بسم الله الرحمن الرحيم
مقدمة :
تمثل الوحدة الأفريقية والتكامل الأفريقى أحد أهم الطموحات التى شغلت بال مفكرى وقادة وشعوب القارة الأفريقية منذ فترة التحرر من الإحتلال الأوربى, والفترة التى نالت فيها معظم الدول الأفريقية إستقلالها من الإحتلال الأوربى فى منتصف القرن الماضى, ولازال هم تحقيق وحدة القارة الأفريقية يشكل أهم الأسبقيات لدى جميع القادة والمفكرين الأفارقة وشعوب القارة الأفريقية بأكملها,ولعل تحقيق الوحدة والإندماج والتكامل القارى بين دول القارة الأفريقية أصبح أحد الأهداف الهامة لدى القادة الأفارقة وذلك لمجابهة التحديات الخارجية القادمة للقارة الأفريقية والتى بدأت تتشكل ملامحها فى أفق القارة الأفريقية, والتى تتطلب قدراً من التضامن الفعال بين جميع الدول الأفريقية لتتمكن من مجابهتها ومن ثم تحقيق أمال وتطلعات الشعوب الأفريقية من رفاهية وإستقرار.
خلفية تاريخية :
حينما بدأت دول القارة الأفريقية تتحرر من الإحتلال الأوربى الغربى الذى نهب موارد القارة الأفريقية, فى الفترة بعد إنتهاء الحرب العالمية الثانية والتى بدأت بعدها حركات التحرر من الإحتلال الأوربى الغربى فى كل العالم تتلمس طريقها نحو التخلص من وطأة الإحتلال الأوربى, صمم القادة الأفارقة المؤسسون للدولة الأفريقية فى حقبة ما بعد إستقلال أفريقيا من الإحتلال الأوربى الغربى, على تعزيز الوحدة والتضامن بين دول القارة الأفريقية, فنشأت منظمة "اتحاد الدول الأفريقية" وهي منظمة صغيرة أسسها المناضل الأفريقى كوامي نكروما في ستينات القرن الماضي، كما ظهرت العديد من المحاولات الأخرى لتوحيد القارة، حيث أسس القادة الأفارقة الأوائل منظمة الوحدة الأفريقية فى الخامس والعشرون من مايو من العام 1963 م تأكيداً على أن الوحدة الأفريقية هى أحد أهم أولياتهم وأن تحقيق الإندماج القارى هو الهدف الرئيسى لهم, ومن ثم تكونت "الجماعة الاقتصادية الأفريقية" فى العام 1981 م لتعميق الروابط الإقتصادية بين الدول الأفريقية.
جغرافية الإتحاد الأفريقى:
تبلغ مساحة الإتحاد الأفريقى حوالى 29.922.059 كم ² بالإضافة إلى العديد من الجزر البعيدة عن السواحل مثل جزيرة مدغشقرالتى تعتبر من رابع أكبر الجزر في العالم وهى تشكل ما يقارب 2% من مجموع مساحة القارة الأفريقية بالإضافة لجزر سيشل وساوتومى وبرنسيب وجزر القمر, وتمتد سواحل القارة الأفريقية على طول 24.165 كيلومترا, ومناخ القارة يتشكل من العديد من المناخات المختلفة منها الصحراوى والإستوائى ومناخ البحر الأبيض المتوسط,كما توجد بالقارة الأفريقة العديد من البحيرات العذبة منها بحيرة تانا وفكتوريا وإدوارد وتنجانيقا ,كما توجد بها العديد من الأنهار أشهرها نهر النيل الذى ينبع من الهضبة الأثيوبية والإستوائية ليصب فى البحر الأبيض المتوسط والذى يعد من أطول أنهار العالم والأنهار, بالإضافة لوجود العديد من من القمم العالية, أما عدد سكان الإتحاد الأفريقى فيقدر بحوالى مليار نسمة.
اللغات الرسمية فى الإتحاد الأفريقى:
اللغات الرسمية المعمول بها فى الإتحاد الأفريقى حسب ماء جاء فى القانون التأسيسى للإتحاد الأفريقى هى:
1. العربية.
