الكيزان لا يملكون تفويضا إلهيا

 


 

 

لم أجد كلمة دولة أو مايرادفها في اللغة العربية. كذلك فان كل النداءات والاوامر للحكم باسم الله كانت تصدر الى النبي صلى الله عليه وسلم لكونه رسول من الله يتنزل الوحي السماوي عليه . كذلك نجد في القران الكريم ورود كلمات الا (باذنه) أو (الا لمن أذن له) مما يعني انه لايجوز لأي شخص ما ان يتحدث او يحكم باسم الله الا ان يكون له اذنا بذلك، لقد إفترضت الحركة الاسلامية انها مكلفة بأن تنزل قيم السماء على الارض. وليس لها اذن بذلك فاعضاؤها من عامة الناس يعتريهم ما يعتري البشر العاديين من العيوب والاهواء والخطأ والصواب وهم ليسوا من المصطفين الأخيار الذين تتنزل اسماء الله الحسنى على الارض على ايديهم وفي ذلك معاني عرفانية عميقة، فالترقي في المقامات الروحية امرُ يصطفي له الله تعالى افراد او اقوام وفق اشارات روحية محددة فيها الرؤى المنامية والكشف والالهام.(وممن هدينا وأجتبينا)(ثم اورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا)
ومالنا مثلا لانرى كبار السادة الصوفية مثل الشيخ المكاشفي والشيخ ود بدر وابونا الشيخ يوسف ابشرا وغيرهم يطالبون بقيام دولة اسلامية او يسعون لتطبيق الاقتصاد الاسلامي. وليس هنالك مايسمي بالاقتصاد الاسلامي او البنوك الاسلامية فمثلا فان مايعرف بصيغه المرابحه في البنوك الاسلامية هو ضرب من ضروب الربا المغلف. وهي نوع من التحايل بقصد اضفاء الشرعيه علي هذه الممارسه الربويه التي دمرت بيوت وشتت اسر بسبب الرهن العقاري مقابل مبلغ من المال يا خذه الشخص وتوضع عليه نسبه عاليه من الارباح بادعاء ان البنك يبيع السلعه الي اجل. وحقيقه الامر انه لاتوجد سلع يبيعها البنك فهو ممول فقط لمشروع معين يتقاضي ارباحا دون اي مخاطر لوجود الضمانات ودون اي جهد يبذله البنك فالعميل هو الذي ياتي بالسلعه ويمثل البنك امتلاكها ويبيعها للعميل فيما يشبه اللعب علي عقول الناس ولايحل المال في التجارة الا اذا توفر الجهد او المخاطرة وهذا مالا يتوفر في صيغة المرابحة ومثلها بيع السلم اما المشاركة او المضاربة فلايتعاملوم بها الا نادرا والقرض الحسن هو لخاصة الخواص.اذن فانه لايوجد مايسمي اقتصاد اسلامي اوادارة اسلامية . او ما الى ذلك من دعاوي تعبر عن حالات النفوس التي يسقطها البعض على الدين بكل قدسيته وما نالوا اذناً بذلك ويمكن تعميم ذلك علي الكثير من الممارسات بأسم الدين. ولعل تجاربهم في دولة مثل السودان تبرهن الى ماوصلنا اليه، ففور وصولهم الى السلطة نبعت من دواخلهم كل تراكمات التربية والبيئة والرواسب القديمة ليتقيأوا على الواقع السوداني كل عقدهم ومشاكلهم الاجتماعية والنفسية وليس لهم من الاسلام سوى مظهر اللحى ومظاهر الزي والكلمات والعبارات وبعض الممارسات الاجتماعية باسم الدين .
