الفريق برهان وسيف (داموكليس) sword of Damocles
بشرى أحمد علي
4 May, 2022
4 May, 2022
هي قصة يونانية شرحت العلاقة العكسية بين الملك والسعادة ، فقد سأل شاعر يوناني الملك داموكليس لماذا هو ليس بسعيد على رغماً الملك والأموال ومباهج الحياة والنساء والطعام ؟؟
فقرر الملك مبادلة الشاعر منصب الملك حتى يعرف الأخير السبب ولكنه علق على رأس الشاعر سيف حاد النصل وربطه في الأعلى بشعرة رفيعة وتفصل بينه وبين رأس الشاعر عدة سنتمترات ، لم يتمكن الشاعر من التمتع بالملك ومباهجه بسبب خوفه من سقوط السيف على رأسه لذلك عندما نرى الفريق برهان وهو يرتدي الزي البلدي و يهنئ الشعب السوداني بمناسبة العيد ، أو حميدتي وهو يحتضن (جرائه ) الصغار في صلاة العيد ويتحدث ايضاً عن نبذ الخلاف ، فمضمون هذه المناشدة هو الإحتباس في الحكم وتعثر خطى الانقلاب ، فلا تعتقدوا أنهم في أريحية وسعادة وذلك بسبب السيف المعلق فوق رؤوسهم ، تحس بالخوف يقتلهم وتشعر بموت الأمل في نظراتهم ، والإثنان يدعوان الله في ليلة القدر أن يكون هناك منقذ Lifeline يستخرجهما من الكابوس الذي يعيشانه في كل ثانية ..
وهناك أكثر من سيف معلق فوق رأسيهما ، هناك سيف الشباب الثوري الصامد الذي بحراكه عرقل الإنقلاب فدفن طموحاتهما في قبر سحيق ، وهناك شبح العقوبات الدولية الذي بدأ بشرطة أبو طيرة ولكن هذا الشبح سوف يتجول بين الجدران ويطال كل المؤسسات الأمنية التي تورطت في القمع والقتل ، وقد كانت مجزرة (كرينك ) فأل سئ بالنسبة للإنقلابيين حيث ايقظت الضمير الإنساني العالمي حول أزمة دارفور وفتحت العيون على فشل إتفاقية جوبا ولا ننسى سيف الأزمة الإقتصادية ، وايام فقط تفصلنا عن حرمان السودان من حق الإعفاء من الديون بسبب الإنقلاب ، وهذا يعني أن الإنقلابيين ، بالإضافة إلى دعمهم لسعر الدولار ، عليهم التهيوء لسداد الديون والغرامات التي نتجت عن تأخير السداد .
ولا ننسى سيف البرهان وسيف حميدتي ضد بعضهما البعض ، وتجذبنا المثيولوجيا اليونانية إلى قصة (بروتس) ويليوس قيصر والنهاية بيد الغدر والخيانة ، هذا النوع من التحالفات لا يدوم للأبد وينتهي في الغالب بقاتل او مقتول كما حدث للرئيس علي عبد الله صالح في اليمن .
والملاحظة التي تكشف حدة النصل المعلق هو حديث الإثنان عن ضرورة الوحدة ونبذ الخلاف ، وذلك أشبه بمن يقرأ رواية جانير وهو يجلس في مقعد طائرة قد إحترقت كل محركاتها وهي تهوي لتسقط في المحيط ، فالشعب السوداني متوحد في رفض الإنقلاب ، وستة أشهر من تعرقل الإنقلاب كانت كافية لشرح هذه المسألة ، فقد طرق البرهان وحميدتي كل الأبواب الخارجية ما عدا باب الشعب السوداني وهما يبحثان عن الحلول ، يملكان رؤية لتتشكيل حكومة بمن حضر ولكنهما يخشيان أن تحترق مثل حكومات المخلوع البشير التي شكلها في أيام الثورة ، والوعيد الغربي بضرورة تشكيل حكومة تمثل التحول (الحقيقي ) نحو الحكم المدني كان بمثابة إشارة حمراء وخط مشاة لا يمكن تجاوزه .
