السكان، التغير ّالمناخي والأمن الإنساني

 


 

 

بقلم الصادق عبدالله أبوعيّاشة
sadigabdala@gmail.com

مقدمة:
الصادق عبدالله أبوعيّاشة

sadigabdala@gmail.com

قد اشتركتُ خلال عام 2022، في إعداد دراسة تختص بتأثير التغير المناخي على الامن الإنساني في المنطقة العربية. ولأغراض إنجاز ما يليني من تحرير، كنت أنجز كل محتوى في ملف.. وبسبب حدود الدراسة كنت ألخص، ثم يتعرض التلخيص للقص والتنسيق داخل متن الدراسة بواسطة المرر الرئيس للدراسة، وهو شخصية خبيرة في المحررات الأكاديمية. لكن لحسن الحظ تظل محرراتي مثل الحديقة. أقطف منها ما أشاء. وأشرك قرائي وأغذي صفحتي.

الانفجار السكاني
تعتبر قضية التغير المناخي، في المقام الأول، هي قضية سكان وسلوك استهلاكي. ولما يذكر الأمن الإنساني، إنما يعني ذلك السكان (الناس، البشر(. فالأمن، أوالسلم، أو بالمقابل عدم الأمن، ذلك ما يعني قضية البشر.
لقد استغرق عدد سكان العالم مئات الآلاف من السنين لينمو إلى مليار في العام 1800م. لكن في غضون نحو المئتي عام الأخيرة تضاعف شكان العالم إلى سبعة أضعاف، ليبلغ نحو سبعة مليار نسمة في العام 2011م. كان هذا النمو الهائل مدفوعاً إلى حد كبير بأعداد متزايدة من الأفراد الذين بقوا على قيد الحياة حتى سن الإنجاب، وقد رافقته تغيرات كبيرة في معدلات الخصوبة، وزيادة التحضر وتسريع الهجرة. سيكون لهذه الاتجاهات آثار بعيدة المدى، للأجيال القادمة )صندوق الأمم المتحدة للسكان) .
(https://www.arabdevelopmentportal.com/indicator). وفي هذا العام2022 م، يلامس عدد سكان العالم (الرقم) ثمانية مليار نسمة. إذ يتزايد سكان العالم بمعدل 52 مليون نسمة كل عام (بزيادة سنوية تماثل إضافة سكان قطر جديد مثل تركيا أو ألمانيا مثلاً(..
ويُتوقع أن يزيد عدد سكان العالم بمقدار ملياري نسمة في ال30 عاماً المقبلة، هذا يعني أن يزيد سكان العالم من 7.7مليار في الوقت الراهن 2020، إلى 9.7 مليار مع حلول عام 2050م وأن يصل العدد إلى 11 مليار مع حلول العام 2100م.
تحت معدلات أستهلاك موارد الأرض الماثلة، كم يا ترى تكون الحمولة القصوى للأرض من البشر؟. إذ يعيش 61% من سكان العالم في آسيا) 4.7 مليار نسمة(، و17% في أفريقيا (1.3 مليار نسمة(، و10% في أوروبا (750 مليون نسمة(، و8% في أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي ) 650 مليو نسمة(، وما تبقى من 5% في أمريكا الشمالية) 370 مليون نسمة) وأوقيانوسيا (43 مليون نسمة( وتبقى الصين) 1.44 مليار نسمة( ، والهند) 1.39 مليار نسمة) وهما أكثر دولتين اكتظاظا في العالم، يمثلون نسبة 19 06، 18% من سكان العالم، على التوالي(- https://www.unfpa.org/world-population-trends) .
تُوقع أن يصل عدد سكان العالم إلى 8.5 مليار في عام 2030، وأن يزيد بعد ذلك إلى 9.7 مليار نسمة مع حلول عام 2050م، ثم يصل بعد ذلك إلى 11.2 مليار نسمة بحلول عام 2100 . وتعتبر أفريقيا القارة الأسرع نموا. إذ يُتوقع أن يتضاعف عدد سكان أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى بحلول عام 2050م. في ذات الوقت يُتوقع نقصان عدد السكان في أوروبا. إذ أن المستوى الحالي للخصوبة (حوالي 2.1 طفل لكل امرأة) في البلدان الاوروبية هو دون المستوى اللازم للإحلال الكامل على المدل الطويل. وفي معظم الحالات إن معدل الخصوبة دون مستوى الإحلال الكامل لعدة عقود) الأمم المتحدة)

