السودانيون في قبضة جنرالات لا يرحمون!!

 


 

 

abdullahaliabdullah1424@gmail.com

بسم الله الرحمن الرحيم
دخلت حرب الجنرالات أسبوعها الرابع، دون بارقة أمل بانتصار احد الطرفين، رغم الخسائر البشرية والمادية والمآسي الإنسانية التي يصعب وصفها.
ويصح ان الجيش يسيطر علي كافة الولايات وأجواء العاصمة، ولكنه يعاني حالة عجز تام، في كيفية فرض سيطرته علي الأرض والتخلص من قوات الدعم السريع؟ والتي بدورها تسيطر علي المواقع الإستراتيجية والخدمية، وبما فيها المستشفيات التي تتخذها ثكنات عسكرية! كما تتخذ من الأسر والمواطنين دروع بشرية! ومن هنا تأتي الصعوبات التي يواجهها الجيش، وهو يقاتل مليشيات دموية، لا تتقيد بأي قيم أخلاقية او أعراف مجتمعية، او تضع اعتبار للبنية التحتية او المؤسسات الخدمية. وكل هذا يجعل هذه الحرب ذات كلفة عالية، اذا ما استمرت او انتهت بانتصار احد الطرفين، وهو ما لا يبدو متاح حاليا.
اما قوات الدعم السريع ومن خلال سير المعارك، يبدو انها لا تعتمد اهداف إستراتيجية. وكل ما تقوم به يندرج في خانة المحافظة علي وجودها، باستخدام كافة الوسائل. وهذا بدوره يصعب من مهمة الخلاص من هكذا قوات تقتات علي الارتزاق.
وبما ان الحرب مصنع الكره والأحقاد، وهو كره وحقد يتضاعف منسوبه عندما تندلع الحرب بين الحلفاء، فهذا ما جعل حرب شركاء الدم، تتسم بحالة من العنف المجنون، والحرص علي الخلاص من الآخر بكل السبل، كأفق وحيد لحسم الصراع. كما ان المرجعية التي ينطلق منها كلا الخصمين (صراع السلطة واحتكار الامتيازات) تلعب بدورها عامل حاسم ليس في حدة الصراع فحسب، وانما في عدم وضع اعتبار لمصلحة الوطن وسلامة المواطنين.
وكل هذا لا يمنع ان الجيش مُقدم علي المليشيات في هذه الحرب، لا لشئ إلا لانها مليشيات. وما يؤكد ان الحياد في هكذا صرع هو حياد زائف مهما كان الرأي في الجيش. هو ممارسات المليشيات علي الأرض، وعلي الأخص احتلال المستشفيات ونهب البنوك وانتهاك حرمة المنازل وتعمد تدمير البنية التحتية. والاهم من كل ذلك ان المواطنين وبما فيهم الكارهون للجيش لا يطمئنون إلا لوجود الجيش بجانبهم سواء داخل العاصمة او خارجها! أي المسألة لا تتعلق بالانحيازات العاطفية او المصلحية، بقدر ما تتعلق بان انتصار الجيش يعني اقلاه بقاء الدولة، اما انتصار الدعم السريع او حتي استمرار نفوذه لا قدر الله، يعني ببساطة اما الارتداد الي حكم العائلة او حالة اللادولة. ويا ليتها عائلة لها تاريخها في الحكم او يد بيضاء في خدمة الناس، ولكن كل تاريخها يتلخص في ارتكاب الفظاعات والعمالة والارتزاق. والحال كذلك، هذ5 الحرب أكدت حقيقة واحدة، وهي أن أي تكوين مليشياوي يظل محتفظ ببنيته المليشياوية كاصل (طبع) تترتب عليه كافة الدوافع والمسلكيات، واكثر ما يتبدي ذلك في المحكات، وذلك مهما طال عليه الزمان وتلبس لبوس المؤسسية والتعايش مع الحياة والدولة المدنية.
