التحديات التربوية في المجتمعات المختلفة
نور الدين مدني
6 September, 2021
6 September, 2021
كلام الناس
noradin@msn.com
*إرثي الثقافي والإجتماعي يحاصرني ويقيدني في كثير من الاحيان وأجد نفسي في حيرة بين ما تعلمته ونشأت عليه وبين ما أعيش وسطه هنا وأتساءل ترى كيف سيكون مصير أبنائنا وبناتنا‘ وهل سيكونون إمتداداً لنا أم أنهم سيخرجون من بين أيدينا ؟.
*هكذا بدأ راشد أنور المقيم مع أسرته في أستراليا منذ سنوات رسالته الإلكترونية التي حكى لي بعض المواقف التي أقلقته‘ منها الحوار الذي دار بينه وبين فتاة سودانية لم تبلغ العشرين عاماً حول ملابسها" الكاشفة" وكيف أنها اجابته قائلة : ليس لدي ما أخفيه‘ أنا متوافقة مع نفسي .. أرتدي ما أشاء.
*مضى راشد قائلاً لم أندهش في حياتي كما اندهشت في ذلك اليوم‘ ودخل الخوف في قلبي على مصير إبنتي في هذه البيئة الإجتماعية المختلفة‘ وتساءلت في حيرة ترى هل سأنجح في تربيتهما وفق "إرثنا" العقدي والأخلاقي وكيف ؟.
*الذي حيرني أكثر أنه بعد أيام قلائل على هذا الحوار صادفت شاباً سودانياً لم يبلغ العشرين عاماً وهو يرسل لحيته ويرتدي جلباباً قصيراً ويقول لي : إن الموسيقى والغناء والرسم من اعمال الشيطان.
*هذه بعض النماذج للمعضلات التربوية التي تواجه الأسر السودانية في مثل هذه المجتمعات المتعددة الأعراق والثقافات التي تحمي الصغار حتى من امهاتهم وأبائهم ونخشى ان يخرجوا علينا وعلى قيمنا وتراثنا العقدي والمجتمعي.
*إنتهت رسالة راشد التي أوضح فيها بصدق وجرأة بعض التحديات التي تواجه الأباء والأمهات وأولياء الامور في مثل هذه المجتمعات‘ ولا أدعي أنني اقدر على الإجابة على تساؤلاته المقلقة‘ لكنني أقول أن الأمر يتطلب درجة كبيرة من الوعي والحذر في التعامل مع الأولاد والبنات في هذه المجتمعات.
*إذا أخذنا حالة الشاب الذي يعتبر كل الفنون من أعمال الشيطان فإنه نتاج التناقض القيمي الذي يعيشونه في هذه البلاد - مع غياب القدوة الحسنة - فيقع بعضهم/ن في حبال جماعات الغلو والتكفير الذين يصورون لهم/ن الإسلام وكأنه المقابل المعادي للعلوم والحضارة والتقدم البشري.
*الأهم في رايي ان يبدأ الاهتمام بالأبناء والبنات منذ سنوات التكوين الأولى قبل مرحلة الأساس وتحصينهم/ن دينياً وأخلاقياً دون إملاء أو قهر‘ وتقديم القدوة الحسنة لهم/ن في السلوك والفعل داخل الأسرة اولاً‘ ومراقبتهم/ن بمحبة وتفهم دون أن نعزلهم/ن عن المجتمع المحيط حتى ينشأوا في مناخ متوازن يساعدهم/ن على شق طريقهم/ن في الحياة العامة باتزان وعقلانية وتوافق مجتمعي ونفسي.
noradin@msn.com
*إرثي الثقافي والإجتماعي يحاصرني ويقيدني في كثير من الاحيان وأجد نفسي في حيرة بين ما تعلمته ونشأت عليه وبين ما أعيش وسطه هنا وأتساءل ترى كيف سيكون مصير أبنائنا وبناتنا‘ وهل سيكونون إمتداداً لنا أم أنهم سيخرجون من بين أيدينا ؟.
*هكذا بدأ راشد أنور المقيم مع أسرته في أستراليا منذ سنوات رسالته الإلكترونية التي حكى لي بعض المواقف التي أقلقته‘ منها الحوار الذي دار بينه وبين فتاة سودانية لم تبلغ العشرين عاماً حول ملابسها" الكاشفة" وكيف أنها اجابته قائلة : ليس لدي ما أخفيه‘ أنا متوافقة مع نفسي .. أرتدي ما أشاء.
*مضى راشد قائلاً لم أندهش في حياتي كما اندهشت في ذلك اليوم‘ ودخل الخوف في قلبي على مصير إبنتي في هذه البيئة الإجتماعية المختلفة‘ وتساءلت في حيرة ترى هل سأنجح في تربيتهما وفق "إرثنا" العقدي والأخلاقي وكيف ؟.
*الذي حيرني أكثر أنه بعد أيام قلائل على هذا الحوار صادفت شاباً سودانياً لم يبلغ العشرين عاماً وهو يرسل لحيته ويرتدي جلباباً قصيراً ويقول لي : إن الموسيقى والغناء والرسم من اعمال الشيطان.
*هذه بعض النماذج للمعضلات التربوية التي تواجه الأسر السودانية في مثل هذه المجتمعات المتعددة الأعراق والثقافات التي تحمي الصغار حتى من امهاتهم وأبائهم ونخشى ان يخرجوا علينا وعلى قيمنا وتراثنا العقدي والمجتمعي.
*إنتهت رسالة راشد التي أوضح فيها بصدق وجرأة بعض التحديات التي تواجه الأباء والأمهات وأولياء الامور في مثل هذه المجتمعات‘ ولا أدعي أنني اقدر على الإجابة على تساؤلاته المقلقة‘ لكنني أقول أن الأمر يتطلب درجة كبيرة من الوعي والحذر في التعامل مع الأولاد والبنات في هذه المجتمعات.
*إذا أخذنا حالة الشاب الذي يعتبر كل الفنون من أعمال الشيطان فإنه نتاج التناقض القيمي الذي يعيشونه في هذه البلاد - مع غياب القدوة الحسنة - فيقع بعضهم/ن في حبال جماعات الغلو والتكفير الذين يصورون لهم/ن الإسلام وكأنه المقابل المعادي للعلوم والحضارة والتقدم البشري.
*الأهم في رايي ان يبدأ الاهتمام بالأبناء والبنات منذ سنوات التكوين الأولى قبل مرحلة الأساس وتحصينهم/ن دينياً وأخلاقياً دون إملاء أو قهر‘ وتقديم القدوة الحسنة لهم/ن في السلوك والفعل داخل الأسرة اولاً‘ ومراقبتهم/ن بمحبة وتفهم دون أن نعزلهم/ن عن المجتمع المحيط حتى ينشأوا في مناخ متوازن يساعدهم/ن على شق طريقهم/ن في الحياة العامة باتزان وعقلانية وتوافق مجتمعي ونفسي.