الكهف المرقوم !! .. شعر: عبدالإله زمراوي
في صدرِ الليلِ
لمِستُ هُموماً تسكنني،
فَفَررتُ بجسدي
للكهفِ المرقوم...
اوَ لم يبقى
لي وطنٌ
كي ارويه لطفلي
عند النوم؟
ولماذا حُزني
مُلتَفٌ حولي
كالأفعى؟
ولماذا كَذَبَ
التأريخُ رماني
وجَفَاني حضوري
للتَو؟
قد هَلَكَ سرابي
في قِيعَة،
وبِحُزني سبَّحتُ الله
كيونسَ في الحوتِ..
قَهقَهتُ بصوتٍ عارٍ
مملوءٍ بالأوجاع،
وهنيهة حتى
جاءَ الشيطانُ
أسيفاً يبكي
عن حالِ الأرض..
للتوِ سحبتُ شِراكي
من قاعِ البَحر،
قد أنبَتَ لي ربي
في اللحظةِ
يقطيناً في
الشَط المائل..
في ساعةِ يأسٍ
ناجيتُ تهاويمي،
في الحال الآني والآتي..
ورفضتُ حياةً
لا تعبأ
إن كنتُ حكيماً
ام صرتُ
من الوسواسِ حطام؟
هل تأخذُ يا هذا
من عمري المؤودِ
ما آتٍ،
إن بقيَّ حبيساً
في وَهنِ الصبر؟
ام اشقى كالعادةِ
في الفجرِ
بصوتي المبحوح
وجسدي القاني
من لون دمي
ودموعِ الشعب المقهور؟
حدّثُتك بالليل
كثيراً بالرمزِ..
جسدي مُهتريءٌ
بالكدماتِ وبالحمّى
والعقلُ مليءٌ بالألغاز..
الموتُ على
قارعةِ الأحزانِِ
ام جوعي الكافِر
في الصفِ المُمتّدِ
على الطُرقات؟
قالت نفسي إيَّاك..
لم اعقلُ
ما قالت نَفسي،
وَمَضَت روحي
كالبَرْقِ حثيثاً
نحو سماءٍ الملكوت..
ورأيتُ ظلالاً مرئية
بعَرضِ خيالي المجنون،
ومررتُ ببستان زاهٍ
مملوءٍ بزنابق برّية..
ولعبتُ مع
الطيرْ شِليل*!
شليل وينو??
ورقصتُ على
وقعِ خطاي العَاثِر..
ووجدتُ هناك
على الشرفة
ظلِّي المفقود
فظَلَلتُ أُسابقه
في ليلِ الأحلامِ..
ورأيتُ بقلبي
مشكاة في
مصباحِ دُرِّي..
وصُعقتْ كموسى
عند الطور الأيمن
من قلبي،
إندكَ فؤادي
دكاً دكاً
من ضوءِ الفجر..
والوطنُ أمامي
كالطود الشامخ
يبدو كالشمسِ،
أنّى لى
ان أبصر شيئاً
في نورِ الله؟
وكفاني في
ليلِ الاحلام
برغمِ الأحزان،
إنِّي أبصرتُ
حياة بِلادي
في اللوحِ المحفوظ..
ورأيتُ حياتي
في قلبِ
النور ِ الوضّاء..
zomrawi@msn.com
/////////////////////