وعموما، اذا كانت كل سيناريوهات هذ5 الحرب سيئة، فان أسواها علي الإطلاق هو بقاء الحال علي ما هو عليه (دون منتصر او مهزوم) وهو ما يحكم المشهد الآن وينذر باستدامته كما تنبأت معظم التحليلات. لان نتائج ذلك تآكل الدولة وهلاك شعبها بالموت البطئ. والسؤال الذي يفرض نفسه والحالة هذه، لماذا يعجز الجيش بكل إمكاناته وخبراته وتاريخه من حسم تمرد الدعم السريع كما تم وصفه؟! والسبب في ذلك، ان جزء أساس من وجود وتمدد وطغيان الدعم السريع، يرجع لمواجهة مخاوف انقلاب الجيش علي قائده الانقلابي (أي لقطع الطريق علي محاكاته، وقبل ذلك لاستعداد الجيش كمؤسسة وضباط لهذه المحاكاة). وهذا ما جعل أي دعم وتطور وقوة يتحصل عليها الدعم السريع، تصب مباشرة في خانة إضعاف الجيش والحد من نفوذه وتأثيره.
وهذا بدوره يردنا لواقعة انغماس الجيش في السياسة وتورطه في صراع السلطة مبكرا، الشئ الذي انعكس وبال علي الدولة والمجتمع، وهو الآن يطال بقاء الجيش نفسه. وكل ذلك مرده الطاعة العمياء للقيادة، والغرور والعنجهية كطبع، ومراعاة المصلحة الخاصة لنخبة العسكر، والدفاع عن مصالح شريحة صغيرة ظلت علي الدوام تتحلق حول السلطة، لتحولها لصراع مكاسب عبثي (لا يقوم علي رؤى او مشاريع خدمية، ولكنه يتصل بالأهواء والأطماع الشخصية)، حتي وصل بنا إلي محطة تهديد بقاء الدولة وتشريد شعبها. أي باختصار تتحول الانقلابات العسكرية، الي آلية لتلبية رغبات قادتها، وبما في ذلك إضعاف المؤسسة العسكرية، وصولا لتكوين قوات موازية لها، بل وتهدد وجودها! وهذ5 الواقعة الأخيرة اختص بها انقلاب الإنقاذ، بسبب انحراف توجه الاسلامويين، نتيجة لما يساورهم من شكوك في كل شئ! ليصنعوا كيانات خاصة موازية اكثر موثوقية. وهو ما زاد من مخاوف البشير، ليندفع بدوره في صناعة كيان خاص به، ولكنه اكثر عنف وقذارة لمعالجة كل مخاوف البشير. لتتم ولادة مسخ الدعم السريع، الذي يحتوي كل الشرور و طاقات العنف للفتك بالأبرياء، وأعداء البشير. أي الرسالة من العنف المفرط الذي يلحقه الدعم السريع بالابرياء والعُزل، هي تهديد مبطن لجهاز الأمن والقوات المسلحة، اذا ما حاولت او حتي فكرت في عصيان أوامر البشير! وهذا البنيان الذي شاده البشير (وضع أسس قوات الدعم السريع)، واصل البرهان في إكمال معماره بهمة يحسد عليها! وكالعادة بذات أطماع وأساليب البشير الغبية! إلا إن الفارق بين الجنرالين الغافلين، أن البرهان اكثر خيابة، وبكل ما تعنيه هذه المفردة من انبطاح البرهان علي بطنه ليفعل به حميدتي ما يشاء!!
