفس) .. ما علينا .. المهم ان فردريك فان ايدن عَرف في مقاله الحلم الشفاف Lucid Dream بانه نوع من الاحلام يشعر فيه الشخص بدرجة من الوعي أثناء الحلم بأنه يحلم ، ويكون للشخص قدر من السيطرة Control على شخصيات الحلم واحداثه وبيئته .. ويرى بعض من الباحثين في المجال أن تغيراً Shift باتجاه الصحو او الخروج من مرحلة حركة العين السريعة REM يُحدث ما يسمى بالأحلام الشفافة .. وآخرون يخرج دلوك منهم فارغاً حيث يقول بعضهم أن الاحلام الشفافة تحدث في حالة أقرب للصحو ، وبعض آخر يقولون بأنها تحدث في حالة أقرب للنوم !!
بقي لنا أن نشير إلى أن كلمة شفاف Lucid قصد بها الوضوح وما يمكن رؤيته بسهولة ووضوح ، وليس ذلك ببعيد عن المعنى العام لمفهوم "الشفافية Transparency" .. من ناحية أخرى ، يرى عدد مقدر من المختصين بالمجال أن الاحلام الشفافة غالباً ما تحدث للأشخاص ذوى القدرة على التفكير " خارج الصندوق " .. بل يقيم البعض دورات تدريبية لتعليم الناس كيفية استحداث الاحلام الشفافة في نومهم ، وذلك باعتبار أن القدرة على السيطرة على التفكير اللا واعي أو شبه الواعي ، تنعكس على الواقع بقدرة اعلى في السيطرة على احداث حياة الفرد .. هذا والله أعلم ..
ونصيحة كده لوجه الله .. أذا ما قدر لك أن تحلم حلماً شفافاً ، ففي ناس كده لازم تطردهم من الحلم بتاعك فذاك خير لك ولمستواك الثقافي وعسى ان ينعكس على واقع صحوك ، وهم : سيد الفنيلة البيضة لأنو ماسورة كبيرة ولا يستفاد منه .. والود بتاع باريس لأنو مقلب .. والطبيب القال ودو المقابر لأنو نحس .. احتفظ فقط بست الريد على الرغم من ازدياد قسوتها مؤخراً .. وأحلام سعيدة ، ودمتم في رعاية الله ..
--
Dr. Tayfour S. Albeely
talbeely@gmail.com
talbeely@gmail.com
The Lucid Dreams
كلنا يعلم عن محتوى الاحلام (والكوابيس كمان) .. وذلك لأننا جميعاً نحلم ، ويقول المختصين بمجال النوم والاحلام بأننا نحلم في أي نومة ننومها ( إلا أذا قفز على راسك " زلوط " ديك أم الحسن المزعوط ، ولم تكمل دقيقة منذ خلودك للنوم .. وهو ديك حقود ومشهور بمثل هذه الأفاعيل الخبيثة) .. ويحدد هؤلاء العلماء والمختصين مراحل لمسيرة رحلة النوم ، ويقولون أن الأحلام تحدث في مرحلة حركة العين السريعة Rapid Eye Movement (REM State) ، وبالتالي فانه يمكننا أن نعرف ما اذا كان الشخص النائم يحلم الآن أم لا ، فقط بالنظر إلى حركة جفون عينية .. والبعض منا يتذكر أحلامه بالتفاصيل الدقيقة (والمملة احياناً) وبعض منا لا يذكر من أحلامه الا القليل من تفاصيلها ، او ينساها جملة وتفصيلا ..
وكلنا يعلم كذلك أن البشرية عبر مسيرة تاريخها الطويل وحضاراتها المتعاقبة عبر الأزمنة والأماكن ؛ كالحضارة الاغريقية واليونانية وحضارة مصر القديمة ، وعبر الديانات المختلفة كالبوذية والهندوسية والمسيحية والإسلام وغيرها ، قد انشغلت إلى حد كبير بالأحلام ومحتواها وتفسيراتها .. وعبر هذه الحضارات والثقافات والديانات قد كان الانشغال بالأحلام من قبل فلاسفة ورجال دين وفقهاء وقساوسة وعامة الناس ، وفي العصور الحديثة حظيت الأحلام باهتمام العلماء والباحثين ، وطورت لدراستها المنهجيات العلمية والدراسات المعملية ، ونراها الآن قد أصبحت محل اهتمام للنيورولوجيين والمهتمين بتركيبات المخ ووظائف مكوناته .. ويجنح البعض في تفسير الاحلام إلى ربطها بواقع الناس المعاش باعتبار أنها انعكاس أو تعبير عن ما يواجهه الفرد في صحوه من أحداث ، أو أنها تعبر عن مشاعر أو رغبات أو مخاوف ، الخ ( لاحظ ان المثال لذلك في علم النفس سيجموند فرويد وكتابه بعنوان "تفسير الأحلام" والذي جنح فيه الى تفسير الاحلام ارتباطاً بنظريته في التحليل النفسي ، ووضع فيه رمزاً لكل ما يحلم به الانسان من احداث وأشياء مرتبطة بالدافعية الجنسية التي يفسر بها غالب السلوك الإنساني) .. ولاحظ أيضاً أن كثير من الذين يأتون للمعالجين النفسيين والمرشدين يضمنون شكواهم تعرضهم لأحلام وكوابيس مزعجة ، وبخاصة من يعانون من القلق Anxiety والمخاوف المرضية Phobias والوساوس القهرية OCD والصدمات Traumas. ويجنح بعض آخر من الناس إلى ربط الاحلام بغيبيات لا نملك علم أو حق اثباتها أو نفيها .. وكل ما نحن على ثقة منه هو أننا كمسلمين نفرق ما بين الاحلام وأضغاث الاحلام من جهة ، وما بين الرؤى التي اختص بها الله نفر من أنبيائه والصالحين من عباده ، فالرؤيا حق بما ورد عنها في محكم التنزيل.
