الإسلام هل لاسمه من علاقة بما جاء فيه من تشريعات وإحكام

 


 

 

بسم الله الرحمن الرحيم


الاسلام من ناحية لغوية  من اشتقاق مادة سلم ومنها السلم مع تشديد السين و فتح اللام وهو الاستسلام وسلم بكسر السين  السلام وقرا أبو عمر ادخلوا في السلم كافة وذهب بمعناها الي الإسلام والسلم  بمعني الصلح والسلم بكسر السين وتسكين اللام المسالم  يقول إنا سلم لمن سالمني والسلام البراءة من العيوب واسلم دخل في السلم بفتح السين واللام وهو الإسلام والتسالم هو التصالح لكننا نريد إن نتعرف  إن كانت هناك صله لهذا الاسم وبهذا المعني الاشتقاقي من صلة بما جاء به من إحكام , وعلي حسب علمنا المحدود بما جاء في الإسلام  من تشريعات وإحكام   
لم يكن هذا الاسم كأي اسم من الأسماء ولم يكن مصادفة ولم يكن عشوائيا ولم يختاره رسول الله صلى الله عليه وسلم لكنه كان اختيارا الاهيا واسم ربانياً وقد سماه  الله إسلاماً عندما قال:-(ان الدين عند الله الإسلام ) وسماه  ثانيا اسلام فى قوله  
(ومن يبتغى غير الإسلام فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين) فالاسم له مدلولاته  ومقاصده التي يحملها في طياته وتشريعاته  واوامره ونواهيه.
فتعال نستعرض هذه العلاقة  وهل فيها ما يتطابق مع هذا الاسم ولا يتعارض معه فالإسلام مشتق من السلام وربه السلام والنبي الذي أرسل به دعوته قائمه على السلام والعدل الإحسان والصدق والامانه حتى قد سماه قومه الصادق الأمين وله من الصفات مايجسد هذه المعاني  السلمية الأمنية فقد كان رقيق القلب روؤفاَ رحيماً يلاقى الناس بالبشاشة يكرم الداخل عليه يبتسم من غير ضحك ويحزن من غير عبوسه لم يغضب لنفسه الاان تنتهك حرمات الله من خالطه أحبه وقدمه على الاهل و المال يقضى حاجة الكبير والصغير من الأطفال لم يمد يده لطمع ولم يتجشأ من شبع ماسب ولا نهر يسكن أبأس الحجراذا قام لامس رأسه سقفها وإذا مد رجليه لامست الجدر لكنه كان عند أصحاب أعظم من كسرى وقيصر والذي يشهد له بالرسالة ولله بالوحدانية يسمى مسلماَ والمسلم جاء في تعريفه من سلم المسلمون من لسانه ويده والمسلم ليس بطعان ولا لعان ولا فاحش ولا بذئ والمسلم الذي يحسن التعامل في كل شئ ومع كل شئ وهو يحسن للمسلم والكافر والإنسان والحيوان وهو الذي يغرس الشجر ويميط عن الطريق الأذى والحجر وهو المأمور بإفشاء السلام على من يعرف وعلى من لايعرف وفى حديث الرسول صلي عليه وسلم (الأ ادلكم على شئ إذا فعلتموه تحاببتم قالوا بلى قال  افشوا السلام بينكم ) وقد أمر الله  سبحانه  الرسول صلي عليه وسلم إن يجير المشركين إذا استجاروا به وذلك في قوله (وان احد من المشركين أستجارك فآجره حتى يسمع  كلام الله ثم أبلغه مأمنه) كما أمره أن يسالم الكفار إن أردوا ذلك في فوله تعالى (وان جنحوا للسلم فاجنح لها)
لم تكن بقية التكاليف  من فرائض  وسنن بعيده عن هذا المقصد السلمي  التصالح المحفوف بالمحبة والعمل الجماعي المتعاون على البر والتقوى