وهو ما استغله حميدتي الانتهازي خير استغلال، ليستبيح الدولة السودانية منذ أول يوم تمت فيه إزاحة البشير والي اندلاع الحرب اللعينة. وهي الفترة التي تحولت فيها عائلة دقلو لإمبراطورية اقتصادية، تحتكم علي مليشيا مسلحة قادرة علي مناطحة الجيش، وكذلك امتلكت نفوذ سياسي وسطوة سيادية وعلاقات خارجية! أي باختصار لأول مرة يجد الجيش نفسه في موقف لا يحسد عليه، بعد أن فقد امتياز القوة المسلحة، التي فرض بها نفوذه علي البلاد منذ الاستقلال. والحال كذلك، يفتقد الجيش أي مسوغ أخلاقي للمزايدة علي شعبه بالوطنية او تقديم التضحيات او حتي لوم احد لا يقف في صفه! لان ما يجري في البلاد الآن من حرب كارثية تستهف البلاد واهلها، لعب فيها الجيش نصيب الأسد، سواء بانحرافه عن دوره وانخراطه في لعبة السلطة، او بسماحه بقيام قوة موازية له. وعليه، أي حديث عن مسؤولية السياسيين فيما انحدرت إليه البلاد، هو حديث مردود وتنصل من المسؤولية، ومن ثمَّ لا يعد بالاستفادة من الأخطاء لجهة عدم تكرارها.
ويصح ان إلقاء اللوم في ظل حرب وجودية دائرة، هو مسألة غير محبذة، ولكن لان تحديد أسباب العلل والتصدي لمن تسبب فيها، هو أول خطوات الخروج من النفق المظلم (لو أمكن ذلك بعد تاخره كثيرا)! وعلي رأس ذلك تجنيب تحويل الصراع لأجندة سياسية تخدم الاسلامويين. وهي للاسف اجندة ترفض أي حل للمشكلة بالتفاوض، ومن ثمَّ ليس لها مشكلة في إحراق البلاد بأهلها، فقط بمظنة ان ذلك كفيل بعودتها المظفرة للسلطة! اما سؤال هل تتبقي دولة وشعب لتمارس عليهما السلطة بعد ذلك، فغير مطروح في هذه الأجندة الشيطانية؟!
والبرهان وبسبب خصيصة الجبن المتأصلة فيه، بني استراتيجية بقاءه في السلطة علي إجهاض الثورة ومرحلة الانتقال، بممارسة الكذب والتدليس والنفاق من ناحية، وتكريس جهده لاحتواء حميدتي بكافة السبل للبقاء بجانبه من ناحية. ومن اجل تنفيذ هذا السيناريو الجبان استعان البرهان بكل أعداء الثورة (الكيزان) والانتهازيين (تحالف الموز) في الداخل، والمتربصين بها في الخارج (مصر) لدعم انقلابه علي الثورة. وكذلك خداع حميدتي بفرية السيطرة منفردين علي السلطة. ليكتشف حميدتي حقيقة الانقلاب، بأنه يخدم أجندة الاسلامويين والمصالح المصرية، والاهم انه يتعارض مع طموحات حميدتي للاستفراد بالسلطة!
وبعد فشل الانقلاب داخليا وعجز السيسي عن تسويقه خارجيا. وجد حميدتي ضالته في الاتفاق الإطاري ليضع في سلته كل بيضه. لأنه من ناحية يسوق نفسه خارجيا كداعم للانتقال الديمقراطي والدولة المدنية، ومن ناحية يجد حاضنة سياسية داخلية تبرر استمراره في صراع السلطة بوسائل مغايرة واكثر مقبولية. وهو ما جعل حميدتي يصرح بعدم سماحه بإجهاض الاتفاق الإطاري او عودة الدكتاتورية للحكم في رسائل موجهة شخصيا للبرهان. ومن هنا غفلة البرهان وعدم مسؤولية بقية الضباط الاسلامويين، بإصرارهم علي تكتيك المماطلة في التوقيع، وعدم أخذهم تهديدات حميدتي محمل الجد، كما حذرتهم قوي الحرية والتغير، خصوصا وهو القادر علي تنفيذها.