اتجاهات الحد من السكان
تذهب سيناريوهات معالجة التغيير نحو الحد من البشر؟ وبذا فهي تمثل قضية الأمن البشرى الأولى (القضاء أو التحكم في النوع البشري). وقد ذكر آنفاً أن أعداد البشر تلامس الثمانية مليار نسمة. وأنه بالعام 2030 سيقارب سكان العالم العشرة مليار نسمة. وأنه بالعام 2050م، سيتجاوز الأحد عشر مليار. يعني زيادة تصل إلى ثلاثة مليار نسمة. علماً بأن الكوكب كان يحمل اثنين مليار فقط حتى العام1960 م، فما الحمولة القصوي (أوالمثلى) لهذا الكوكب الأزرق. بحسب المعطيات الماثلة، من موارد ثابتة وأخرى متجددة، وبحساب معدلات الاستهلاك المتسارعة (ثراء ورفاه الطبقة الوسطى؟)
عموما يُعتبر حجم السكان في العالم غير مستدام، بحسب تأثيره الحالي والمستقبلي على مناخ الأرض، وقدرته على إنتاج الغذاء بشكل كاف. فقد حدثت
الزيادة العالية (6 مليار نسمة) لسكان الارض في مائة وعشرين سنة فقط )من 1.6 مليار في عا 1900 إلى 7.8 مليار 2020حاليا(، بما أدت وتؤدي إلى تدهور سريع للنظم البيئية التي تدعم الحياة على سطح الأرض. حيث تتعرض الموارد البيئية للتهديد بسبب النشاط البشري) الزراعة، قطع الأشجار، العمران(، والاستغلال المباشر(صيد الأسماك، والحياة البرية(، التلوث، وتغير المناخ بانبعاثات الغازات وتفاعلاتها السالبة. ومن ثم فقد برزت دعوات أكثر تواترا لمعالجة المشاكل البيئية عن طريق خفض خصوبة الإنسان التي يمكن أن يؤدي بها ذلك إلى عدد أقل من السكان. اتخذ مالعام 2100م كأقصى مدى لحفض عدد سكان الأرض .( National Library of Medicine, USA)
كيف تُستدام البيئة؟
تقول بعض النظريات بأن التكنولوجيا كالإبداع وحسن الإدارة هما أقوى وسائل ممكنة لاستدامة البيئة. وعلى الرغم أنه من البديهي أن تقليل عدد السكان من شأنه أن يقلل الضغط على موارد الأرض، إلا أن عدم السيطرة على معدلات الاستهلاك تجعل الأمر مستحيل. لأن محدودية الموارد في مقابل ارتفاع مستوى المعيشة تزيد الضرر البيئي. وبافتراض استمرار معدل الوفيات كما هو والانتقال السريع إلى طفل واحد للإسرة في جميع أنحاء العالم، ستكون النتيجة مشابهة لعدد السكان اليوم. أكثر من ذلك إذا حدث موت جماعي ليطال اثنين مليار من البشر خلال خمس سنوات، وبافتراض نفس معدلات الخصوبة، فإن النتيجة ستظل تنتج حوالي 6.3 مليار شخص بحلول العام 2100م. ولذلك تبرز النظريات لنقليل السكان بشكل سريع وحاسم .
الدعوة لتقليل السكان بشكل سريع وحاسم.
تعود فكرة حساب حمولة الأرض من البشر إلى القرن الثامن عشر. ثم تناسلت التكهنات حول القدرة الاستيعابية النهائية لكوكب الأرض. فهناك من قال ثلاثة عشرة مليار شخص، بحساب بسيط يعتمد على الأرض الصالحة للسكنى. وحساب آخر قيد سكان الارض بقدرة الارض على إطعام أهلها، )الطعام والماء والطاقة) ثم تتالت نماذج الحساب، شاملاً القدرة على زيادة إنتاج الغذاء. حتى دخل حساب إنتاج حمولة الأرض من ثاني أكسيد الكربون وما معه من غازات وأثرها على زيادة حرارة الأرض والذي نحا نحو حساب الضروري والرفاهي من الحياة. وحساب كم من الحرمان يتحمله ويلتزم به البشر؟ وكم من الغذاء والدواء والحرارة ، الملبس والمأكل والمأوى التي تفترض أنها مطلوبة لكل ساكن في المستقبل؟ وكم جرت هذه التكهنات من عدم اليقين. الذين قدموا نماذج محاكاة لنظم الأرض، وصلوا إلى أن النظام الاقتصادي للأرض يميل إلى لتوقف عن النمو والانهيار من قلة توافر الموارد، بسبب الاكتظاظ السكاني والتلوث في وقت ما في المستقبل . (- UNEP Global Environmental Alert Service (GEAS)
وقد بدأت وتواترت الدعوات لاتخاذ إجراءات سريعة لتقليل عدد سكان العالم بشكل إنساني خلال العقود القادمة. هذا باستثناء الحروب غير الأخلاقية والأوبئة العالمية ،(- UNEP Global Environmental Alert Service (GEAS)) فالطريقة الإنسانية الوحيدة لتقليل حجم السكان هي تشجيع انخفاض معدل الخصوبة للفرد. وقد حدث هذا الانخفاض بشكل عام لأسباب التحضر من جهة وسياسة الطفل الواحد في الصين. على الرغم من هذا التغيير، فقد ساءت الظروف البيئية على مستوي العالم بسبب زيادة أنماط الاستهلاك المرتبطة بالثراء. ومجهودات تنظيم الأسرة قد كاجهت معارضة دينية وسياسية.
عموما لا توجد أدوات سياسية سهلة لتغيير حجم السكان بشكل كبير خلال العقود القادمة، باستثناء الانخفاض الشديد والسريع في خصوبة الإناث؛ لذلك سيستغرق الأمر قروناً، ومع ذلك، يمكن تحقيق بعض التخفيض بحلول منتصف القرن. فمع الإعتقاد بإمكانية حدكث مفاجئ أو تغييرات بيئية لا رجعة فيها على نطاق عالمي، برز سيناريو السيطرة على السكان لتأخير)أو تجنب) الانهيار، بتفادي استهلاك المواد. فالخيار الراجع الذي اعتمدته اتفاقيات التَغَيّر المناخي هو وقف زيادة انبعاث ثاني أكسيد، باعتباره المفتاح الذي يعالج نظام الأرض تغير المناخ، معدل فقدان التنوع البيولوجي، كالتَغَيّرات العالمية. وقد تم طرح ثلاثة نماذج للحل.

