الشاب الخلوق المُعز أبو سوار يلقى حتفه في معتقلات الشرطة في بورتسودان

 


 

أحمد الملك
17 August, 2024

 

فُجعت اسرتنا بنبأ وفاة الشاب معز أبو سوار، حفيد العم الراحل عبد الله حمد الزبير الملك، كان خبر رحيله صاعقا لكل من عرفه وخبر طباعه الكريمة ونقاء سريرته ومحبته لكل أهله وجيرانه ومعارفه، وسعيه الدائم في خدمتهم وقضاء حوائجهم.
كان المرحوم يدير وكالة للسفر والسياحة في الخرطوم، انتقلت بسبب ظروف الحرب الى بورتسودان، كان يساعد بعض عملاء الوكالة في الحصول على تأشيرات دخول الى مصر، إثر بلاغ كيدي من بعض الجهات بأنه قام بتزوير تأشيرة دخول، قامت الشرطة بإلقاء القبض عليه، ولم تطلق سراحه حتى بعد ان ثبت أنّ البلاغ كان كاذبا، وان صاحب التأشيرة سافر بالفعل الى وجهته.
هناك شكوك قوية بأنه تعرض للتعذيب، وحُرم من الحصول على العلاج حين ساءت حالته ولم يتم نقله الى المستشفى الا في اللحظات الأخيرة، وبعد ان تدهورت حالته بشدة ليلفظ أنفاسه الأخيرة هناك. وبرغم تشريح الجثة الا انّه لم يتم تسليم تقرير التشريح حتى اللحظة، واضطرت الاسرة الى القيام بإجراءات الدفن دون تسلم التقرير.
كان المرحوم أبو سوار شيخ عووضة والد المرحوم المعز، ضابطا في جهاز الشرطة، أفنى عمره في خدمة الشرطة السودانية وعُرف عنه الإخلاص الشديد لعمله والانضباط والصدق والاحترام في تعامله مع زملائه ومرؤوسيه ومع كل المواطنين. ومن المحزن ان مثل هذا الرجل يموت ابنه في معتقلات نفس الشرطة التي أفني عمره في خدمتها.
الشرطة السودانية التي كانت مضرب الامثال في الانضباط وفي قضاء حوائج الناس، وفي حرصها على حفظ الأمن وانفاذ القوانين، انتهى بها الحال لانتهاك القانون، وأخذ الناس بالشبهات.
انه الانهيار الشامل الذي طال كل مناحي الحياة في هذه البلاد المنكوبة طوال عقود من الإفساد والتدمير، وإحلال أهل الولاء مكان ذوي الخبرة والإخلاص والكفاءة. انهيار ستكون مالاته وخيمة ان لم يتدارك المخلصون من اهل هذه البلاد الأمر، ويسعون في تنقية وإعادة هيكلة الأجهزة العدلية، وإرساء وانفاذ القوانين التي تحقق العدالة للضحايا، وتضمن عدم تكرار مثل هذه الجرائم البشعة.
نسأل الله أن يتقبل الفقيد المعز في واسع رحمته ويسكنه فسيح جناته، وأن يربط على قلوب أهله وكل أصدقائه وعارفي فضله، ويلهمهم الصبر والسلوان.

أحمد الملك

ortoot@gmail.com

 

آراء