وعموما دلائل خيبة البرهان وخسته التي قادت لهذا المآل عديدة، ولكن من مفارقاتها، انه في حين انشغل حميدتي ببناء قواته بما مكنه من مناطحة الجيش، أي في حين بني حميدتي مشروعه الخاص. نجد البرهان انشغل بهدم مشروع الثورة والانتقال والتغير، أي بإشعال الفتنة بين الجيش والمدنيين، والكيد للثورة وقتل الثوار وتهديد السياسيين، وكأنه يغطي علي عجزه في التصدي لحميدتي بالتنمر علي المدنيين!
ليجد السودانيون أنفسهم صبيحة السبت 25ابريل في حرب لا تبقي ولا تذر، بين جنرالين دمويين لا يكترثون لا لحياة المدنيين ولا لمصلحة البلاد. ويقف خلفهم جيش نصفه من الفرقاء واللواءات والعمداء، ومليشيا يقودها فريق خلا لم يفك الخط. لتتحول الحرب الي لعنة تأخذ الجميع في رجليها، بداً من حياة المدنيين ومرورا بدمار البلاد وتحول صراعاتها لحالة مستعصية علي الحل، وليس انتهاءً بتحطيم طموحات الجنرالين الطامعين.
وبهذه المناسبة، اين هرب الفريق طيار عبدالخالق واختفي اللواء عبدالباسط؟ وهما قد سخرا من الثوار بتساؤلهما المستهتر، لماذا لم يعتصم الثوار أمام مستشفي الدايات؟! والآن مستشفي الدايات كغيره من المستشفيات والمراكز الخدمية، قد استباحتها قوات الدعم السريع بعد ان احتلت العاصمة! بل الجميع يتساءل اين بقية مؤسسات وأجهزة حماية المواطنين التي تستحوذ علي أربع أخماس ميزانية البلاد؟ وكل ما يستطيعه الجيش هو الشكوي من تعدي مليشيا الدعم السريع علي مؤسسات الدولة وممتلكات المواطنين، وهو المنوط به حمايتها؟!
ولكن ما هو المخرج من ورطة ليس لها مخرج؟ او بصورة اصح هي نتاج عجز مستحكم طاول النخب السياسية والعسكرية فيما يختص بالتعاطي مع مسألة السلطة؟ وما ترتب علي ذلك من فشل متواصل في بناء الدولة وتدبير احتياجات المواطنين. ولكن الفارق هذه المرة، ان الورطة تتحدث بلغة السلاح بمآسيها الانسانية المتفاقمة ودخولها في نفق مظلم من الحلول الصفرية، التي لا تحتمل كلا الطرفين في المشهد. فالجيش وجد في الحرب فرصة للتخلص من كابوس الدعم السريع ليسترد أراضيه في السيطرة علي الدولة. والدعم السريع وجد في هذه الحرب محاولة لإزالة عقبة الجيش (بوصفه محتكر الدولة) من أمام طموحات آل دقلو لبناء دولتهم العائلية.
كما ان إيقاف الحرب قد يخدم مسألة تخفيف المأساة الإنسانية، لكنه لا يعالج معضلة وجود جيشين في دولة. ولا كذلك التفاوض رغم أهميته وحاجته الماسة، قادر علي معالجة مشكلة ذات طبيعة وجودية لطرفين مسلحين، خاصة من جانب الدعم السريع الذي يفتقر للشرعية.
لكل ذلك ولسوء الحظ، لا تتوافر حلول عملية يرجي منها في القريب العاجل، اقلاه بأيدينا كسودانيين. وهو ما يجعل طرح الحلول الطوباوية للتغلب علي حالة الفوضي غير المحتملة، وكاعتراف بحالة العجز وعدم اهليتنا لمعالجة قضايانا، هي الحلول المتاحة، وعلي راسها التدخل الخارجي الحميد، ولو أمكن من جانب الامم المتحدة، لانهاء الحرب، ومن بعدها إدارة الدولة السودانية لمدة لا تقل عن عشرة أعوام، يعاد فيها تأسيس الدولة من جديد، وتدريب السودانيين علي طريقة إداراتها، وكيفية تداول السلطة.