ثلاثة نماذج لحل أمة السكان:
1. الحلول التكنولوجية، وعلى رأسها إيجاد مصادر بديلة للطاقة ومواد أكثر كفاءة، لكفاية عدد أكبر من الناس على الأرض.
2. عدد أقل من الافواهfewer forks ، بمعنى تقليل سكان الكوكب.. ويعتمد هذا النهج على التحول الديموغرافي، إبطاء أو وقف النمو السكاني، ناس أقل لاقتسام الموارد المحدودة.
3. وسلوك أفضل، من قبل الناس لترشيد وتحسين العلاقة مع موارد الأرض من أجل البقاء ضمن حدود الكوكب الرئيسية. معرفة الحقوق الملكية والإلتزام بالواجبات كالقضاء على اللاعقلانية في الحياة، ما في ذلك )إنجاب الأطفال(.
وقد كان من المقترحات اختبار الحلول لمجموعة السيناريوهات وللوصول للمناسب. من تلكم الحلول الحد من النمو السكاني الذي يمثل مصدر قلق، غالباً ما يُقابل بالنقد كالقلق من أن أي سياسة تهدف بشكل مباشر إلى الحد من السكان قد يكوف قسرياً وغير منصف. وأن ذلك قد يؤدي إلى نتائج عكسية. رغم أن ثمة قناعة بأن "استقرار سكان العالم هو ضروري وسيبقى. والاستهلاك المفرط للمواد سيظل مصدر قلق كبير. فالبشر يستهلكون الموارد وينتجون النفايات الخطرة على نطاق أكبر من أي وقت مضى . وأن نصيب الفرد استهلاكاً للموارد وإنتاجاً للنفايات من المتوقع أن يزداد إلى مستويات غير مسبوقة مع التطور المستمر(مضاغفة السكان ومضاعفة نصيب الفرد من استهلاك الموارد .
إن التعداد الكبير لسكان الكوكب والمتزايد والمستهلك بشكل مفرط، وخاصة
مع الثراء المتزايد ، سيؤدي بسرعة إلى تآكل العديد من النظم البيئية الطبيعية للأرض. ومع ذلك، فإن رافعة السياسة الحقيقية الوحيدة للمجتمع لتقليل عدد السكان بشكل إنساني هي تشجيع انخفاض معدل الخصوبة للفرد. (بالواضح خفض معدل الإنجاب). فكم يا ترى من الوقت قد يستغرق خفض الخصوبة لإحداث تأثير مفيد؟
إذ تم فحص السيناريوهات المختلفة للتغير السكاني العالمي حتى عا 2100 من خلال تعديل معدلات الخصوبة كالوفيات )التدخلات المزمنة وقصيرة المدي، وهذه تعني فيما تعني الحروب، و الازيئة المصنوعة والتعقيم بالاغذية والأدوية وغيرها) لتحديد النطاق المعقول للنتائج. . حتى سياسات الطفل الواحد المفروضة عالمياً أحداث الوفيات الكارثية ستظل تؤدي على الأرجح إلى 5 – 10 مليار شخص بحلول عام 2100م. وبسبب هذا النمو السكاني الذي حدث، لا توجد طريقة سهلة لتغيير الاتجاهات العامة لحجم السكان البشريين في هذا القرن.