ولسنا في هذا المقال بصدد أن ان نغوص في الاحلام من حيث تفسيراتها وارتباطاتها وما الى ذلك ، وانما نحن فقط بصدد الحديث عن فئة منها تسمى بالأحلام الشفافة Lucid Dreams .. وهي فئة من الاحلام قد حظيت باهتمام واسع من المهتمين من العلماء والباحثين في مجال النوم والاحلام وما يثيرها ويصاحبها من نشاط عصبي Neurological Activity ونشاط مخي Brain Activity ..
أوكي .. هل حصل ليك قبل كده (أو بحصل ليك دايماً ) انو تاخد ليك نومة .. وتبدأ تحلم .. ولسبب او لآخر تحس وتعلم بانك تحلم .. وبعدين يا سيدى تقول : ياخ الحلم ده ما ماشي مظبوط .. خليني أطلع فلانة وفلان ديل من الحلم لانهم ثقلاء وبايخين .. وندخل فلانة أو فلان داك لانو أصلي وظريف .. وكمان نغير البيئة الكئيبة دى وننقل الحلم ده لشارع النيل .. او حتى لجنيفا او باريس .. يعنى تبقى ذي مدير التصوير في فيلم انت مخرجه .. لو حصل ليك الكلام ده في احد احلامك فالف مبروك .. لقد حلمت حلماً شفافاً Lucid Dream ..
هذا النوع من الاحلام قد حظي بقدر كبير من الاهتمام من قبل علماء وباحثين من عهود قديمة امتداداً الى عصرنا الحالي .. وقد تركز الاهتمام في دراستها على فهمها وفهم واسبابها واغراضها .. ولكن اول من اتى بمصطلح Lucid Dreams او الاحلام الشفافة هو الطبيب النفسي الهولندي فردريك فان ايدن Frederik van Eden وذلك في مقاله الذي نشره عام 1913 بعنوان دراسة للأحلام A Study of Dreams (لاحظ ان العام 1913 شهد ايضاً نشر واطسون J. B. Watson لمقاله الذي اعتبر بداية لتأسيس المدرسة السلوكية في علم النفس) .. ما علينا .. المهم ان فردريك فان ايدن عَرف في مقاله الحلم الشفاف Lucid Dream بانه نوع من الاحلام يشعر فيه الشخص بدرجة من الوعي أثناء الحلم بأنه يحلم ، ويكون للشخص قدر من السيطرة Control على شخصيات الحلم واحداثه وبيئته .. ويرى بعض من الباحثين في المجال أن تغيراً Shift باتجاه الصحو او الخروج من مرحلة حركة العين السريعة REM يُحدث ما يسمى بالأحلام الشفافة .. وآخرون يخرج دلوك منهم فارغاً حيث يقول بعضهم أن الاحلام الشفافة تحدث في حالة أقرب للصحو ، وبعض آخر يقولون بأنها تحدث في حالة أقرب للنوم !!
بقي لنا أن نشير إلى أن كلمة شفاف Lucid قصد بها الوضوح وما يمكن رؤيته بسهولة ووضوح ، وليس ذلك ببعيد عن المعنى العام لمفهوم "الشفافية Transparency" .. من ناحية أخرى ، يرى عدد مقدر من المختصين بالمجال أن الاحلام الشفافة غالباً ما تحدث للأشخاص ذوى القدرة على التفكير " خارج الصندوق " .. بل يقيم البعض دورات تدريبية لتعليم الناس كيفية استحداث الاحلام الشفافة في نومهم ، وذلك باعتبار أن القدرة على السيطرة على التفكير اللا واعي أو شبه الواعي ، تنعكس على الواقع بقدرة اعلى في السيطرة على احداث حياة الفرد .. هذا والله أعلم ..
ونصيحة كده لوجه الله .. أذا ما قدر لك أن تحلم حلماً شفافاً ، ففي ناس كده لازم تطردهم من الحلم بتاعك فذاك خير لك ولمستواك الثقافي وعسى ان ينعكس على واقع صحوك ، وهم : سيد الفنيلة البيضة لأنو ماسورة كبيرة ولا يستفاد منه .. والود بتاع باريس لأنو مقلب .. والطبيب القال ودو المقابر لأنو نحس .. احتفظ فقط بست الريد على الرغم من ازدياد قسوتها مؤخراً .. وأحلام سعيدة ، ودمتم في رعاية الله ..
--
Dr. Tayfour S. Albeely
talbeely@gmail.com