2. الإنكليزية.
3. الفرنسية.
4. البرتغالية.
وقد نم تعديل القانون التأسيسى فى عام 2003 م بإضافة اللغة الأسبانية والسواحلية و"اللغات الأفريقية الأخرى",وتغير وصف تلك اللغات من لغات العمل إلى اللغات الرسمية للإتحاد الأفريقى,وقد تأسست أكادمية أفريقية للغات لتعمل على تشجيع إستخدام اللغات الأفريقية بين شعوب القارة الأفريقية حرصاً على عدم إنقراضها.
نشأة الإتحاد الأفريقى :
إستجابة لنداءات شعوب وقادة ومفكرى أفريقيا بتعزيز الوحدة الأفريقية منذ الفترة التى تلت خروج المحتل الأوربى من القارة الأفريقية, تأسست منظمة الوحدة الأفريقية من أجل تعميق وتعزيز التضامن الأفريقى وحل قضايا القارة السياسية والإقتصادية والأمنية فى إطار أفريقى بحت,ومن ثم برزت فكرة تطوير المنظمة الأفريقية لتصبح إتحاداً أفريقيا يؤسس لإنشاء ولايات متحدة أفريقية عبر الإسراع فى إنجاز الوحدة الأفريقية فى جميع المجالات السياسية والإقتصادية والإجتماعية والعسكرية والأمنية بين جميع الدول الأفريقية, وعليه إستجابة لهذه النداءات الأفريقية القديمة والجديدة من أجل العمل على إنجاز مشروع الوحدة الأفريقية فى شتى المجالات ولد الإتحاد الأفريقى قانونياً من رحم منظمة الوحدة الأفريقية فى 26 مايو من العام 2002 م كمنظمة إفريقية قارية بمبادرة من الرئيس الليبى الأسبق معمر القذافى الذى إقتيل خلال معارك فى مدينة سرت عقب إستيلاء الثوار الليبين على الحكم فى ليبيا, وقد قرر رؤساء الدول الأفريقية بعد "إعلان سرت" الذي سمي على اسم مدينة سرت الليبية في 9 سبتمبر من العام 1999 م إنشاء الإتحاد الأفريقى, وفي عام 2000 أقيمت قمة أفريقية فى مدينة لومى أعتمد فيها القانون التأسيسى للإتحادالأفريقى, وإعتمدت الخطة لتنفيذ الإتحاد الأفريقى في قمة لوساكا التى إنعقدت فى عام 2001 م, وفي نفس الوقت تم تنفيذ مباردة إنشاء الشراكة الجديدة من أجل تنمية أفريقيا (النبياد) والتى تعكس رؤية أفريقيا وفلسفتها لعملية التنمية السياسية والإقتصادية والإجتماعية, ويمهد الإتحاد الأفريقى لبناء إطار مؤسسى أفريقى جماعى يؤسس فيما بعد لتكوين ولايات متحدة أفريقية فى المستقبل القريب.
مؤسسات الإتحاد الأفريقى:
يتطلب إنشاء أى منظمة إقليمية أو قارية أو عالمية بناء منظومة من الأجهزة المؤسسية تعمل على وضع وتنفيذ إستراتيجيات المنظمة وخططها التى تعمل بدورها على تحقيق أهدافها على المدى القصير والطويل, وعليه كان لابد للإتحاد الأفريقى فى إطار سعيه لتحقيق أهدافه التى ينشدها والتى ولد من أجلها أن يقوم ببناء مؤسساته التى تعمل على تحقيق رؤيته المستقبلية مستلهماً تجربة منظمة الوحدة الأفريقية والمنظمات القارية الأخرى كالإتحاد الأوربى, وعليه إحتوت تصوراته للبناء المؤسسى أن تتكون مؤسساته من الأجهزة التالية :
الجمعية العامة للإتحاد الأفريقى (المؤتمر) :
وهو مؤتمر رؤساء القارة الأفريقية الذى يعقد لدورة واحدة فى العام ويتألف من رؤساء الدول الأعضاء وحكوماتها، ويتم فيه طرح الآراء من قبل رؤساء الدول الأفريقية ومراجعة ماتم فى المؤتمرات السابقة من تكاليف ومن ثم توصيل ما تم التوصل إليه من قرارات إلى الجماهير الأفريقية, وهى الهيئة الرئاسية العليا للإتحاد الأفريقى, وتقوم تدريجياً بتفويض بعض من صلاحيات صنع القرار للبرلمان الأفريقى, ويتم إتخاذ القرارات فى الجمعية العامة للإتحاد الأفريقى بالإجماع أو بأغلبية الثلثين.