الجراثيم لتقليل البشر
وهذه أحد أخطر المهددات البيئية للأمن الإنساني . في إطار الحديث عن تخفيض سكان الأرض، تقتبس الدراسة ما ورد عن عالم أحياء عن الجراثم واستخدامها في الحروب. فالحرب أداة غير أخلاقية.. استعمال الجراثيم كأداة للحرب وكسلاح مخيف وفتاك في آن واحد هو حقيقة ماثلة. وهناك أموال طائلة تصرف على البحوث التي تهدف إلى تحسين السلاح الميكروبي وتدار في غاية السرية، مثلها البحوث في مجالي الأسلحة الذرية والكيمائية. وعلى السطح يبدو الحديث عن أن حظراً عالمياً على استعمال السلاح البيولوجي والحروب الجرثومية. ولكن لا شك أن التجارب جارية في معامل سرية لها إمكانيات ضخمة.
والاستفادة من الجراثيم في تاريخ الحروب شئ معروف بأشكال شتي. ففي الحرب العالمية الأولى نشرت العدوى في أوروبا لقتل الدواب التي تحمل المؤن في الأراضي الوعرة. كما كانت خسارة الجيش الأمريكي من الأمراض في الحرب العالمية الثانية كالحرب الكورية كانت عدة أضعاف من خسارتهم بإصابات المعركة. وفي الحرب العالمية الثانية شيد مصنع في الصين لانتاج البراغيث التي تحمل الطاعون . كذلك ظهور الحقائق في محاكمات ضباط يابانيين في أعقاب الحرب العالمية الثانية حيث اتهموا بإنتاج واستخدام أسلحة بكتيرية. وفي الحرب الفيتنامية استخدم الامريكيون الهرمونات لإسقاط أوراق الأشجار لكشف وضرب العدو، وأتلاف المحاصيل لتسبب نقصان في المؤن. كما أورده الاعلام في السبيعينيات أن حمى الخنازير التي انتشرت في قتل أكثر من خمسين ألف خنزير، كذلك موت الجنود اليابان في جزيرة أوكناوا . وقد دلت التحقيقات أن الجنود ماتوا عندما كانوا يحملون أسلحة بكترية.
فكل الادبيات كالوقائع كالدراسات والشواهد تؤكد أن الدول المتحاربة قد دخلت السباق منذ وقت مبكر. السلاح البيولوجي هو أعلي كفاءة من الأسلحة التقليدية والنوكية والسمية. وأن مؤسسات تحمل اسم البحوث الميكروبية تخفي الكثير المثير، ما هي إلا معامل لصناعة السلاح الجرثومي. هذا رغم ما يقال من معاهدات تقضي علي الأسلحة البيولوجية وأكثر الاتفاقيات تبرهن دائمان علي عد جدكاها. كالخطورة قد تاتي من دول صغيرة ذات نزعة عدوانية.
ولقد قيل الكثير عن موجة جائحة الكوونا COVID-19 ، بأنها مصنوعة، وأنها تدار لاغراض قد تشمل تقليل سكان العالم. بعض يقول إنها فلتت، أوأنها أديرت للقضاء على شرائح بعينها. وإن صح الزعم بأنها مصنوعة سترجح كفة أنها كمثلها يراد بها تقليل السكان على ظهر الارض.
فالجراثيم سلاح قتل جماعي يهلك قطاعات كبيرة من البشر، لا يميز. الجراثيم مثلا المنتجة داخل نطاق مثل بيضة دجاجة تكفي لاصابة ألف مليون نسمة، بمعنى أن خمسة جرامات يمكن أن تصيب كل العالم. كالطاعون الرئوي )الكورونا أو ما شابهها( لا يترك أحد خلال يوم واحد، من ساعة تعرض الإنسان
