التدين الشعبي السوداني

 


 

 

كلام الناس
في البدء أشكر الأستاذ بكري جابر الذي مدني باخر إنتاج الدكتور حيدر إبراهيم مدير مركز الدراسات السودانية الذي وصل حديثاً إلى هذه القارة النائية كتاب الإسلام السوداني.
أكد الدكتور حيدر في هذا الكتاب حقيقة دور الطرق الصوفية في نشر الإسلام في السودان عبر دراسة أنثروبولوجية في التدين الشعبي السوداني، وليته إختار هذا العنون لكتابه بدلاً من الإسلام السوداني.
تحت عنوان "التصوف وخصوصية الصوفية السودانية" قال الدكنور حيدر : هذه الطرقية في دخول الإسلام وتعايشها مع الثقافات المحلية جعل من الطبيعي أن يتنشر الإسلام في السودان عبرها.
لم تأخذ الصوفية السودانية منحى فلسفياً بل أخذت شكلاً عملياً سلوكياً باعتبارها نهج القوم الذي عليه سلوكهم إلى حضرة الله تعالى وقال : تمت سودنة التصوف في السودان وصارت له خصوصية محلية واضحة.
أضاف الدكتور حيدر قائلاً : إن الإسلام تأسس في السودان على هدى الطرق الصوفية التي وفدت من الحجاز والمغرب ومصر وأن كثيراً من الوافدين العرب جاءوا للسودان وهم يحملون تدينهم الصوفي الأمر الذي تأثر به أهل السودان وتعايشوا معه وجعلهم قادرين على العيش والتوافق مع البيئة المادية والبشرية المحيطة بهم.
تم تخصيص الفصل الثالث من الكتاب للممارسات والمعتقدات الصوفية المختلفة عن الدين "الأصولي" مثل الزواج بأكثر من أربع زوجات وامتلاك السراري، إضافة لحالات الملامتية.
برر الدكتور حيدر الغلبة للطرق الصوفية في السودان بما تميزت به الصوفية من مرونة وفهم للشخصية السودانية وعادات وتقاليد أهل السودان وثقافاتهم المتوارثة وفطرتهم القائمة على التسامح والوداعة.
في الفصل الرابع ذكر بعض الحركات الدينية التي تفرد بها السودان مثل الزبالعة والعجيمية والمهدية والختمية، أما الفصل الخامس فقد خصصه عن التدين والطرقية الصوفية في السودان وتطرق فيه لدور القبلية والطائفية في تشكيل تاريخ السودان المعاصر.
في ختام الكتاب تناول الدكتور حيدر أمر المال والعقيدة والسياسة الطائفية وقال أنها مهدت لقيام "الحركة الإسلاموية" في السودان وأشار إلى أن "الأخوان المسلمين" في السودان حاولوا توظيف الطرق الصوفية في محاربة الشيوعية وهكذا كانت نظرتهم للصوفية براجماتية نفعية كعهدهم في كل سياساتهم في إستغلال الدين للتمكين لسلطتهم وسياساتهم التي ثارت ضدها الجماهير وأسقطتها.

noradin@msn.com

 

آراء