لجنة الإتحاد الأفريقى (سلطة الإتحاد) :
وهي لجنة تقوم بدور الأمانة العامة للإتحاد الأفريقى، وتتكون من رئيس المفوضية الذى يعين لمدة إنتخابية محددة وهو المسؤول التنفيذى الأول للإتحاد, ومن عشرة مفوضين يتبع لهم موظفيين متخصصين, ومقر اللجنة الرئيسى يقع فى مدينة أديس أبابا العاصمة الأثيوبية,ويقع على عاتق المجلس التنفيذى مهام ومسؤوليات الإدارة وتنسيق أولويات مهام الإتحاد.
المجلس التنفيذي :
يتألف من وزراء معينون من قبل حكومات الدول الأعضاء, ويهتم المجلس التنفيذى بشئون الإتحاد الخاصة بالتجارة الخارجية والضمان الاجتماعي والأغذية والزراعة والاتصالات، ويكون المجلس التنفيذى مسؤلاً أمام الجمعية العامة للإتحاد الأفريقى، حيث يقوم بإعداد القرارات للجمعية العامة لمناقشتها والموافقة عليها.
البرلمان الأفريقى :
وهو برلمان عموم أفريقيا, وهو يعمل بشكل وثيق مع كل البرلمانات الأفريقية الأخرى لصياغة التشريعات التى تقود القارة الأفريقية, وهو أعلى سلطة تشريعية في الاتحاد الأفريقى, ويقع مقره الرسمى في مدينة ميدراند بجنوب أفريقيا, ويتكون البرلمان الأفريقى من 265 عضواً يتم إختيارهم عبر الإنتخاب من جميع الدول الأعضاء المكونة للاتحاد الأفريقى، ويهدف تشكيل البرلمان إلى توفير مشاركة الشعوب الأفريقية فى صياغة التشريعات التى ترسم سياسة الإتحاد الأفريقى وتحدد توجهاته وأهدافه.
محكمة العدل الأفريقية:
تم اعتماد البروتوكول الخاص لإنشاء محمكة العدل الأفريقية فى العام 2003 م,وينص قانونها التأسيسى على البت في الخلافات بين الدول الأعضاء حول تفسير المعاهدات الخاصة بالإتحاد الأفريقى, ومن المرجح أن يحل محل هذا البروتوكول بروتوكول لإنشاء محكمة العدل وحقوق الإنسان، والتي تتضمن محكمة العدل الأفريقية وحقوق الإنسان، وتحتوى هذه المحكمة أقسام للمسائل القانونية وآخر لأحكام معاهدات حقوق الإنسان.
لجنة حقوق الإنسان :
أنشئت اللجنة الأفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب عام 1986، وقد أنشئت بموجب الميثاق الأفريقى لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب, ومهمتها رصد وتعزيز امتثال الدول الأعضاء للميثاق الأفريقى لحقوق الإنسان، حيث تعتبر الذراع الأفريقى الوحيد لشئون حقوق الإنسان, ولتدعيم عمل اللجنة أنشأ الإتحاد الأفريقى عام 2006 م المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب، بعد أن نص ميثاق الإتحاد الأفريقى على إنشائها, ومن المقرر أن يتم دمج المحكمة الأفريقية لحقوق الإنسان وحقوق الشعوب مع محكمة العدل الإفريقية.
