(الأسكر للسكنات، جنجويد ينهل)

 


 

 

حين تركع بلاغة الفصحى، وتتوارى خجلا، من بجاوي، كالجبل الذي يعيش تحته، صارم القسمات، شامخ، فقير، عزيز عاش بزهد كأولي العزم، سوى الاسراف في الصفاء والحب والأقدام وعشق "عزة"، ومن يخوض صفائها، نحن الجبال، نحن النبال.
بحر وجبل، بربك كيف يلتقيان؟ امتداد افقي يشعر العين بهوان المسافات، وسعة أرض الله، وعلو رأسي، معراج صخور نحو الله، هنا عاش هذا الشجاع، الذي احبته اشجار البلاد، وأكف الحلم، وصدور الأمهات، وفؤاد الشباب، أجمعين، هددته امواج البحر، باللين والقوة معا، وارضعته اثداء الجبال، لبن الكرامة، والبسالة.
جنجويد ينهل، يرددها البيت، والأزقة، من لسان صدق، في وجه سلطان ظالم "أفضل الجهاد كلمة حق في وجه سلطان ظالم"، قالها النبي، وجسدها هذا البجاوي بين سدنة الظلام، وحكام الفساد، وجوقة المراءة، وشهود الزور، من قلبهم انطلق شعار الحق.
لو بيدي للويت اللغة "وهي مخلوق بسيط، مثل كل لغات الله"، ووضعت الهاء مكان الحاء، مثل ما نطق هذا المواطن الصالح، البليغ، الفصيح، الجميل، مثل ما قال نبي المحبة "سين بلال، عند الله شين"، اللغة الجسر الواهن، في نقل الحس، مهما سمت، ألم يقل النفري "اذا اتسعت الرؤية ضاقت العبارة"، بأي لغة كانت، تضيق أمام الشجاعة والبسالة من أولى العزم.
ما أجملك، وصديرك الذي سيصبح موضة للشباب والاطفال، كم يحب الناس تقليد الابطال. ويسمى "ينهل"، قمصان ينهل، صديريات ينهل"، أنا أحبك أيها البجاوي، بل أيها السوداني، بل أيها الإنساني، الأب آدم، والأم حواء.
صدح لم؟ لأنه صاحب حق، ولأنه أهله مثل سائر البلاد، في جور وظلم، وقمع، كان لسان الجميع هذا المواطن الصالح، ألم يقل نجيب محفوظ، في حكايته " عندما يؤمن أهلها بأن عاقبة الجبن أوخم من عاقبة السلامة"، لا شئ اضر من الجبن، يا سليل دقنة، وستي مريم، والرباب،.
أنت شجاع، ونحن نحبك، ومعك نردد في القلب، وفي الافاق، وفي ازقة التاريخ وأمال المستقبل "جنجويد ينهل" ونجلس مثلك على الارض، سجادة الله، ونتأمل سحر السماء بين الجبال، وبخار القهوة يرقص طربا، ورائحتها تفوح في الاحلام والأقلام، والأفلام، ونحلم بالوطن، والشعر غزيز، "وخلال"، تتخلل اسنانه رأس شامخ، عزيز، ذكي، مرح، يألف ويؤلف.
محبتي...

 

آراء