الإنقاذ .. العناد والإفلاس السياسي .. ووطن يحترق

 


 

 


بسم الله الرحمن الرحيم

مازلنا نعيش فى احتقان سياسى محموم بل صراع وافلاس وعناد  سياسى مذموم ثقيل العيار ، حذرنا منه ولا نزال نكررونحذر . مضى ربع قرن من الزمان والبلاد تعيش فى حالة اللااستقرار يخبو قليلا ثم ما يلبث ان يتصاعد . ان العناد والافلاس السياسى ينشر الفوضى ويقسم الوطن ويعمل على تجزئته  ( وقد كان) . وما كنت يوما اعتقد ان المشروع الحضارى عبارة عن سرقة واتهام وكذب وبهتان حتى ظهرت الحقيقة ووصل الفساد الى اروقة الحزب الحاكم ومجالسه البرلمانية  ( آخر لحظة 18/ 3/ 2014 ) والسبب فى ذلك العناد والافلاس كمغامرة سياسية استنزفت المصداقية المفقودة ، وبات المواطن الان يبحث عن جناح بعوضة ليحلق به بعيدا عن همومه ومتاعبه فى وطنه . وفى كل يوم تطالعنا الصحف والقنوات الفضائية مآلات العناد و الافلاس وتكاليفهم الباهظة . تأمل صور البؤس التى تطالعك بها معسكرات اللاجئين فى المخيمات التى اقيمت لهم . روى احد الاخوان زار هذه المواقع قصصا مفزعة مخجلة عن احوال الذين وجدوا انفسهم وبدون ارادتهم فى ظروف قاسية لا تحتمل . لماذا عجزنا عن توفير ما يلزمهم من مساعدات  ؟ أو اعادتهم الى منازلهم وقراهم . تصور الالاف من السودانيين فروا وهجروا مساكنهم خوفا على حياتهم وشرفهم وكرامتهم وهم على مرمى حجر من وطنهم المحترق . أى نظام سياسى لا يقنع هؤلاء بان يعودوا الى بيوتهم آمنين ، ,اى عاقل سياسى يستبد به العناد ويبقى ممسكا بزمام السلطة والكرسى الوثير الزائف وشره المستطير . ما ضر الحزب الحاكم لو استخدم مشرطة لازالة الورم السياسى الذى ارهق الحزب والشعب معا . لا نريد للمواطن ان يكون ضحية تتقاسمه المخيمات او ان يكون فزعا متوقعا رجال ( المليشيات ) المسلحة الذين حولوا تلك المناطق الى ملاذات غير آمنة  .لقد علمتنا التجارب ضرورة الخروج من دوائر العناد السياسى وان نقبل بقليل من التنازلات وبكثير من التوافقات الى كلمة سواء .  ان الذى يجرى الان عبارة عن مزيج من أزمة الثقة و الواقع الذى تعيشه الطبقة السياسية ، والنتيجة هذه الحالة من التردى فى بنية الدولة ، فهناك فراغ متمادى ساعد على عدم اعادة الحياة لشرايين الدولة ، الامر الذى ادى الى حالة من التأزم و الانهيار بسبب غياب المعالجات الضرورية وعدم القدرة على وضع جدية للانعاش . الى متى يوجه الاخ عمر الوزراء بمكافحة الفساد وبلغ حجم الاعتداء على المال العام اكثر من ثلاثة مليار بولاية الخرطوم . ويبقى السودان فى حالة من انعدام الوزن والضياع . ولا احد من السودانيين ينتظر من اهل السياسة المعجزات ، ولكن كل السودانيين يحملون القيادات حالة الافلاس السياسى وما وصلت اليه الامور المعيشية فضلا عن استعار نار الفتنة التى اصبحت على الابواب فى اغلب بقاع السودان . والحل الذى نراه الان هو  التخلى عن العناد السياسى الى عقلانية اكبر بكثير فى المحيط السياسى وعدم السماح لاؤلئك الذين يحركون ذئاب الكراهية بداخلنا وان نحمى انفسنا من ان ننجر خلف طوفان الكراهية  . ان غياب الدستور وانتظار الحلول من الخارج يدلان على ضعف فى الارادة الوطنية فيما المطلوب فى الراهن المعاصر تصويب الواقع المعاش حتى لا يحترق الوطن .

أ . د / صلاح الدين خليل عثمان أبو ريان  ....... أمدرمان
prof.salah@yahoo.com

 

آراء