لجنة الممثلين الدائمين الإتحاد الأفريقي :
وهى لجنة ذات مهام رقابية ويعين لها سفراء من ذوى الخبرة من قبل الدول الإفريقية المنضوية تحت الإتحاد الأفريقى, ولدى اللجنة جدول زمنى لإجتماعاتها,وتقوم اللجنة بإعداد المهام للمجلس التفيذى قبل أن يحيلها إلى الجمعية العامة.
مجلس السلم والأمن الأفريقى :
أجاز مؤتمر القمة الأفريقية الذى إنعقد فى مدينة ديربان الجنوب أفريقية فى يوليو من العام 2002 م بروتوكول مجلس الأمن والسلم الأفريقى الذى تضمن طبيعة وهيكل المجلس ومبادئه وأهدافه وكيفية تكوينه, ومن واجبات المجلس حسب نص المادة الثالثة من الفقرة (ب) الدفاع عن وحدة الدول الأفريقية والحفاظ على سيادة أراضيها وإستقلالها, بينما تؤكد الفقرة (و) من المادة الثالثة على تعزيز السلم والأمن الأفريقى والفقرة (هـ) من نفس المادة على تسوية الخلافات بين الدول الأعضاء بطرق التسوية المختلفة, ويتشكل مجلس السلم والأمن الأفريقى من خمسة عشر عضواً منتخباً عشرة منهم ينتخبون لمدة عامين وخمسة أعضاء لمدة ثلاثة أعوام وذلك لتحقيق الإستمرارية للمجلس مع مراعاة التمثيل الإقليمى المتساوى.
المجلس الاقتصادي والاجتماعي والثقافي :
وهو يهتم برعاية الإتحادات الأفريقية ومنظمات المجتمع المدنى الأفريقية وتسجيلها فى المفوضية الأفريقية, كما يقوم بتقديم الدعم المالى لهذه المنظمات والإتحادات الأفريقية بغرض تقليل إعتمادها على الدعم القادم من خارج القارة الأفريقية الخارج.
اللجان الفنية المتخصصة :
توجب كل من معاهدة أبوجا والقانون التأسيسى اللجان الفنية المتخصصة أن تضم وزراء أفارقة من أجل تقديم المشورة للجمعية العامة للإتحاد الأفريقى, وأعمال اللجان المتخصصة تختص بالمواضيع المقترحة التالية:
1. الاقتصاد الريفى والمسائل الزراعية.
2. الشؤون النقدية والمالية.
3. التجارة الجمارك.
4. الهجرة.
5. الصناعة والعلوم والتكنولوجيا.
6. الطاقة والموارد الطبيعية.
7. الصحة والبيئة.
8. النقل والإتصالات والسياحة.
9. العمل والموارد البشرية.
10. الشؤون الاجتماعية التربية والثقافة .
المؤسسات المالية للإتحاد الأفريقى :
يهدف الاتحاد الأفريقى لتوحيد العملة الأفريقية وذلك بحلول عام 2028 م وقد أقترح أن يطلق عليها إسم (الآفرو),وتتكون مؤسسات الإتحاد الأفريقى الإقتصادية والنقدية والمالية من الآتى:
1. البنك المركزى الأفريقى ومقره بمدينة أبوجا النيجيرية.
2. البنك الأفريقى للإستثمار ومقره بمدينة طرابلس الليبية.
3. صندوق النقد الأفريقى ومقره بمدينة ياوندي الكاميرونية.
المجموعات الإقتصادية والإقليمية الأفريقية :
يلزم الإتحاد الأفريقى الحكومات الأفريقية بتحقيق التكامل الإقتصادى الأفريقى عن طريق تنفيذ قراراته ذات الطابع الإقتصادى على المستوى الوطنى والإقليمى والقارى ويعترف الإتحاد الأفريقى فقط بثمانى مجموعات إقتصادية أفريقية إقليمية وهى :
1. إتحاد المغرب العربى.
2. جماعة تنمية الجنوب الأفريقى (SADC).
3. الجماعة الإقتصادية لوسط أفريقيا (ECCAS).
4. الجماعة الإقتصادية لدول غرب أفريقيا (ECOWAS).
5. السوق المشتركة لدول شرق وجنوب أفريقيا (COMESA).
6. مجموعة شرق أفريقيا (EAC).