ففرض الأسلام الصلاة وشجع على إقامتها في جماعة حتى تتحقق ذات المعاني من تعاون وذوبان للفوارق الاثنية والاجتماعية  وحرص فيها على تسوية الصفوف  وان يكون الكتف مع الكتف والقدم مع القدم وغاية ذلك إن يكون المجتمع كذلك في كل شئ فتصفو القلوب وتتطهر من الشحناء والبغضاء وتنشب المحبة بتفقد المصليين يبعضهم بعضاَ فيكونوا عباد الله إخوانا هكذا الصلاة تبدأ بالالتئام والوئام وتنتهي بالسلام ثم فريضه الزكاة والتي تعالج الفقر في المجتمع وتذهب الغل  وتزرع المودة التي تفضي الي التكافل وبه يتحقق السلم الاجتماعي
ثم الصوم والذي من مقاصده إن يحس الأغنياء بما يحسه الفقراء فيبذلوا ماعندهم ويتصدقوا وقد حض على الإفطار في جماعة بقوله :-(من فطر صائم فله اجر صائم )فيتحقق ذات الهدف وهو جماعية الإسلام وجسده الواحد وبنيانه الذي يشد بعضه بعضا
وأخيرا الحج والذي يعتبر اكبر وسيلة دعوة للأمن والسلم العالميين ودعوة لوحدة العالم كما توحد الحجاج في مكان واحد بزى واحد يتجهون الي قبلة واحدة وقد تساقطت الفوارق بإجتماع بعض مندوبين يمثلون كل شعوب العالم على اختلاف ألسنتهم وألوانهم وكأنهم يقولون نحن أبناء أب واحد وأم واحده جئنا لنعبد رباَ واحد ونتجه لقبلة واحدة وينادون بلسان حالهم على بقية المتخلفين عن الركب إن هلموا والحقوا بنا حتى نكون الأمة الواحدة والتي هي خير امة أخرجت للناس يأمرون بالمعروف وينهونه عن المنكر ويؤمنون بالله ولاشك  إن الذي يأمر بالمعروف وينهى عن المنكر هو داعية للسلام وإشاعة الأمن
هذا وقد وضح من هذا الاستعراض إن كل صغيرة وكبيرة لها علاقة بالاسلام غايتها إن يشيع السلام وتعم الفضيلة وتختفي الرذيله ويسود العدل ويزول الظلم وذلك في قوله تعالى (إن الله يأمر بالعدل والإحسان وإيتاء زى القربى وينهى عن الفحشاء والمنكر والبغي يعظكم لعلكم تتذكرون) وقوله
(قل تعالوا أتلو ما حرم ربكم عليكم إلا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من املأق نحن نرزقكم وإياهم ولاتقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النفس التي حرم الله إلا بالحق ذلكم وصاكم به لعلكم تعقلون * ولاتقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن حتى يبلغ أشده وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلف نفس إلا وسعها وإذا قلتم اعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد الله  أوفوا ذلكم وصاكم به  لعلكم تذكرون ) هذا هو الإسلام لمن يعرفه يمكنه إن يزداد معرفة وللذي لا يعرفه كتابه مفتوح للمعرفة وعلى من يريد المعرفه أن يرجع الي مراجعه ويأخذه من مصادره الصحيحة وعليها يزن أقوال وأفعال المنسوبين له والى تعاليمه فما وافقه فهو اسلامى  وما خالف فمردود على أهله مهما تمظهروا بمظهر الدين ونسبوا الي الإسلام الذي جاء بالحنفية البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك وعلى الذين يحاولون  وصم الإسلام بالإرهاب والتشدد والتخلف إن يكفوا عن ذلك , أما علموا إن نوافذ الكذب والتضليل والتشويش قد أغلقتها أجهزة الاتصالات والمعرفة وهى متاحة للقاصي والداني وللبادي والحاضر وقد تنكر العين ضوء الشمس من رمد وينكر الفم طعم الماء من سقم
لكن الحقيقة تظل هي الحقيقة مهما طال الزمن وترادفت  عليها السواتر وتكاثفت الحجب والحقيقة كالظل  والظل لاتدفنه الرمال

E-mail:ahmedtigany@hotmail.com

 

آراء