للجرثومة المسببة للمرض .( درار، حامد أحمد، ميكروب، ثقافة عامة عن الميكروبات ودورها في عالمنا المعاصر،)
هذا علي الرغم من أن كثير من بحوث الكائنات الدقيقة تهدف إلى أغراض سامية مثل استعمال البكتيريا الجديدة في كافة المنافع كانتاج أدوية وغيرها لكن البحوث التي تخص الكائنات الدقيقة تشكل خطراً ماحقاً علي بقاء الإنسان، خاصة بحوث الهندسة الوراثية لتخليق أشياء جديدة لها مقدرة على تسبب مرض فتاك. لانعدام المناعة بين الناس. إذ يورد البروفسور درار لقصة فلم مايكل كرشتوف Michael Crichton . أو فلم أندروميدا سترين الذي شهدته الملايين هو مجرد تقرير علمي بحيثياته. ومغزي القصة أنها تحذر من مغبة البحوث التي تجرى في استعمال الجراثيم كسلاح في الحرب. وقد لاقى الكتاب بعنوان اندروميدا سترين Andromeda Strain نجاحاً عظيمًا وبيعت منه أكثر من مليون نسخة.
للاسف لقد صمم الإنسان علي استعمال الجراثيم كسلاح في الحروب، وجمع كل البكتريا كالفيروسات التي تسبب أكثر الأمراض فتكاً وادخلها في معمله بدأ دراساته الدقيقة عليها ليتقن سلاحه. نعم أدخل أمراض الطاعون، الكوليرا، الحمي المالطية، حمي الجدري، وغيرها والسموم البكتيرية مثل سم البتيول والسالمونيلا وغيرها. وأحاط ذلك السلاح بمثل السرية التي يحيط بها بحوث الذرة والحرب الكيمائية، خاصة جراثيم الأمراض سريعة التأثير.
ولقد عمد الإنسان إلى زيادة فاعلية سلاح الجراثيم بتطوير تقنيات ووسائل إطلاقها، هذا بعد ان عكف على طرائق إكثارها لاستعمالها كسلاح. وقد تم إتقان معظم هذه التكنولوجيا الخاصة بالحرب الجرثومية، والتي تشمل المعدات التي تستخدم في النثر الهوائي: الصواريخ والطائرات الصغيرة والسفن ومولدات النثر الرزازي أوأدق منه، وغيرها من وسائل التكنولوجيا الحديثة والمبتكرة.
كما للسلاح الجرثومي أثر على الحالة النفسية حيث لا دفاع ضده، إذا استعمل في أي منطقة ليس للناس إلا أن يستسلموا للموت المحق. وتلعب التوعية هنا دوراً هاما لبعث الأمل بين الناس. . وقد لا يكون مفيدا أن تعزي الحالات الأولى لمنع انتشار المرض لأن كل الناس ملوثون بالجراثيم. والأدهى أن استخدم المهاجم خلطة لأكثر من مرض.
أن كل هذه الأسباب الواضحة التي تبرهن على أن سلاح الجراثيم يختلف عن بقية الأسلحة. وأن خطورته بالتأكيد تهم المهاجم كالمدافع، هي التي عجلت الي التوقيع على حظر السلاح البيولوجي عامة في سنوات خلت. ومن سبل الدفاع بالطبع التطعيم ضد بعض الأمراض المحتملة. والخطر الحقيقي هو مقدرة الجراثيم على التحول والطفرات السريعة مما يجعل سلاح الجراثيم سلاحاً ذا حدين. حيث يمكن أن تنقلب الجرثومة فتقتل المعتدي والمعتدى عليه. يقرر بروفسور درار أن الحل واحد لا ثاني له وهو تكاتف شعوب العالم لوقف تطوير السلاح الميكروبي وحظره حظراً تاماً.