7. تجمع دول الساحل والصحراء (س.ص).
8. الهيئة الحكومية المشتركة للتنمية (IGAD).
أهداف نشأة الإتحاد الأفريقى :
1. تعزيز قيم الوحدة الأفريقية,وذلك عبر تعميق الوعى بالوحدة الأفريقية وفقاً للمادة (3) من القانون التأسيسى للإتحاد الأفريقى عبر المنظمات الأفريقية الحكومية وغير الحكومية ووسائل الإعلام الجماهيرى الأفريقى.
2. تعبئة وإشراك الشعوب الأفريقية من أجل تحقيق الوحدة والإندماج الأفريقى,وذلك عبر إنشاء آليات ومؤسسات على الصعيد الوطنى تعمل كمراكز تعبئة لعملية التوحد والإندماج الأفريقى بالتنسيق مع الإتحاد الأفريقى.
3. التجديد المؤسسى,وذلك من خلال زيادة كفاءة مؤسسات الإتحاد الأفريقى المناط بها تنفيذ مهام مشروع الوحدة الأفريقية,ومعالجة القصور فى مؤسسات الإتحاد الأفريقى عبر وضع برنامج زمنى يهدف لإعادة تقويم وإصلاح هياكل مؤسسات الإتحاد الأفريقى ومن ثم تحقيق التجديد المؤسسى للإتحاد الأفريقى.
4. حرية تنقل الأفارقة بين الدول الأفريقية,وهو يعتبر من الشروط المهمة لتحقيق التكامل الإقتصادى والسياسى والتكامل والإندماج بين شعوب القارة الأفريقية.
5. ترشيد المجموعات الإقتصادية الأفريقية,وذلك عبر إزالة جوانب التداخل والإذدواجية بين المجموعات الإقتصادية الأفريقية والتى تؤدى إلى تشتيت الجهود وعدم القدرة على حل المشاكل الإقتصادية فى القارة الأفريقية,وعليه ترشيد المجموعات الإقتصادية الأفريقية يصب فى خانة التغلب على المشكلات الإقتصادية القائمة وتحقيق تقدم فى مجال الإقتصاد الأفريقى.
6. إقامة سوق إفريقية مشتركة,وتفرض تحديات عملية العولمة على القارة الأفريقية من إعداد خارطة طريق تهدف لإقامة سوق أفريقية مشتركة وجماعة إقتصادية أفريقية قارية عبر خلق إستثمارات أفريقية وتكوين شركات إستثمار أفريقية تكون قادرة على تحقيق الإستقرار فى الأسواق الأفريقية ومنافسة السلع والخدمات القادمة من خارج القارة.
7. إقامة المؤسسات المالية والنقدية الأفريقية,وذلك عن طريق الإسراع بإقامة المؤسسات المالية والإقتصادية والنقدية الأفريقية وتفعيل دورها على المستوى القارى.
8. تعبئة النخب الأفريقية إتجاه التوحد القارى,وذلك عن طريق تعبئة هذه النخب الأفريقية فى إطار مشروع الوحدة الأفريقية لبلوغ الهدف الرئيسى للإتحاد الأفريقى وهو التكامل والوحدة والإندماج بين جميع الدول والشعوب والمجتمعات الأفريقية.
9. حل قضايا التنمية والتعاون الأفريقى المتمثلة فى الآتى :
a. تحقيق التنمية الصناعية فى أفريقيا.
b. تحقيق التعاون العلمى والثقافى.
c. تفعيل الشركات الخارجية.
