“الإنقاذ” برأسيّن وذراع باطشة … بقلم: مؤيد شريف

 


 

مؤيد شريف
18 April, 2011

 



"الإنقاذ» التى تستقبل «مشعل حماس» بالورود والأحضان المُشرعة ، وتبسط تحت قدميه المفرشة الحمراء كما الرُّؤساء ، وتضع الأموال الطائلة من مال الشعب المُفقر تحت تصرفه ، هي ذاتها «الإنقاذ» التى تجمع الإسلاميين من الأعراب والأفغان ، وتُكومهم في طائرة ، وتبعث بهم إلى جحيم مُحقق ، هم بلا شك ملاقوه في بلدانهم .
° وهي ذاتها التى تستقبل «شيخ شريف الصومال»،وتُبدي دعمها له في الظاهر والعلن ، وما أن يُدير ظهره ، حتى تستقبل غريمه الإسلامي المُتشدد طاهر عويس ، ويجد عندها كل الدعم والمُساندة بكل الأشكال .
° و«رأس» فيها ، كلما وجد سبيلا لمنبر للحديث ، حدثنا عن التعافي الإجتماعي ، ورتق النسيج ، و«الفي جيب أخوي في جيبي» ، والتصالح والتصافي ، وان وطناً بلا حُريات مُشاعة ليس جديرا بالإحترام ... وكلاماً آخر كُله جميل ومطلوب .
° ما أن يُدير «الرأس» ظهره للمنبر ، ينزوي كل أثر لصوته ، ويتراجع صداه حتى يكاد أن يُنسى . ويتصدر المشهد «رأس» آخر ، مفارق في القول ، لا يتلعثم في كيل السُّباب وقبيح الكلام ، بل وبذيئه . ولا يتوانى في إستخدام أموال الشعب في إشاعة الفتنة والفرقة ، وصناعة الغُّبن وإحداث الشُّروخ الغائرة ، ولا يرتجف منه جفن وهو ينهبُ ما في الجيوب عنوةً وعتوا ، ليملئ به جيوب قِّلة من المنتفعين المُتخمين ، هم الأصلُّ فيه ، وتُكمم الأفواه بالرقابة والتخويف والإرعاب ، ويُقنن الحجر والمنع عن الصدور للصُحف المُستقلة القليلة ، أو ما تبقى منها صامدا ، بالقانون وغطاءٍ من قضاء مُسيس حتى عظم النُخاع ، وتُجفف مصادر دخولها بالمكر السيء ، ويُمنع الإعلان عنها ، ويُقتصر على أو يُحتكر لمصلحة قِّلة مُنتقاة من الصُحف المُستأنسة بالمال .
° رأسان يبدوان ، في ظاهر الأمر وعلى سُطوحه ، ينتطحان ويتمايزان ، بيد أنهما متداخلان مُلتصقان ، لا يُعرف برزخا يفصل بينهما . وإن بدت الأقوال على طرفي نقيض ، فالأفعال تتناغم ، والأدوار تُتبادل بحرفة الخبث ، ونزعة الرغبة في البقاء .
° يُدرك كل واحد من الرأسين ان بقاءه رهين ببقاء الآخر ، فهما كجسد مُثقل برأسين ، يُدبرُ كل منهما الأمر على طريقته ، غير أنهما يحرصان على أن تظل الذراع الباطشة من الجسد ، فبها بقاءهما ، ودونها هلاكهما .
sharifmuayad@gmail.com
 

 

آراء