الصين اليوم ليست صين (شوانلاي) والسودان اليوم ليس سودان المحجوب ، الازهري ، زروق وعبدالله عبدالرحمن نقدالله !!..

 


 

 

ghamedalneil@gmail.com

في هذه اللحظة والحين يؤخذ علي القيادة الصينية أنها منفتحة علي البلاد الأفريقية وهذا شيء حسن ولكن تعامل الصينيين يتم مع الحكام الدكتاتوريين الذين ابتليت بهم القارة السمراء ونظرتهم للشعوب دونية ولايكادوا يحسوا بوجودهم !!..
عندما كانت الصين دولة نامية من دول العالم الثالث أو علي نحو أدق عندما كانت فقيرة تكاد لاتذكر في نشرات الأخبار إلا إذا أراد الإعلام أن يتندر علي رئيسهم ماوتسي تونغ الذي كانت عنده المقدرة الفائقة في التأليف وإصدار الكتب والمطبوعات وكان يستطيع أن يضع في مؤلفاته أنجع الحلول لاعقد المشاكل التي تواجه المجتمع هذا المجتمع الذي كان غارقا في الدجل والشعوذة والخرافة يوم كانت بين الصين والغرب فراسخ وفراسخ من الرقي والتحضر ولكن الصين رغم حالها الرقيق واقتصادها الكليل واعتمادهم في إطعام أمتهم كثيرة العدد علي الارز وصيد البحر إلا أن هؤلاء القوم من بني الأصفر عرف عنهم العمل الدؤوب وتقل عندهم دائما نسبة الفساد فهم بالمرصاد لمن يلعب ( بديله ... يعني بذنبه ) ولا يهمهم إن كان رئيسا أو وزيرا أو نجم مجتمع أو رجل اعمال فلابد أن ( ياخد علي راسو ) وهكذا ظلت الصين منذ أن كانت ( لا في العير ولا النفير ) وحتي اليوم وقد أصبحت تنافس علي كاس صدارة الاقتصاد العالمي ونيل الميدالية الذهبية في هذا المجال طاهرة الذيل نقية من كل شوائب السرقة والنهب والاختلاس والرشوة هذه الأمراض التي لم تسلم منها افريقيا الفقيرة ولا أوروبا ( الشبعانة الي حد التخمة ) !!..
أهل الصين يعملون بروح الفريق مثل النحل وينتجون في صمت ولا يهتمون بالبهرجة والموضة وتراهم جميعا في زي موحد مثل العسكر وطعامهم ليس هامبرجر ولا هوت دوق ولا يحبون الكولا والميراندا والسفن اب ولا يحبون كرة القدم والسلة ويبرعون في تنس الطاولة والتربية البدنية والاكروبات ... استفاد السودان من صداقته مع الصين من زمان يوم كانت الصداقة من غير مقابل فدربوا صغارنا علي الاكربونات وصارت لنا فرقة اكروباتية ظللنا بها ردحا من الزمن ( نقبض بها الجو في البلاد العربية والإفريقية ) وبنوا لنا قاعة الصداقة وقصر الشباب والأطفال ونلنا من خيرهم الكثير ...
ولا ننسي بعثاتهم الطبية خاصة في مستشفي ( ابوعشر ) وقد حولوا هذا المستشفي الريفي الي مستشفي تخصصي أجروا فيه الكثير من العمليات المعقدة التي تكللت بالنجاح.
كانوا يعملون بهمة ونشاط ويهتمون بقطاع الشباب وكانوا يهتمون بالمريض غاية الاهتمام إذا كان معلما ... ( بس ) عندهم مشكلة مع كبار السن لا يهتمون بهم كثيرا من واقع أن كبير السن قد توقف عن الإنتاج وهم يحتاجون السواعد التي تعمل ويقولون للشخص العجوز وبصريح العبارة وبعربية مكسرة :
( امشي انت نوم كتير في ) ... يعني امشي موت ليس لك علاج عندنا ...
وحدث أن غرق للصينيين زميل لهم في ( ابوعشر ) وطلب الغطاسون مبلغا كبيرا لانتشال الجثمان... رفض الصينيون دفع المبلغ بحجة أن زميلهم قد فارق الحياة ولا يمكنه أن يعمل فما الفائدة من استعادته من اعماق النهر ...
الصين حاليا دولة عظمة تسبب صداعا للغرب وتسير حثيثا وتنافس امريكا علي التربع علي صدارة القطبية ولكنها بدأت تدب فيها اعراض العصر وسلبيات الغرب من طمع في الدول الفقيرة واستغلالها ببشاعة ونهب ثرواتها واعطائها في المقابل الحد الأدنى من الكفاف وصارت المساعدات لا تقدم كواجب وتعاطف مع شعوب محتاجة بل صارت تقدم كرشاوي للحكام الفاسدين وقد بات من المألوف أن الصين صارت اقرب لاخلاقيات الغرب إضافة للقبضة الحديدية علي شعوبها واضطهاد الأقليات وعدم احترام اديان هذه الأقليات وكم قامت الصين باشد الحملات فتكا إذا أحست بأن هنالك اجزاء من الصين بدأت تتململ وتريد الانعتاق ...
خلاصة القول إن الدول كاملة العضوية في مجلس الأمن والصين جزء منهم هؤلاء يقفون وراء إسرائيل بكل حزم ويتغاضون عن ابادتها الجماعية لأهل غزة والخوف كل الخوف إذا تقسم السودان مثل ليبيا وتكونت به حكومتان أن تسارع الصين وتبارك الخطوة ... الم نقل لكم من زمان أن المجتمع الدولي أصبح منافقا والصين ليست بمعزل عن هذا المجتمع فلذا فقد ( فات فيها الفوات ) وياحليل صديقنا ( شوانلاي ) والويل لنا من شين جين بينغ الدكتاتور في ثوب الحمل والذي لا ينبيء مظهره عن مخبره ... غايتو نعمل شنو مع حكامنا الذين كل واحد منهم يملك الحيشان التلاته اقصد السلطات التلاتة التشريعية والتنفيذية والقضائية والجوقة التي معه فقط للتصفيق والهتاف !!..

حمد النيل فضل المولي عبد الرحمن قرشي .
معلم مخضرم.

 

 

آراء