موقف الإتحاد الأفريقى من الصراعات الداخلية والإقليمية :
أهم أهداف الاتحاد الافريقى هو تعزيز الأمن والسلم فى القارة الأفريقية والحل السلمي للنزاعات بين الدول المكونة لعضوية الإتحاد الأفريقى وذلك عبر العديد من الوسائل المستخدمة فى فض النزاعات والتى تقررها آلية الجمعية العامة للإتحاد الأفريقى, والجمعية العامة (مؤتمر الرؤساء) هى الجهة الأولى المناط بها تحقيق الأمن والإستقرار وفض النزعات,أما مجلس الأمن والسلم الأفريقى فهو الجهة المناط بها متابعة تنفيذ تلك المبادئ والأهداف الخاصة بالحفاظ على الأمن والسلم وفض النزعات بالطرق التى حددتها المواد الخاصة بحفظ الأمن والسلم فى دستور الإتحاد الأفريقى باعتباره الهيئة الرئيسية لتنفيذ كل ما يتعلق بالحفاظ على الأمن والسلم وفض النزعات فى القارة الأفريقية,ومجلس الأمن والسلم مخول له العديد من السلطات لتحقيق مبدأ الأمن والسلم منها القيام بإرسال بعثات للسلام،وفرض العقوبات في حالة حدوث أي تغير غير دستوري لأحد الحكومات الأفريقية، وإتخاذ المباردات والإجراءات الذي يراها المجلس مناسبة لمنع أي النزاعات القابلة للإشتعال،أوإيقاف النزاعات المشتعلة, ومجلس السلم والأمن هو هيئة أفريقية لصنع القرار وتعتبر قراراته ملزمة للدول الأعضاء,ونص المادة 4 (ح) من القانون التأسيسى للإتحاد الأفريقى، والمادة 4 من البروتوكول التأسيسى لمجلس السلم والأمن تخول للإتحاد الأفريقى التدخل في أي دولة من الدول الأعضاء فيه فى حالة حدوث جرائم الحرب والإبادة الجماعية والجرائم الأخرى التى يعتبرها الإتحاد الأفريقى أنها ضد الإنسانية, ويجب أن تصدق الجمعية العامة بناءاً على توصية من مجلس السلم والأمن الأفريقى على قرار التدخل، ومنذ اجتماع مجلس السلم والأمن الأول في العام 2004 م إهتم مجلس الأمن والسلم الأفريقى بفض النزاعات التى نشأت فى العديد من البلدان الأفريقية كأزمة إقليم دارفور فى السودان, وجزر القمر, والصومال, وجمهورية الكونغو الديموقراطية, بوروندي، كوت ديفوار وغيرها من البلدان الأفريقية الأخرى, كما إتخذ قرارات نشر قوات حفظ سلام تابعة للإتحاد الأفريقى في كل من الصومال (AMISOM) وإقليم دارفور السودانى (UNAMID)،كما تم فرض عقوبات على الأشخاص المهددين للسلم والأمن عبر حظر السفر وتجميد الأصول المالية لزعماء التمرد في جزر القُمر بالإضافة لتدخل القوات الأفريقية لإستعادة جزيرة الإنجوان لصالح المحافظة على سيادة دولة جزر القمر بعد إنفصالها,كما يعمل المجلس على الإشراف على إنشاء قوة الاستعداد الأفريقية لتكون بمثابة قوة حفظ سلام دائمة للقارة.
الخاتمة:
تتطلع القارة الإفريقية على إدارة أمورها الداخلية بنفسها, وأن تضع حداً للتدخلات الخارجية فى شؤونها الداخلية, وأن تتجه نحو بناء السلام فى جميع أرجائها,وأن تتعامل بندية مع كل العالم الخارجى,ويرى قادتها أن لا يكون هنالك موطىء قدم فى أفريقيا لمن يريد تحقيق مصالحه على حساب مصالح القارة الأفريقية عن طريق الإرغام والإكراه وذلك عبر جعل الإتحاد الأفريقى مؤسسة فاعلة وقوية, وأن لا تكون هنالك آلية غيره للتعامل مع الآخرين إلا عبره لتحقيق مصالح الشعوب الأفريقية, إن تكوين إتحاد أفريقى فاعل هو ما تطلبه القارة الإفريقية وتنادى به شعوبها من أجل محاربة الفقر ووقف الحروب وتحقيق الإستقرار لشعوب ومجتمعات القارة الأفريقية.
عاصم فتح الرحمن أحمد الحاج
باحث وخبير إستراتيجى فى شؤون القارة الأفريقية ومتخصص فى شؤون القرن الأفريقى
asimfathi@inbox.com