لقد افترض سيد قطب في كتبه افتراضا لاحق له فيه بقيام طليعة تقوم بامر الدين وتتمثله في جماعة وتفترض ان بقية المجتمع جاهلي وانها وحدها على صواب، أنظروا اليه في احدى قصائده وهو يقول (قد إختارنا الله في دعوته.. وانا سنمضي على سنته..فمنا الذين قضو نحبهم ومنا الحفيظ على ذمته) لايمكننا باي حال ان نبعد افكار سيد قطب عن الظرف النفسي والزماني الذي كان يعيشه الرجل وبكل المعايير. فانه في الاصل اديب وشاعر. و من شانه التهويم في سماوات الخيال ومجالات المثاليات التي من الصعب ان تتنزل على ارص الواقع بكل تعقيداته. حتى ان محمداً صلى الله عليه وسلم المبعوث من رب العزة عزة وجل قال بكل تواضع :(انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق) لأنه يعترف بان للعرب اخلاق وقيم قد جاء ليكملها. ولم يتحدث كما يفعل اصحابنا الكيزان حين حكمهم عن التحول الحضاري وكأن أعضاء الحركة الاسلامية ملائكة من السماء منوط بهم ان يحولوا الارض كلها لتدين بالشريعة الاسلامية الغراء وهم غير مؤهلين لذلك نفسيا ولا أخلاقيا.
فكرة الامة والامام فكرة اصيلة فى الاسلام والامام هنا شخص ملهم يتحدث باسم الله تعالى صدقه من صدقه وكذبه من كذبه المهم انه شخص غير عادى يتلقى اوامره من السماء لذلك حينما قال صلى الله عليه وسلم انه سوف يأتى على رأس كل قرن من يجدد لهذه الامة امر دينها كان من المفترض ان يكون الرجل الخامس عشر فى قرننا هذا ولا ادرى حقيقة من هم الاربعة عشر الاخرين وهذا سؤال رئيسى فان الرسول صلى الله عليه وسلم لاينطق عن الهوى فهل هنالك مايثبت ان الرجل الخامس عشر من الاخوان المسلمين او انصار السنه او الصوفية ومنهم الجمهوريين والشيعة.اسئلة حائرة تبحث عن اجابة حتى نكون على بينة من امر ديننا ودنيانا الكل يدعى وصلا بليلى وليلي لاتقر لهم بذاكا . ومن الدعاء ان لاتجعل فتنتنا فى ديننا فهل المرشد العام لجماعة الاخوان المسلمين في مصر هو ذلك الرجل الرجل ام علي كرتي الامين العام للحركة الإسلامية في السودان ام السيد علي خامنئى في ايران وما هو المنهج الاسلامى الذى يتبع ويحكم به على اى مدرسة من المدارس ووفق اى منهج هل المنهج السلفى ام التوحيدى ام ولاية الفقيه هل الحق مع شيخ الازهر ام مع جماعة الاخوان المسلمين . يايها الملأ افتونى فى امرى. اين الحق وعلى ما تسيل الدماء وتزهق الارواح ليس هنالك وضوح فى الرؤيا. وانما لبس وغموض على المستوى الشخصى والاجتماعى قد تكون الامور واضحة وضوح الشمس وفق الهداية الالهية . ولكن على المستوى العام فيبدو ان الامور غير واضحة تماما فهل نترك ما لقيصر لقيصر ومالله لله ولكن الامر كله لله هل نحن فى مرحلة مخاض تاريخى في انتظار مخلص للبشرية. ام مازلنا امتداد لابائنا واجدادنا .
لو كان موسى حيا لما وسعه الا اتباعى ولوكان محمد صلى الله عليه وسلم حيا لقال فيما يحدث الان ولسمعت البشرية الى حديث الوحى ولكنه عليه افضل الصلاة والتسليم قد اختاره الى جواره وقد قال علماء امتى انبياء بنى اسرائيل فاين العلماء الربانيون وهل منهم المرشد العام ام منهم شيخ الازهر ام خامنئى هل هذا زمان الظهور حين نهرب سريعا الى عقيدة الانتظار والمهدى المنتظر الذى سيملأ الارض عدلا بعد ان ملئت جورا وهل الدم المراق من علامات الظهور ما اروع عقيدة الانتظار وما اجمل الاستشراف مجرد اشواق نرسلها وأشواق المحبين ننفثها زفرات حرى ( مازاغ البصر وما طغى ) ومااروع الحقيقة المحمدية حين تترأى فى الأفق البعيد واشوقاه لاخوانى الذين لما ياتوا بعد هكذا قد نطق بها فاهه الشريف.

 

آراء