الخرصانة الرغوية
17 December, 2009
خرصانة بدون سخانة
من الصعب الكتابة عن موضوع علمي متخصص بلغة بسيطة يستوعبها القارئ العادي هذا ما سأحاول فعله في هذا المقال.
جري علي لسان الناس مقولة ( خرسانة وسخانة) وهي كلمة تعبر حقا عن خواص هذه الخرصانة الحارة في كل تفاصيلها. فهي حارة اثناء تفاعلها حيث تنتج حرارة تسمي ( حرارة الأماهة) تزداد بازدياد حجم الخرصانة حتي يصل الأمر لدرجة استخدام الماء المثلج عند الصب تفاديا لحدوث مشكلات مثل تشقق الخرصانة.
هذه الخرصانة ساخنة ايضا بعد الصب وعن الاستخدام ، فعناصرها المكونة من الاسمنت في الاساس مختلطا ببقية العناصر من رمل وحصي مع الدمك والخلط الجيدان تجعل منها موصلاً جيداً للحرارة.
لذلك حاول الناس تقليل هذا الأمر بعدة طرق منها:
استخدام الفلين والبوليستيرين واستخدام الصوف الصخري و الزجاجي وهي رغم فوائدها الا انه لا بد من الأخذ في الاعتبار الزامية عمل طبقة أخري من المونة الأسمنتية مع عمل الميول اللازمة مما يؤدي لزيادة التكلفة مع احتمال حدوث هبوط وتشقق في السطح النهائي سواء كان من البلاط أو السيراميك.
كذلك يمكن عمل عزل حراري باستخدام مواد مثل البيرلايت وهي مواد خفيفة الوزن تخلط مع الأسمنت والمونة ولكن يعيبها تكلفتها العالية.
درج أهلنا في السودان دوناً عن سائر دول العالم علي استخدام ما يسمي بالخافجي أو ( الخفجة) باعتبار أنها خفيفة الوزن وتعطي عزلاً حرارياً مع عمل الميول اللازمة أن هذه ( الخفجة) عبارة عن (مصيبة معلقة بالسبيبة) وذلك لعدة أسباب أولاً هي ليست خفيفة الوزن فالمتر المكعب منها يبلغ حوالي 1600 كجم/م3 ويصعب عمل الميول منها بطبيعتها شبه الصلبة ووجود الطوب فيها كما أنها تعمد لامتصاص ماء الأمطار ثم تصبح بعد التشبع كالصبابة علاوة أن تخفيضها للحرارة مشكوك فيه تماماً. تحتاج الخافجة لصبابات دورية سنوية وتتعرض للتشقق باستمرار
بلادنا تمتاز بالطقس الحار معظم شهور السنة وتكلفة الكهرباء للتبريد والتكييف هي الأعلي في المنطقة كلها إن لم يكن في العالم اذا ما العمل؟
يتبعه سؤال آخر ماذا يصنع العالم من حولنا لمعالجة هذا الأمر؟
الاجابة ببساطة هي( الخرصانة الرغوية) أو الخلوية أو الغازية.
ماهي هذه الخرصانة الرغوية؟
ببساطة هي كالخرصانة العادية من حيث الشكل والمكونات فيستخدم فيها الأسمنت والرمل كمواد أساسية تعطي قوام الخرصانة من حيث الثبات والمتانة مع أضافة السائل الرغوي( stable foam) الذي يعطي الرغاوي الكثيفة التي تقوم بخلخلة مكونات الخرصانة بانتظام فتعطي بعد الجفاف والتفاعل خرصانة خفيفة الوزن يترواح بين 400 __800 كجم/م3 (الخرصانة المسلحة = 2400كجم/م3 )اذا استخدم متوسط يبلغ حوالي 800 كجم /م3 فهذا يعطي خواص مطلوبة أولها خفة الوزن علي المبني( مقارنة بالخرصانة العادية أو حتي الخافجي)
ثانياً وجود فراغات الهواء داخل الخرصانة تضعف الموصلية الحرارية فيفقد الهواء سخونته عند اختراقها فيخرج باردا.
تخفيف تكلفة التبريد الكهربائي عالي التكلفة.
سهولة عمل الميول لتصريف مياه الأمطار و النظافة لأنها تكون شبه سائلة في شكل اوتار أو مثلثات تميل باتجاه المصارف( السباليق).
تمتاز أيضا بالثبات والديمومة تدوم بدوام الأسمنت.
ميزة أخري تتمتع بها الخرصانة الرغوية هي امكانية الضخ لارتفاع عالية للأبراج( أكثر من عشرة طوابق) بصورة نظيفة وسريعة ( 50 م2 / ساعة).
باختصار الحل لعزل سقوفات المباني من حرارة الطقس هو الخرصانة الرغوية بميزاتها الكثيرة وسعرها المناسب (نفس أو أقل تكلفة من الخافجة ).
أما آن لبلادنا أن تصبح مثل جيرانه الذين سبقوها في هذا المضمار؟
أما آن للمهندس السوداني الذي بني نهضة الخليج الحديثة أن ينفذ في بلاده ما ينفذه هناك؟
ويا ليت كلمتي تصل آذان المسئولين عن القطاع الهندسي في بلادي فيجعلونها ضمن مواصفاتهم ولا يصح الا الصحيح.
مهندس محمد محجوب عبد الرحيم
المدير العام لشركة سماشو
Email: mmahgoub4120@gmail.com