اما كيفية انهاء الصراع، فمدخلها التخلص من آل دقلو وكبار جنرالات الدعم السريع، وكذلك من الرتب الكبيرة في الجيش من عميد فما فوق. اما الآلية فهي اشتباههم جميعا في ارتكاب جرائم الإبادة الجماعية، في دارفور وساحة الاعتصام والحرب الدائرة الآن. مما يجعل مثولهم أمام المحكمة الجنائية الدولية ليس مبرر فقط، ولكن فيه رد اعتبار للعدالة وإنصاف الضحايا ووضع حد للإفلات من العقاب. وكل من تثبت براءته يحال علي المعاش، اقلاه لصمته علي انقلاب البشير ومن بعده البرهان، ومساهمته في ما آلت إليه المؤسسة العسكرية، ومن قبلها البلاد لخراب طاول كل شئ، من الانسان للشجر للحجر. ومن ثمَّ وبمساعدة ضباط سابقين، يعاد بناء قوات مسلحة احترافية من الجيش وقوات الدعم السريع، بعد استيفاء الشروط الفنية والاهلية، والبقية الباقية يتم تسريحها بعد تعويضها التعويض المجزي، واعادة ودمجها في المجتمع والحياة المدنية. وغالبا أموال حميدتي ان لم تطلها ايادي الفساد وممارسات الدغمسة، كافية لمعالجة الإشكالات المادية.
واخيرا
من محن الدولة السودانية التي يتهددها الفناء بتراكم المحن، ان جبريل ابراهيم الذي ظننا ان الحرب بمحنها اراحتنا منه، بدا محاولات تلميع صورته والاعلان عن حضوره، وهو يتلبس دور رئيس الوزراء المسؤول، ليحجينا عن مساعيه للتوصل لتفاهمات مع المتقاتلين لتوفير القمح والوقود!! والسؤال، اليحلنا من امراء الحرب والطبقة العسكرية الفاسدة والسياسية منتهية الصلاحية شنو ؟
اما محنة ما يسمي مبعوث البرهان السفير دفع الله، فهي اشر المحن وأضل سبيلا، خاصة وهو يسعي لإشعال الفتن وليس بذل الجهد من اجل إيقاف الحرب بنية خالصة، كمدخل لحل الصراع العدمي. وعموما، مثل هذا المبعوث يؤكد المؤكد ان البرهان الخائب، شخص منقطع الرجاء، والتمسك به يشكك في مصداقية الجيش بالتحرر من الكيزان وعدم التورط في السلطة. والاهم ان الجيش يعيد ارتكاب ذات الاخطاء رغم كل هذه المحن والاكلاف، وتاليا لا امل في عودته لحضن الوطن وخضوعه لسلطة المدانيين.
للاسف الخطأ الاستراتيجي يصعب تداركه، فما بالك اذا ما ارتبط هذا الخطأ بالأمن القومي ككارثة وجود واخطبة (من اخطبوط) الدعم السريع! وما يدعو للدهشة ويضاعف المحنة، توافر ما يسمي مراكز البحوث والأكاديميات والدراسات الاسترتيجية والعسكرية، التي يُصرف عليها بغير حساب. ولكن عندما يغضب عليك القدر ويضعك في مرمي أحاديث ومعرفة واهتمامات ما يسمي بخبراء عسكريين، تزول عنك الدهشة ويبقي الالم والحسرة.
وفي كل الأحوال يظل إيقاف الحرب، ومعالجة الأوضاع الإنسانية مقدم علي كل شئ، لأنه ببساطة اذا فقدنا الإنسان والوطن، ماذا يتبقي للصراع حوله؟! تبا للجنرالين المجرمين ولمن شايعهما. حفظ الله الوطن وأهله.
///////////////////////////

 

آراء