المنطقة العربية: السكان، البيئة والأمن الإنساني
توضح الدراسات أنه في العام 1970، كان سكان المنطقة العربية يبلغ عددهم 130 مليون نسمة، وفي 2010 بلغ عددهم 360 مليون نسمة، وفي 2020 بلغ عددهم 450 مليون نسمة. ويتوقع أن يصل عددهم في 2050 إلى 600 مليون. ويمثل السكان العرب 4% من سكان العالم ، في مساحة تصل إلى 10% من مساحة اليابسة العالمية. وتعزي الزيادة السريعة في عدد السكان خلال العقود الماضية بشكل رئيسي إلى الانخفاض السريع في معدلات الوفيات، وتحسن متوسط العمر المتوقع، هذا رغم الانخفاض السريع في معدلات الخصوبة من 5.2% إلى 3.2%. هذا مع الاختلافات الكبيرة للملامح الديمقرافية في المنطقة العربية.

وتشهد العديد من البلدان العربية تحركات سكانية كبيرة من المناطق الريفية إلى المناطق الحضرية، حيث يعيش أكثر من 59% من السكان العرب مؤخراً في مناطق حضرية ويزداد التحضر)التمدن) بمعدل 1% سنوياً، ليبلغ 83.8% في المملكة العربية السعودية، إلى 100% في الكويت. هذا إلى جانب الهجرة والنزوح، التي هي مميزة للمنطقة العربية، بسبب القضايا الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والبيئية والمتعلقة بالصراع والنزاعات. إذ يقدر حوالي32 مليون شخص من المنطقة العربية يعيشوف خارج بلدانهم الأصلية، بما يقارب 12% من جملة السكان. وقد شهدت المنطقة في عام 2019 م تدفقات كبيرة إلى أوروبا. هذا في الوقت الذي يوجد فيه نحو 40 مليون مهاجر دولي (من خارج المنطقة) يقيمون في المنطقة العربية في عام 2019 ، أي ما يعادل حوالي 15 % من إجمالي الهجرة الدولية، حيث استضافت دول مجلس التعاون الخليجي وحدها عدد29.3 مليون مهاجر )يمثلوف ثلاثة أرباع إجمالي المهاجرين في المنطقة) ، من بينهم 6.3 مليون مهاجر يأتون من داخل المنطقة العربية. أما بخصوص اللجوء، ولأسباب النزاعات وعدم الاستقرارالسياسي ، فإنه في منتصف عام 2020 ، كان نحو 55 ٪ من لاجئي العالم من المنطقة العربية.. ويقيم 36 % من لاجئي العالم في المنطقة العربية .
خاتمة:
تعتمد الدول غرباً وشرقاً على الدراسات والخطط الاستراتيجية في قضاياها الكبرى. فهل من نماذج لذلك في منطقتنا وفي العالم الكبير؟

الصادق عبدالله ابوعياشة، الرياض، ابريل 2024

 

آراء