الكيزان وسعيهم المحموم لتمزيق بلادنا!

 


 

أحمد الملك
18 February, 2024

 

أحمد الملك
ذات يوم قبل سنوات، كانت أجهزة أمن الكيزان تراقب تقدم قوات خليل إبراهيم نحو الخرطوم، وكان من الممكن التعامل مع تلك القوات خارج الخرطوم. لكن لم يتقدم أحد لاعتراضهم، كانت الخطة أن تكون هناك خسائر وسط المدنيين، ثم تتولى ميلشيات النظام دور البطل المنقذ لتتعامل مع (الغزاة)!
كسرت قوات المرحوم خليل الدش في يد النظام الكيزاني، حين تعاملوا بكل احترام مع المواطنين ودفعوا للباعة ثمن كل ما اخذوه من مشروبات وأطعمة. ظل الكيزان لسنوات يجترون الواقعة ضمن خطتهم التضليلية التي كانت تهدف لتخويف الناس من مالات سقوط نظامهم الساقط، باعتبارهم حائط صد ضد أطماع أهل الهامش! فظل منسوبيهم يتساءلون (وبراءة اللصوص في اعينهم) حين يتم طرح هم التغيير: (لكن البديل منو؟) وظلت رموزهم حتى في الخارج تبث الدعاية العنصرية بين المهاجرين واشاعة أن (أهل الهامش) يريدون أن يحكموكم بالقوة! وهاهم يقومون بغزو الخرطوم طمعا في الاستيلاء على العرش والتمرغ في نعيم سلطة قصر غردون! وبنفس المنطق فليس من المستبعد انهم كانوا يتعمدون سحب قواتهم من بعض المناطق حتى يتراكم الغبن من المواطنين تجاه قوات الدعم السريع، وتجاه المجموعات الاثنية التي تمثلها تلك القوات بل والغرب والجنوب بصورة عامة!
ولم تتوقف طوال عهدهم المشئوم محاولات بث الكراهية واحياء نار العصبيات، كانت الحرب على الأحزاب السياسية والنقابات أول مسمار حاولت الإنقاذ دقه في نعش الوحدة الوطنية، وكان الغرض أن يركن الناس إلى عصبية القبيلة والاحتماء بها بديلا عن تنظيمات الدولة الحديثة، ثم اعادت تقسيم الولايات على أساس قبلي، وفي كل المعاملات الحكومية يجب ملْ استمارة ووضع اسم القبيلة عليها.! ثم تطور الأمر إلى تسليح بعض المكونات القبلية وانشاء المليشيات لتحارب نيابة عن الجيش الذي طالته يد التهميش والتدمير خوفا أن تتحرك ما تبقت فيه من روح وطنية لوأد مشروع الإنقاذ التدميري.
ولم تكتف الإنقاذ بكل ما فعلته في دارفور بل انها حاولت نقل نفس الفكرة حتى الى شمال السودان، في سعي محموم لبث الانقسامات والفرقة بين أهل عاشوا لقرون طويلة في وئام تام دون ضغائن أو مشاكل.
من يقوم بجز الرؤوس ويحرص على توثيق هذا العمل المشين ونشره، ليس له من هدف سوى ضرب الوحدة الوطنية وتماسك النسيج الاجتماعي. وهو فعل ليس غريبا على الكيزان. الذين ابتدروا حربا ويدفعون في اتجاه تحولها لحرب أهلية شاملة فقط لحماية انفسهم من المحاسبة ولضرب ثورة ديسمبر المجيدة الخالدة.
واضح أن استمرار الحرب هو هدف أساسي للكيزان غض النظر عن كل الخسائر التي يتكبدها اهل هذه البلاد من ضياع للأرواح والممتلكات ومستقبل الأبناء. ونشر فيديوهات قطع الرؤوس لا غرض لها سوى احداث مزيد من الفتن ودفع الطرف الآخر ليسلك نفس سلوكهم، فتتراكم الأحقاد والفتن بين أبناء الوطن الواحد. الكيزان لا يستطيعون العيش الا في أجواء الفتن والكوارث.
رئيس منظمات المجتمع المدني والمبادرة الوطنية لحل الأزمة السودانية بحسب صحيفة مداميك، يحذر أن السودان على أبواب المجاعة، التي يهدد خطرها 30 مليون انسان.
من يهتم بذلك؟ فجماعة بل بس التي تسيطر على المجموعة التي تقود الجيش (البرهان ونوابه ومساعديه) لا يهمها موت الناس ودمار ممتلكاتهم وضياع مستقبل أبنائهم ، فالخونة قاموا بتأمين حياتهم، من الأموال التي نهبوها من هذه البلاد المنكوبة، قصور في تركيا وماليزيا وحسابات بنكية في كل مكان، متخمة بأموال الشعب المغلوب على أمره.
الثورة بتضحيات شهدائها هي التي ستفشل المخطط الكيزاني ومناصريه، لتدمير البلاد ودفعها لمزيد من التمزق، سترد كيدهم في نحرهم وسيعودون صاغرين لمواجهة محاكم الثورة ولجان محاسبتها، ولن يكون لمن اشعل شرارة هذه الحرب وكل من شارك فيها وارتكب جرائم بحق المدنيين العزل، أية مستقبل في إدارة هذه البلاد.

#لا_للحرب
#نعم_لكل_جهد_وطني_لوقف_الحرب_العبثية

 

ortoot@gmail.com

 

آراء