الدكتور بشرى أحمد علي
فقرر الملك مبادلة الشاعر منصب الملك حتى يعرف الأخير السبب ولكنه علق على رأس الشاعر سيف حاد النصل وربطه في الأعلى بشعرة رفيعة وتفصل بينه وبين رأس الشاعر عدة سنتمترات ، لم يتمكن الشاعر من التمتع بالملك ومباهجه بسبب خوفه من سقوط السيف على رأسه لذلك عندما نرى الفريق برهان وهو يرتدي الزي البلدي و يهنئ الشعب السوداني بمناسبة العيد ، أو حميدتي وهو يحتضن (جرائه ) الصغار في صلاة العيد ويتحدث ايضاً عن نبذ الخلاف ، فمضمون هذه المناشدة هو الإحتباس في الحكم وتعثر خطى الانقلاب ، فلا تعتقدوا أنهم في أريحية وسعادة وذلك بسبب السيف المعلق فوق رؤوسهم ، تحس بالخوف يقتلهم وتشعر بموت الأمل في نظراتهم ، والإثنان يدعوان الله في ليلة القدر أن يكون هناك منقذ Lifeline يستخرجهما من الكابوس الذي يعيشانه في كل ثانية ..
وهناك أكثر من سيف معلق فوق رأسيهما ، هناك سيف الشباب الثوري الصامد الذي بحراكه عرقل الإنقلاب فدفن طموحاتهما في قبر سحيق ، وهناك شبح العقوبات الدولية الذي بدأ بشرطة أبو طيرة ولكن هذا الشبح سوف يتجول بين الجدران ويطال كل المؤسسات الأمنية التي تورطت في القمع والقتل ، وقد كانت مجزرة (كرينك ) فأل سئ بالنسبة للإنقلابيين حيث ايقظت الضمير الإنساني العالمي حول أزمة دارفور وفتحت العيون على فشل إتفاقية جوبا ولا ننسى سيف الأزمة الإقتصادية ، وايام فقط تفصلنا عن حرمان السودان من حق الإعفاء من الديون بسبب الإنقلاب ، وهذا يعني أن الإنقلابيين ، بالإضافة إلى دعمهم لسعر الدولار ، عليهم التهيوء لسداد الديون والغرامات التي نتجت عن تأخير السداد .
ولا ننسى سيف البرهان وسيف حميدتي ضد بعضهما البعض ، وتجذبنا المثيولوجيا اليونانية إلى قصة (بروتس) ويليوس قيصر والنهاية بيد الغدر والخيانة ، هذا النوع من التحالفات لا يدوم للأبد وينتهي في الغالب بقاتل او مقتول كما حدث للرئيس علي عبد الله صالح في اليمن .
والملاحظة التي تكشف حدة النصل المعلق هو حديث الإثنان عن ضرورة الوحدة ونبذ الخلاف ، وذلك أشبه بمن يقرأ رواية جانير وهو يجلس في مقعد طائرة قد إحترقت كل محركاتها وهي تهوي لتسقط في المحيط ، فالشعب السوداني متوحد في رفض الإنقلاب ، وستة أشهر من تعرقل الإنقلاب كانت كافية لشرح هذه المسألة ، فقد طرق البرهان وحميدتي كل الأبواب الخارجية ما عدا باب الشعب السوداني وهما يبحثان عن الحلول ، يملكان رؤية لتتشكيل حكومة بمن حضر ولكنهما يخشيان أن تحترق مثل حكومات المخلوع البشير التي شكلها في أيام الثورة ، والوعيد الغربي بضرورة تشكيل حكومة تمثل التحول (الحقيقي ) نحو الحكم المدني كان بمثابة إشارة حمراء وخط مشاة لا يمكن تجاوزه .
الدكتور بشرى أحمد علي